ِقـصَّـةُ حُـبّْ:
بقلم:ماجدة الريماوي
-----------------------
" اُسْتَحْلَىَ" يُطِلُّ عَلَى المَديِنَةِ مِنْ"عُلٍ". كانَ صَغيراً .اصْطَحَبَهُ جَدُّهُ. ذَكَّرَهْ وقال :
يَ سِيِدِي، اسْتَحَلِّ الْيَهُودْ، "تَكْبِيرِةْ" عُمَرْ. وظَاعَتْ البْلادْ كلها. بنى الغرباءُ بيوتا وأَحْيَاءْ. واستبدلوا كلَّ الأَسْماءْ. "ماتَ الجَدُّ. شَبَّ الطِّفْلُ. لَمْ ينْسَ المَكانَ ولا نسِيَ الزَّمانْ .مِنْ يَوِمِها ،يحمِلُ كُتُبَهُ ،يمشي، يحفظُ دَرْسَهُ. يتركُ بصماتِ قدميهِ "الحافِيَتَيْنِ" في صورة طرقات ضيقة في العشب الأخضر. هو اليَوْمَ عَجُوزٌ،خطَّ الشَّيْبُ رَأْسَهْ. دَخَلَتْ قَلبَهُ امْرَأَةٌ ولا كل النساءْ. يستظل الآن تحتَ أشجارِ السَّرْوِ، هناكْ. في مخيلته الكتب وجده ودروسه وطرقا اختطتها رجلاهْ. ينظر الى المدينة,فلا يرى الا تلك الحمامة.
يُديرُ مُؤَشِّرَ المِذْيَاعْ. تأْكُلُ قلبه الأَوْجاعْ. خففت من وجعه ظلال ورائحة الشجر. كم يعيش الشجر وكم تعيش الببغاء. فَجاءَهُ الصَّوْتُ: "انْساني يا حبيبي". زاد صوت فيروز من حزن يرافق حياته.
يعرف انه رجل لم يقوَ على إغْرائِهِ ولاَ شِرائِهِ أَحَدْ. ولو بكنوزِ الكَونْ. ظل يرم التراب ولم يبع نفسهْ ولا كرامته.كيسوع يقول:"لا كرامةَ لنبي في وطنه...". وحيدةٌ هي التي اشترت قلبه.وفجأَة تدحرج ككرة الثلج.كان مع كل دورة يقبل الترابَ ،ينزلق نحو القاع.فلعل أنفاسها والهواءَ حملت معها ، ذرات من أرضٍ داسَتْ عليها قَدَماها."انساني يا حبيبي".تحولت دموعه المرَّة وقطراتُ الثلج الى نهر غرق فيه ومات. ماتَ غريقاً في حزنه ودموعه.وحيدا بعيدا ,مجهولاً.وتبخر ذات صيف وكأنه لم يكن. لكنه ما لبث حتى عاد اليها.فتساقط مطرا على أهدابِ ثوبها.تحسست أَطْرَافَ الثوبِ."شَمَّتْ" رائحَةَ المطَرِ.وَبَكَتْ بكاءً مُرَّاَ.
---------------------------------------------------------------------
ماجدة الريماوي
25-3-2016
بقلم:ماجدة الريماوي
-----------------------
" اُسْتَحْلَىَ" يُطِلُّ عَلَى المَديِنَةِ مِنْ"عُلٍ". كانَ صَغيراً .اصْطَحَبَهُ جَدُّهُ. ذَكَّرَهْ وقال :
يَ سِيِدِي، اسْتَحَلِّ الْيَهُودْ، "تَكْبِيرِةْ" عُمَرْ. وظَاعَتْ البْلادْ كلها. بنى الغرباءُ بيوتا وأَحْيَاءْ. واستبدلوا كلَّ الأَسْماءْ. "ماتَ الجَدُّ. شَبَّ الطِّفْلُ. لَمْ ينْسَ المَكانَ ولا نسِيَ الزَّمانْ .مِنْ يَوِمِها ،يحمِلُ كُتُبَهُ ،يمشي، يحفظُ دَرْسَهُ. يتركُ بصماتِ قدميهِ "الحافِيَتَيْنِ" في صورة طرقات ضيقة في العشب الأخضر. هو اليَوْمَ عَجُوزٌ،خطَّ الشَّيْبُ رَأْسَهْ. دَخَلَتْ قَلبَهُ امْرَأَةٌ ولا كل النساءْ. يستظل الآن تحتَ أشجارِ السَّرْوِ، هناكْ. في مخيلته الكتب وجده ودروسه وطرقا اختطتها رجلاهْ. ينظر الى المدينة,فلا يرى الا تلك الحمامة.
يُديرُ مُؤَشِّرَ المِذْيَاعْ. تأْكُلُ قلبه الأَوْجاعْ. خففت من وجعه ظلال ورائحة الشجر. كم يعيش الشجر وكم تعيش الببغاء. فَجاءَهُ الصَّوْتُ: "انْساني يا حبيبي". زاد صوت فيروز من حزن يرافق حياته.
يعرف انه رجل لم يقوَ على إغْرائِهِ ولاَ شِرائِهِ أَحَدْ. ولو بكنوزِ الكَونْ. ظل يرم التراب ولم يبع نفسهْ ولا كرامته.كيسوع يقول:"لا كرامةَ لنبي في وطنه...". وحيدةٌ هي التي اشترت قلبه.وفجأَة تدحرج ككرة الثلج.كان مع كل دورة يقبل الترابَ ،ينزلق نحو القاع.فلعل أنفاسها والهواءَ حملت معها ، ذرات من أرضٍ داسَتْ عليها قَدَماها."انساني يا حبيبي".تحولت دموعه المرَّة وقطراتُ الثلج الى نهر غرق فيه ومات. ماتَ غريقاً في حزنه ودموعه.وحيدا بعيدا ,مجهولاً.وتبخر ذات صيف وكأنه لم يكن. لكنه ما لبث حتى عاد اليها.فتساقط مطرا على أهدابِ ثوبها.تحسست أَطْرَافَ الثوبِ."شَمَّتْ" رائحَةَ المطَرِ.وَبَكَتْ بكاءً مُرَّاَ.
---------------------------------------------------------------------
ماجدة الريماوي
25-3-2016