فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 73-من دروس القران التوعوية - التوكل والتواكل
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-11-08, 10:09 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من ذاكرة الايام - من مواقف شهامة الرجال
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-11-07, 8:33 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 72- من دروس القران التوعوية- المال ...
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-11-07, 6:55 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 71-من دروس القران التوعوية-معالجات الاسلام للفقر والعوز
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-11-06, 8:20 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 70- من دروس القران التوعوية -العمل لكسب الرزق والمعاش
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-11-05, 7:44 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 69- من دروس القران التوعوية-حرب الاسلام على الفقر واسبابه
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-11-05, 8:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 68-من دروس القران التوعوية -الاسلام وحده المحقق للعبودية والاستخلاف
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-11-05, 1:35 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 33-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - مفهوم التزكية
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-11-04, 12:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 67- من دروس القران التوعية- الالتقاء على كلمة سواء
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-11-02, 8:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 66- من دروس القران التوعوية -تحقيق العدل في اوساط البشرية مهمة جمعية
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-11-02, 11:32 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة -الى متى ننتظر ؟؟!!
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-11-01, 1:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» الطائفة الناجية!!!
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-11-01, 1:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 65- من دروس القران التوعوية - كُونُوا رَبَّانِيِّينَ !!
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-10-31, 12:46 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 64- من دروس القران التوعوية - وقاية النفس من الشح
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-10-30, 2:59 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-10-29, 11:10 am من طرف سها ياسر

» 32-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - العقيدة العملية
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-10-29, 1:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 63- من دروس القران التوعوية- العدل والعدالة في القران
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-10-28, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 62-من دروس القران التوعوية :الشورى
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-10-27, 6:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 61- من دروس القران التوعوية-الحذر من مؤسسات الضرار حتى لو لبست لباس شرعي
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-10-25, 9:51 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 60- من دروس القران التوعوية - اسباب النفاق
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-10-25, 5:18 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 59- من دروس القران التوعوية -العداء المستحكم في النفوس !!
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-10-24, 7:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 58- من دروس القران التوعوية - التكاليف الشرعية جاءت ضمن قدرات الانسان
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-10-23, 8:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 57- من دروس القران التوعوية - ادب الدعاة
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-10-22, 6:10 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-10-21, 10:03 am من طرف سها ياسر

» 56- من دروس القران التوعوية - البينة !!!
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-10-21, 4:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 31- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-10-20, 11:58 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 55- من دروس القران التوعوية- انا سنلقي عليك قولا ثقيلا
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-10-20, 9:54 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 54- من دروس القران التوعوية :-التحذير من الوهن
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-10-19, 1:15 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خواطر مع دماء الشهداء
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-10-18, 11:32 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» تعليق على حادثة عملية البحر الميت اليوم
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_icon_minitime2024-10-18, 11:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 221 عُضو متصل حالياً :: 1 أعضاء, 0 عُضو مُختفي و 220 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

محمد بن يوسف الزيادي

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38802
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_vote_rcapفساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_voting_barفساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_vote_rcapفساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_voting_barفساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_vote_lcap 
معتصم - 12434
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_vote_rcapفساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_voting_barفساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4323
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_vote_rcapفساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_voting_barفساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_vote_rcapفساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_voting_barفساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_vote_rcapفساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_voting_barفساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_vote_rcapفساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_voting_barفساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_vote_rcapفساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_voting_barفساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_vote_rcapفساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_voting_barفساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_vote_lcap 
العرين - 1193
فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_vote_rcapفساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_voting_barفساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر  I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1031 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Mohammed mghyem فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66414 مساهمة في هذا المنتدى في 20318 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

فساد الرابطة الوطنية - أبو حامد الشاكر

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام



الروابط (1) فساد الرابطة الوطنية

الفقه الأكبر
الــــروابـــــــط (1)
الــرابــطــة الــــوطــنــيـــة
أبو حامد الشاكر
ظلَّت الأمةُ الإسلامية قروناً طويلةً وهي عزيزةٌ منيعةٌ، تتصدرُ قيادةَ الشعوب والأممِ طالما بقيت متمسكةً بكتاب ربِّها، منفذةً لأحكامه عاملةً بسنة رسوله؛ فلمَّا هجرت العملَ بالقرآن وانحرفت عن السنة، انتشرَ الفسادُ وشاع الخلافُ فضَعُفت الأمةُ وذلَّت؛ وقد تمَّ ذلك بمكائد الكفارِ وتضليلهم وتقاعس المسلمين وتقصيرهم، حيثُ عاشوا منذ منتصف القرن الماضي في مرحلةٍ مشاعريةٍ كاسحةٍ وظلُّوا غارقينَ في دوامة من الألفاظ الطنَّانة، وهم يردِّدون بحماسٍ كلماتِ الوطنية والقومية والتحرر ومحاربة الاستعمار، دون أن يكون لها واقعٌ ودون أن يكون لها معنىً جوهري.
فالوطنيةُ لا تملك أفكاراً ولا أنظمةً، وكلُّ الذي تملكهُ عاطفةُ الانتساب للوطن والتعصُّبُ للوطن، وهي رابطةٌ تفرّقُ ولا تجمع، ولم يرِد لكلمة الوطنية في القرآن الكريم ولافي السنة النبوية أيُّ مدلولٍ أو معنى أو مغزى أو حتى منبع، ولم ترد حتى في كلام الصحابة ولافي كلام كبار علماء الأمة.
فالوطنُ "لغةً": كلُّ مكان قامَ به الإنسانُ لأمرٍ، فكلُّ مكانٍ قام به الإنسانُ لأمرٍ فهو موطنٌ له "أوطنَ فلانٌ أرضَ كذا أي اتخَّذها محلاً ومسكناً يقيمُ فيها". فالوطنُ ليس هو إلَّا محلُ إقامة الإنسان سواءً أكانت إقامةً دائمةً أو مؤقتة، فالذي يسافرُ فترةً لبلدٍ آخر فإنَّه يتخذهُ وطناً أي مسكناً ومقاماً ولو مؤقتاً, وتوطينُ النفس على شيءٍ هو تعويدها عليه، والموطنُ هو المشهدُ من مشاهد الحرب، قال تعالى: " لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ". ولم يكنْ عند المسلمين قبلَ هدمِ خلافتهم أيُّ معنى لكلمة الوطن غيَر هذا المعنى، ومفهومُ الوطنِ كونُه بلداً ترتبطُ فيه جماعةٌ من الناس، وتتفقُ أن تلتزمَ بسيادة الوطن، وإطاعةِ الحاكم وما يتبعهُ من أجهزةٍ حكومية, هو مفهومٌ أوروبي وقد ظهرَ بعد المعركة الدامية بين الفلاسفة ورجال الكنيسة للحدِّ من تدخلِ الكنيسة في الحياة العامة في المجتمعات الأوروبية فعندها تنادى المفكرون إلى ضرورةِ وضعِ أسسٍ جديدة تربطُ بين الناس لا على أساس الدين والمذاهب التي أدَّت إلى سفك الدماء وإنَّما على الولاء للوطن وقد تُوِّجَت هذه الأحداثُ بتكريس مفهوم "فصل الدين عن الحياة" وهو أساسُ الفكرِ العلماني الديمقراطي والعقيدة العلمانية الديمقراطية التي تقومُ على إنكار دور الدين والخالق في تصريف شؤونِ المجتمع. وهكذا فعندما ذهبت دولةُ الإسلام وتغلغلَ الاستعمارُ في بلاد المسلمين وَرَدَت إلينا فكرةُ الوطنية لتكريسِ كياناتٍ أقامها الكافرُ المستعمر في بلادنا بعد أن قسَّمها إلى دويلاتٍ هزيلة حسب اتفاق سايكس بيكو وعلى مزاج غورو.
إذاً ففكرةُ الوطنية جزءٌ لا يتجزأُ من المؤامرات الغربية لتكريس تجزئةِ المسلمين على سوريا ولبنان والعراق وليبيا... وقد تجَلَّت هذه الفكرةُ العَفِنَةُ بشعاراتٍ وعباراتٍ وإعلاناتٍ تُصدّعُ رؤوسنا: "مصر للمصريين"، "لبنان أولاً"، "نفط السعودية للسعودية"، "القضية الفلسطينية شأن فلسطيني"، "شلال الدم السوري شأن داخلي"، فكيف لنا أن نرضى بالوطنية ونقولَ بأنَّها أمرٌ واقع، وهي داءٌ خبيثٌ يَفُتُّ في عضدِ الأمةِ الإسلاميةِ الواحدةِ، قال تعالى: " إنَّ هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون "
وقد وردَ أنَّ قائدنا محمداً لم يعتبر مكةَ وطناً له، فقد اعتبرها محلَّ سفرٍ وقصرَ فيها الصلاة، وهو القائل: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، ويُخطئ كثيٌر من دعاة الوطنية عندما يَستدِلٌّون على ذلك باجتزاءٍ من حديثه عند خروجِه من مكةَ: "أنتِ أحبُ بلاد الله إلي ولولا أنَّ المشركين أخرجوني لم أخرج منك"، فقد روى ابن عباس أنَّ النبي لـمَّـا خرج من مكة قال: "أنتِ أحبُ بلاد الله إلى الله وأنتِ أحبُ بلاد الله إلي، ولولا أنَّ المشركين أخرجوني لم أخرج منك" فهو صلى الله عليه وسلم كان يحب مكة لأنها أحبُ البلاد إلى الله ، وأمَّا من يدَّعي بأنَّ الإسلامَ أمَر بالدفاع عن الأوطان واعتبَر ذلك جهاداً في سبيل الله فهذا فيه الكثيُر من التدليس والتضليل، فإسلامُنا لم يأمر بالدفاع عن "الوطن" وإنَّما أمرَ بالدفاع عن البلاد الإسلامية بغضّ النَّظر عن كونها وطناً للمجاهد أو غيَر ذلك؛ وعلى هذا الأساس فتحريرُ البلاد الإسلامية المغتصبة والذَّودُ عن المسلمين المستضعفين وتخليصهم من الطغاة المجرمين لا يُناط بأهل تلك البلاد طالما لا يستطيعون ذلك وحدَهم، وإنما يُناط الواجبُ بكل المسلمين في كل بقاع الدنيا؛ فديننا واحدٌ وأمتنا واحدةٌ وقائدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو القائل: "من قاتل تحت راية عُمْيَةٍ؛ يدعو إلى عصبية، أو ينصر عصبية، فقتلته جاهلية"
وهو صلى الله عليه وسلم لم يتمسك بتراب "وطنه" مكة؛ وكان يستطيعُ ذلك بعد الفتح، ولكنَّه رجع إلى المدينة عاصمة الدولة الإسلامية وأقام فيها حتى وفاته صلى الله عليه وسلم ولم يوصي بدفن جثمانه الطاهر في تراب "الوطن" مكة المكرمة؛ وكذلك أصحابُه من بعده، ولقد وصلَ الأمرُ ببعض دعاة الوطنية إلى افتراء الأحاديث على رسول الله كقولهم: "حب الوطن من الإيمان" فهذا ليس بحديث ولم يَقُلهُ صلى الله عليه وسلم.
ثمَّ إنَّ حُبَّ الوطن شيءٌ و"الوطنية" شيءٌ آخرَ، فَحُبُّ الوطن "مكان الإقامة" شيء طبيعي غريزي لدى الإنسان، فقلبُه يتعلقُ بالمكان الذي اعتادَ عليه وترعرع فيه ولَهُ فيه ذكرياتٌ جميلة، إلا أنَّ هذا الحب الغريزي لا يتعدى القريةَ أو المدينة أو المنطقة التي عاش فيها الإنسان فأنَّى لابن درعا أن يُحِبَّ ويَحِنَّ ويشتاقَ للقامشلي أكثر من طرابلس أو الرمثا لأنَّه سوري وتلك لبنانية والأخرى أردنية ــ وكلها بقاع إسلامية عزيزة ــ فما هذه الرابطةُ الهابطةُ التي تُرَوّجُ لفكرٍ غربيٍ غريبٍ، وجبَ علينا ردُّهُ لأهله وتخليصُ أمتنا منه قال صلى الله عليه وسلم : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" فواجبٌ على كلِّ المسلمين اليوم نبذُ كل الأفكار والمفاهيم الدخيلة والعودة الحميدة إلى الإسلام وإلى الرابطة الإسلامية الراقية الفريدة لإقامة مجتمعهم على أساس العقيدة الإسلامية، وليُجددوا عهدهم ويُرضوا رَّبهم بإقامة دولتهم الواحدة التي فيها عزُّهم ومجدُهم ونصرُهم على عدوهم

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

نبيل القدس ابو اسماعيل كتب:

الروابط (1) فساد الرابطة الوطنية

الفقه الأكبر
الــــروابـــــــط (1)
الــرابــطــة الــــوطــنــيـــة
أبو حامد الشاكر
ظلَّت الأمةُ الإسلامية قروناً طويلةً وهي عزيزةٌ منيعةٌ، تتصدرُ قيادةَ الشعوب والأممِ طالما بقيت متمسكةً بكتاب ربِّها، منفذةً لأحكامه عاملةً بسنة رسوله؛ فلمَّا هجرت العملَ بالقرآن وانحرفت عن السنة، انتشرَ الفسادُ وشاع الخلافُ فضَعُفت الأمةُ وذلَّت؛ وقد تمَّ ذلك بمكائد الكفارِ وتضليلهم وتقاعس المسلمين وتقصيرهم، حيثُ عاشوا منذ منتصف القرن الماضي في مرحلةٍ مشاعريةٍ كاسحةٍ وظلُّوا غارقينَ في دوامة من الألفاظ الطنَّانة، وهم يردِّدون بحماسٍ كلماتِ الوطنية والقومية والتحرر ومحاربة الاستعمار، دون أن يكون لها واقعٌ ودون أن يكون لها معنىً جوهري.
فالوطنيةُ لا تملك أفكاراً ولا أنظمةً، وكلُّ الذي تملكهُ عاطفةُ الانتساب للوطن والتعصُّبُ للوطن، وهي رابطةٌ تفرّقُ ولا تجمع، ولم يرِد لكلمة الوطنية في القرآن الكريم ولافي السنة النبوية أيُّ مدلولٍ أو معنى أو مغزى أو حتى منبع، ولم ترد حتى في كلام الصحابة ولافي كلام كبار علماء الأمة.
فالوطنُ "لغةً": كلُّ مكان قامَ به الإنسانُ لأمرٍ، فكلُّ مكانٍ قام به الإنسانُ لأمرٍ فهو موطنٌ له "أوطنَ فلانٌ أرضَ كذا أي اتخَّذها محلاً ومسكناً يقيمُ فيها". فالوطنُ ليس هو إلَّا محلُ إقامة الإنسان سواءً أكانت إقامةً دائمةً أو مؤقتة، فالذي يسافرُ فترةً لبلدٍ آخر فإنَّه يتخذهُ وطناً أي مسكناً ومقاماً ولو مؤقتاً, وتوطينُ النفس على شيءٍ هو تعويدها عليه، والموطنُ هو المشهدُ من مشاهد الحرب، قال تعالى: " لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ". ولم يكنْ عند المسلمين قبلَ هدمِ خلافتهم أيُّ معنى لكلمة الوطن غيَر هذا المعنى، ومفهومُ الوطنِ كونُه بلداً ترتبطُ فيه جماعةٌ من الناس، وتتفقُ أن تلتزمَ بسيادة الوطن، وإطاعةِ الحاكم وما يتبعهُ من أجهزةٍ حكومية, هو مفهومٌ أوروبي وقد ظهرَ بعد المعركة الدامية بين الفلاسفة ورجال الكنيسة للحدِّ من تدخلِ الكنيسة في الحياة العامة في المجتمعات الأوروبية فعندها تنادى المفكرون إلى ضرورةِ وضعِ أسسٍ جديدة تربطُ بين الناس لا على أساس الدين والمذاهب التي أدَّت إلى سفك الدماء وإنَّما على الولاء للوطن وقد تُوِّجَت هذه الأحداثُ بتكريس مفهوم "فصل الدين عن الحياة" وهو أساسُ الفكرِ العلماني الديمقراطي والعقيدة العلمانية الديمقراطية التي تقومُ على إنكار دور الدين والخالق في تصريف شؤونِ المجتمع. وهكذا فعندما ذهبت دولةُ الإسلام وتغلغلَ الاستعمارُ في بلاد المسلمين وَرَدَت إلينا فكرةُ الوطنية لتكريسِ كياناتٍ أقامها الكافرُ المستعمر في بلادنا بعد أن قسَّمها إلى دويلاتٍ هزيلة حسب اتفاق سايكس بيكو وعلى مزاج غورو.
إذاً ففكرةُ الوطنية جزءٌ لا يتجزأُ من المؤامرات الغربية لتكريس تجزئةِ المسلمين على سوريا ولبنان والعراق وليبيا... وقد تجَلَّت هذه الفكرةُ العَفِنَةُ بشعاراتٍ وعباراتٍ وإعلاناتٍ تُصدّعُ رؤوسنا: "مصر للمصريين"، "لبنان أولاً"، "نفط السعودية للسعودية"، "القضية الفلسطينية شأن فلسطيني"، "شلال الدم السوري شأن داخلي"، فكيف لنا أن نرضى بالوطنية ونقولَ بأنَّها أمرٌ واقع، وهي داءٌ خبيثٌ يَفُتُّ في عضدِ الأمةِ الإسلاميةِ الواحدةِ، قال تعالى: " إنَّ هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون "
وقد وردَ أنَّ قائدنا محمداً لم يعتبر مكةَ وطناً له، فقد اعتبرها محلَّ سفرٍ وقصرَ فيها الصلاة، وهو القائل: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، ويُخطئ كثيٌر من دعاة الوطنية عندما يَستدِلٌّون على ذلك باجتزاءٍ من حديثه عند خروجِه من مكةَ: "أنتِ أحبُ بلاد الله إلي ولولا أنَّ المشركين أخرجوني لم أخرج منك"، فقد روى ابن عباس أنَّ النبي لـمَّـا خرج من مكة قال: "أنتِ أحبُ بلاد الله إلى الله وأنتِ أحبُ بلاد الله إلي، ولولا أنَّ المشركين أخرجوني لم أخرج منك" فهو صلى الله عليه وسلم كان يحب مكة لأنها أحبُ البلاد إلى الله ، وأمَّا من يدَّعي بأنَّ الإسلامَ أمَر بالدفاع عن الأوطان واعتبَر ذلك جهاداً في سبيل الله فهذا فيه الكثيُر من التدليس والتضليل، فإسلامُنا لم يأمر بالدفاع عن "الوطن" وإنَّما أمرَ بالدفاع عن البلاد الإسلامية بغضّ النَّظر عن كونها وطناً للمجاهد أو غيَر ذلك؛ وعلى هذا الأساس فتحريرُ البلاد الإسلامية المغتصبة والذَّودُ عن المسلمين المستضعفين وتخليصهم من الطغاة المجرمين لا يُناط بأهل تلك البلاد طالما لا يستطيعون ذلك وحدَهم، وإنما يُناط الواجبُ بكل المسلمين في كل بقاع الدنيا؛ فديننا واحدٌ وأمتنا واحدةٌ وقائدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو القائل: "من قاتل تحت راية عُمْيَةٍ؛ يدعو إلى عصبية، أو ينصر عصبية، فقتلته جاهلية"
وهو صلى الله عليه وسلم لم يتمسك بتراب "وطنه" مكة؛ وكان يستطيعُ ذلك بعد الفتح، ولكنَّه رجع إلى المدينة عاصمة الدولة الإسلامية وأقام فيها حتى وفاته صلى الله عليه وسلم ولم يوصي بدفن جثمانه الطاهر في تراب "الوطن" مكة المكرمة؛ وكذلك أصحابُه من بعده، ولقد وصلَ الأمرُ ببعض دعاة الوطنية إلى افتراء الأحاديث على رسول الله كقولهم: "حب الوطن من الإيمان" فهذا ليس بحديث ولم يَقُلهُ صلى الله عليه وسلم.
ثمَّ إنَّ حُبَّ الوطن شيءٌ و"الوطنية" شيءٌ آخرَ، فَحُبُّ الوطن "مكان الإقامة" شيء طبيعي غريزي لدى الإنسان، فقلبُه يتعلقُ بالمكان الذي اعتادَ عليه وترعرع فيه ولَهُ فيه ذكرياتٌ جميلة، إلا أنَّ هذا الحب الغريزي لا يتعدى القريةَ أو المدينة أو المنطقة التي عاش فيها الإنسان فأنَّى لابن درعا أن يُحِبَّ ويَحِنَّ ويشتاقَ للقامشلي أكثر من طرابلس أو الرمثا لأنَّه سوري وتلك لبنانية والأخرى أردنية ــ وكلها بقاع إسلامية عزيزة ــ فما هذه الرابطةُ الهابطةُ التي تُرَوّجُ لفكرٍ غربيٍ غريبٍ، وجبَ علينا ردُّهُ لأهله وتخليصُ أمتنا منه قال صلى الله عليه وسلم : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" فواجبٌ على كلِّ المسلمين اليوم نبذُ كل الأفكار والمفاهيم الدخيلة والعودة الحميدة إلى الإسلام وإلى الرابطة الإسلامية الراقية الفريدة لإقامة مجتمعهم على أساس العقيدة الإسلامية، وليُجددوا عهدهم ويُرضوا رَّبهم بإقامة دولتهم الواحدة التي فيها عزُّهم ومجدُهم ونصرُهم على عدوهم

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى