بسم الله الرحمن الرحيم --
الحلقة -12=وقفات مع الذكر الحكيم=12=
الوقفة الثالثة مع خواتيم البقرة
((آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ
لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)).
قلنا في الحلقة السابقة ان الرسول هو من حمل رسالة من ..و..الى ، ليبلغها ، سواء كانت الرسالة مشافهة او مكتوبة ، ولا بد للرسول ان يكون معروفا من قبل المرسل اليهم ، وموثوقا به عندهم ليصدقوا قوله المنقول من قبل المرسل الى من يتلقى الرسالة ، او معه علامة وبينة ممن ارسله يعرف بها صدقه ، ويثبت بها ادعاءه لحمله ما حمل لهم..ومحمد صلى الله عليه وسلم عاش في قومه اربعين سنة من قبل الرسالة والنبوة ما اثر عنه الكذب لا طفلا ولا شابا ولا كهلا ، وعرف بينهم بامانته في الحديث والمادة والوعد ، حتى شهدوا له جميعهم فاجمعوا تلقائيا وبدون تخطيط او اتفاق مسبق على تسميته الصادق الامين ..ومع ذلك ايده الله بالاثباتات والمعجزة الكبرى القران الكريم ، المعجز لفظا ومعنى واسلوبا ببلاغته وتشريعه وعلومه ، وعجزت اساطين البلغاء عن محاكاته ، علاوة على بعض المعجزات الحسية التي وقعت كحوادث فردية في مسيرة الدعوة والاقناع بها ، ولكن المعجزة الدائمة الباقية الكبرى هي هذا القران الذي تكفل الله تعالى بحفظه وجمعه وقرانه الى يوم الدين ، وهذا بحد ذاته من الاعجاز والبينات الباقيات المستمرات ما استمر للبشرية وجود..فالصدق والامانة كانتا سمته وصفته المعروف بينهم بها ، وهكذا يجب اختيار الرسول بان يكون صادق فيما ينقل ويخبر وامين على نقله واخباره ، فلا يضيع حرفا مما حمله ولا يضيع حرفا مما اجيب به ، على تبليغ رسالته للمرسل اليهم ، لان الرسول كما انه مبلغ ايضا هو في نفس الوقت شاهد على المرسل اليهم ، ويسال عنهم وعن موقفهم وردة فعلهم على دعوته ورسالته (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) (6الاعراف. ) لذلك كانت العرب وما زالت تقول عند ارسالها لاحد الى احد اخر انت مرسال وشاهد ،اي مبلغ وشاهد على ما اجبت ، والرسول النبي لان الرسول من قبل الله لايكون الا ملكا من الملائكة يرسل بمهمة خاصة ، او نبيا من البشر يحمل رسالة ربه للخلق ، فالرسول شاهد وكرامة له جعلت امته المؤمنة معه شاهدة على البشرية ، لانها وارثة الرسالة وتبليغها والدعوة بها للبشرية كافة من بعده كونه خاتم الانبياء والمرسلين ، ولا نبي بعده ومن حمل الرسالة طلب منه الشهادة واصبح شاهدا ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ(143)البقرة).
واستحقت امته هذه المكانة والمنزلة بايمانها الذي تابعته سلام الله عليه فيه ، فكل امن بالله ربا خالقا مدبرا حاكما ، يحكم ويشرع للبشر ما فيه صلاح الحال والمآل ، فيقبح من الاعمال والاشياء ما علمه بحكمته وخبرته بمن وبما خلق ما لا يحسن بالبشر فعله او اكله او شربه او سلوكه ، ويحسن بحكمته ما يصلح ويستقيم به سلوكهم ومعاشهم ووجودهم ، امنوا كلهم بالله الواحد الاحد الخالق المدبر ، ولا يصلح تدبير للكون والوجودغير تدبيره ، ولا يصلح للبشرية عيش بغير تشريعه ، والواقع والتاريخ شاهد ، فكلما استقامت البشرية على منهج وشرع ربها كلما سعدت ، وانتهت وتلاشت عذاباتها ، وكلما ابتعدت او ارتدت عن منهج ربها وسفلت الى مناهج الارض واهلها ، انحطت وشقيت وعاشت في دركات السفول والانحطاط لتعاني الويلات والوان العذابات..( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ( 96 )
الاعراف..((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى))[طه:124-126].. ان الايمان بالله يقود المؤمنين للاسلام له ، اي الانقياد والاذعان والاتباع..ان الله تعالى عظيم كبير متعال..لايعبث ولا يلهو ..فخلقك ايها الانسان ومن قبلك هذا الوجود العظيم ، لتكون عبده وخادم نظامه الذي اختاره لك في هذه الحياة ، وكل الخلق لله عبدا ..فلذلك اسماك خليفة اي جعلك مستخلفا في الارض بما استعبدك به ، وانتدبك للقيام به انت وذريتك خلائف يخلف بعضكم بعضا ، لتقوموا بامره وعليه لتعمر الارض بطاعته ، وتملأها بذكره ، وتنتظم حياتك وجنسك البشري بشرعه كما انتظمت هي التي تقلك وتعيش على ظهرها بما حكم الله عليها من نظام فرضه عليها ، وغيرها من كواكب ومفردات الوجود تسير فيه وبه في الوجود نظام منتظم لاتجد فيه من فطور ...
...آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ...
جعلني الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه ولنا وقفة اخرى مع خواتيم البقرة واستودعكم من لا تضيع ودائعه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحلقة -12=وقفات مع الذكر الحكيم=12=
الوقفة الثالثة مع خواتيم البقرة
((آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ
لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)).
قلنا في الحلقة السابقة ان الرسول هو من حمل رسالة من ..و..الى ، ليبلغها ، سواء كانت الرسالة مشافهة او مكتوبة ، ولا بد للرسول ان يكون معروفا من قبل المرسل اليهم ، وموثوقا به عندهم ليصدقوا قوله المنقول من قبل المرسل الى من يتلقى الرسالة ، او معه علامة وبينة ممن ارسله يعرف بها صدقه ، ويثبت بها ادعاءه لحمله ما حمل لهم..ومحمد صلى الله عليه وسلم عاش في قومه اربعين سنة من قبل الرسالة والنبوة ما اثر عنه الكذب لا طفلا ولا شابا ولا كهلا ، وعرف بينهم بامانته في الحديث والمادة والوعد ، حتى شهدوا له جميعهم فاجمعوا تلقائيا وبدون تخطيط او اتفاق مسبق على تسميته الصادق الامين ..ومع ذلك ايده الله بالاثباتات والمعجزة الكبرى القران الكريم ، المعجز لفظا ومعنى واسلوبا ببلاغته وتشريعه وعلومه ، وعجزت اساطين البلغاء عن محاكاته ، علاوة على بعض المعجزات الحسية التي وقعت كحوادث فردية في مسيرة الدعوة والاقناع بها ، ولكن المعجزة الدائمة الباقية الكبرى هي هذا القران الذي تكفل الله تعالى بحفظه وجمعه وقرانه الى يوم الدين ، وهذا بحد ذاته من الاعجاز والبينات الباقيات المستمرات ما استمر للبشرية وجود..فالصدق والامانة كانتا سمته وصفته المعروف بينهم بها ، وهكذا يجب اختيار الرسول بان يكون صادق فيما ينقل ويخبر وامين على نقله واخباره ، فلا يضيع حرفا مما حمله ولا يضيع حرفا مما اجيب به ، على تبليغ رسالته للمرسل اليهم ، لان الرسول كما انه مبلغ ايضا هو في نفس الوقت شاهد على المرسل اليهم ، ويسال عنهم وعن موقفهم وردة فعلهم على دعوته ورسالته (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) (6الاعراف. ) لذلك كانت العرب وما زالت تقول عند ارسالها لاحد الى احد اخر انت مرسال وشاهد ،اي مبلغ وشاهد على ما اجبت ، والرسول النبي لان الرسول من قبل الله لايكون الا ملكا من الملائكة يرسل بمهمة خاصة ، او نبيا من البشر يحمل رسالة ربه للخلق ، فالرسول شاهد وكرامة له جعلت امته المؤمنة معه شاهدة على البشرية ، لانها وارثة الرسالة وتبليغها والدعوة بها للبشرية كافة من بعده كونه خاتم الانبياء والمرسلين ، ولا نبي بعده ومن حمل الرسالة طلب منه الشهادة واصبح شاهدا ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ(143)البقرة).
واستحقت امته هذه المكانة والمنزلة بايمانها الذي تابعته سلام الله عليه فيه ، فكل امن بالله ربا خالقا مدبرا حاكما ، يحكم ويشرع للبشر ما فيه صلاح الحال والمآل ، فيقبح من الاعمال والاشياء ما علمه بحكمته وخبرته بمن وبما خلق ما لا يحسن بالبشر فعله او اكله او شربه او سلوكه ، ويحسن بحكمته ما يصلح ويستقيم به سلوكهم ومعاشهم ووجودهم ، امنوا كلهم بالله الواحد الاحد الخالق المدبر ، ولا يصلح تدبير للكون والوجودغير تدبيره ، ولا يصلح للبشرية عيش بغير تشريعه ، والواقع والتاريخ شاهد ، فكلما استقامت البشرية على منهج وشرع ربها كلما سعدت ، وانتهت وتلاشت عذاباتها ، وكلما ابتعدت او ارتدت عن منهج ربها وسفلت الى مناهج الارض واهلها ، انحطت وشقيت وعاشت في دركات السفول والانحطاط لتعاني الويلات والوان العذابات..( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ( 96 )
الاعراف..((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى))[طه:124-126].. ان الايمان بالله يقود المؤمنين للاسلام له ، اي الانقياد والاذعان والاتباع..ان الله تعالى عظيم كبير متعال..لايعبث ولا يلهو ..فخلقك ايها الانسان ومن قبلك هذا الوجود العظيم ، لتكون عبده وخادم نظامه الذي اختاره لك في هذه الحياة ، وكل الخلق لله عبدا ..فلذلك اسماك خليفة اي جعلك مستخلفا في الارض بما استعبدك به ، وانتدبك للقيام به انت وذريتك خلائف يخلف بعضكم بعضا ، لتقوموا بامره وعليه لتعمر الارض بطاعته ، وتملأها بذكره ، وتنتظم حياتك وجنسك البشري بشرعه كما انتظمت هي التي تقلك وتعيش على ظهرها بما حكم الله عليها من نظام فرضه عليها ، وغيرها من كواكب ومفردات الوجود تسير فيه وبه في الوجود نظام منتظم لاتجد فيه من فطور ...
...آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ...
جعلني الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه ولنا وقفة اخرى مع خواتيم البقرة واستودعكم من لا تضيع ودائعه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.