يوم المرأة العالمي هو يوم خديعة للمرأة
الثامن من آذار هو اليوم الذي حُدد ليكون اليوم العالمي للمرأة، ومن المفترض أن يكون الاحتفال فيه بإنجازات المرأة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعامة، وتقديم التقدير والاحترام والتعاطف مع المرأة، ولكن الواقع أنّ هذه الاحتفالات يكذبها واقع المرأة في باكستان، وفي العالم كله. وعلاوة على ذلك، فإنّ السبب الحقيقي للمشاكل التي تواجهها النساء المسلمات وغير المسلمات في جميع أنحاء العالم هو الفكر الغربي الذي يُروَّج له بين النساء.
إن تطبيق الرأسمالية الغربية في العالم الغربي وفي جميع أنحاء العالم يكشف عن حقيقة واقعة حيث تواجه المرأة الظلم والقهر، فواقع العالم المزري اليوم هو بسبب الأفكار الغربية الفردية والحرية والمساواة وهو ما عزز من الارتباك وأدى إلى تفكك المجتمع المستقر ودمر علاقة المودة التي أرادها الله بين الرجل والمرأة.
إنّ الأفكار الغربية غير قادرة على فهم وحل القضايا الرئيسية المتعلقة بدور الرجل ودور المرأة في المجتمع والعلاقة بينهما، وحقوق وواجبات كل منهما تجاه الآخر، مما صعّب الزواج، وشجع الزنا وحرَم المرأة من حقها في النفقة عليها وعلى أولادها، فأصبح على هذه الجيوش من النساء العمل للإنفاق على نفسها وتربية الأطفال، وقد أدى ذلك إلى تفكك الأسر المستقرة وزيادة حالات سوء التغذية لدى الأطفال، وتدهور الأوضاع في المجتمع الغربي، وامتهان شرف المرأة والسماح بتصويرها كمحل لإشباع رغبات الرجل على نطاق واسع، حيث أدى ذلك إلى التحرش بالنساء وسوء المعاملة والاغتصاب، وقد أثرت هذه المفاهيم الفاسدة على جميع قطاعات المجتمع، على الأغنياء والفقراء، من المشاهير وغير المشاهير.
وعلى الرغم من الفشل الذريع للفكر الغربي في إنصاف المرأة، فإنّ الحكومات الغربية تخصص مئات الملايين من الدولارات لتعزيز القيم الغربية في مجتمعات المسلمين، وينشرون رأياً فاسداً مفاده أنّ اضطهاد المرأة هو نتيجة للقوانين الدينية، ويؤكدون هذا الرأي بالتجربة الغربية للكنيسة المسيحية والعبث بالقوانين التي أنزلت على النبي عيسى عليه السلام وهي بعيدة كل البعد عن الدين وعن كونها من الله سبحانه تعالى وعما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي منح المرأة حقوقها منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، وهي الحقوق التي تحلم بها المرأة الغربية، ومع ذلك فإنّ حكام المسلمين الخونة يعززون من نشر القيم الغربية بأقصى ما يمكنهم، في حين يمنعون تطبيق الإسلام بشكل شامل.
أيتها النساء المسلمات في باكستان،
الإسلام وحده الذي عرف قيمة الرجل والمرأة، الإسلام وحده يعرف ما هو العدل للرجل والمرأة، والإسلام وحده الذي حدد الحقوق والواجبات الصحيحة لكل من الرجل والمرأة. قال الله سبحانه وتعالى: ((إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)) الأحزاب 35.
إنّ هذه الحقوق التي مُنحت للمرأة من الله سبحانه وتعالى لا يمكن انتزاعها منها من قبل أي هيئة تشريعية بشرية، إنّ حكامكم يطبقون القوانين الوضعية إلى جانب القليل من القوانين الإسلامية التي أساءوا تطبيقها، فالقوانين الإسلامية يجب أن تُطبق على نحو شامل في المجتمع واستبعاد القوانين الغربية.
والإسلام وحده هو من منح الحقوق الكاملة والرعاية الحقيقية للمرأة في التعليم والاقتصاد والقضاء والسياسة، فضلا عن تحريم أي شكل من أشكال سوء المعاملة والعنف ضد المرأة، وذلك لا يعتمد على قدرتها على الكسب أو قيمتها الاقتصادية، والإسلام لا يعتمد على تحصيل الحقوق من خلال القانون فقط، بل إنّ المجتمع المسلم الذي تنتشر فيه قيم المساءلة واحترام وجهة النظر تجاه المرأة هو الحاجز الرئيس لمنع المضايقات وسوء المعاملة، والعنف ضد المرأة، فضلا عن منع التمييز في الحقوق.
لقد حفظ الإسلام شرف المرأة وحرم الاعتداء عليه، كما حظر الإساءة إلى سمعتها واستغلال مفاتنها، أو استخدام جسدها لبيع أي منتج أو خدمة، فالإسلام أوجد مفهوم المساءلة والمسؤولية والرعاية للمرأة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله))، وعلى الرغم من أنّ الأم لديها الحق في العمل، فإنّ مسؤولية توفير المأكل والمشرب والنفقات الأخرى تقع على عاتق الأب، وقد أنتجت هذه العلاقةُ الزوجية العادلة الاستقرارَ في المجتمع المسلم تحت ظل دولة الخلافة لأكثر من ألف سنة مما أنتج أجيالا من المسلمين قوية وحية ونشيطة وقادة للبشرية جمعاء.
أيتها النساء المسلمات في باكستان! يا بنات وأمهات الرجال المؤمنين!
إنّ العالم ينتظر وصول الإسلام، من تونس إلى ليبيا ومصر إلى باكستان وبنغلادش وإندونيسيا، حتى إن النساء الغربيات يعتنقن الإسلام بأعداد كبيرة، فماذا لو تم تطبيق الإسلام عمليا وبصورة شاملة في دولة الخلافة؟ إنّ المرأة المسلمة تقف مع الإسلام على الرغم من ظلم الحكام الخائنين، فماذا لو كانت المرأة المسلمة يرعاها الخليفة الصالح ويحكمها بالإسلام؟
احتضِنَّ أخواتكن في حزب التحرير واعملن معهن من أجل إعادة إقامة دولة الخلافة التي ستنقل الرجال والنساء من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام. يقول سبحانه وتعالى ((الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)) إبراهيم 1.
25 ربيع الأول 1432هـ
شابات حزب التحرير
2011/03/01م
ولاية باكستان