............من خصائص التشريع الرباني ................
((وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ))﴿٧٧﴾ ...القصص 77
======الانسجام مع الفطرة وسنن الوجود======
لقد ربط الاسلام بين التشريع والتكوين الخلقي للانسان على اعتبار ان الانسان
يتكون من وحدة متكاملة لاتتجزأ مكونة من قوى الجسد المادي والقوى الروحية الكامنة في هذا الجسد والقوى النفسية ولكل منها مطالبها وحاجاتها الاشباعية
فوضع التشريع اللازم والمناسب ليحقق الانسان الاشباع الامثل وبالطريقة المثلى
بما ينسجم وواقع الحاجة ومقدار ونوعية الاشباع وبما ينسجم مع واقع الخلق والوجود الانساني كفرد يعيش بمجموع افراده ضمن منظومة الطبيعة وما قدر فيها من معايش واسباب للعيش لجنسه ونوعه وتلك الطبيعة نفسها مسيرة بقوانين وسنن ربانية دقيقة لاتحتمل الخطأ ولا مجال فيها للصدفة والفوضى بل كل ما فيها يسير وفق ارادة ومشيئة الخالق الحكيم العليم فلا ينبغي للانسان ان يتصادم في مسيرته مع سنن الطبيعة وقوانين الخلق ونواميس الوجود.
فالانسان بتكوينه الجسدي جزء من عالم الطبيعة خاضع لقوانين الحركة والنمو وسنن الولادة والموت وفيه جوانب النور وقابليته وجوانب الظلمة وقابليتها وفي كل هذا له مطالبه المادية الغرائزية وحاجاته المادية والعضويةالتي وضعت فيه وغرزت في اعماقه لتدفعه لسلوك ما يحافظ على استمراره ونوعه وجنسه في الوجود من ماكل ومشرب وملبس ومسكن وعلاج وشراب وزواج وتعبد وتقديس...
ان النص القراني اعلاه يبين لنا باسلوب تربوي كيف اعتنى اسلامنا الحنيف بتنمية وتزكية الاشباع وتوجيهه بشكل يحفظ التوازن ووحدة الاتجاه واستقامته في النمو والحركة الانسانية ليحقق الانسان الرفاه المادي الذي جعله الله حقا له في الدنيا حين قال ولاتنس نصيبك-اي حصتك في الحياة مما خلق الله لمتعتك-اي لاتتركها وابتغ بها وقد جعلها الله لك حقا الدار الاخرة-اي لتشبع بما احل الله لك وسخر لك من المباحات حاجات نفسك وجسدك لتهدأ نفسك وتتقوى على العمل لاشباع الناحية الروحية فتبقى على صلة بربك وباليوم الاخرلتضمن سعادة الابد في دار الخلود حين تبتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة.
ان هذا الاشباع المتكامل وفق تشريع دقيق من لدن حكيم خبير لطيف بمن خلق لمن خلق هو التشريع الوحيد الذي يضمن عدم وقوع الانفصام او التناقض بين عناصر تكوين الكيان الانساني وجوانب شخصيته بعقليتها وسلوكها. وبذلك التشريع يستمر الوجود الانساني في احسن تقويم ولايرد الى اسفل سافلين يبغي الفساد في الارض معاكسا لقوانين الايجاد وسير الوجود ومخالفا لشريعة ربه لاستقامته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
((وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ))﴿٧٧﴾ ...القصص 77
======الانسجام مع الفطرة وسنن الوجود======
لقد ربط الاسلام بين التشريع والتكوين الخلقي للانسان على اعتبار ان الانسان
يتكون من وحدة متكاملة لاتتجزأ مكونة من قوى الجسد المادي والقوى الروحية الكامنة في هذا الجسد والقوى النفسية ولكل منها مطالبها وحاجاتها الاشباعية
فوضع التشريع اللازم والمناسب ليحقق الانسان الاشباع الامثل وبالطريقة المثلى
بما ينسجم وواقع الحاجة ومقدار ونوعية الاشباع وبما ينسجم مع واقع الخلق والوجود الانساني كفرد يعيش بمجموع افراده ضمن منظومة الطبيعة وما قدر فيها من معايش واسباب للعيش لجنسه ونوعه وتلك الطبيعة نفسها مسيرة بقوانين وسنن ربانية دقيقة لاتحتمل الخطأ ولا مجال فيها للصدفة والفوضى بل كل ما فيها يسير وفق ارادة ومشيئة الخالق الحكيم العليم فلا ينبغي للانسان ان يتصادم في مسيرته مع سنن الطبيعة وقوانين الخلق ونواميس الوجود.
فالانسان بتكوينه الجسدي جزء من عالم الطبيعة خاضع لقوانين الحركة والنمو وسنن الولادة والموت وفيه جوانب النور وقابليته وجوانب الظلمة وقابليتها وفي كل هذا له مطالبه المادية الغرائزية وحاجاته المادية والعضويةالتي وضعت فيه وغرزت في اعماقه لتدفعه لسلوك ما يحافظ على استمراره ونوعه وجنسه في الوجود من ماكل ومشرب وملبس ومسكن وعلاج وشراب وزواج وتعبد وتقديس...
ان النص القراني اعلاه يبين لنا باسلوب تربوي كيف اعتنى اسلامنا الحنيف بتنمية وتزكية الاشباع وتوجيهه بشكل يحفظ التوازن ووحدة الاتجاه واستقامته في النمو والحركة الانسانية ليحقق الانسان الرفاه المادي الذي جعله الله حقا له في الدنيا حين قال ولاتنس نصيبك-اي حصتك في الحياة مما خلق الله لمتعتك-اي لاتتركها وابتغ بها وقد جعلها الله لك حقا الدار الاخرة-اي لتشبع بما احل الله لك وسخر لك من المباحات حاجات نفسك وجسدك لتهدأ نفسك وتتقوى على العمل لاشباع الناحية الروحية فتبقى على صلة بربك وباليوم الاخرلتضمن سعادة الابد في دار الخلود حين تبتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة.
ان هذا الاشباع المتكامل وفق تشريع دقيق من لدن حكيم خبير لطيف بمن خلق لمن خلق هو التشريع الوحيد الذي يضمن عدم وقوع الانفصام او التناقض بين عناصر تكوين الكيان الانساني وجوانب شخصيته بعقليتها وسلوكها. وبذلك التشريع يستمر الوجود الانساني في احسن تقويم ولايرد الى اسفل سافلين يبغي الفساد في الارض معاكسا لقوانين الايجاد وسير الوجود ومخالفا لشريعة ربه لاستقامته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.