الشام وخيارات البعض الصفرية
31.01.2017
د. أحمد موفق زيدان
العرب
الاثنين 30/1/2017
لك الخيار في أن تتفق أو تختلف مع توحد لقوى ثورية جهادية سورية هنا وهناك، ولكن يُفترض ألا يكون الخيار هو النيل والشك والتحريض على هذا المعسكر ضد ذاك المعسكر بحجج وذرائع قد تفوق الذرائع والحجج التي أقدم ويقدم عليها أعداء الثورة الشامية بقتل أبنائها واستباحة بلدها منذ سنوات.
المناسبة هو تأسيس هيئة تحرير الشام والتي ضمت عدة فصائل كان على رأسها فتح الشام ونور الدين الزنكي وآخرون، لاسيَّما بعد الانشقاق الذي طال أحرار الشام وانضمام بعض قادتها الكبار ممن لهم وزن عسكري وتاريخي كبير في الحركة وهما هاشم الشيخ أبو جابر وأبو صالح الطحان بالإضافة إلى أبي محمد الصادق، وآخرين، وجاء تأييد ودعم بعض المشايخ السوريين وغيرهم لهذا التجمع ليزيده قوة، خصوصاً أن القوى المنضوية تحت هذا التجمع تشكل القوة العسكرية الضاربة في الشمال السوري وتحديداً في إدلب وحلب.
لا شك أن ثمة فصائل وعلى رأسها أحرار الشام وصقور الشام وفيلق الشام غيرهم ممن لا يزالون في المعسكر الآخر، وأتى انضمام الصقور وبعض الفصائل الصغيرة إلى الأحرار ليشكل حالة فرز واستقطاب كبيرة ومهمة في ساحة الشمال السوري، ورغم السلبيات التي قد يراها البعض في هذا الاستقطاب، فإنه يشكل تحولاً مهماً ونوعياً في الساحة السورية كونه يقلص عدد الفصائل ويجعلها في معسكرين مهمين ورئيسيين.
التحدي الآن يكمن في قدرة هذين المعسكرين على التعاطي مع المعطيات الجديدة، والتطورات اللاحقة، إن كان من حيث إدارة أزمة الخلاف بينهما، أو من حيث التعاون والتنسيق إن لم نقل الاندماج والتحالف، لكن أن يصر البعض على الخيار الصفري وبتحريض تويتيري وفيسبكوي غير مسبوق وذلك بالمطالبة بالقضاء على الغلاة والبغاة، بينما يطالب الطرف الآخر بالقضاء على المميعة ونحوها من الأوصاف فهذا لن يخدم إلا أعداء الثورة الشامية الداخليين والخارجيين، ويدفعنا إلى تقتيل أبنائنا وإخواننا بحجة كونهم في صف البغاة والغلاة أو في صف المميعة والانبطاحيين والمستسلمين.
التحدي اليوم أمام النخب بكافة أشكالها وأنواعها بأن تتقي الله في الشام وأهلها وأن تتقي الله في الدماء، لاسيَّما ونحن نرى بعض المغردين قد خلت حساباتهم ربما لأشهر وأكثر من الحديث عن الاحتلالين الروسي والإيراني وعميلهم بشار، وقد ملئت حساباتهم بالنيل من إخوانهم والتحريض عليهم وقتلهم وسحقهم.
الخيار الصفري الذي ارتضاه البعض حلاً وطريقاً من أجل تصفية حسابات منهجية وفكرية له على أرض الشام ليُرضي بذلك أهواءه، لن يقل خطراً وإجراماً على الخيار الذي ارتضاه الاحتلالان الروسي والإيراني في مواصلة الشرب من دماء أهل الشام، لن يكون هذا الخيار إلا عدمياً، وما على الجماعات والفصائل الشامية إلا أن تقف لحظة تأمل مع نفسها، لتعيد حساباتها وتقف مع شعبها فهو أفضل بوصلة كما أثبت اليوم، فهو الذي طالب بوقف الاقتتال يوم حرضت النخب على الاقتتال، هذا الشعب هو من يرفض الاقتتال البيني وهو من يطالب بالاندماجات وهو من يطالب بإسقاط العصابة الطائفية في الشام، فأين لكم بشعب كهذا.;
31.01.2017
د. أحمد موفق زيدان
العرب
الاثنين 30/1/2017
لك الخيار في أن تتفق أو تختلف مع توحد لقوى ثورية جهادية سورية هنا وهناك، ولكن يُفترض ألا يكون الخيار هو النيل والشك والتحريض على هذا المعسكر ضد ذاك المعسكر بحجج وذرائع قد تفوق الذرائع والحجج التي أقدم ويقدم عليها أعداء الثورة الشامية بقتل أبنائها واستباحة بلدها منذ سنوات.
المناسبة هو تأسيس هيئة تحرير الشام والتي ضمت عدة فصائل كان على رأسها فتح الشام ونور الدين الزنكي وآخرون، لاسيَّما بعد الانشقاق الذي طال أحرار الشام وانضمام بعض قادتها الكبار ممن لهم وزن عسكري وتاريخي كبير في الحركة وهما هاشم الشيخ أبو جابر وأبو صالح الطحان بالإضافة إلى أبي محمد الصادق، وآخرين، وجاء تأييد ودعم بعض المشايخ السوريين وغيرهم لهذا التجمع ليزيده قوة، خصوصاً أن القوى المنضوية تحت هذا التجمع تشكل القوة العسكرية الضاربة في الشمال السوري وتحديداً في إدلب وحلب.
لا شك أن ثمة فصائل وعلى رأسها أحرار الشام وصقور الشام وفيلق الشام غيرهم ممن لا يزالون في المعسكر الآخر، وأتى انضمام الصقور وبعض الفصائل الصغيرة إلى الأحرار ليشكل حالة فرز واستقطاب كبيرة ومهمة في ساحة الشمال السوري، ورغم السلبيات التي قد يراها البعض في هذا الاستقطاب، فإنه يشكل تحولاً مهماً ونوعياً في الساحة السورية كونه يقلص عدد الفصائل ويجعلها في معسكرين مهمين ورئيسيين.
التحدي الآن يكمن في قدرة هذين المعسكرين على التعاطي مع المعطيات الجديدة، والتطورات اللاحقة، إن كان من حيث إدارة أزمة الخلاف بينهما، أو من حيث التعاون والتنسيق إن لم نقل الاندماج والتحالف، لكن أن يصر البعض على الخيار الصفري وبتحريض تويتيري وفيسبكوي غير مسبوق وذلك بالمطالبة بالقضاء على الغلاة والبغاة، بينما يطالب الطرف الآخر بالقضاء على المميعة ونحوها من الأوصاف فهذا لن يخدم إلا أعداء الثورة الشامية الداخليين والخارجيين، ويدفعنا إلى تقتيل أبنائنا وإخواننا بحجة كونهم في صف البغاة والغلاة أو في صف المميعة والانبطاحيين والمستسلمين.
التحدي اليوم أمام النخب بكافة أشكالها وأنواعها بأن تتقي الله في الشام وأهلها وأن تتقي الله في الدماء، لاسيَّما ونحن نرى بعض المغردين قد خلت حساباتهم ربما لأشهر وأكثر من الحديث عن الاحتلالين الروسي والإيراني وعميلهم بشار، وقد ملئت حساباتهم بالنيل من إخوانهم والتحريض عليهم وقتلهم وسحقهم.
الخيار الصفري الذي ارتضاه البعض حلاً وطريقاً من أجل تصفية حسابات منهجية وفكرية له على أرض الشام ليُرضي بذلك أهواءه، لن يقل خطراً وإجراماً على الخيار الذي ارتضاه الاحتلالان الروسي والإيراني في مواصلة الشرب من دماء أهل الشام، لن يكون هذا الخيار إلا عدمياً، وما على الجماعات والفصائل الشامية إلا أن تقف لحظة تأمل مع نفسها، لتعيد حساباتها وتقف مع شعبها فهو أفضل بوصلة كما أثبت اليوم، فهو الذي طالب بوقف الاقتتال يوم حرضت النخب على الاقتتال، هذا الشعب هو من يرفض الاقتتال البيني وهو من يطالب بالاندماجات وهو من يطالب بإسقاط العصابة الطائفية في الشام، فأين لكم بشعب كهذا.;