الأحد 19 مارس / آذار 2017
أطلقت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش العراقي صواريخها ونيرانها على مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" في المدينة القديمة بالموصل اليوم مع اقتراب القوات على الأرض من جامع الموصل الكبير (جامع النوري) الذي يمثل مكسباً استراتيجياً له دلالة رمزية.
وتجاوزت قوات الشرطة الاتحادية في تقدمها محطة القطارات في غرب الموصل لتقترب أكثر من الجامع الكبير. وقال قيادي بالشرطة إنهم اقتربوا جداً من بسط السيطرة عليه.
وفر السكان من المنطقة وهم يحملون أمتعتهم ويشقون طريقهم عبر المباني المدمرة بينما تدوي أصوات القذائف وإطلاق النار من خلفهم. ومعظمهم من النساء والأطفال.
وقال متحدث باسم الشرطة: "استأنفت قوات الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع تقدمها بعد توقف العمليات بسبب الطقس السيئ. تستهدف القوات استعادة بقية المدينة القديمة."
ودخلت معركة استعادة المعقل الأخير لـ"تنظيم الدولة" في العراق شهرها السادس. واستعادت قوات الحكومة العراقية مدعومة بمستشارين أمريكيين ونيران المدفعية والدعم الجوي الأمريكي شرق مدينة الموصل ونصف غربها وتركز الآن على بسط السيطرة على المدينة القديمة.
واستهدف القتال في الآونة الأخيرة جامع النوري الذي شيد قبل مئات السنين بمئذنته المائلة الشهيرة. ومن شأن السيطرة على الجامع توجيه ضربة للتنظيم حيث أعلن منه أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم قيام دولة خلافة في يوليو/ تموز 2014 بعد أن سيطر التنظيم على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا.
ويقدر مسؤولون أمريكيون أنه لا يزال هناك نحو 2000 مقاتل من "تنظيم الدولة" داخل ثاني أكبر المدن العراقية ويقاومون باستخدام قذائف المورتر والقناصة وتفجيرات السيارات الملغومة في مواقع الجيش.
ولا يزال علم التنظيم الأسود يرفرف من مئذنة الجامع الكبير حتى اليوم.
وفي سياق متصل تقدم أفراد الشرطة الاتحادية سيراً على الأقدام من محطة القطار بالقرب من المدينة القديمة عبر الشوارع المليئة بالأنقاض.
وقال اللواء خالد العبيدي القيادي بالشرطة للصحفيين من على الجبهة: "قوات الشرطة الفيدرالية والتدخل السريع استأنفت تقدمها بعد توقف للعمليات بسبب سوء الحالة الجوية. القوات لديها هدف استعادة ما تبقى من المدينة القديمة."
وأصدر العبيدي أوامر عبر جهاز اللاسلكي مع سقوط قذائف مورتر خلف موقعه.
وشهد الصحفيون ضربة جوية تستهدف مواقع لـ"تنظيم الدولة" على بعد 300 متر من خط الجبهة. وحلقت طائرات هليكوبتر في سماء المنطقة وأطلقت صواريخ ونيران المدافع الرشاشة على الأرض.
وذكر بيان أن الشرطة الاتحادية اعتقلت أيضاً حسام شيت الجبوري المسؤول في "تنظيم الدولة" عن ديوان الحسبة في منطقة باب السجن بالموصل.
وسارت العائلات مع كبار السن والأطفال في شوارع غرب الموصل الموحلة مروراً بالمباني المتضررة بفعل الرصاص والقنابل يوم السبت.
وأفاد بعض السكان أنهم لم يتناولوا طعاماً يذكر منذ أسابيع ويهرولون من أجل الحصول على بعض الإمدادات التي تقدمها وكالة إغاثة محلية.
وقال أحد السكان: "شيء فظيع. الدولة الإسلامية دمرتنا. لا يوجد أي طعام أو أي خبز. لا يوجد أي شيء على الإطلاق."
وقد يكون داخل المدينة مع عناصر التنظيم نحو 600 ألف مدني. وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن نحو 255 ألفاً نزحوا من الموصل والمناطق المحيطة منذ أكتوبر/ تشرين الأول بينهم ما يربو على 100 ألف منذ بدء الحملة العسكرية في غرب الموصل في 19 فبراير/ شباط.
وشهد الأسبوع الماضي أكبر حركة للنازحين إلى الآن مع نزوح 32 ألفاً في الفترة من 12 إلى 15 مارس/ آذار.