يوم كنْت ذَميمَـــــة !!
..............................
الجَمال أحَايين كثِيرة نقْمَة لا نِعمة، فنَظَرات الإعْجَاب التِّي يغْمُرك بهَا الآخَرون ، والِّتي يتْبعها البَعْض بـِــ (وواااو)، لاتَلد سِوَى قيُود لمَن يمْلكٌون حقَّ ملكِيَّتك ، و يؤَكِّدون لكِ ذلِك حِين الشِّجَارات أحَادية وجْهَة الصُّراخ أنَّ ( قبْرك بيْتٌ ورجُل )، ستَصمُتين وتُطْفئِين برفْق لهِيب النَّار المشْتعِلة بدَاخِلك ،وتَدُوسين الجَمر المسْتَعِر فيه برجْليْ قلبِِك الحَافيَة .
لو كنْتِ قَبيحَة الشَّكل ، ستتغَيَّر الأمُور كَثيرا ، كنْت ستخْرجِين بحُريَّة ، بَــل قَد تخْبرينَهم عََن عدَم رغبتِك برؤْية النَّاس ، فيُصِرُّون علَى أن تكٌوني اجتِماعيَّة ،مؤكدّين أنّ الوحْدَة تجْلُب الأْمرَاض النفَّسيَّة ، وقدْ يمنَحُونك المَال أيْضًا للتَّنزُّه ،ولا يجِدُون ضَرراً مطْلقا فِي المبَيت عنْد احْدَاهن ، اسْألينِي أنَا ، فأنَا قَد ربِحْت منْ كونِـــي ذمِيمَة ، صحيح أنِّي حُرمْت مِن قيْدكن المغَلَّف بالوَرد المسَمَّى (زوَاجًا )، إلاَّ أنِّي مرتَاحَة جِدًَّا ، لا أحَد قلِق غيْر (أمي) ، المسْكينة تقٌوم اللَّيل وتدْعُو لأجْلِي ،وكمّن ميَاه بلَّلت بهَا غرفَتي استِجْلابًا للنَّصِيب ،وكَمِّن حجَاب وضَعتْه بغِلاَف وسَادتِي، وكمّن شَالات سَرقَتْها من خزَانَتي وزارت بهَا الجَارة (جَميلَة الشَّباحة )..لَاتعْلم أنَّ شبَاب الحَارة ينَادونَني (الغُولة )، وكمّن طفَْل دعسَته سيَّارة وهو فارُّ منّي، حتّى النِّساء الحَوامِل منَعهُنَّ أزوَاجهُنَّ منَ التَّلصُّص علَى الأبْواب خوفًا على الأجِنّة أن تُشبِِهَني ، و نظَرات الطُّلاب المَليئة بالسّخرية ،حينَ يسْأل أسْتَاذ العُلوم الإسْلاميَّة عنِ (المسيح الدجال) ،فيلتَفتون بأجْمعهم نحْوي وينفَجِرون ضاحِكينِ ، عوضًا عَن هَمهمَة الإسْتعَاذة كلَّما ظهَرت علَى مجْمُوعة منَ النِّسوة بأحَد تجمٌّعاتهن الكثِيرة البَلْهَاء ... رغْمَ كلّ هذاَ لا أهتَمّ ،أنَا سعَيدة إذْ لاَقيُــود عليّ ، لا عَالما ذُكُــوريا ولاَ رجُلا شَرقِيَّا متَسَلّطا... أخْرُج متَى أشَاء وأعُـــود وقْتَ أشَــاء ، أبقَى اللَّيل بطُوله بمَواقِع التَّواصُل الإجْتمَاعي وغُرفِ الدَّردشَة ، وأمِّي خَارجًا تدعُو لِــي ، أبي صبَاحًا يهمس لَهَا ( اسْأليها عسَى عَثَرت عَلى أحَد ) ، أسمَعهُما فأضْحك (لكَأنّ العالَم كلُّه رَجُل )، ألْبَس مَايحْلُو لِـــي وأغَادر البيْت فرحَة ، أركُض ، أقفِز ، أبصُق ،أشْتم ، أقَهقِه ، لا يهْتَم أحَد ...
فراشَة أنَا... لَكن!! يَـــوم أحبَبت .وصرَخ قلْبِـــي أولى صَرخَات الوِلاَدة ،تغيَّرت المفَاهِيم لدَيّ ، صرت أفَكّر مثْلكُم ، بالعيْن ذاتِها نظَرت للمرآة : (أووااااه ) كمْ أنَا ذمِيمَة ، بتُّ أكثَر النَّاس تعَاسَـــة ، وكلَّما خَرجْت ورَأيْتُه ، أتوارى منْه خجَلا . لابُدَّ أنَّه يكْرَهني ويُنَاديني أيْضًا ( بالغُولة ) التحَقْت بأكبَر عِيادات التَّجميل ،وبعْدَ عمَليّات كثيرَة ؛ صرْتُ فتَاة لاَتشْبهُني ، تسِِير بإنْحنَاء ، مُنكَسَة الرَّأسِ ، تتأبَّط ذِراع رجُل شَرقي ؛ تمْلأُهَا الأغْلاَل والقُيُــــــــود .
..............................
الجَمال أحَايين كثِيرة نقْمَة لا نِعمة، فنَظَرات الإعْجَاب التِّي يغْمُرك بهَا الآخَرون ، والِّتي يتْبعها البَعْض بـِــ (وواااو)، لاتَلد سِوَى قيُود لمَن يمْلكٌون حقَّ ملكِيَّتك ، و يؤَكِّدون لكِ ذلِك حِين الشِّجَارات أحَادية وجْهَة الصُّراخ أنَّ ( قبْرك بيْتٌ ورجُل )، ستَصمُتين وتُطْفئِين برفْق لهِيب النَّار المشْتعِلة بدَاخِلك ،وتَدُوسين الجَمر المسْتَعِر فيه برجْليْ قلبِِك الحَافيَة .
لو كنْتِ قَبيحَة الشَّكل ، ستتغَيَّر الأمُور كَثيرا ، كنْت ستخْرجِين بحُريَّة ، بَــل قَد تخْبرينَهم عََن عدَم رغبتِك برؤْية النَّاس ، فيُصِرُّون علَى أن تكٌوني اجتِماعيَّة ،مؤكدّين أنّ الوحْدَة تجْلُب الأْمرَاض النفَّسيَّة ، وقدْ يمنَحُونك المَال أيْضًا للتَّنزُّه ،ولا يجِدُون ضَرراً مطْلقا فِي المبَيت عنْد احْدَاهن ، اسْألينِي أنَا ، فأنَا قَد ربِحْت منْ كونِـــي ذمِيمَة ، صحيح أنِّي حُرمْت مِن قيْدكن المغَلَّف بالوَرد المسَمَّى (زوَاجًا )، إلاَّ أنِّي مرتَاحَة جِدًَّا ، لا أحَد قلِق غيْر (أمي) ، المسْكينة تقٌوم اللَّيل وتدْعُو لأجْلِي ،وكمّن ميَاه بلَّلت بهَا غرفَتي استِجْلابًا للنَّصِيب ،وكَمِّن حجَاب وضَعتْه بغِلاَف وسَادتِي، وكمّن شَالات سَرقَتْها من خزَانَتي وزارت بهَا الجَارة (جَميلَة الشَّباحة )..لَاتعْلم أنَّ شبَاب الحَارة ينَادونَني (الغُولة )، وكمّن طفَْل دعسَته سيَّارة وهو فارُّ منّي، حتّى النِّساء الحَوامِل منَعهُنَّ أزوَاجهُنَّ منَ التَّلصُّص علَى الأبْواب خوفًا على الأجِنّة أن تُشبِِهَني ، و نظَرات الطُّلاب المَليئة بالسّخرية ،حينَ يسْأل أسْتَاذ العُلوم الإسْلاميَّة عنِ (المسيح الدجال) ،فيلتَفتون بأجْمعهم نحْوي وينفَجِرون ضاحِكينِ ، عوضًا عَن هَمهمَة الإسْتعَاذة كلَّما ظهَرت علَى مجْمُوعة منَ النِّسوة بأحَد تجمٌّعاتهن الكثِيرة البَلْهَاء ... رغْمَ كلّ هذاَ لا أهتَمّ ،أنَا سعَيدة إذْ لاَقيُــود عليّ ، لا عَالما ذُكُــوريا ولاَ رجُلا شَرقِيَّا متَسَلّطا... أخْرُج متَى أشَاء وأعُـــود وقْتَ أشَــاء ، أبقَى اللَّيل بطُوله بمَواقِع التَّواصُل الإجْتمَاعي وغُرفِ الدَّردشَة ، وأمِّي خَارجًا تدعُو لِــي ، أبي صبَاحًا يهمس لَهَا ( اسْأليها عسَى عَثَرت عَلى أحَد ) ، أسمَعهُما فأضْحك (لكَأنّ العالَم كلُّه رَجُل )، ألْبَس مَايحْلُو لِـــي وأغَادر البيْت فرحَة ، أركُض ، أقفِز ، أبصُق ،أشْتم ، أقَهقِه ، لا يهْتَم أحَد ...
فراشَة أنَا... لَكن!! يَـــوم أحبَبت .وصرَخ قلْبِـــي أولى صَرخَات الوِلاَدة ،تغيَّرت المفَاهِيم لدَيّ ، صرت أفَكّر مثْلكُم ، بالعيْن ذاتِها نظَرت للمرآة : (أووااااه ) كمْ أنَا ذمِيمَة ، بتُّ أكثَر النَّاس تعَاسَـــة ، وكلَّما خَرجْت ورَأيْتُه ، أتوارى منْه خجَلا . لابُدَّ أنَّه يكْرَهني ويُنَاديني أيْضًا ( بالغُولة ) التحَقْت بأكبَر عِيادات التَّجميل ،وبعْدَ عمَليّات كثيرَة ؛ صرْتُ فتَاة لاَتشْبهُني ، تسِِير بإنْحنَاء ، مُنكَسَة الرَّأسِ ، تتأبَّط ذِراع رجُل شَرقي ؛ تمْلأُهَا الأغْلاَل والقُيُــــــــود .