مع الايمان لايجتمع ياس من روح الله ولا قنوط من رحمته
إن اليأس مرض من الأمراض التي تصيب النفوس فتفتك بها لتقف عاجزة عن إدراك المعالي وتجعل الهمم تنهار عن بلوغ سامي القمم وشاهق المكانة.والياس هو حالة من الاحباط وانقطاع الامل والرجاء تصيب النفس وتعطل العقل فيفقد الإنسان الأمل في إمكانية تغيُّر الأحوال والأوضاع والأمور من حوله!..و القران اشار الى حالة من اسباب هذا الشعور المرضي فقال سبحانه "وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ" (هود:9).
اما القنوط فهو شدة الياس مع انقطاع الرجاء وسوء الظن بالله تعالى والعياذ بالله
لما جاءت إبراهيم عليه السلام البشرى بالولد في سنٍ كبير أبدى تعجبه فقال: {قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} [الحجر:54]. فقالت الملائكة: {بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنْ الْقَانِطِينَ} [الحجر:55]. فقال عليه السلام: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ} [الحجر:56].
ولعل من اهم اسباب الياس والقنوط طبيعة العجلة والاستعجال التي في نفس الانسان
والتي تدفعه لتحري حصول الشيء قبل اوانه فلذلك قيل من استعجل الشيء قبل اوانه عوقب بحرمانه ذلك ان كل امر حتى يحصل ويكتمل نضوجه لا بد له من عامل الزمن والتعجل يريد بعجلته الغاء عامل الزمن او تجاوزه فكانه يريد ان يتأله في الارض بحيث يقول للشيء كن فيكون..وهذا مخالف لسنن الله تعالى في الوجود قال الله تعالى "... وَكَانَ الإنْسَانُ عَجُولاً" (الإسراء: من الآية11) كما ان من اسبابهما ايضا ان كثير من الناس يقيس فقط بمقاييس المادة واهل الارض وينسى ان لله تعالى موازين غير موازيننا
تبينها لنا هذه الحادثة فقد روي انه قال رجلٌ لأحد الحكماء: إنّ لي أعداءً، فقال له: "... وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ" (الطلاق: من الآية3).. قال الرجل: ولكنهم يكيدون لي، فقال له: "... وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ" (فاطر: من الآية43).. قال الرجل: ولكنهم كثيرون، فقال له: "... كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ" (البقرة: من الآية249)!..وهكذا، فعندما نَرُدّ كل أمرٍ يواجهنا في حياتنا إلى الله _عز وجل وحده_.. فإننا لن نيأس مطلقاً، بل ستبقى قلوبنا معلَّقةً بالأمل بالله _عز وجل...إن العبد المؤمن لا يتمكن اليأس من نفسه أبدًا، فكيف يتطرق اليأس إلى النفس وهي تطالع قوله تعالى: {وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ} [يوسف:87]. أم كيف يتمكن منها الإحباط وهي تعلم أن كل شيء في هذا الكون إنما هو بقدر الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: 22، 23].قال ابن مسعود رضي الله عنه: "أكبر الكبائر الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله".يقول عبد الله بن مسعود _رضي الله عنه_: "لَئِن أضع جمرةً في فمي حتى تنطفي، أحَبُ إليَّ من أن أقولَ لأمرٍ قضاهُ الله _تعالى_: ليتَ الأمر لم يكن كذلك"!..
ذلك لأن مَن يفعل ذلك فكأنه ينسب الجهل إلى الله _سبحانه تبارك وتعالى_.. بينما يقول ربنا _عز وجل_ في محكم التنـزيل: "... أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" (لأعراف: من الآية54).. أي أن القدرة بيد الله وحده، لا بيد البشر .وكن على يقين ايها المسلم الذي سلم امره لربه وبارئه وانقاد اليه باذعان واتباع انه لا ولن يغلب عسرٌ يسرين: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} [الشرح: 5، 6]. وان نصر الله وفرجه قدومه لحملة رسالته امر حتمي وان تـأخر او أبطأ قليلا لحكم يعلمها الله تعالى ويريد تحقيقها فإن الأمور وإن تعقدت، وإن الخطوب وإن اشتدت، وان العسر وإن زاد، فالفرج قريب قال الله تعالى:- {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [يوسف:110] اللهم نسالك فرجك القريب يا قريب يا مجيب ونعوذ بك اللهم من اليأس من روحك والقنوط من رحمتك يا ارحم الراحمين نسالك مسالة المضطرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن اليأس مرض من الأمراض التي تصيب النفوس فتفتك بها لتقف عاجزة عن إدراك المعالي وتجعل الهمم تنهار عن بلوغ سامي القمم وشاهق المكانة.والياس هو حالة من الاحباط وانقطاع الامل والرجاء تصيب النفس وتعطل العقل فيفقد الإنسان الأمل في إمكانية تغيُّر الأحوال والأوضاع والأمور من حوله!..و القران اشار الى حالة من اسباب هذا الشعور المرضي فقال سبحانه "وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ" (هود:9).
اما القنوط فهو شدة الياس مع انقطاع الرجاء وسوء الظن بالله تعالى والعياذ بالله
لما جاءت إبراهيم عليه السلام البشرى بالولد في سنٍ كبير أبدى تعجبه فقال: {قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} [الحجر:54]. فقالت الملائكة: {بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنْ الْقَانِطِينَ} [الحجر:55]. فقال عليه السلام: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ} [الحجر:56].
ولعل من اهم اسباب الياس والقنوط طبيعة العجلة والاستعجال التي في نفس الانسان
والتي تدفعه لتحري حصول الشيء قبل اوانه فلذلك قيل من استعجل الشيء قبل اوانه عوقب بحرمانه ذلك ان كل امر حتى يحصل ويكتمل نضوجه لا بد له من عامل الزمن والتعجل يريد بعجلته الغاء عامل الزمن او تجاوزه فكانه يريد ان يتأله في الارض بحيث يقول للشيء كن فيكون..وهذا مخالف لسنن الله تعالى في الوجود قال الله تعالى "... وَكَانَ الإنْسَانُ عَجُولاً" (الإسراء: من الآية11) كما ان من اسبابهما ايضا ان كثير من الناس يقيس فقط بمقاييس المادة واهل الارض وينسى ان لله تعالى موازين غير موازيننا
تبينها لنا هذه الحادثة فقد روي انه قال رجلٌ لأحد الحكماء: إنّ لي أعداءً، فقال له: "... وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ" (الطلاق: من الآية3).. قال الرجل: ولكنهم يكيدون لي، فقال له: "... وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ" (فاطر: من الآية43).. قال الرجل: ولكنهم كثيرون، فقال له: "... كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ" (البقرة: من الآية249)!..وهكذا، فعندما نَرُدّ كل أمرٍ يواجهنا في حياتنا إلى الله _عز وجل وحده_.. فإننا لن نيأس مطلقاً، بل ستبقى قلوبنا معلَّقةً بالأمل بالله _عز وجل...إن العبد المؤمن لا يتمكن اليأس من نفسه أبدًا، فكيف يتطرق اليأس إلى النفس وهي تطالع قوله تعالى: {وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ} [يوسف:87]. أم كيف يتمكن منها الإحباط وهي تعلم أن كل شيء في هذا الكون إنما هو بقدر الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: 22، 23].قال ابن مسعود رضي الله عنه: "أكبر الكبائر الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله".يقول عبد الله بن مسعود _رضي الله عنه_: "لَئِن أضع جمرةً في فمي حتى تنطفي، أحَبُ إليَّ من أن أقولَ لأمرٍ قضاهُ الله _تعالى_: ليتَ الأمر لم يكن كذلك"!..
ذلك لأن مَن يفعل ذلك فكأنه ينسب الجهل إلى الله _سبحانه تبارك وتعالى_.. بينما يقول ربنا _عز وجل_ في محكم التنـزيل: "... أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" (لأعراف: من الآية54).. أي أن القدرة بيد الله وحده، لا بيد البشر .وكن على يقين ايها المسلم الذي سلم امره لربه وبارئه وانقاد اليه باذعان واتباع انه لا ولن يغلب عسرٌ يسرين: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} [الشرح: 5، 6]. وان نصر الله وفرجه قدومه لحملة رسالته امر حتمي وان تـأخر او أبطأ قليلا لحكم يعلمها الله تعالى ويريد تحقيقها فإن الأمور وإن تعقدت، وإن الخطوب وإن اشتدت، وان العسر وإن زاد، فالفرج قريب قال الله تعالى:- {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [يوسف:110] اللهم نسالك فرجك القريب يا قريب يا مجيب ونعوذ بك اللهم من اليأس من روحك والقنوط من رحمتك يا ارحم الراحمين نسالك مسالة المضطرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.