رسائل الحنين..
حروف الكترونية لا حياة فيها,رسائل سريعة لا طعم لها كوجبات جاهزة، إن لم تضرك لا تنفعك. علاقات حب تدوم لساعات وحديث عن الحب
سطحي مبتدل، لم يكن كذلك أيام
زمننا الجميل. أيام الصّبا والمراهقة، أيام الحب العدري الصادق.
يلفني معطف الدكرى الليلة، فأتدكر، أتدكر يوم سافرنا لمسقط رأس أبي ذات عطلة حين رأيته لأول مرة شاب وسيم يكبرني بعشر سنوات جسم رياضي، بشرة سمراء. وعينين عسليتن.
كانت العطلة مختلفة عن كل عطلة،لها طعم خاص قضيناها معا
وسط مجمع العائلة، لم نجرؤ على الإبتعاد عنهم. بقينا في تبادل لنظرات يُسرع القلب خفقانا وتحمر لها الخدود خجلا. حتى جاء يوم الرجوع لديار، عند وداعي دسّ في يدي عنوان للمراسلة ضاغطا عليهابقوة حنونة رافقتني رعشتها طيلة الطريق.
حرصت على إخفاء العنوان حرصي على حياتي، وماإن وصلنا حتى إخترت أحسن الأقلام وأزهى الألوان وجلست أكتب، كلمات خجولة مختصرة. أننا بخير ونشتاق لمجمع العائلة، أرسلتها وانتظرت........ انتظرت لأيام.. كل يوم أسأل ساعي البريد حتى صرنا أصدقاء.....
مرّت عشر أيام ليرّن جرس بيتنا عصر يوم جميل مرسول الحب مخلّفا رسالة أضاقتني وجع الإنتظار، رسالة متخمة بالحنين طافحة فياضة بأصدق وأجمل المشاعر.
شلال ينساب من عذب الكلام
، حروف توغلت في عمق الإشتياق، اعترافات هلكتني انتظارا.
طرت برسالة فرحا أتوسد طيفه، وأتدثر بعطره المرشوش عليها. أتابع رسم حروفه وأرتشف من السطور عبق الإحساس، لم تفارقني.. أقرأها وأعيد القراءة وكل مرّة كأول مرة.
كف المسافة بيننا شجعني على البوح، لم أبخل بالإعتراف كلماتي تمطر الغياب شجنا، تشكي الحنين ووحش الغياب، تئن من أنياب الشوق والضجر بعيدا عنه. لثمت حروفي قبل ارسالها، وبقيت على أمل عناق الحلم بملامسة هدب اللقاء.
هكدا كنا نعيش الحب بحلاوته وعدابه، نستشعره نتنفسه ننصهر شوقا وندوب عشقا صادقا....
بقلم: جليلة الجناتي
حروف الكترونية لا حياة فيها,رسائل سريعة لا طعم لها كوجبات جاهزة، إن لم تضرك لا تنفعك. علاقات حب تدوم لساعات وحديث عن الحب
سطحي مبتدل، لم يكن كذلك أيام
زمننا الجميل. أيام الصّبا والمراهقة، أيام الحب العدري الصادق.
يلفني معطف الدكرى الليلة، فأتدكر، أتدكر يوم سافرنا لمسقط رأس أبي ذات عطلة حين رأيته لأول مرة شاب وسيم يكبرني بعشر سنوات جسم رياضي، بشرة سمراء. وعينين عسليتن.
كانت العطلة مختلفة عن كل عطلة،لها طعم خاص قضيناها معا
وسط مجمع العائلة، لم نجرؤ على الإبتعاد عنهم. بقينا في تبادل لنظرات يُسرع القلب خفقانا وتحمر لها الخدود خجلا. حتى جاء يوم الرجوع لديار، عند وداعي دسّ في يدي عنوان للمراسلة ضاغطا عليهابقوة حنونة رافقتني رعشتها طيلة الطريق.
حرصت على إخفاء العنوان حرصي على حياتي، وماإن وصلنا حتى إخترت أحسن الأقلام وأزهى الألوان وجلست أكتب، كلمات خجولة مختصرة. أننا بخير ونشتاق لمجمع العائلة، أرسلتها وانتظرت........ انتظرت لأيام.. كل يوم أسأل ساعي البريد حتى صرنا أصدقاء.....
مرّت عشر أيام ليرّن جرس بيتنا عصر يوم جميل مرسول الحب مخلّفا رسالة أضاقتني وجع الإنتظار، رسالة متخمة بالحنين طافحة فياضة بأصدق وأجمل المشاعر.
شلال ينساب من عذب الكلام
، حروف توغلت في عمق الإشتياق، اعترافات هلكتني انتظارا.
طرت برسالة فرحا أتوسد طيفه، وأتدثر بعطره المرشوش عليها. أتابع رسم حروفه وأرتشف من السطور عبق الإحساس، لم تفارقني.. أقرأها وأعيد القراءة وكل مرّة كأول مرة.
كف المسافة بيننا شجعني على البوح، لم أبخل بالإعتراف كلماتي تمطر الغياب شجنا، تشكي الحنين ووحش الغياب، تئن من أنياب الشوق والضجر بعيدا عنه. لثمت حروفي قبل ارسالها، وبقيت على أمل عناق الحلم بملامسة هدب اللقاء.
هكدا كنا نعيش الحب بحلاوته وعدابه، نستشعره نتنفسه ننصهر شوقا وندوب عشقا صادقا....
بقلم: جليلة الجناتي