في صالون نون الدبي، ما بين السياسة والأدب كتبت قصائدها إليه
عند الخامسة من بعد عصر يوم الثلاثاء الثاني من أغسطس، وفي مقر الاتحاد العام للكتاب اجتمعت ثلة من رواد الصالون للاحتفاء بإبداع امرأة، افتتحت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء مرحبة بالحضور الذين لازالوا قابضين على جمر الثقافة والأدب،
وفي إضاءة على ذاتية عائشة قالت: ضيفتنا لهذا اليوم هي عائشة محمود رجب الصليبي، والتي ما بين الأدب والسياسة، كان ديوانها الأول "قصائد إليه"، وديوانها الثاني الذي لازال يقبع في المطبعة بعنوان "في شرفة الحلم"
عائشة حاصلة على:
* بكالوريوس إدارة صحية من جامعة القدس المفتوحة بغزة
* ماجستير القيادة والإدارة الاستراتيجية
* الدكتوراه المهنية في التنمية الذاتية والقيادة المجتمعية
حاليا تعكف على دراستها العليا، ماجستير قيادة وريادة استراتيجية، وهو ما يتناسب مع عملها النُسوي في جبهة النضال، ويساعدها في كيفية انتقاء الأعمال الاجتماعية
وهي: عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني
* عضو في الأمانة العامة لاتحاد عمال فلسطين المرأة العاملة.
* عضو مجلس إداري في الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين لجنة النشاط
* متطوعة في جمعية المركز الوطني للتنمية الريفية بغزة في مجال التثقيف الصحي والمجتمعي
* حاصلة على الكثير من الدورات التدريبية
* شاركت في العديد من ورشات العمل والندوات والفعاليات المجتمعية النسوية والثقافية والوطنية.
كما عملت على تدريب ثُلة من سفراء جامعة غزة (مهارة التواصل والاتصال الفعال) وذلك ضمن الدورة التدريبية حول (إدارة الحملات الإعلامية)
بعد هذه التقدمة السريعة أحالت الأستاذة فتحية الكلمة للأستاذة عائشة التي بدأت بالقول: بداية أشكر صالون نون الأدبي والذي يتمثل بالرائعتين الدكتورة مي نايف والأستاذة فتحية صرصور على الجهد المبذول لرفعة الأدب والثقافة، وعلى إتاحة فرصة التواصل والتفاعل معهم ومع هذه الوجوه النيرة من مريدي صالون نون
كما أنني أشكركم على الثقة التي منحتموني إياها بتوصيفاتكم لي فأنا كلي فخر واعتزاز بكم جميعا
ثم قالت: في الحقيقة أنا طالبة علم وبحث وإن شاء الله ربنا يكرمني لما أطمح وأصبوا إليه في القريب العاجل وأكون دكتورة كما وصفتموني
وأضافت إن عالم الأدب ليس قاصرا أو محصورا بالصفات الأكاديمية، فهناك الكثير من المبدعين الذين لا يحملون صفات أكاديمية، فالعقاد كان من كبار نقاد الأدب العربي منذ مطلع القرن العشرين، ولم يكن معه شهادات أكاديمية ولا شهادات علمية عليا، وهو من أسس جماعة الديوان، فالإبداع شيء مختلف، وهو مرتبط بالجهد والتثقيف الذاتي، بالنهاية هي تسميات ترفع من شأن الإنسان إن كان متوجا بأخلاقه السامية
وعن عملها السياسي قالت: العمل السياسي والتنظيمي هو عمل مجتمعي وطني متعلق بحالة شعبنا الفلسطيني (التشرد والصراع المستمر) مع الاحتلال وما يخلفه من مآسي واصطدام دائم في المنطقة، إلا أن الأدب كان وما زال وسيبقى هو تعبير داخلي لشخص الكاتب به يُعبر عن احساس وافكار ورؤى الكاتب ذاته، اذن نستطيع القول إن السياسة عمل مجتمعي سياسي خارجي (أي إنه المناخ العام المشحون بالتوتر والنزاع)، والأدب فعل ذاتي يعبر عن مطلق الذات ولكن في الحالة الفلسطينية كثيرا ما يمتزج الموضوعي بالذاتي فينتج تعبيرات الأدب الموضوعية منها والذاتية
وعن تجربتها الشخصية قالت:
قليلا ما تناولت الجانب الموضوعي للحالة العامة لأنني امرأة تبحث عن شجونها وشؤونها، افراحها وأتراحها، ففي هذا السياق أحاول أن ألتقط الأنثى في داخلي
ثم قالت: التفت لموهبة الكتابة لدي مبكرا، حيث كتبت وأنا في الثانية عشرة من عمري قصيدة لوالدي الذي كنت شديدة التعلق به، وكان ذلك قبل وفاته بعام،
وفي سياق ذلك وسعت من دائرة اهتمامي بقراءة الآداب المختلفة عربيا وعالميا، فركزت اهتمامي على الشعر والرواية وقليلا من التاريخ والفلسفة الذي أحاول من خلال هذه المنظومة الثقافية أن أصنع مفرداتي التي تحاول ان تشكل نمطا مختلفا عن السائد .
اختتمت مداخلتها بقولها: في الختام أشكر الجميع كل باسمه ولقبه وصفته الاعتبارية على مساندتهم ودعمهم لي وتوجيهاتهم سواء بالكلمة أو بالفعل، وأشكر حضوركم الرائع، دمتم ودام صانعي الصرح الأدبي المميز الراقي الذي نعتز به على الدوام
بعد أن أنهت الأستاذة عائشة مداخلتها قالت لها الأستاذة فتحية: من خلال استعراضي لديوانيك رأيت أن الوجدانيات هي الصبغة الواضحة فيهما، مع قليل من الشعر الوطني، فأين تجدين نفسك؟
قالت عائشة: حقيقي فأنا أجد نفسي في كتابة الوجدانيات، لأنها هي التي تعبر عن الأنثى التي بداخلي، طموحاتي وأحلامي
هنا استأذنتها الأستاذة فتحية بقراءة بعضا من نصوصها من ديوانها الأول، فقرأت
برقيات شاعرة
أيتها البلادُ الباردة، الشاسعة
أيتها البلادُ الغارقة/ في دمي
أُخرجي كي أرى صورتي
في ظلال السماء/ في حفيف الشجر
لم أفكر ذا ت يوم/ أن أكون ماري مونتاغيو
أنا من هنا لستُ عازمة في رحيل
لستُ راغبة في سفر
فاتركي حيزي الصغير/ حديقتي ومدينتي
كي ألهو برفق/ مع خيوط فجري المطير
أنا من هنا/ من شارع يعجُ بالترا ب
صديقاتي
أحفظ من مرايلهن أسما ء الحواري
وأحلاما بسيطة
كانوا يكتبونها في دفتر الأونروا
عندما يجتاحهن الملل
أنا من هنا
على وعد قديم
مازال ينبتُ في ضلوعي الأمل
**
ونص آخر بعنوان أمل اللقاء
يمرُّ بي الشهرُ كأنَّهُ الدهرُ
في غيابك غابت النسماتُ
احتلت مكا نها/ الريحُ الهوجا ء
الشوارعُ مزدحمة بالخطى/ ولا أثر للندى
ورائحتُك تغيبُ/ فتتزاحمُ الأشواقُ في قلبي
ويغيبُ معك كلُّ شي ء جميل
ففي بعدك يتبعثرُ مني شيءٌ ما
ربما مشاعري/ قلبي
لا يوجد لليأس مكانٌ فيَّ
انتظرك شعاعا ينثرُ وردي/ وودي ليومك
ولا يموتُ فيّ الأمل
وتأتي أنت شمعة الوجد/ وضوءُ المُقل
فلا تبتعدً كثيرا/ لا، لا، لا
**
كما ألقت نصا بعنوان أشواق
هبَّ شوق في ضلوعي إليك
فأمسكتُ صوتك من صدى
ونفختُ في سحب الهوا
فلربما جاءني ندىً/ يحملُ عطر صبحك/ البهيّ
فأنا على جمر اشتياقي/ أقلبُ الأيام في مرآة صوتك
فهل يأتي الفتى؟
ساهمة/ أحدقُ في الغياب
ربما لمحتُ ظلك من تفاصيل الضجر/ هاربا
ربما فاح عطرك/ أو رن صوتك ...
فأنا هنا/ بين صوتك وظلك
أختلسُ الندى/ على شرفة البحر
كنتُ أستمعُ إلى رنين خطاك .
على موجة عابرة،/ أرسلتُ حنيني...
ورسمتُ قلبي
فهل رأيت ظلي شاهرا شوقهُ
على شرفة البحر؟/ كانت حكاياتُ وجد
في صباح العاشقين
فامسك يدي،/ صاعدا طريق الحالمين .
**
هنا حان الوقت لمداخلات الحضور، فكانت المداخلة الأولى من الدكتورة سهام أبو العمرين بدأتها بتوجيه الشكر لصالون نون الأدبي على هذا الدور الفاعل في المشهد الثقافي، وحرصه على الاستمرارية التي عكست نجاحا كبيرا، ثم كل الشكر والتقدير لعائشة لمساهماتها في مجال كتابة الشعر
ثم قالت لعائشة: لقد كررت القول بأنك تكتبين الأنثى التي بداخلك، فكيف تكتبينها؟ وهل هناك محاذير جعلتك تصطدمين بحوائط التابو؟
هذا الجانب تتحاشى المرأة ذكره، فكيف تعلنين ذلك؟
وأضافت الدكتورة سهام: لقد تطرقتم لإشكالية مهمة، وهي علاقة الإبداع بالجانب الأكاديمي، أعتقد أن الجوانب الأكاديمية قد تفسد الكتابة النصية، خاصة إن كان الأكاديمي ناقدا، بدليل أن معظم من تركوا إبداعات لم ينالوا حظا وافرا من التعليم
وعن الفرق بين القضايا النسوية، والكتابة الأنثوية قالت: الكتابة عن الذات لا تكون منغلقة على الذات بل تتناول قضايا أكثر شمولية
المداخلة الثانية للدكتور جهاد الباز، بعد أن شكر الصالون والضيفة واتحاد الكتاب عرج على إشكالية ما بين الإبداع والتعليم، فقال، لابد للمبدع أن يكون قارئا فالعقاد الذي لم ينل الشهادات العليا، وكان يقرأ أربع عشرة ساعة في اليوم، كذلك مصطفى صادق الرافعي لم يُكمل الدراسة الإعدادية، لكنه كان قارئا، فللجانب الدراسي دور عظيم، إلا أنه لابد للكاتب أن يكون قارئا نهما، ليكون مبدعا
ثم إن الإبداع لا يقتصر على تخصص معين، فأحمد زكي أبو شادي ويوسف إدريس وإبراهيم ناجي كانوا أطباء، وكانوا مبدعين شعرا ونثرا
ثم سأل عائشة أي أنواع الشعر تكتبين، هل الشعر العمودي أم شعر التفعيلة، الشعر المنثور، والنثر الشعري والشعر المرسل، فأي أنواع الشعر تكتبين؟
وقال: أحييك على صغر سنك وحبك للأدب وأعتبرك نموذجا للشباب الطموح، وعلينا أن نأخذ بأيدي أمثالك من الشباب، ونشكر مثل هذه الصالونات الأدبية التي تشجع الجيل الشاب وتأخذ بيده للأمل، وكرر وصيته لها بضرورة القراءة مستشهدا ببيت شعر للمتنبي:
أعز مكان في الدُنى سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب
ثم كانت المداخلة للكاتب شفيق التلولي الذي شكر الصالون على هذا الإبداع المنقطع النظير، واليوم نحن سعداء باستضافته لواحدة ممن برعن في عالم الأدب والسياسة، لكن ما أود أن أقوله في هذا المقام، وطالما أن الجلسة تتحدث عن التقاطعات بين السياسي والأدبي، فنحن نفتخر بعائشة كأديبة وإنسانة مُقدرة، فلا غضاضة في أن يجمع الإنسان بين هذين الحسنيين، لكن على ألا تأتي السياسة على حساب الأدب، بل العكس هو الأصوب والأصدق والأهم
النقطة الأخرى التي أود التحدث عنها هي أن الكتابة هي اللحظة في عمر الكاتب أو الأديب، وسواء كانت الكتابة وجدانية أم وطنية، فهذا لا يُضير الكاتب، لأن الكاتب يكتب ذاته الشاعرة في لحظة الدفقة، فما تشعرين به هو ما ينثال على الورق، سواء أكان شعرا سياسيا، أو شعرا وجدانيا، فحيثما وجدت نفسك أكتبي بغض النظر عن كل التابوهات
في نقطة ثالثة بما يخص تنوع الكتابة لدى الأديب، فالأديب يكتب في كل الأجناس الأدبية، ولا ضير في ذلك، فتاريخ الأدب يشهد بذلك، وهنا أنصح نفسي أولا، ومن ثم أنصح الأخت عائشة لابد أن يكون لكل كاتب مشروعه الأدبي كي ينجح في كتاباته، فأين يجد نفسه، هل يجد نفسه في الشعر؟ هل يجد نفسه في السرد؟
لا ضير إن جاء معه في الطريق عملا سرديا، لكن عليه أن يحدد ما هو مشروعه الأدبي الإبداعي حتى ينجح في حياته، يجب أن يركز في جنس معين، ومن ثم لا ضير إن كتب بجانبه أشياء أخرى
الدكتورة مي شكرت الحضور، وشكرت الأستاذة عائشة، وقالت: مذ عرفتها وأنا أراها مناضلة ثائرة، هذه هي الصورة التي أحملها في ذهني لعائشة، قالت الأستاذة فتحية أن الوجداني هو الأكثر في ديوانيك، فالوجداني لا يخرج إلا مع الجانب الثوري
وسألتها: لقد قلت إن الديوان أخذ وقت قبل أن يرى النور، من وجهة نظرك ما الفرق بين ديوانك الأول والديوان الثاني، وما الإضافة فيه؟
الشاعر ناصر عطالله قدم شكره للصالون الذي كان له دورا بارزا في حياتنا الأدبية، فأنا واحدا من الذين كانت أول إطلالاته الشاعرة من خلال هذا الصالون مذ كان في محافظة غزة، وأرسل الرحمات لروح المحافظ محمد القدوة الذي كان يحتوي جلسات الصالون، ثم قال: لم أعرف الزميلة عائشة قبل أن أتعرف على نصها، فقد أرسله لي صديقي الشاعر سليم النفار وحثني على نشره بعد قراءته إن اقتنعت به، فأوجه له تحية كبيرة لأنه كان هو أول من كشف لي الزميلة عائشة
وأضاف: نص عائشة نص رُبوي وطني جميل، قادر على أن يتنفس من رئة الوطن، هذا الملمح وجدته عند عائشة لم أجده عند أبناء جيلها آنذاك، كان الوطن همها الأكبر، لم تتكلم عن أشياء تخصها إلا فيما ندر، كل ما وجدته كان وطنا حُرمت منه، فطاردته كما تطارد الفراشات الضوء
وقال، أذكر تماما في حفل توقيع ديوانها الأول في قاعة سعيد المسحال، جلست مترجلا، ومقحما نفسي وبجانبي سليم لأقول ذات الكلمة أن عائشة شاعرة وسيكون لها دور بارز، مع الضوء والنور إلى أجل نحن نرقبه لها، أجل يُسمى التميز، فأتمنى لك كل الألق والنجاح والتوفيق، وأنت تستحقين، أما السياسي فلا أراه بك
الأستاذ نبيل عابد قال في مداخلته: من كلامك أؤكد أن وراء كل امرأة عظيمة رجل، ثم قال: المداخلتان السابقتان تحدثت عن الشخصية الثورية، والانسياب الوجداني اللامحدود في شخصيتك كأنثى، فكم تمتلكين من الجرأة لتتحدين المجتمع؟ وهل تستطيعين المزج بين نموذج الأنثى الحر في داخلك، وبين تقاليد المجتمع، أم أنك ستتعثرين بكلماتك وتصطدمين بحوائط صلبة
بعد هذه المداخلات الثرية بدأت عائشة بالإجابة بدءا من السؤال الأخير فقالت: تسألني كم تمتلكين من الجرأة التي تسمح لك بالانخراط في هذا المجتمع، وهذا قريب مما ذكرته الدكتورة مي، كيف أخرجت الأنثى التي بداخلك؟، طبعا كل أنثى لها مشاعرها وأحاسيسها، ولها شجونها الخاصة وأحلامها وطموحاتها، فعليها أن تعيش حياتها كما هي تريد، لا كما يريد الآخرون، فلا شيء يمنعها من كتابة ما يجول بخاطرها أي كان ذلك، وكما قال الأستاذ شفيق إن الكاتب يكتب الوجداني، ولا ضير في ذلك، فلا شيء يمنعه من الكتابة في أي لون من الكتابة يميل إليه، ولا أرى ما يمنع من نشرها، فكثير من الشعراء الكبار كتبوا في الغزل الأنثوي والرومانسي
وأضافت: صحيح أن كتاباتي في معظمها وجدانية، وذلك لأنها تعبر عن الحالة الذاتية والشخصية للكاتب، والحياة الوجدانية التي يعيشها والتي حُرم منها، فالأنثى بحاجة لوطن يحتويها بكل جوانبه
وكان اختتام اللقاء بنص ألقته على مسامع الحضور بعنوان: أكتفيك بعدا
أكتفيك بُعدا/ وانشغالا
فلتنه ما عليك
فإنّ روحي، على جمر/ تتوق إليك
فليس للهواء الذي يمرّ نحوي ،/ بدونك طعمٌ
وليس للأشياء شكلٌ بدونك
فأنت المكانُ/ والزمانُ
وأنت العشق لو ضاق الحنانُ
وأنا.../ من أنا بدونك ؟
غير انتظار في انتظار
فلا تطيلُ البعد
أسألُ القلب/ الذي حباك
وعشقا قد رواك :
عُد نهرا/ فإنَّ ضلوعي جمرُ
عُد قمرا/ فإنَّ ليلي قهرُ
عد يا حبيبي
سأرتبُ لك شراشف الليل
وشاي الصبا ح/ وخفقة القلب،
في عين الهوى .
فأنت قيثارتي/ في فضاء يضيقُ
أنت دربي
وأنت لوجُنّ ليلٌ ،/ بريقُ
وصوتك في أضلعي
لو نامت الدنيا،/ يفيقُ
فأنت في وجدي الطريقُ
رفعت الأستاذة فتحية الجلسة على موعد جديد في جلسة منتصف الشهر، وعلى وعد بان يظل صالون نون الأدبي منارة تدعم كل صاحبة قلم، حتى تصل بهم لشرفات الإبداع.
عند الخامسة من بعد عصر يوم الثلاثاء الثاني من أغسطس، وفي مقر الاتحاد العام للكتاب اجتمعت ثلة من رواد الصالون للاحتفاء بإبداع امرأة، افتتحت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء مرحبة بالحضور الذين لازالوا قابضين على جمر الثقافة والأدب،
وفي إضاءة على ذاتية عائشة قالت: ضيفتنا لهذا اليوم هي عائشة محمود رجب الصليبي، والتي ما بين الأدب والسياسة، كان ديوانها الأول "قصائد إليه"، وديوانها الثاني الذي لازال يقبع في المطبعة بعنوان "في شرفة الحلم"
عائشة حاصلة على:
* بكالوريوس إدارة صحية من جامعة القدس المفتوحة بغزة
* ماجستير القيادة والإدارة الاستراتيجية
* الدكتوراه المهنية في التنمية الذاتية والقيادة المجتمعية
حاليا تعكف على دراستها العليا، ماجستير قيادة وريادة استراتيجية، وهو ما يتناسب مع عملها النُسوي في جبهة النضال، ويساعدها في كيفية انتقاء الأعمال الاجتماعية
وهي: عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني
* عضو في الأمانة العامة لاتحاد عمال فلسطين المرأة العاملة.
* عضو مجلس إداري في الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين لجنة النشاط
* متطوعة في جمعية المركز الوطني للتنمية الريفية بغزة في مجال التثقيف الصحي والمجتمعي
* حاصلة على الكثير من الدورات التدريبية
* شاركت في العديد من ورشات العمل والندوات والفعاليات المجتمعية النسوية والثقافية والوطنية.
كما عملت على تدريب ثُلة من سفراء جامعة غزة (مهارة التواصل والاتصال الفعال) وذلك ضمن الدورة التدريبية حول (إدارة الحملات الإعلامية)
بعد هذه التقدمة السريعة أحالت الأستاذة فتحية الكلمة للأستاذة عائشة التي بدأت بالقول: بداية أشكر صالون نون الأدبي والذي يتمثل بالرائعتين الدكتورة مي نايف والأستاذة فتحية صرصور على الجهد المبذول لرفعة الأدب والثقافة، وعلى إتاحة فرصة التواصل والتفاعل معهم ومع هذه الوجوه النيرة من مريدي صالون نون
كما أنني أشكركم على الثقة التي منحتموني إياها بتوصيفاتكم لي فأنا كلي فخر واعتزاز بكم جميعا
ثم قالت: في الحقيقة أنا طالبة علم وبحث وإن شاء الله ربنا يكرمني لما أطمح وأصبوا إليه في القريب العاجل وأكون دكتورة كما وصفتموني
وأضافت إن عالم الأدب ليس قاصرا أو محصورا بالصفات الأكاديمية، فهناك الكثير من المبدعين الذين لا يحملون صفات أكاديمية، فالعقاد كان من كبار نقاد الأدب العربي منذ مطلع القرن العشرين، ولم يكن معه شهادات أكاديمية ولا شهادات علمية عليا، وهو من أسس جماعة الديوان، فالإبداع شيء مختلف، وهو مرتبط بالجهد والتثقيف الذاتي، بالنهاية هي تسميات ترفع من شأن الإنسان إن كان متوجا بأخلاقه السامية
وعن عملها السياسي قالت: العمل السياسي والتنظيمي هو عمل مجتمعي وطني متعلق بحالة شعبنا الفلسطيني (التشرد والصراع المستمر) مع الاحتلال وما يخلفه من مآسي واصطدام دائم في المنطقة، إلا أن الأدب كان وما زال وسيبقى هو تعبير داخلي لشخص الكاتب به يُعبر عن احساس وافكار ورؤى الكاتب ذاته، اذن نستطيع القول إن السياسة عمل مجتمعي سياسي خارجي (أي إنه المناخ العام المشحون بالتوتر والنزاع)، والأدب فعل ذاتي يعبر عن مطلق الذات ولكن في الحالة الفلسطينية كثيرا ما يمتزج الموضوعي بالذاتي فينتج تعبيرات الأدب الموضوعية منها والذاتية
وعن تجربتها الشخصية قالت:
قليلا ما تناولت الجانب الموضوعي للحالة العامة لأنني امرأة تبحث عن شجونها وشؤونها، افراحها وأتراحها، ففي هذا السياق أحاول أن ألتقط الأنثى في داخلي
ثم قالت: التفت لموهبة الكتابة لدي مبكرا، حيث كتبت وأنا في الثانية عشرة من عمري قصيدة لوالدي الذي كنت شديدة التعلق به، وكان ذلك قبل وفاته بعام،
وفي سياق ذلك وسعت من دائرة اهتمامي بقراءة الآداب المختلفة عربيا وعالميا، فركزت اهتمامي على الشعر والرواية وقليلا من التاريخ والفلسفة الذي أحاول من خلال هذه المنظومة الثقافية أن أصنع مفرداتي التي تحاول ان تشكل نمطا مختلفا عن السائد .
اختتمت مداخلتها بقولها: في الختام أشكر الجميع كل باسمه ولقبه وصفته الاعتبارية على مساندتهم ودعمهم لي وتوجيهاتهم سواء بالكلمة أو بالفعل، وأشكر حضوركم الرائع، دمتم ودام صانعي الصرح الأدبي المميز الراقي الذي نعتز به على الدوام
بعد أن أنهت الأستاذة عائشة مداخلتها قالت لها الأستاذة فتحية: من خلال استعراضي لديوانيك رأيت أن الوجدانيات هي الصبغة الواضحة فيهما، مع قليل من الشعر الوطني، فأين تجدين نفسك؟
قالت عائشة: حقيقي فأنا أجد نفسي في كتابة الوجدانيات، لأنها هي التي تعبر عن الأنثى التي بداخلي، طموحاتي وأحلامي
هنا استأذنتها الأستاذة فتحية بقراءة بعضا من نصوصها من ديوانها الأول، فقرأت
برقيات شاعرة
أيتها البلادُ الباردة، الشاسعة
أيتها البلادُ الغارقة/ في دمي
أُخرجي كي أرى صورتي
في ظلال السماء/ في حفيف الشجر
لم أفكر ذا ت يوم/ أن أكون ماري مونتاغيو
أنا من هنا لستُ عازمة في رحيل
لستُ راغبة في سفر
فاتركي حيزي الصغير/ حديقتي ومدينتي
كي ألهو برفق/ مع خيوط فجري المطير
أنا من هنا/ من شارع يعجُ بالترا ب
صديقاتي
أحفظ من مرايلهن أسما ء الحواري
وأحلاما بسيطة
كانوا يكتبونها في دفتر الأونروا
عندما يجتاحهن الملل
أنا من هنا
على وعد قديم
مازال ينبتُ في ضلوعي الأمل
**
ونص آخر بعنوان أمل اللقاء
يمرُّ بي الشهرُ كأنَّهُ الدهرُ
في غيابك غابت النسماتُ
احتلت مكا نها/ الريحُ الهوجا ء
الشوارعُ مزدحمة بالخطى/ ولا أثر للندى
ورائحتُك تغيبُ/ فتتزاحمُ الأشواقُ في قلبي
ويغيبُ معك كلُّ شي ء جميل
ففي بعدك يتبعثرُ مني شيءٌ ما
ربما مشاعري/ قلبي
لا يوجد لليأس مكانٌ فيَّ
انتظرك شعاعا ينثرُ وردي/ وودي ليومك
ولا يموتُ فيّ الأمل
وتأتي أنت شمعة الوجد/ وضوءُ المُقل
فلا تبتعدً كثيرا/ لا، لا، لا
**
كما ألقت نصا بعنوان أشواق
هبَّ شوق في ضلوعي إليك
فأمسكتُ صوتك من صدى
ونفختُ في سحب الهوا
فلربما جاءني ندىً/ يحملُ عطر صبحك/ البهيّ
فأنا على جمر اشتياقي/ أقلبُ الأيام في مرآة صوتك
فهل يأتي الفتى؟
ساهمة/ أحدقُ في الغياب
ربما لمحتُ ظلك من تفاصيل الضجر/ هاربا
ربما فاح عطرك/ أو رن صوتك ...
فأنا هنا/ بين صوتك وظلك
أختلسُ الندى/ على شرفة البحر
كنتُ أستمعُ إلى رنين خطاك .
على موجة عابرة،/ أرسلتُ حنيني...
ورسمتُ قلبي
فهل رأيت ظلي شاهرا شوقهُ
على شرفة البحر؟/ كانت حكاياتُ وجد
في صباح العاشقين
فامسك يدي،/ صاعدا طريق الحالمين .
**
هنا حان الوقت لمداخلات الحضور، فكانت المداخلة الأولى من الدكتورة سهام أبو العمرين بدأتها بتوجيه الشكر لصالون نون الأدبي على هذا الدور الفاعل في المشهد الثقافي، وحرصه على الاستمرارية التي عكست نجاحا كبيرا، ثم كل الشكر والتقدير لعائشة لمساهماتها في مجال كتابة الشعر
ثم قالت لعائشة: لقد كررت القول بأنك تكتبين الأنثى التي بداخلك، فكيف تكتبينها؟ وهل هناك محاذير جعلتك تصطدمين بحوائط التابو؟
هذا الجانب تتحاشى المرأة ذكره، فكيف تعلنين ذلك؟
وأضافت الدكتورة سهام: لقد تطرقتم لإشكالية مهمة، وهي علاقة الإبداع بالجانب الأكاديمي، أعتقد أن الجوانب الأكاديمية قد تفسد الكتابة النصية، خاصة إن كان الأكاديمي ناقدا، بدليل أن معظم من تركوا إبداعات لم ينالوا حظا وافرا من التعليم
وعن الفرق بين القضايا النسوية، والكتابة الأنثوية قالت: الكتابة عن الذات لا تكون منغلقة على الذات بل تتناول قضايا أكثر شمولية
المداخلة الثانية للدكتور جهاد الباز، بعد أن شكر الصالون والضيفة واتحاد الكتاب عرج على إشكالية ما بين الإبداع والتعليم، فقال، لابد للمبدع أن يكون قارئا فالعقاد الذي لم ينل الشهادات العليا، وكان يقرأ أربع عشرة ساعة في اليوم، كذلك مصطفى صادق الرافعي لم يُكمل الدراسة الإعدادية، لكنه كان قارئا، فللجانب الدراسي دور عظيم، إلا أنه لابد للكاتب أن يكون قارئا نهما، ليكون مبدعا
ثم إن الإبداع لا يقتصر على تخصص معين، فأحمد زكي أبو شادي ويوسف إدريس وإبراهيم ناجي كانوا أطباء، وكانوا مبدعين شعرا ونثرا
ثم سأل عائشة أي أنواع الشعر تكتبين، هل الشعر العمودي أم شعر التفعيلة، الشعر المنثور، والنثر الشعري والشعر المرسل، فأي أنواع الشعر تكتبين؟
وقال: أحييك على صغر سنك وحبك للأدب وأعتبرك نموذجا للشباب الطموح، وعلينا أن نأخذ بأيدي أمثالك من الشباب، ونشكر مثل هذه الصالونات الأدبية التي تشجع الجيل الشاب وتأخذ بيده للأمل، وكرر وصيته لها بضرورة القراءة مستشهدا ببيت شعر للمتنبي:
أعز مكان في الدُنى سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب
ثم كانت المداخلة للكاتب شفيق التلولي الذي شكر الصالون على هذا الإبداع المنقطع النظير، واليوم نحن سعداء باستضافته لواحدة ممن برعن في عالم الأدب والسياسة، لكن ما أود أن أقوله في هذا المقام، وطالما أن الجلسة تتحدث عن التقاطعات بين السياسي والأدبي، فنحن نفتخر بعائشة كأديبة وإنسانة مُقدرة، فلا غضاضة في أن يجمع الإنسان بين هذين الحسنيين، لكن على ألا تأتي السياسة على حساب الأدب، بل العكس هو الأصوب والأصدق والأهم
النقطة الأخرى التي أود التحدث عنها هي أن الكتابة هي اللحظة في عمر الكاتب أو الأديب، وسواء كانت الكتابة وجدانية أم وطنية، فهذا لا يُضير الكاتب، لأن الكاتب يكتب ذاته الشاعرة في لحظة الدفقة، فما تشعرين به هو ما ينثال على الورق، سواء أكان شعرا سياسيا، أو شعرا وجدانيا، فحيثما وجدت نفسك أكتبي بغض النظر عن كل التابوهات
في نقطة ثالثة بما يخص تنوع الكتابة لدى الأديب، فالأديب يكتب في كل الأجناس الأدبية، ولا ضير في ذلك، فتاريخ الأدب يشهد بذلك، وهنا أنصح نفسي أولا، ومن ثم أنصح الأخت عائشة لابد أن يكون لكل كاتب مشروعه الأدبي كي ينجح في كتاباته، فأين يجد نفسه، هل يجد نفسه في الشعر؟ هل يجد نفسه في السرد؟
لا ضير إن جاء معه في الطريق عملا سرديا، لكن عليه أن يحدد ما هو مشروعه الأدبي الإبداعي حتى ينجح في حياته، يجب أن يركز في جنس معين، ومن ثم لا ضير إن كتب بجانبه أشياء أخرى
الدكتورة مي شكرت الحضور، وشكرت الأستاذة عائشة، وقالت: مذ عرفتها وأنا أراها مناضلة ثائرة، هذه هي الصورة التي أحملها في ذهني لعائشة، قالت الأستاذة فتحية أن الوجداني هو الأكثر في ديوانيك، فالوجداني لا يخرج إلا مع الجانب الثوري
وسألتها: لقد قلت إن الديوان أخذ وقت قبل أن يرى النور، من وجهة نظرك ما الفرق بين ديوانك الأول والديوان الثاني، وما الإضافة فيه؟
الشاعر ناصر عطالله قدم شكره للصالون الذي كان له دورا بارزا في حياتنا الأدبية، فأنا واحدا من الذين كانت أول إطلالاته الشاعرة من خلال هذا الصالون مذ كان في محافظة غزة، وأرسل الرحمات لروح المحافظ محمد القدوة الذي كان يحتوي جلسات الصالون، ثم قال: لم أعرف الزميلة عائشة قبل أن أتعرف على نصها، فقد أرسله لي صديقي الشاعر سليم النفار وحثني على نشره بعد قراءته إن اقتنعت به، فأوجه له تحية كبيرة لأنه كان هو أول من كشف لي الزميلة عائشة
وأضاف: نص عائشة نص رُبوي وطني جميل، قادر على أن يتنفس من رئة الوطن، هذا الملمح وجدته عند عائشة لم أجده عند أبناء جيلها آنذاك، كان الوطن همها الأكبر، لم تتكلم عن أشياء تخصها إلا فيما ندر، كل ما وجدته كان وطنا حُرمت منه، فطاردته كما تطارد الفراشات الضوء
وقال، أذكر تماما في حفل توقيع ديوانها الأول في قاعة سعيد المسحال، جلست مترجلا، ومقحما نفسي وبجانبي سليم لأقول ذات الكلمة أن عائشة شاعرة وسيكون لها دور بارز، مع الضوء والنور إلى أجل نحن نرقبه لها، أجل يُسمى التميز، فأتمنى لك كل الألق والنجاح والتوفيق، وأنت تستحقين، أما السياسي فلا أراه بك
الأستاذ نبيل عابد قال في مداخلته: من كلامك أؤكد أن وراء كل امرأة عظيمة رجل، ثم قال: المداخلتان السابقتان تحدثت عن الشخصية الثورية، والانسياب الوجداني اللامحدود في شخصيتك كأنثى، فكم تمتلكين من الجرأة لتتحدين المجتمع؟ وهل تستطيعين المزج بين نموذج الأنثى الحر في داخلك، وبين تقاليد المجتمع، أم أنك ستتعثرين بكلماتك وتصطدمين بحوائط صلبة
بعد هذه المداخلات الثرية بدأت عائشة بالإجابة بدءا من السؤال الأخير فقالت: تسألني كم تمتلكين من الجرأة التي تسمح لك بالانخراط في هذا المجتمع، وهذا قريب مما ذكرته الدكتورة مي، كيف أخرجت الأنثى التي بداخلك؟، طبعا كل أنثى لها مشاعرها وأحاسيسها، ولها شجونها الخاصة وأحلامها وطموحاتها، فعليها أن تعيش حياتها كما هي تريد، لا كما يريد الآخرون، فلا شيء يمنعها من كتابة ما يجول بخاطرها أي كان ذلك، وكما قال الأستاذ شفيق إن الكاتب يكتب الوجداني، ولا ضير في ذلك، فلا شيء يمنعه من الكتابة في أي لون من الكتابة يميل إليه، ولا أرى ما يمنع من نشرها، فكثير من الشعراء الكبار كتبوا في الغزل الأنثوي والرومانسي
وأضافت: صحيح أن كتاباتي في معظمها وجدانية، وذلك لأنها تعبر عن الحالة الذاتية والشخصية للكاتب، والحياة الوجدانية التي يعيشها والتي حُرم منها، فالأنثى بحاجة لوطن يحتويها بكل جوانبه
وكان اختتام اللقاء بنص ألقته على مسامع الحضور بعنوان: أكتفيك بعدا
أكتفيك بُعدا/ وانشغالا
فلتنه ما عليك
فإنّ روحي، على جمر/ تتوق إليك
فليس للهواء الذي يمرّ نحوي ،/ بدونك طعمٌ
وليس للأشياء شكلٌ بدونك
فأنت المكانُ/ والزمانُ
وأنت العشق لو ضاق الحنانُ
وأنا.../ من أنا بدونك ؟
غير انتظار في انتظار
فلا تطيلُ البعد
أسألُ القلب/ الذي حباك
وعشقا قد رواك :
عُد نهرا/ فإنَّ ضلوعي جمرُ
عُد قمرا/ فإنَّ ليلي قهرُ
عد يا حبيبي
سأرتبُ لك شراشف الليل
وشاي الصبا ح/ وخفقة القلب،
في عين الهوى .
فأنت قيثارتي/ في فضاء يضيقُ
أنت دربي
وأنت لوجُنّ ليلٌ ،/ بريقُ
وصوتك في أضلعي
لو نامت الدنيا،/ يفيقُ
فأنت في وجدي الطريقُ
رفعت الأستاذة فتحية الجلسة على موعد جديد في جلسة منتصف الشهر، وعلى وعد بان يظل صالون نون الأدبي منارة تدعم كل صاحبة قلم، حتى تصل بهم لشرفات الإبداع.