عندما يُراد لنا ألاّ نرى من الإرهاب سوى الجماعات الإسلامية المتطرفة !!
==========================================
عندما وقع تفجير أوكلاهوما سيتي عام 1995 من قِبل نصرانيّ متطرّف أسدل الإعلام العالمي حجابا سميكا على الانتماء الحقيقي لبطل العملية الإرهابية “تيموتي ماك فاي”وخرجوا علينا بقصّة :”متخلّف عقليا يقوم بتفجير مبنى تابع للحكومة الفديراليّة في أوكلاهوما !”، ولوْ كان الفاعل مسلما لحفِظ إعلاميو الأرض انتماءه الديني ورددوه صباحا مساء بتناغم وانسجام فريديْن
،، وعندما سقط عشرات القتلى والجرحى في اعتداءات أوسلو وجزيرة أوتويا (النرويج)عام 2011 استبقت دوائر الإعلام العالمي نتائج التحقيقات وأكّدت أنّ تنظيم القاعدة يقف وراء العملية ليثبُت في ما بعد أنّ إرهابيا نصرانيا يُدعى “اندرس بهرنغ بريفيك” هو الفاعل الحقيقي ،والعام الفارط (2015) رأينا كيف برّر قلم التحقيق الأمريكي جريمة نورث كارولاينا التي ذهب ضحيتها ثلاثة مسلمين بخلاف حول موقف سيّارات رغم أنّ كلّ المؤشرات كانت تدلّ على أنّ القاتل “كريج ستيفن هيكس”هو إرهابيّ ارتكب جريمته لدوافع عقديّة ، وفي كل مرة لا يتحدّثون عن “إرهاب مسيحي”قياسا على ما يسمونه “إرهابا إسلاميا” ويكتفون بالإشارة إلى “جريمة كراهية”و في أقصى الحالات يحدّثوننا عن “عنف يميني” !!..
الحقيقة أنّ ما تقدّم لا يعدو أن يكون سوى غيض من فيض شواهد وفواصل تاريخية كثيرة يمكننا أن نقف من خلالها على حجم السقوط الأخلاقي والدجل الغربي ،وهذا ليس جديدا على من يسوّق لما لا يملك من قيم التعايش والعدالة والمساواة وفوقيّة القانون ..
فالجماعات المسيحية (أو النصرانية) المتطرفة يُسمّونها قلّة قليلة لا علاقة لها بالمسيحية ولا بالحضارة الغربية رغم أنّك إذا فتحت أحد كتبهم المقدّسة تقرأ فيه:” من ليس معي فهو عليّ”(1)و” ملعون من يعمل عمل الرب برخاء ،وملعون من يمنع سيفه من الدم”! (2)،وعن توراة اليهود المحرّفة حدّث ولا حرج، اطّلعوا عليه وستجدون عبارات تقطر تسامحا مع “الأغيار”على غرار:”ويقف الأجانب ويرعون غنمكم، ويكون بنو الغريب حراثيكم وكراميكم، أما أنتم فتُدعون كهنة الرب تسمون خدّام إلهنا تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتآمرون”(3) ، فدوائر المال والإعلام المتصهينة (أسطورة مردوخ نموذجا) تحرص على “تعليب الوعي” بشكل لا أحد يرى معه أو يعرف غير “إرهاب” الجماعات الإسلامية المتطرفة رغم أنّ أمريكا نفسها تنشط فيها عشرات التنظيمات الإرهابية غير الإسلامية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
– النازيون الأمريكيون.
– أنصار الإنجيل.
– فرسان الليل.
– التحالف ضد الأجانب.
– حزب الله الأمريكي.
– جيش الله.
– اتحاد النساء البيضاوات.
– الجبهة المعادية للخطر الملون.
– الإخوان الأمريكيون المتمردون.
– المحاربون البيض من أجل الحرية.
– منظمة الرؤوس الحليقة.
– عُصبة الدفاع المسيحي.
– الميليشيا البيضاء[…]
والقائمة مفتوحة لجماعات نصرانية إرهابية أخرى مثل جيش الرب في أوغندا والجبهة الوطنية لتحرير تريبورا في الهند و”البرق الشرقي” في الصين …إلخ.
أما عندما يتعلّق الأمر بتنظيم إسلامي متنطّع فإنّهم يصفونه فورا بالإرهاب العابر للحدود الناتج عن ثقافة عربية عدائية وعن تراث إسلامي لا يعترف بالآخر ؛وإذا قلتَ لهم الاضطهاد الغربي له إفراز طبيعي هو المقاومة ومُخرجات شاذة تلبس لُبوس التطرف والإرهاب تجدهم يحدّثونك عن الإرهاب الإسلامي “الأخضر” الذي قام على أنقاض الإرهاب الأحمر [الشيوعي] ؛المقاومة والممانعة إرهاب عندهم و لاءاتنا تمرّد وطغيان، رغم أنّنا قرأنا في تاريخهم عن إبادة الهنود الحمر والتجارة المثلثة[ تجارة الرقيق] والحروب الصليبية التي اعتذر عنها بابا الفاتيكان ومحاكم التفتيش وحروب المئة عام والثلاثين عاما والثمانين عاما واستضعاف الشعوب واحتلالها[…] وفي تاريخنا نقرأ عن أيام “النهروان” و”الجمل”و”صفين” وعن عدل الخلفاء الذي لم تعرف له الأرض صنوا أو مثيلا وهو خصلة على عكس ما يردد البعض تجاوزت شخوص الخلفاء الراشدين إلى غيرهم كعمر بن عبد العزيز(4) الذي عُرف بالخليفة الراشد الخامس” وعماد الدين زنكي(5) وابنه نور الدين محمود زنكي (6)الملك العادل المعروف بالخليفة الراشد السادس وصلاح الدين الأيوبي(7) قاهر الصليبيين ويوسف بن تاشفين( ناصر الدين وغيرهم؛ وحتى تمدّد الإسلام خارج المدينة المنوّرة وشبه الجزيرة العربية عموما لم يكن بصهيل الخيول وقعقعة السيوف بل كان بالحكمة والموعظة الحسنة ولم تكنْ فكرة “الغزو “قاعدة للتحرك والتوسّع بل كانت مجرد وسيلة لتعبيد الطريق للدعوة ورفع الظلم عن رقاب العباد حتى يُمكنَهم الاختيار الحر بين أن يُسلموا أو يَبقوا على دياناتهم وليس أدلّ على ما تقدّم من انتشار الإسلام في إندونيسيا أكبر الدول الإسلامية تعدادا للسكان دون أن تطأها قدم فارس مسلم!، وحفاظ الكثيرين من ابناء البلاد المفتوحة على معتقداتهم فبقيَ نصارى على نصرانيّتهم ويهود على يهوديّتهم بل بقيَ مجوس على عبادتهم للنار، ومجرد وجود “الجزية”والتصاقها بالشريعة الإسلامية دليل مفحم على أنّ إجبار الناس على اعتناق الإسلام لا علاقة له بما أُنزل على النبي محمّد صلى الله عليه وسلم..
هوامش:
——–
(1)– إنجيل لوقا 11: 23.
(2)– إرميا 48-10.
(3)– سفر إشعيا 61-5.
(4)– ثامن الخلفاء الأمويين[ت101 ه]،لُقّب بالخليفة الراشد السادس،قال “ابن الأثير”في سيرته :” “قد طالعت سير الملوك المتقدمين، فلم أر فيهم بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز أحسن من سيرته، ولا أكثر تحريا منه للعدل” .
(5) – قائد سلجوقي حكم في بلاد الشام [ت541 ه]،قال عنه “ابن كثير”:” وقد كان زنكى من خيار الملوك وأحسنهم سيرة وشكلاً وكان شجاعاً مقداماً حازماً خضعت له ملوك الأطراف وكان من أشد الناس غيرة على نساء الرعية وأجود الملوك معاملة وأرفقهم بالعامة”.
(6)– أمير سلجوقي [569 ه] حكم معظم بلاد الشام،أعظم إنجازاته التصدي للحملة الصليبية الثانية والقضاء على الدولة العُبيْدية (الفاطمية الشيعية) في مصرلُقّب بالملك العادل،قال عنه “ابن الأثير”: “لم يكن بعد عمر بن عبد العزيز مثل الملك نور الدين، ولا أكثر تحرياً للعدل والإنصاف منه…”.
(7)– مؤسس الدولة الأيوبيّة ومحرر القدس من الاحتلال الصليبي الذي استمرّ 92 عاما ،ومحرّر مصر من خبائث الخلافة العبيْدية [الشيعية الرافضية] بعد 262 عاما من الفتنة في الدين،لُقّب ب”الملك الناصر”.
( – يوسف بن تاشفين ..أمير المؤمنين وأسد المرابطين وناصر الدين ،ثاني ملوك دولة المرابطين بالمغرب [بين 1061 و 1106 م]،هناك أيضا من لقّبه ب”الخليفة الراشد السادس”.
==========================================
عندما وقع تفجير أوكلاهوما سيتي عام 1995 من قِبل نصرانيّ متطرّف أسدل الإعلام العالمي حجابا سميكا على الانتماء الحقيقي لبطل العملية الإرهابية “تيموتي ماك فاي”وخرجوا علينا بقصّة :”متخلّف عقليا يقوم بتفجير مبنى تابع للحكومة الفديراليّة في أوكلاهوما !”، ولوْ كان الفاعل مسلما لحفِظ إعلاميو الأرض انتماءه الديني ورددوه صباحا مساء بتناغم وانسجام فريديْن
،، وعندما سقط عشرات القتلى والجرحى في اعتداءات أوسلو وجزيرة أوتويا (النرويج)عام 2011 استبقت دوائر الإعلام العالمي نتائج التحقيقات وأكّدت أنّ تنظيم القاعدة يقف وراء العملية ليثبُت في ما بعد أنّ إرهابيا نصرانيا يُدعى “اندرس بهرنغ بريفيك” هو الفاعل الحقيقي ،والعام الفارط (2015) رأينا كيف برّر قلم التحقيق الأمريكي جريمة نورث كارولاينا التي ذهب ضحيتها ثلاثة مسلمين بخلاف حول موقف سيّارات رغم أنّ كلّ المؤشرات كانت تدلّ على أنّ القاتل “كريج ستيفن هيكس”هو إرهابيّ ارتكب جريمته لدوافع عقديّة ، وفي كل مرة لا يتحدّثون عن “إرهاب مسيحي”قياسا على ما يسمونه “إرهابا إسلاميا” ويكتفون بالإشارة إلى “جريمة كراهية”و في أقصى الحالات يحدّثوننا عن “عنف يميني” !!..
الحقيقة أنّ ما تقدّم لا يعدو أن يكون سوى غيض من فيض شواهد وفواصل تاريخية كثيرة يمكننا أن نقف من خلالها على حجم السقوط الأخلاقي والدجل الغربي ،وهذا ليس جديدا على من يسوّق لما لا يملك من قيم التعايش والعدالة والمساواة وفوقيّة القانون ..
فالجماعات المسيحية (أو النصرانية) المتطرفة يُسمّونها قلّة قليلة لا علاقة لها بالمسيحية ولا بالحضارة الغربية رغم أنّك إذا فتحت أحد كتبهم المقدّسة تقرأ فيه:” من ليس معي فهو عليّ”(1)و” ملعون من يعمل عمل الرب برخاء ،وملعون من يمنع سيفه من الدم”! (2)،وعن توراة اليهود المحرّفة حدّث ولا حرج، اطّلعوا عليه وستجدون عبارات تقطر تسامحا مع “الأغيار”على غرار:”ويقف الأجانب ويرعون غنمكم، ويكون بنو الغريب حراثيكم وكراميكم، أما أنتم فتُدعون كهنة الرب تسمون خدّام إلهنا تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتآمرون”(3) ، فدوائر المال والإعلام المتصهينة (أسطورة مردوخ نموذجا) تحرص على “تعليب الوعي” بشكل لا أحد يرى معه أو يعرف غير “إرهاب” الجماعات الإسلامية المتطرفة رغم أنّ أمريكا نفسها تنشط فيها عشرات التنظيمات الإرهابية غير الإسلامية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
– النازيون الأمريكيون.
– أنصار الإنجيل.
– فرسان الليل.
– التحالف ضد الأجانب.
– حزب الله الأمريكي.
– جيش الله.
– اتحاد النساء البيضاوات.
– الجبهة المعادية للخطر الملون.
– الإخوان الأمريكيون المتمردون.
– المحاربون البيض من أجل الحرية.
– منظمة الرؤوس الحليقة.
– عُصبة الدفاع المسيحي.
– الميليشيا البيضاء[…]
والقائمة مفتوحة لجماعات نصرانية إرهابية أخرى مثل جيش الرب في أوغندا والجبهة الوطنية لتحرير تريبورا في الهند و”البرق الشرقي” في الصين …إلخ.
أما عندما يتعلّق الأمر بتنظيم إسلامي متنطّع فإنّهم يصفونه فورا بالإرهاب العابر للحدود الناتج عن ثقافة عربية عدائية وعن تراث إسلامي لا يعترف بالآخر ؛وإذا قلتَ لهم الاضطهاد الغربي له إفراز طبيعي هو المقاومة ومُخرجات شاذة تلبس لُبوس التطرف والإرهاب تجدهم يحدّثونك عن الإرهاب الإسلامي “الأخضر” الذي قام على أنقاض الإرهاب الأحمر [الشيوعي] ؛المقاومة والممانعة إرهاب عندهم و لاءاتنا تمرّد وطغيان، رغم أنّنا قرأنا في تاريخهم عن إبادة الهنود الحمر والتجارة المثلثة[ تجارة الرقيق] والحروب الصليبية التي اعتذر عنها بابا الفاتيكان ومحاكم التفتيش وحروب المئة عام والثلاثين عاما والثمانين عاما واستضعاف الشعوب واحتلالها[…] وفي تاريخنا نقرأ عن أيام “النهروان” و”الجمل”و”صفين” وعن عدل الخلفاء الذي لم تعرف له الأرض صنوا أو مثيلا وهو خصلة على عكس ما يردد البعض تجاوزت شخوص الخلفاء الراشدين إلى غيرهم كعمر بن عبد العزيز(4) الذي عُرف بالخليفة الراشد الخامس” وعماد الدين زنكي(5) وابنه نور الدين محمود زنكي (6)الملك العادل المعروف بالخليفة الراشد السادس وصلاح الدين الأيوبي(7) قاهر الصليبيين ويوسف بن تاشفين( ناصر الدين وغيرهم؛ وحتى تمدّد الإسلام خارج المدينة المنوّرة وشبه الجزيرة العربية عموما لم يكن بصهيل الخيول وقعقعة السيوف بل كان بالحكمة والموعظة الحسنة ولم تكنْ فكرة “الغزو “قاعدة للتحرك والتوسّع بل كانت مجرد وسيلة لتعبيد الطريق للدعوة ورفع الظلم عن رقاب العباد حتى يُمكنَهم الاختيار الحر بين أن يُسلموا أو يَبقوا على دياناتهم وليس أدلّ على ما تقدّم من انتشار الإسلام في إندونيسيا أكبر الدول الإسلامية تعدادا للسكان دون أن تطأها قدم فارس مسلم!، وحفاظ الكثيرين من ابناء البلاد المفتوحة على معتقداتهم فبقيَ نصارى على نصرانيّتهم ويهود على يهوديّتهم بل بقيَ مجوس على عبادتهم للنار، ومجرد وجود “الجزية”والتصاقها بالشريعة الإسلامية دليل مفحم على أنّ إجبار الناس على اعتناق الإسلام لا علاقة له بما أُنزل على النبي محمّد صلى الله عليه وسلم..
هوامش:
——–
(1)– إنجيل لوقا 11: 23.
(2)– إرميا 48-10.
(3)– سفر إشعيا 61-5.
(4)– ثامن الخلفاء الأمويين[ت101 ه]،لُقّب بالخليفة الراشد السادس،قال “ابن الأثير”في سيرته :” “قد طالعت سير الملوك المتقدمين، فلم أر فيهم بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز أحسن من سيرته، ولا أكثر تحريا منه للعدل” .
(5) – قائد سلجوقي حكم في بلاد الشام [ت541 ه]،قال عنه “ابن كثير”:” وقد كان زنكى من خيار الملوك وأحسنهم سيرة وشكلاً وكان شجاعاً مقداماً حازماً خضعت له ملوك الأطراف وكان من أشد الناس غيرة على نساء الرعية وأجود الملوك معاملة وأرفقهم بالعامة”.
(6)– أمير سلجوقي [569 ه] حكم معظم بلاد الشام،أعظم إنجازاته التصدي للحملة الصليبية الثانية والقضاء على الدولة العُبيْدية (الفاطمية الشيعية) في مصرلُقّب بالملك العادل،قال عنه “ابن الأثير”: “لم يكن بعد عمر بن عبد العزيز مثل الملك نور الدين، ولا أكثر تحرياً للعدل والإنصاف منه…”.
(7)– مؤسس الدولة الأيوبيّة ومحرر القدس من الاحتلال الصليبي الذي استمرّ 92 عاما ،ومحرّر مصر من خبائث الخلافة العبيْدية [الشيعية الرافضية] بعد 262 عاما من الفتنة في الدين،لُقّب ب”الملك الناصر”.
( – يوسف بن تاشفين ..أمير المؤمنين وأسد المرابطين وناصر الدين ،ثاني ملوك دولة المرابطين بالمغرب [بين 1061 و 1106 م]،هناك أيضا من لقّبه ب”الخليفة الراشد السادس”.