كُحْلُ الْعِنَبْ
صقر أبوعيدة
أَجَعلتُموني شاعراً ؟!
كي أرْسمَ الأقمارَ في ماءٍ كدِرْ
ولأكتبَ العشقَ المريبَ بريشَتي
ولأنْقُشَ البيضاتِ فُلاًّ بالحجرْ
أوْ أصبغَ الصدغَ الذي دَمِيَتْ بهِ وجَناتُهُ
هذا الذي نصبَ النكايةَ عندما سرقَ القمرْ
لم يبتسمْ للشمسِ في صُبْحٍ تَجمَّدَ خّدُّهُ
عيناهُ تهربُ من رياحينِ الوطنْ
يخشَى منَ الورداتِ تحبُو للمطرْ
والأرض تنثرُ لونَها بشراً تُغَنِّي للزَهَرْ
لِمَ تسلبونَ دموعَها ؟
أَأَسُبُّكم ؟
*****
صيَّرتُموني شاتماً !
ولأشتمَ الجافي على شجرٍ ويَسبحُ في نَهَرْ
يخشَى فؤاداً غَبَّ من غيظِ البشرْ
ذاكَ الذي فكَّ الإزارَ لمنْ حضرْ
أَنْسَى العفيفةَ ثوبَها
يُثْنِي على ذئبٍ وعند حمامِنا نابٌ أشِرْ
أَأَسُبُّكم ؟
*****
صيَّرتُموني آسِفاً !
شطآنُنا تهفو إلى تقبيلِ أفواهِ السّفنْ
تركتْ مراسيها لتغفوَ في موانيها الأُخَرْ
لَمْ تعلَموا كيف الضباعُ تنامُ فى فرشِ الوطنْ
حبسوا الرضاعةَ عن شفاهٍ تحتضرْ
هلاّ بكيتُم وردةً ذَبلتْ بِهنْ
إنْ كانَ فيكم نخوةٌ
فأْتُوا ببسمةِ بحرِكم
أَأَسُبُّكم ؟
*****
صيَّرتُموني لاعناً !
مَن حَشَّ في كانونِ شعبٍ فانْسلبْ
من كرْمهِ
من حُبّـهِ
من شمسِهِ عندَ الغضبْ
من دمعةٍ حُبِستْ على غُصنٍ كُسِرْ
ولِمنْ تَمنَّى بيعَ آخِرِ حَبّةٍ يجري بها كحلُ العنبْ
أوْ يسرقُ الإبزيمَ مِن سَرْجِ الفرحْ
فقدِ امْتطَى إذنَ الولوجِ إلى دروبِ مذلَّتِهْ
ثُمّ انْشرحْ
أَأَسُبُّكم ؟
******
صيَّرتُموني ناقماً !
هل مَن يموتُ على فِراشٍ في مروجٍ بالثَّمَرْ
مِثلُ الذي جفَّتْ لهُ عينٌ بكتْ في أرضِها ترجُو المطرْ ؟
أفلا ترونَ ضفائرَ الزهراتِ تُدْعَى للغَررْ ؟
فلْتنْظُروا
إنْ أنتُمُو فوقَ الأسِرّةِ والرّياحُ وَقد عَوتْ
تهفُو لكم
أَأَسُبُّكم ؟
*****
صيَّرتُموني يائساً !
عَرُّوا تَراقيكم لأَصنعَ من شرايينٍ لكم
سِلكَ النِّبالِ وقوسَها
وأُطرِّزَ الثّوبَ الذي غَزلتْهُ أُمّي البارِحهْ
ربطتْ بهِ جرحَ النّسورِ القارِحهْ
حملَتْ على أكتافِها قنديلَ بيتٍ ينتظِرْ
أفَتَتْركونَ دماءَكم تجري على دربِ الهوَى
مرقَ الذين نَطَرْتُموهم للخبرْ
أَأَسُبُّكم ؟
*****
صيَّرتُموني حالِماً !
إبريقُ جدّي لم تزلْ نَزَّاتُهُ أرْنو لها
فُخَّارُهُ يبكي على طينِ البلدْ
هلاّ شممْتم ثغْرَهُ
عند الضحَى
والدمعُ يجري في خدودٍ تَفتقِدْ
أيدٍ تُجَبِّرُ كَسْرَهُ
أمْ دُسَّ في أنفِ الحسودِ وأثقلَهْ
فذَرُوا رياحَ المرْحلَهْ
وتمرَّغوا فوقَ الترابِ وغبِّروا رمشَ البصرْ
حتى تعودَ لكم سَحاباتُ المطرْ
عُودوا لطينةِ أرضِكم
إنْ لم يجيءْ صُبحُ النّدَى
فلْنَنْتظِرْ
صقر أبوعيدة
أَجَعلتُموني شاعراً ؟!
كي أرْسمَ الأقمارَ في ماءٍ كدِرْ
ولأكتبَ العشقَ المريبَ بريشَتي
ولأنْقُشَ البيضاتِ فُلاًّ بالحجرْ
أوْ أصبغَ الصدغَ الذي دَمِيَتْ بهِ وجَناتُهُ
هذا الذي نصبَ النكايةَ عندما سرقَ القمرْ
لم يبتسمْ للشمسِ في صُبْحٍ تَجمَّدَ خّدُّهُ
عيناهُ تهربُ من رياحينِ الوطنْ
يخشَى منَ الورداتِ تحبُو للمطرْ
والأرض تنثرُ لونَها بشراً تُغَنِّي للزَهَرْ
لِمَ تسلبونَ دموعَها ؟
أَأَسُبُّكم ؟
*****
صيَّرتُموني شاتماً !
ولأشتمَ الجافي على شجرٍ ويَسبحُ في نَهَرْ
يخشَى فؤاداً غَبَّ من غيظِ البشرْ
ذاكَ الذي فكَّ الإزارَ لمنْ حضرْ
أَنْسَى العفيفةَ ثوبَها
يُثْنِي على ذئبٍ وعند حمامِنا نابٌ أشِرْ
أَأَسُبُّكم ؟
*****
صيَّرتُموني آسِفاً !
شطآنُنا تهفو إلى تقبيلِ أفواهِ السّفنْ
تركتْ مراسيها لتغفوَ في موانيها الأُخَرْ
لَمْ تعلَموا كيف الضباعُ تنامُ فى فرشِ الوطنْ
حبسوا الرضاعةَ عن شفاهٍ تحتضرْ
هلاّ بكيتُم وردةً ذَبلتْ بِهنْ
إنْ كانَ فيكم نخوةٌ
فأْتُوا ببسمةِ بحرِكم
أَأَسُبُّكم ؟
*****
صيَّرتُموني لاعناً !
مَن حَشَّ في كانونِ شعبٍ فانْسلبْ
من كرْمهِ
من حُبّـهِ
من شمسِهِ عندَ الغضبْ
من دمعةٍ حُبِستْ على غُصنٍ كُسِرْ
ولِمنْ تَمنَّى بيعَ آخِرِ حَبّةٍ يجري بها كحلُ العنبْ
أوْ يسرقُ الإبزيمَ مِن سَرْجِ الفرحْ
فقدِ امْتطَى إذنَ الولوجِ إلى دروبِ مذلَّتِهْ
ثُمّ انْشرحْ
أَأَسُبُّكم ؟
******
صيَّرتُموني ناقماً !
هل مَن يموتُ على فِراشٍ في مروجٍ بالثَّمَرْ
مِثلُ الذي جفَّتْ لهُ عينٌ بكتْ في أرضِها ترجُو المطرْ ؟
أفلا ترونَ ضفائرَ الزهراتِ تُدْعَى للغَررْ ؟
فلْتنْظُروا
إنْ أنتُمُو فوقَ الأسِرّةِ والرّياحُ وَقد عَوتْ
تهفُو لكم
أَأَسُبُّكم ؟
*****
صيَّرتُموني يائساً !
عَرُّوا تَراقيكم لأَصنعَ من شرايينٍ لكم
سِلكَ النِّبالِ وقوسَها
وأُطرِّزَ الثّوبَ الذي غَزلتْهُ أُمّي البارِحهْ
ربطتْ بهِ جرحَ النّسورِ القارِحهْ
حملَتْ على أكتافِها قنديلَ بيتٍ ينتظِرْ
أفَتَتْركونَ دماءَكم تجري على دربِ الهوَى
مرقَ الذين نَطَرْتُموهم للخبرْ
أَأَسُبُّكم ؟
*****
صيَّرتُموني حالِماً !
إبريقُ جدّي لم تزلْ نَزَّاتُهُ أرْنو لها
فُخَّارُهُ يبكي على طينِ البلدْ
هلاّ شممْتم ثغْرَهُ
عند الضحَى
والدمعُ يجري في خدودٍ تَفتقِدْ
أيدٍ تُجَبِّرُ كَسْرَهُ
أمْ دُسَّ في أنفِ الحسودِ وأثقلَهْ
فذَرُوا رياحَ المرْحلَهْ
وتمرَّغوا فوقَ الترابِ وغبِّروا رمشَ البصرْ
حتى تعودَ لكم سَحاباتُ المطرْ
عُودوا لطينةِ أرضِكم
إنْ لم يجيءْ صُبحُ النّدَى
فلْنَنْتظِرْ