اية وقصة واحداث ودروس
بسم الله الرحمن الرحيم
لما نزلت اية : (( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ) البقرة/187.
حصلت حكايات مع افهام بعض الصحابة في فهم هذا النص فمنهم من اخذه على ظاهره دون الالتفات لما فيه من مجاز لغوي حيث فهم بعض الصحابة رضي الله عنهم الآية على خلاف معناها ، ففهموا أن المراد منها الخيط الحقيقي ، فكان أحدهم يجعل تحت وسادته أو يربط في رجله خيطين أحدهما أبيض والآخر أسود ويظل يأكل حتى يتبين له أحدهما من الآخر ، وسبب هذا الخطأ في فهم معنى الآية والمراد منها انهم فهموا نصوص القران على ظاهرها وحقيقة الوضع اللغوي الموضوعة في اصل اللغة لاعطاءه دون الالتفات الى الاستعمال المجازي في الالفاظ رغم انه من اساليبهم.. ولعل المدرسة الظاهرية في فهم النص القراني والشرعي من هنا بدأت.وكانت بلا شك هناك اعتبارات نفسية وشعورية وراء هذا التوجه والمنحى ونجد ان القران ذاته اخذ بعلاجها فورا لتستقيم الافهام وطريقة الفهم والتعامل مع النص القراني العربي وانظر معي هذه الرواية الصحيحة روى البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : أُنْزِلَتْ ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ) وَلَمْ يَنْزِلْ (مِنْ الْفَجْرِ) فَكَانَ رِجَالٌ إِذَا أَرَادُوا الصَّوْمَ رَبَطَ أَحَدُهُمْ فِي رِجْلِهِ الْخَيْطَ الأَبْيَضَ وَالْخَيْطَ الأَسْوَدَ ، وَلَمْ يَزَلْ يَأْكُلُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ رُؤْيَتُهُمَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَعْدُ : (مِنْ الْفَجْرِ) فَعَلِمُوا أَنَّهُ إِنَّمَا يَعْنِي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ .
فهؤلاء الصحابة حَمَلُوا الْخَيْطَ عَلَى ظَاهِرِهِ , فَلَمَّا نَزَلَ (مِنْ الْفَجْرِ) عَلِمُوا الْمُرَادَ وتيقن في افهامهم خروج اللفظ عن حقيقته ليؤدي معنى جديدا ليس من اصل وضعه وهو ما سمي في علوم اللغة تاليا مجازا.
وكذلك اننا نجد ان النبي سلام الله عليه عالجها في وقتها اي حالة الفهم الظاهري للنص لانها حصلت وهو موجود بين ظهراني الامة ويتضح لنا ذلك من الحديث الصحيح المروي عن الصحابي الكريم عدي بن حاتم احد افراد تلك المدرسة ظاهرية الفهم والتعامل مع النص الشرعي بظاهره دون الالتفات للسياق واسليب الكلام العربي وانواعه فقد روى البخاري في صحيحه عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ عَمَدْتُ إِلَى عِقَالٍ أَسْوَدَ وَإِلَى عِقَالٍ أَبْيَضَ فَجَعَلْتُهُمَا تَحْتَ وِسَادَتِي فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ فِي اللَّيْلِ فَلا يَسْتَبِينُ لِي فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّمَا ذَلِكَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ. وفي رواية للبخاري : (إِنَّكَ لَعَرِيضُ) . وفي رواية أخرى له أيضاً : ( إِنَّ وِسَادَكَ إِذًا لَعَرِيضٌ أَنْ كَانَ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ وَالأَسْوَدُ تَحْتَ وِسَادَتِكَ) . وفي أخرى ( : (إِنَّكَ لَعَرِيضُ الْقَفَا) .وخض الناس ولجوا في هذا الحديث واستغله بعض المغرضين ورواية البخاري رحمه الله إِنَّ وِسَادَكَ إِذًا لَعَرِيضٌ أَنْ كَانَ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ وَالأَسْوَدُ تَحْتَ وِسَادَتِكَ) . قال القاضي عياض:
قَالَ الْقَاضِي : مَعْنَاهُ إِنْ جَعَلْت تَحْت وِسَادك الْخَيْطَيْنِ الَّذِينَ أَرَادَهُمَا اللَّه تَعَالَى وَهُمَا اللَّيْل وَالنَّهَار فَوِسَادُك يَعْلُوهُمَا وَيُغَطِّيهِمَا , وَحِينَئِذٍ يَكُون عَرِيضًا , وَهُوَ مَعْنَى الرِّوَايَة الأُخْرَى فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ (إِنَّك لَعَرِيض الْقَفَا) وَهُوَ مَعْنَى الرِّوَايَة الأُخْرَى : (إِنَّك لَضَخْمٌ) وهي دعابة من رسول الله سلام الله عليه لهذا الرجل الذي اساء الفهم فمن من البشر وساده يغطي ما بين المشرقين موضع طلوع الخيط الابيض من الفجر!!فالاية جاء فيها المجاز وكذا جواب النبي سلام الله عليه جاء فيه المجاز وهذا اثبات لان المجاز في الكلام اسلوب من اسليب العرب فيه ونصوص التشريع عربية وتفهم باساليب العرب واغراضهم الكلامية كما كشفها وحددها علماء اللسان وفيه رد واضح على اخواننا الظاهرية الذين انكروا المجاز بتاتا في النصوص الشرعية وفيه رد على من انكر وجوده في القران الذي اعجز العرب بنظمه ونزوله بلغتهم مستخدما اساليبهم في الكلام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
لما نزلت اية : (( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ) البقرة/187.
حصلت حكايات مع افهام بعض الصحابة في فهم هذا النص فمنهم من اخذه على ظاهره دون الالتفات لما فيه من مجاز لغوي حيث فهم بعض الصحابة رضي الله عنهم الآية على خلاف معناها ، ففهموا أن المراد منها الخيط الحقيقي ، فكان أحدهم يجعل تحت وسادته أو يربط في رجله خيطين أحدهما أبيض والآخر أسود ويظل يأكل حتى يتبين له أحدهما من الآخر ، وسبب هذا الخطأ في فهم معنى الآية والمراد منها انهم فهموا نصوص القران على ظاهرها وحقيقة الوضع اللغوي الموضوعة في اصل اللغة لاعطاءه دون الالتفات الى الاستعمال المجازي في الالفاظ رغم انه من اساليبهم.. ولعل المدرسة الظاهرية في فهم النص القراني والشرعي من هنا بدأت.وكانت بلا شك هناك اعتبارات نفسية وشعورية وراء هذا التوجه والمنحى ونجد ان القران ذاته اخذ بعلاجها فورا لتستقيم الافهام وطريقة الفهم والتعامل مع النص القراني العربي وانظر معي هذه الرواية الصحيحة روى البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : أُنْزِلَتْ ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ) وَلَمْ يَنْزِلْ (مِنْ الْفَجْرِ) فَكَانَ رِجَالٌ إِذَا أَرَادُوا الصَّوْمَ رَبَطَ أَحَدُهُمْ فِي رِجْلِهِ الْخَيْطَ الأَبْيَضَ وَالْخَيْطَ الأَسْوَدَ ، وَلَمْ يَزَلْ يَأْكُلُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ رُؤْيَتُهُمَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَعْدُ : (مِنْ الْفَجْرِ) فَعَلِمُوا أَنَّهُ إِنَّمَا يَعْنِي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ .
فهؤلاء الصحابة حَمَلُوا الْخَيْطَ عَلَى ظَاهِرِهِ , فَلَمَّا نَزَلَ (مِنْ الْفَجْرِ) عَلِمُوا الْمُرَادَ وتيقن في افهامهم خروج اللفظ عن حقيقته ليؤدي معنى جديدا ليس من اصل وضعه وهو ما سمي في علوم اللغة تاليا مجازا.
وكذلك اننا نجد ان النبي سلام الله عليه عالجها في وقتها اي حالة الفهم الظاهري للنص لانها حصلت وهو موجود بين ظهراني الامة ويتضح لنا ذلك من الحديث الصحيح المروي عن الصحابي الكريم عدي بن حاتم احد افراد تلك المدرسة ظاهرية الفهم والتعامل مع النص الشرعي بظاهره دون الالتفات للسياق واسليب الكلام العربي وانواعه فقد روى البخاري في صحيحه عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ عَمَدْتُ إِلَى عِقَالٍ أَسْوَدَ وَإِلَى عِقَالٍ أَبْيَضَ فَجَعَلْتُهُمَا تَحْتَ وِسَادَتِي فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ فِي اللَّيْلِ فَلا يَسْتَبِينُ لِي فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّمَا ذَلِكَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ. وفي رواية للبخاري : (إِنَّكَ لَعَرِيضُ) . وفي رواية أخرى له أيضاً : ( إِنَّ وِسَادَكَ إِذًا لَعَرِيضٌ أَنْ كَانَ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ وَالأَسْوَدُ تَحْتَ وِسَادَتِكَ) . وفي أخرى ( : (إِنَّكَ لَعَرِيضُ الْقَفَا) .وخض الناس ولجوا في هذا الحديث واستغله بعض المغرضين ورواية البخاري رحمه الله إِنَّ وِسَادَكَ إِذًا لَعَرِيضٌ أَنْ كَانَ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ وَالأَسْوَدُ تَحْتَ وِسَادَتِكَ) . قال القاضي عياض:
قَالَ الْقَاضِي : مَعْنَاهُ إِنْ جَعَلْت تَحْت وِسَادك الْخَيْطَيْنِ الَّذِينَ أَرَادَهُمَا اللَّه تَعَالَى وَهُمَا اللَّيْل وَالنَّهَار فَوِسَادُك يَعْلُوهُمَا وَيُغَطِّيهِمَا , وَحِينَئِذٍ يَكُون عَرِيضًا , وَهُوَ مَعْنَى الرِّوَايَة الأُخْرَى فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ (إِنَّك لَعَرِيض الْقَفَا) وَهُوَ مَعْنَى الرِّوَايَة الأُخْرَى : (إِنَّك لَضَخْمٌ) وهي دعابة من رسول الله سلام الله عليه لهذا الرجل الذي اساء الفهم فمن من البشر وساده يغطي ما بين المشرقين موضع طلوع الخيط الابيض من الفجر!!فالاية جاء فيها المجاز وكذا جواب النبي سلام الله عليه جاء فيه المجاز وهذا اثبات لان المجاز في الكلام اسلوب من اسليب العرب فيه ونصوص التشريع عربية وتفهم باساليب العرب واغراضهم الكلامية كما كشفها وحددها علماء اللسان وفيه رد واضح على اخواننا الظاهرية الذين انكروا المجاز بتاتا في النصوص الشرعية وفيه رد على من انكر وجوده في القران الذي اعجز العرب بنظمه ونزوله بلغتهم مستخدما اساليبهم في الكلام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.