بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الانسان امام اوامر الله تعالى وشريعته
مما لا شك فيه انه إذا تطابقت الأعمال البشرية مع الأوامر الإلهية سعد الإنسان في الدنيا وفاز في الآخرة.
وإذا خالفت أعمال العباد أوامر الله الشرعية شقي الإنسان في الدنيا وخسر في الآخرة.
وإذا أمر الله عزَّ وجلَّ عباده بأمر وجب عليهم فيه ثماني مراتب:-
الأولى: العلم به. . --------الخامسة: أداؤه خالصاً لوجهه تعالى صواباً على الوجه الذي شرع.
الثانية: محبته. ... ------- السادسة: عدم فعل ما يحبطه.
الثالثة: العزم على فعله. .---السابعة: الثبات عليه.
الرابعة: عدم العمل بخلافه. ... ----الثامنة: نشره والدعوة إليه.
ولا بد في جميع أوامر الله تعالى من أصلين:-
الاول :-فعل ما أمر الله ورسوله به .. واجتناب ما نهى الله ورسوله عنه. على وجه طاعة الله وطاعة رسوله المبلغ عن ربه بالوحي وليس عن الهوى. فقد قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33)محمد
الثاني:- العلم بما ينبغي ان يفعل الانسان او يقول فالاصل في الاعمال والتصرفات موقوفة على امر الشارع الحكيم واذنه ، قال تعالى :-(وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)الاسراء
وهذه هي دائرة الشريعة التي اختارها الله تعالى لتكون سنة السلامة وطريق النجاة لمسير الانسان وتحقيقه للغاية التي من اجلها خلق في هذا الوجود.
فإن الله خلق المخلوقات، وجعل لها سنناً تسير عليها، فالشمس لها سنة، والقمر له سنة، والليل له سنة، والنهار له سنة، والنبات له سنة، والحيوان له سنة، والرياح لها سنة، والبحار لها سنة.
وكذلك الإنسان مخلوق من مخلوقات الله، محتاج إلى سنة يسير عليها في جميع أحواله، ليسعد في الدنيا والآخرة، وهذه السنة هي الدين الذي أكرمه الله به ورضيه له، وسعادته أو شقاوته مبنية على مدى تمسكه به، أو إعراضه عنه، وهو مختار في قبوله أو رده كما قال سبحانه: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29].
وكذلك لولا التكليف لكان خلق الإنسان عبثاً وسدى، والله يتعالى عن ذلك، وقد نزه نفسه عنه، كما نزه نفسه عن العيوب والنقائص كما قال سبحانه: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115)} [المؤمنون: 115].
ومعلوم أن ترك الإنسان كالبهائم مهملاً معطلاً لا يؤمر ولا ينهى مضاد للحكمة، فإنه خلق لغاية كماله، وكماله أن يكون عابداً لربه، محباً له، مطيعاً له كما قال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} ... [الذاريات: 56].
اللهم وفقنا لطاعتك وحسن عبادتك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2017-04-03, 9:53 am عدل 1 مرات