صالون نون الأدبي ومريم لولو إبداع لا يتوقف
عند الخامسة والنصف من بعد عصر يوم الثلاثاء السادس من سبتمبر كان اللقاء في صالون نون الأدبي مستضيفا المبدعة مريم لولو
افتتحت الأستاذة فتحية الجلسة مرحبة بالحضور فقالت:
الحضور الكريم،، أهلا بكم في لقاء جديد مبارك، حيث نلتقيكم في رحاب العشر الفضيلة من شهر ذي الحجة، وعدنا الله وإياكم بزيارة البقعة الطاهرة والصلاة في الحرمين الشريفين، وزيارة رسولنا الكريم، فكل عام وأنتم بخير، كل عام وأنتم على طاعة، وبعد،،،
لأن المرأة كتلة من الطاقات والإبداع، أخذنا في صالون نون الأدبي على عاتقنا عدم إهمال أي من هذه الطاقات المبدعة، فهي ذات أثر وتأثير في رسم خريطة المستقبل.
نلتقيكم اليوم وبصحبتنا واحدة من هذه الطاقات المبدعة، تتبعناها وشهدنا تطورها، استضفناها قبل أربعة أعوام ونيف، حدثتنا فأبهرتنا، فقالوا عنها وفيها الكثير
الأديب أبو هاني شحادة قال: الإبداع موهبة لا ترتبط ببيئة أو زمان، أنا أرى أن الأم التي ربت مريم صاحبة الفضل في إبداعها فلها كل التقدير والاحترام.
السيد محمود الغفري قال: استمعت للأخت مريم عبر الإذاعة وأعجبت بها دون أن أراها، فكل الشكر للصالون الذي أرانا مريم وجها لوجه، وما أعجبني بها أن الأنا في خطابها غير موجودة بل منعدم، وحين تود الحديث عن نفسها تقول مريم ولا تقول أنا، أتمنى على الأخت مريم أن يكون اهتمامها بالجانب العلمي ما دامت متفوقة به.
الأديب غريب عسقلاني قال هناك بذرة يهبها الله للبعض، تبقى كامنة حتى يُتاح لها الكشف، هذا الكشف يوجهها فيتميز صاحب الكشف بها، هنا تتجلى العبقرية التي لا تستأذن، فالمتميز إذا ما وجد الرعاية والبيئة الصالحة فإنه كما الأزهار تتفتح وتتورد ويكون التفتح مبكرا، أتمنى أن نخرج من هنا بنداء لكل المؤسسات الرسمية التي عليها أن تقوم بواجب ولي الأمر لاحتضان المواهب، لأن الأسرة بتسيباتها، والتعليم بترهلاته، والوضع السياسي بتعقيداته، لا يمكنها أن تدعم المتميز، نحن هنا مع ظاهرة يجب أن نتكاتف لرعايتها ودعم مواهبها، لنشكل شعبا فلسطينيا مميزا، ونعلن للجميع أن هذه البلدة القابعة في إحدى زوايا الدنيا والمسماة غزة تمتلك ما لا يمتلكه أحد.
الأستاذ عبد الكريم عليان قال: نحن أمام فتاة فذّة لها مستقبل كبير، مريم كمبدعة وصاحبة مواهب متعددة، نريد أن نستفيد من التجربة المصاحبة لهذا الكم الهائل من التنوع بالمعرفة والإبداع.
الأستاذ رزق المزعنن قال: بعد الشكر لصالون نون الأدبي الذي يهتم بالبراعم المتفتحة، أقول لمريم والله ثم والله ثم والله، إنك أديبة مقنعة ومحترفة وقادرة، بارك الله فيك ووفقك للخير.
الشاعر أحمد النجار قال: شكرا لصالون نون الأدبي الذي يتحفنا ويطلعنا على الإبداعات التي لم نلتقيها من قبل، وعلى غير العادة وجدتني وأنا أسمع لمريم أكتب هذه الأبيات:
تصنّعت شعري بوصف النسق والنهى وضاعت حروفي خلف قول مقنّع
أرى قد سمعت انتفاض بوح نظمته تحّدر درّا في عقال مرصع
فلا فضّ فوك وبورك الله واهبا وبارك فيمن رعى وربّى بمربع
ومريم إذ مرّت بقوم حسبتهم صرعى بسيف البلاغة مقطّع
انتهى اللقاء وسط إعجاب وانبهار الحضور بالطفلة المبدعة مريم لولو.
كانت تلك كلمات ومشاهدات عبَّر عنها أصحابها في ضيفتنا وعلى وقع تلك الكلمات، نقول من هي مريم:
إنها مريم طاهر أحمد لولو من مواليد 3/5/1995
-2016-2017: طالبة كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات – مستوى رابع - تخصص أنظمة حاسوب – جامعة الأزهر بمعدل تراكمي 90.04%.
اجتازت العديد من الدورات التدريبية منها:
- لغات البرمجة:
1) تصميم الويب وبرمجة تطبيقاته (مركز Copmuter Land– 40 ساعة تدريبية).
2) برنامج تدريبي مكثف لبرمجة تطبيقات الويب ( Oxfam– 60 ساعة تدريبية).
3)Java (Advanced) – C language (المركز التركي بغزة) .
4) برامج مختلفة خاصة بالتصميم والبرمجة ومونتاج الصوت والفيديو(مركز ميديا سوفت) :
Flash – Visual Basic – Adobe Audition Adobe– Adobe After Effict .
5) التدريب على الكاتب الالكتروني على مدونات مجانية (مركز القطان للطفل):
blogspot وwordpress .
6) دورة الحد من العنف (القاهرة - 2007).
7) دورة تنمية المهارات الإدارية والحياتية (جمعية الوداد للتأهيل المجتمعي 2010).
دورة تعريفية حول النظام البرلماني في المجلس التشريعي الفلسطيني (2010).
9) النادي التكنولوجي السابع عشر للعلوم والتكنولوجيا (2012) .
10) دورات للتنمية البشرية (أكاديمية فلسطيني للتدريب والتطوير) متمثلة في سبع دورات تدريبية (2012):
استراتيجيات الموظف المحترف – التخطيط الاستراتيجي الشخصي – مهارات التفكير وقانون الجذب – فن الحوار وفن التفاوض – كيف تسوق لنفسك وكتابة السيرة الذاتية.
11) مجموعة دورات تابعة لمؤسستي (Free the children – Nelly Furtado) بالتعاون مع مؤسسة الأثر العالمية متمثلة في سبع دورات تدريبية (2012) :
النوع الاجتماعي – حقوق المرأة – وسائل التواصل الاجتماعي – أدوات تحديد القضايا المجتمعية – مناصرة القضايا المجتمعية – تعزيز مشاركة الفتيات كقياديات.
12) دورة محادثة متقدمة في اللغة الانكليزية في المركز الأمريكي للغات (2013).
ومن إنجازاتها وخبراتها العملية:
في مجال الحاسوب والتكنولوجيا:
-Co-Organizer في Google Group Developer – Gaza .
- مدرب معتمد في مركز ميديا سوفت للبرمجة والتصميم .
- مدرب معتمد في فريق Steps لتطوير الويب .
- مبرمجة في شركة تكنوجيل .
- حاصلة على المركز الأول عام 2010 في مسابقة إلهام فلسطين للمبادرات الشبابية على مستوى الوطن .
- حاصلة على المركز الأول عام 2010 في مسابقة ملف الإنجاز الإلكتروني على مستوى قطاع غزة .
- المشاركة في أول مسابقة لصناعة للروبوت الآلي في مدارس القطاع وأول أسبوع تكنولوجي طلابي لعام 2012.
- متدربة في وحدة تكنولوجيا المعلومات – وزارة النقل والمواصلات الفلسطينية .
في مجال الإعلام والأدب والريادة:
-إعلامية متخصصة في برامج الطفل والمرأة منذ عام 2004 م في إذاعتي القدس والأسرى من غزة
-صاحبة لقب أصغر مذيعة في فلسطين على إثر برنامج مريم تسأل المستمر لأكثر من 13 سنوات حتى الآن.
- الحصول عام 2009 على لقب أفضل قارئة على مستوى قطاع غزة في مسابقة "تاج المعرفة".
-خبرة في العمل الدرامي الإذاعي والمسرحي مع شركة رؤى وإذاعة صوت القدس على شكل (أوبريتات غنائية – مسلسلات درامية إذاعية – قصص للأطفال صوتية ).
-عضو هيئة تحرير في مؤسسة تامر للأدب.
-تقلّد منصب رئيس البرلمان الطلابي لعامين عن طريق الانتخاب.
-إدارة ورشات تنمية بشرية ضمن مشاريع مؤسسة الوداد الخيرية لطلاب المدارس .
-المشاركة في العديد من المؤتمرات والفعاليات الوطنية والثقافية والدينية المحلية والإقليمية أبرزها: السلام حلم الطفولة في الشرق الأوسط –القاهرة ، وكتبت العديد من المقالات الاجتماعية والدينية والقصص القصيرة والخواطر التي أنشرها في مدونتي الخاصة وملحق جريدة الأيام.
-الفوز في العديد من المسابقات في مختلف المجالات : القرآن الكريم، الأحاديث النبوية، الشعر، الخطابة، المسرح.
-مشاركة في مشروع Girls For Change في طاقم شؤون المرأة – فرع غزة .
-مدرجة ضمن 200 امرأة فلسطينية فاعلة في كتاب : "فلسطينيات" للكتابة امتياز زعرب .
وقالت الأستاذة فتحية اليوم ألتقي مريم بعد تلك السنوات، وسأطرح عليها عددا من التساؤلات لأترك لها المجال تحملنا لبحرها الزاخر فنلتقط منه أجمل اللآليء
* عرفناك في برنامج مريم تسأل، والآن نتابع معك برنامج نون الثقافي، من كان وراء اسم نون الثقافي، وماذا تعني النون لديكم؟
* هل تشعرين أنك كبرت مع هذا البرنامج؟ وما الفرق بينه وبين مريم تسأل؟
* تستضيفين ذكورا وإناثا، من كافة الأعمار والمواهب، فما أكثر موهبة أبهرتك؟
* هل ترين أنك كبرت عن الفئة العمرية التي يتناولها برنامج مريم تسأل؟
* هل تؤهلين هدى لاستلام البرنامج؟ وماذا سيصبح اسمه؟
* هل من أفكار جديدة لبرامج جديدة تنوين تنفيذها؟
* هل واجهت صعوبات ومعيقين ومعيقات حاولوا إحباطك؟ وكيف تخطيت ذلك؟
* ما طموحاتك؟ وما نظرتك للمستقبل بعد التخرج؟
بدأت مريم حديثها قائلة: ما قالته الأستاذة فتحية جعل الكلام يصمت في حنجرتي
ثم قالت أرحب بكم جميعا، وأنا سعيدة لأن أكون للمرة الثانية في صالون نون الأدبي، هذا الصرح الذي يتيح لنا الحديث بأريحية، بعيدا عن حديث السياسة والمعابر
ثم قالت: ردا على استفسارات الأستاذة فتحية أقول: بدأت العمل في برنامج مريم تسأل في العام 2004م وكنت صغيرة، لم أكن أفكر في أن أكون مذيعة، لكنها رغبة كانت تسكن الوالدة بأن تكون مذيعة فرأت ذلك بي
بدأت البرنامج مع طفلة أخرى لكن لأنها كانت ضيفة، سمي البرنامج باسمي
برنامج مريم تسأل ليس مجرد برنامج، إنما هو جزء من روحي، الكثيرين يعرفوني باسم مريم تسأل، حتى في الجامعة عندما وقعت اسمي في كشف الامتحانات سألني المراقب: أنت مريم تسأل؟
قلت له فعلا أنا مريم لولو تسأل
في فترة من الفترات أتاح البرنامج لي فرصة أن يكون الأطفال هم المذيعون، ومع ذلك ظل يحمل اسم (مريم تسأل) فبرنامج مريم تسأل هو ليس مريم لوحدها، بل هو تعبير عن حقبة زمنية
وعن برنامج نون الثقافي قالت: هذا البرنامج جاء بعد برنامج مريم تسأل، وبرنامج بالألوان، وبرنامج بكرة أحلى وغيره من البرامج، فبعد أن رأيت نفسي أصبحت أكثر نضجا، وأني أصبحت امرأة، أردت أن أعبر عن المرأة، فكان برنامج نون الثقافي، وأسميناه بنون نسبة لنون النسوة، فهو خاص بالمرأة، أتحدث فيه عن المرأة الفلسطينية في كل فلسطين؛ من الداخل والخارج، فضيفاتنا من النساء، نستضيف ثنتين من غزة، وضيفة من الخارج.
وعن موهبة أبهرتها قالت: أكثر ما أبهرني ذوي الاحتياجات الخاصة، كانت لطالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة وتقوم بعمل تطبيقات لذوي الاحتياجات الخاصة مثبتة أنها ليست عاجزة
وعن الفئة العمرية التي تستضيفها قالت مريم: التقيت في الجامعة بصبايا التحقوا للتو في الجامعة، قلن لي: نحن نتصل معك في برنامج مريم تسأل، هم كبروا والبرنامج كبر.
أما بشأن هدى فهي شغوفة بالعمل، ولولا أنني لمست أنها تمتلك الملكة لما أخذتها للبرنامج، فعلا أنا أحاول تأهيلها، فهي معي في البرنامج منذ عام، ولو استلمت البرنامج سيصبح اسمه هدى تسأل.
أما عن الجانب الأدبي فقالت: مريم التي تكتب، ومريم الإعلامية، فلديّ مذكرات مكتوبة بشكل أدبي، وهنا قرأت نصا من مدونتها.
جزء من مذكرة أخرى
تحدثت وصديقتي المقربة ليلة عيد ميلادي الثامن عشر حديثا مطولا، كان :"الحياة معركة؛ علينا مجابهتها، علينا أن نكون أقوياء وأن نسعى للفوز بكل جولاتها؛ وألا نعرض قلوبنا لألم الهزيمة" . - في كل ليلة أفكر كيف يعيش أهل الميتم، كيف يستعدون للنوم؛ كيف يعاندون النعاس بتفكيرهم اللامحدود، فيم يفكرون؟ أفكر هل أراهم رؤية حقيقية، أم أني أبالغ في وجعي عليهم، أم أنهم يعيشون ما لا أستطيع تخيله؟ هم حقا أزهار حزينة، كما يصفهم المسلسل التركي الحديث، أزهار عانت وعاندت الحياة وجابهت المعركة التي نذكر بعضنا بها أنا وصديقتي، بل هم الآن جنود يقاتلون الوقت والحياة . - الوقت يلعب لعبة غريبة بنا؛ نظنه يسير ببطء في كل يوم؛ فنفاجأ بانقضائه سريعا في جملة السنين . الحياة والموت متلازمان ؛ كلاهما يبدأ ب "لحظة" . وكلاهما بداية نهاية . وما أقول ولا أطلب من واهبي الحياة اليوم إلا : "السلام علي يوم ولدت، ويوم أموت، ويوم أبعث حيا" .
وعن المعيقات قالت: من تمتلك عائلة كعائلتي لا يمكن أن تواجه مصاعب، فأهم ما أملك في هذه الحية هم عائلتي، هم من ساندوني منذ البداية، الوالد والوالدة، أخواتي، أخي أحمد جميعهم يدعمني، لقد كانت أختي فاطمة في بدايات عملي تكتب لي الحوار كلمة بكلمة، تكتبه بالعامية، وتعمل لي بروفات
الوالد لا يتنازل عن قيلولته إلا عندما يكون لديّ برنامج، يستمع إليه وينتقدني، فبمجرد عودتي للبيت يقول لي: قلت كذا، وكان عليك أن تقولي كذا، أخطأت هنا، وصححي هنا، كما أن صديقاتي أيضا يساندنني، لذا لا أستطيع أن أقول إنني واجهت صعوبات، فلا صعوبات تذكر، ثم إني لا أسمح للإحباط أن يتسلل إلى داخلي.
وعن طموحاتها قالت مريم: في الفترة الأخيرة لدي العديد من الخطط التي أنوي تنفيذها لأظهر الصورة الحقيقية للمرأة الفلسطينية، لقد اقتصرت صورة المرأة الفلسطينية في الخارج على أخت الشهيد وأم الشهيد، لسنا نجيد للبكاء فقط، أريد أن أتقل لهم أن لدينا المهندسة والطبيبة والرسامة.
ثم قالت: كوني أتحدث في صالون أدبي لابد أن أتحدث عن الأدب: لقد كانت لي ولازالت مدونة إلكترونية اسمها لوحتي، أدون بها كل ما أخرج به
وعن المستقبل قالت: مستقبلا أخطط لإصدار شيء خاص بمريم، وسيكون صالون نون الأدبي أول من يحتضنها بإذن الله.
أنهت مريم حديثها ولما يتوقف ابداعها لتظل أيقونة المرأة الفلسطينية
بعدها فتحت الأستاذة فتحية باب الحوار والنقاش فكان السيد نبيل عابد أول المداخلين فقال: مريم أنت في مكان عمل يجبرك على أن تتمتعين بالحكمة، وبما أنك تودين أن يكون لديك إنتاجا أدبيا، فهل ستركزين على شعر الحكمة؟ أم أنك ستكتبين في شتى الموضوعات؟
الأستاذة أمال عبد المنعم قالت: مريم كنز ثمين، وهي فخر لفلسطين، وأتوقع لها مستقبلا عظيما، أحيي أسرتها التي تدعمها، ولدي سؤال: هل بعد الزواج والإنجاب ستظلين حريصة على تحقيق طموحاتك؟
أما الأديب غريب عسقلاني فقال في مداخلته: أولا أحيي طاقة شابة واعدة، فجميل جدا أن نستمع لشابة ظهرت مبكرا واستطاعت أن تنجز الكثير بوقت قصير، ونتوقع أنها ستبتكر ما لم يكن بحسباننا أو حسبانها، والآن لها أن تختار.
ثم قال: الواضح أنها تستند على عملها الإعلامي، وتستند على موهبة مزروعة بها، وتقول إنها لابد أن تتميز، وهذا سيجعل أمامها طريقا واسعا، لا أتوقع ما هو الشكل الذي سترسو إليه، لكني أجزم بأنها لا ترضا بالتقليد، ولا بالمكرر، بل ستعطيه من نفسها شيئا كثيرا بخصوصية المبدع، فالإبداع شيء خارج المألوف، به يظهر التمييز بين مبدع وآخر
اختتم غريب عسقلاني حديثه فقال: أتمنى أن أراها وقد أصبحت أما لتزرع في ذريتها الأمل والإبداع.
للدكتور خالد صافي مداخلة قال فيها: أنا سعيد لكوني بينكم مع شابة تحاول أن تغرس للمستقبل، بينما أرى الإحباط يسيطر على كثير من الشباب، لقد رأيت اليوم نموذجا يبحث عن الأمل.
ثم قال: شبابنا غير قارئ، لذا فهو غير مثقف، لذا أرى أن تطرح مريم في برنامجها قضية الثقافة، فتشجع الشباب على القراءة بعرض كتاب للقراءة ومناقشته، فطلابنا يهمل القراءة حتى للمقررات الجامعية، فمن لا يقرأ خلال الدراسة لن يقرأ فيما بعد، فلو جعلت برنامجا لقراءة كتاب، فيكون من الشباب للشباب
واختتم حديثه قائلا: اليوم رأيت بذور الأمل، ومريم تقدم نموذجا للشباب من جيلها.
أما نسرين فؤاد فقالت: مريم مبدعة وطموحة، ولدينا مبدعات لكن لا يستطعن إظهار إبداعاتهن
فأود أن أسألها: خلال برنامج نون الثقافي هل ناقشت قضية المرأة المهمشة إبداعيا؟
الدكتورة سارة لولو تتحدث عن مريم المبدعة ومريم الشقيقة فقالت: أنا ومريم نتقارب في العمر، فبيننا عام ونصف فقط، حياتنا مرتبطة ببعض، لذا أعتبر أن حياتي حياتين بوجود مريم التي أقاسمها الرفقة والتجارب والمعارض والسفر، حياتي مع مريم مليئة بالخير.
ما كنت قادرة على تصور أن طاقة واحدة قادرة على أن تُسير المجتمع، فعندما رُشحت مريم لتمثيل فلسطين في مؤتمر السلام بمصر
لقد وقفت المدرسة طالبات وإدارة ومعلمات لوداع مريم لأنها ستمثل فلسطين، مريم بطاقتها المفردة استطاعت أن تحشد مجتمع المدرسة بأكمله.
لقد ولدت مريم عندي إيمان بأن هذا المجتمع البسيط لديه طاقات قادرة على أن تحيي العالم.
أضافت سارة: إن مريم لا تكتئب ولا تحزن، إلا أنني رأيتها يوما حزينة، فسألتها عن السبب، قالت أشعر أنني لم أفعل ما أريد، فهي تريد أن تكون أكثر مما وصلت إليه، فهي تؤمن بأن الإنسان إذا لم يكن طموحا فإنه سيتراجع عن النجاح، وهي تضع لنفسها حكمة (أجمل التاريخ ما كان غدا)
الأديب عبد الرحمن شحادة قال: لا يفوز بالنجاح إلا من كان له مربي أو معلم أو موجها، فلا ينتقل لمكان إلا لو وجد من يأخذ بيده، فمن القدوة التي تتمثلها مريم؟
هنا حان الموعد لتتولى مريم الرد على ما جاء في مداخلات رواد صالون نون الأدبي من استفسارات، فقالت: بداية أقول: إن العبقرية تنتمي لوادي عبقر الذي يسكنه الجن، ومن هنا أخذت العبقرية دلالة من الجن
وقالت: قرأت مرة أن العبقرية أصلها بالعربية يعود لوادي عبقر، وادٍ تسكنه الجن، فأطلقوا على من يملك صفات بولغ فيها ولا فوقها شيء --- عبقريًا . حتى الإنكليزية تصف العبقري مجنونًا، ف genie تعني جنيًا يطلقون على العبقريgenius . إذن، يربطون العبقرية بالجنون، ههه الجنون المحمود طبعًا ، التفوق العقلي والنبوغ الظاهر والنباهة الجلية . لكني لم أقتنع كامل الاقتناع، أظن العبقرية أبسط من ذلك بكثير. موسيقى صباحية مع صوت عصافير : صوت : 1 تنفس الصباحُ وهممت أبدأ نهاري بصلاة الفجر، وجدت أنه إن وددت حقًا أفهم معنى العبقرية، عليّ أن أركز في تفاصيل نهاري كلها، في الطبيعة والناس، البائعين وسائقي التاكسي، الطلاب والمعلمين، وكل من وما أقابله
ثم قالت: ردا على السيد نبيل: أنا لا أعتبر نفسي حكيمة، فالحكمة هي نتاج سنوات وخبرة، كل ما أعمله أنني أشارك الناس تجاربهم.
وعن المستقبل قالت: لن أتنازل عن طموحي، وإن كان الحديث عن الارتباط الأسري مبكرا إلا أنني لن أرتبط بمن يحد من طموحي، سأوازن بين الحياة الزوجية التي لها كل قداسة، وبين الإبداع والطموح.
ردا على الدكتور خالد قالت: كان لدي برنامج قراءة لكتاب، تقرأ المجموعة كتابا ما ثم يتناوله الحضور بالنقاش.
وأضافت: معدلي الجامعي امتياز، وأنا لا أعتمد على الملازم، بل ألجأ لليوتيوب وأدوات المعرفة الأخرى.
ردا على نسرين قالت: لقد استضفت فئات كثيرة، من أسيرة محررة، لخنساء فلسطين – رحمها الله – قابلت من جميع الفئات لأعرض المرأة بكافة صورها المنتجة، لا أريد أن يرى العالم المرأة الفلسطينية بصورة بكاءة.
وعن سارة قالت: سارة رفيقة كل شيء في حياتي، اللعب والسفر والعمل، فالقول عنها كثير
أما في ردها على مداخلة السيد عبد الرحمن شحادة فقالت: يبدو أنه دارس للفلسفة والمنطق فاستطاع أن يقرأ شخصيتي، صحيح أن لي في كل مرحلة داعم، كنت ممثلة في شركة رؤى، عرفني الناس على خشبة المسرح، كان الأستاذ خليل البهتيني (أبو هاني) هو من يدعمني، وهو من أوصلني إلى ما وصلت إليه فهو بمثابة الأب لي.
كذلك هبة الأغا كاتبة وتعمل في مركز قطان للطفل، هي من اكتشفت أن مريم تكتب.
هناك الكثيرين ممن يستحقون الشكر، فأنا هنا بجهد قائمة طويلة من الأسماء، فللكثيرين جهود كبيرة فيما وصلت إليه.
انتهى اللقاء ولكن يبقى الإبداع وتظل مريم لولو أيقونة لإبداع المرأة الفلسطينية.