وان الغرائز لا اعضاء لها لايعني انها لاتؤثر في الجسم
وان المها معنويا فقط وانما هذه الصورة هي صورة للتفريق فقط
فكل الغرائز تؤثر في جسم وجسد الانسان تاثيرا فعليا وليس وهميا
او شعوريا فقط
فالخوف مثلا هو مظهر من مظاهر غريزة البقاء فالخوف من شي ما
انما هو الم معنوي متعلق بالغرائز لكن الخوف يحدث تاثيرا مباشرا
في جسم الانسان فهو اي الخوف يزيد من افرازات معينة داخل الجسم
خصوصا الغدة الكظرية الفووق كلوية
مما يجعل الخوف يؤثر تاثيرا بالغا في الجهاز البولي وفي نبضات القلب
وفي التنفس
وهذا ما يحدث في كل الم معنوي يتعلق برجع الغرائز او بالاشباع للغرائز
او نتيجة لخطا في المفاهيم او الفكرة حول الشيء الباعث للخوف في نفس
الانسان فقد يكون الخوف لامبرر له نتيجة لخطا في فهم فكرة معينة
او خطا في فهم مفهوم معين
كالخوف الباعث على اليئس في نفس شخص ما فعل امرا يخالف امر الله
فيحصل في نفسه خوف شديد لانه يظن ان المؤمن او المسلم لايذنب
لياتي قول الله سبحانه وتعالى
( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ( 53 ) وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون ( 54 ) واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون ( 55 ) أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين ( 56 ) )
لاخراج النفس مما وقعت فيه من ارباك نتيجة لفهم مغلوط حول الذنوب
هذا من حيث مظهر من مظاهر غريزة البقاء وهو الخوف
اما في غريزة النوع وفي ابرز مظاهرها وهو الميل الجنسي فان عدم اشباع الميل الجنسي يؤدي الى قلق واضطراب والم
وفي حالة عدم القدرة على الزواج لاشباع الميل الجنسي لدى الانسان
فيعمد الجسم الى اسلوب الاستحلام كعملية دفاعية جزئية
اما عملية الدفاع الفعلية فهي اما الزواج واما القيام بما امر به الله في ما ورد في السنة المطهرة
عن النبي صل الله عليه وسلم
عن عبد الله بن مسعود قال : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم { يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء }
فالصوم هو الحماية من الالم الحاصل من عدم اشباع مظهر من مظاهر غريزة النوع الا وهو الميل الجنسي
والصوم ليس متعلقا بجزء معين من الانسان
بل الصوم متعلق بكل ما هو في الانسان فهو عبادة روحية ويؤثر في جسم الانسان تاثيرا واضحا
وهذا ان دل على شي فانما يدل على ان الالم الناتج عن عدم اشباع الميل الجنسي يؤثر في كيان الانسان كله
وحمايته باشغال روحه بالتعبد واشغال اجهزته في متطلبات اخرى كاشباع الحاجة العضوية المتاثر من الصوم
مما يجعل في النفس حماية من الم عدم اشباع الميل الجنسي
وهكذا في كل الامور التي من شانها ان تحدث الما معنويا فهي تؤثر تاثيرا مباشرا في جسد الانسان
فتزيد من افرازات معينة وتنقص من افرازات معينة سواء داخل دماغ الانسان او في غدده وافرازاتها
وبالتالي فان الالم المعنوي يدفع بالشخص او ينذره بخطر ما ليزيل سبب الالم قبل ان يحدث ضررا
بالغا في جسد الانسان