لأهلِ الشِّعرِ والأدب
نفحاتُ محبَّةٍ و مودة بيني و بين الشاعر الشآمي ذي الشأوِ العالي و العزِّ الدمشقي و الألق المديد
"أبو عَدِي" ...
قال رزقهُ الله:
بُثي نضارك في شحوب نهاري
فلقد سئمتُ قساوة الأسفارِ
و لتُهدئي نو الجوى فجوانحي
كُسرت من التجديف في التيار
العفو من شيم الكرام ترفقي
يا قبلة مغروسة ب مداري
ما أنكرالقلب الطواف بكعبتي
والروح ظلك والعيون تداري
ياليت شعري والضلوع إزارُه
و سناءَ وجهِكِ في الضلوعِ يُواري
(أبو عدي)
...........................................................
فقلتُ:
أرَّقتَ يا خِلَّ النَّدى أفكاري
و أهجتَ شجواً ثارَ بالتذكارِ
فرفعتُ كفِّيَ للسَّماﺀِ كلالةً
و شكوتُ آهاتِ النَّوى للباري
لو يشفعُ الله الرحيم تضرّعي!
لأعودَ طيراً في رُبا آذار
إني أُعزِّيْ مهجتي بمدامعي
تحنو عَليَّ بزحمةِ الأخطارِ
ولقد سألتُكَ فلتُجبْ يا صاحبي
مالِ الزّمانِ يضنُّ بالأبرارِ؟؟
مالي أُبادِرُهُ بكُلِّ محبَّةٍ
فيُحيلُني كُرهاً إلى الأشرارِ؟!
العفو من شِيَمِ الكرامِ وَعَيتُها
يا نجمةً ألفيتُها بِ مداري
لا يُنكرُ القلبُ المُحِبُّ حبيبَهُ
حتى يوارى في دجى الأحفارِ
أ أبا عَدِيٍّ ما أقولُ؟.. و بعضُ ما
يَلِجُ الصُّدورَ يشُبُّ مثلَ النَّارِ
صبراً صبرتُ على الأذى حتى رثى
لشديدِ صبريَ خافقُ الأحجارِ
(صوفيا)
................................................................
فقالَ بارك الله به:
صوفية الأخلاق غصنك مثمر
لا تيأسي يا تحفة النُّظَّار
واللهُ قد خلق الطباع تفاوتا
و تشبهين النار ب الجلنار
إن نِلتِ من بعض الذئاب توحشا
فالخير قض مضاجع الأشرار
قدر النجاح ثماره إن أينعت
لا بد أن ترمى ببعض حجار
و لَخيرُ رد للسفيه تعفف
فاالصمت يشعره بالاستحقار
قد أقسم الله الجليل بنوره
سيتمه رغما عن الكفاااار
(أبو عدي)
...................................................................
فقلتُ:
يا باركَ الرحمنُ بالأبرارِ
الطالبين العفو بالأسحارِ
أ أبا عديٍّ أنتمُ ألقُ الورى
كالرَّوضَةِ الريَّانةِ المعطارِ
أثلجتُمُ صدري ببردِ مقالكم
و همى على عِطفَيَّ كالأمطارِ
لا أبعد الرحمن عني داركم
لا أبعد الرحمن عنكم داري
(صوفيا)
..............................................................
فختمَها بمسكيَّةِ الختام وقال:
الشام مصدر عزتي وفخاري
و الصبرسري والوقار جهاري
و المجدمنهله الشآم عزيزتي
و الشعرمشرقه ضريح نزار
و لأنت ماجدة و فخر صناعة
كالشمس واضحةالضحابنهار
قولي لمن ملؤواالسماء بحقدهم
بظلامكم لن تُطفئون نُضاري
(أبو عدي)