الكيان الصهيوني يعترف بالتعاون العسكري مع العرب.. هل انتهت مرحلة التكتم؟
الخميس, نوفمبر 5, 2015 |محمود علي | 12:43:11 م
في الوقت الذي تستمر فيه انتهاكات الكيان الصهيوني حيال الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية وتجريده من أبسط حقوقه، بإقامة الدولة الفلسطينية على كامل تراب الأراضي المحتلة، ترتقي العلاقات الإسرائيلية مع عديد من الدول العربية أكثر حتى أصبحت في الفترة الأخيرة علنية، فبعد تصويت القاهرة لأول مرة في التاريخ لصالح الكيان الصهيوني، لدخول إحدى اللجان التابعة للأمم المتحدة، تأتي خطوة أخرى لتخرج عن المألوف في التكتم، لتكشف عن التعاون العسكري الإسرائيلي العربي، حيث أكد وزير الحرب الصهيوني موشيه يعلون، أن طيارين إسرائيليين تدربوا في الفترة الأخيرة مع نظرائهم العرب في الولايات المتحدة، مشيرا إلى مناورات تمت بالتعاون مع الأردن وفق ما أكد مسئول أمريكي.
تعتبر تصريحات يعلون وما أعلنه الكيان الصهيوني بمثابة خروج على السياسة المتبعة في التكتم على التعاون العسكري الإسرائيلي العربي، حيث قالت وسائل إعلام صهيونية تعليقًا على ذلك، “يبدو أنه بعد انزعاج “إسرائيل” من الاتفاق النووي الإيراني مع القوى الكبرى، ومع أملها في تجاوز “محادثات السلام” مع الفلسطينيين التي وصلت إلى طريق مسدود من خلال مشاركة إقليمية أوسع، بدأت تلمّح إلى تمتعها بـ “علاقات سرية مزدهرة” مع بعض القوى العربية”.
وأشار يعالون إلى مشاركة “تل أبيب” في مناورات “العلم الأحمر” الجوية التي استضافتها الولايات المتحدة في يوليو الماضي، وقال “هناك طيارون عرب وطيارون آخرون من مختلف قطاعات الجيش الأمريكي وبلدان أخرى”، ونقلت وكالة رويترز، عن مسئول أمريكي، طلب عدم الكشف عن هويته، تأكيده مشاركة الأردن في المناورات، وإرساله طائرات حلقت مع الطائرات الإسرائيلية وزودت بالوقود من ناقلة إسرائيلية في المحيط الأطلسي.
وكانت تل أبيب بحسب وسائل إعلام صهيونية، استضافت الشهر الماضي، تدريبات “العلم الأزرق” العسكرية، بمشاركة الولايات المتحدة وبولندا واليونان وبلدان أخرى لم تحددها، فيما رفض متحدث باسم جيش الاحتلال التعليق على سؤال عما إذا كان الأردن من بين المشاركين في تلك التدريبات أم لا؟، ورفض مسئولون أردنيون التعليق على صحة مشاركة قوات بلادهم.
يلاحظ في الفترة الأخيرة الاندفاع العربي الشديد نحو تطوير العلاقات مع الكيان الصهيوني، دون النظر إلى الانتهاكات التي يمارسها ضد أبناء الشعب الفلسطيني، ودراسة التداعيات السلبية على الأمن القومي العربي من هذه العلاقة، وبحسب أغلب المراقبين، فالأردن من بين هذه الدول التي بدأت علاقتها مع إسرائيل تصل إلى العلنية دون النظر إلى الإحراج الداخلي، وذهبت العلاقة إلى تنفيذ مشاريع بين الجانبين، كمشروع «قناة البحرين» الضخم الذي تم توقيعه فبراير الماضي، فضلًا عن السعي الإسرائيلي لبيع الغاز المسروق من الأقاليم العربية إلى الأردن.
تصريحات كثيرة خرجت من وزراء الاحتلال الإسرائيلي توضح مدى الرغبة في تعزيز التعاون بين تل أبيب وعمّان، كان أبرزها في يونيو الماضي، عندما قال وزير التعاون الإقليمي في حكومة الاحتلال إن “هنالك مجموعة اتفاقيات اقتصادية سيتم تنفيذها بين الجانبين الأردني والإسرائيلي خلال المرحلة المقبلة، من بينها فتح معابر جديدة بين إسرائيل والأردن وبناء منطقة صناعية مشتركة في الشمال، كما أكد القرار أن نحو 1500 عامل من الأردن سيحصلون على تصريح عمل وسيتم تشغيلهم في إيلات المجاورة للعقبة، مضيفا في الوقت ذاته أنهم سيتلقوا أجرًا أكبر بـ 3 أضعاف من أجرهم في الأردن”.