محاولة لقراءة موضوعية.. هل السيسى خدعنا أم خدعنا أنفسنا؟ -بقلم : د. يحي القزاز
هل السيسى خدعنا أم كراهيتنا المفرطة لضعف وسوء إدارة الإخوان وانتشار الفوضى ونقص الاحتياجات الضرورية فى عهد حكم د.محمد مرسى ومحاولة سيطرة الآخوان بالانقلاب على الدستور وتحصين قرارات رئيس الجمهورية هى التى جعلتنا نستجيب لكل مايطلبه ونقبل بكل مايفعله؟!
بعملية مسح سريعة نكتشف أن السيسى لم يخدع احد ، وكان واضحا وضوح الشمس فى تفكيره المتواضع حين صرح أثناء حملته الانتخابية بأنه سيحسن الاقتصاد ويقضى على البطالة بمنح كل شاب سيارة يبيع عليها خضار.. ياله من تفكير متواضع ويالنا من أغبياء.. عفوا يالى من غبى، وأيضا لم يقدم لنا برنامجا انتخابيا.. ومع هذا أيدناه.. عفوا أيدته. كيف لمرشح رئاسى أن يترشح وكيف لناخبين ان يمنحوه اصواتهم ويفوز بلا تقديم أى برنامح؟! ليس هذا فحسب.. وحين امتطى كرسى رئاسة مصر اعرق وأقدم دولة فى التاريخ قام بإلغاء قانون انتخاب قيادات الجامعة وأصدر قانون تعيين القيادات الجامعية، ليس فقط تعيين رؤساء الجامعة كما كان قبل صدور قانون الانتخابات الذى ألغاه بل أضاف إليه تعيين عمداء الكليات.. أى سيطرة تامة على الجامعة (كان رئيس الجامعة هو من يعين العميد ولم يكن تعيين العميد ابدا من سلطات رئيس الجمهورية قبل السيسى). هذا يعنى إلغاء ديمقراطية الجامعات الوليدة فى حريتها وحقها فى اختيار قيادتها، وقد يكون هذا وان كان مخالفا لما جاء به السيسى من انتخابات، وانقلابا على ديمقراطية الجامعات لكنه كان مقننا ويدخل فى منظومة الاستبداد باستخدام القانون. ثم نأتى على ملمح آخر وهو إنشاء كيان غير قانونى تحت رئاسته مهمته جمع المال اسمه “صندوق تحيا مصر” خارج المنظومة القانونية لايخضع لمراقبة الجهاز المركزى.. بتعبير مهذب هو اقرب إلى “صندوق النذور” فى مساجد آل البيت، وأعتقد أن فى هذا العمل هو متأثر بنشاته فى الجمالية بالقرب من مسجد “سيدنا الحسين” حيث صندوق النذور والتبرعات من المحبين والزائرين لمسجد ابن بنت رسول الله.. ربما كانت أمنيته أن يكون “نقيبا” (مديرا بلغة الإدارة، وبلغة الصوفية يكون الدرويش الأكبر المسئول عن هذا المقام) لمسجد سيدنا الحسين يقوم بجمع النذور.. ممارسته التى تلت تنصيبه رئيسا أظهرت تواضعا فى التفكير وفى الإدارة.. هذا الحكم يكون عليه مع حسن ظن ليس فى محله نظرا لتطورات تصرفاته اللاحقة. وعندما يكون “صندوق تحيا مصر” (صندوق النذور) بوابة خلفية لجمع المال بلا دليل قانونى رسمى وصرفها بلا مراقبة أجهزة الدوله، وكأنه صندوق بيت المال والسيسى هو سيدنا عمر بن الخطاب!!
تطور أداء الصندوق من “الشحاتة” إلى الأتاوة ومنح شهادان تصالح وحسن سير وسلوك مع المفسدين الذين حكمت عليهم المحكمة بغرامات نتيجة الفساد واستغلال مراكزهم القيادية وتحقيق مكاسب غير شرعية.. حدث هذا مع المهندس احمد عز أمين الحزب الوطنى المنحل الذى حكمت عليه المحكمة بغرامة كبيرة وبدلا من ان يدفعها لجهاز الكسب غير المشروع، وهو جهاز قانونى حصيلته تذهب للدولة قام بدفعها -لا نعرف ان كان مضطرا أم اختيارا- لصندوق تحيا مصر، وقبلها الصندوق ومنح الفاسد احمد عز المدان بحكم المحكمة “صك الغفران” يبرؤه من فساده ويمنحه تصالحا مع دولة هو سارقها، وتطور صندوق تحيا مصر المقصود به نهب مصر باعتباره واحد من الصناديق الخاصة التى تساعد على الفساد وتدعمه، والتى طالما طالبنا بإلغائها او خضوعها للقانون ولرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات.. تطور هذا الصندوق إلى “صندوق نذور” فى حالة الشحاتة باستجداء التبرعات.. ثم تطور إلى “صندوق رشا” (صندوق رشاوى) يدفع الفاسد رشوة لصندوق لقيط غير شرعى (صندوق ابن حرام) تحت إشراف (رئاسة) رئيس الجمهورية أعلى سلطة فى البلد للحصول على تصالح يمكنه من الاستمرار فى فساده بالرغم من حكم المحكمة الذى أدان الدافع (الراشى) صندوق يمنح الفاسدين شهادات تصالح تمكنهم من استعادة استغلال نفوذهم فى الفساد، وهذا مورد رزق إضافى ل”صندوق لقيط” غير شرعى (ولد بلا قانون وخارج رقابة أجهزة الدولة الشرعية)، وبقدر زيادة حجم الفساد وكسب المال الحرام تتضاعف إمكانيات “الصندوق الحرام” (صندوق تحيا مصر) ويصرف منه السيسى براحته بلا حسيب ولا رقيب.. بهذه التصرفات وللأسف يتضاءل مقام الرئاسة ويصبح ليس أكثر من “مقعد شيخ منصر” وبموجبه يصير الرئيس بتعبير غير خادش: “الفتوة” حامى “الألاضيش” أى الرجل المجرم القوى الخارج عن القانون الذى يبسط نفوذه ولايسمح للناس بالعيش أو العمل إلا بعد دفع الأتاوة التى نسميها فى ايامنا “رشوة”. بموجب صندوق لقيط (صندوق تحيا مصر) يدفع له الفاسدون مالا نظير غض الطرف عن إدانتهم القانونية بحكم محكمة والسماح لهم باستعادة اعمالهم يكون الدافع “راشى” والمشرف على الصندوق مرتشى.
ولو حاولنا ننظر للامر بنظرة موضوعية.. اقول أحاول.. فمن الصعب ان يكون المرء موضوعيا مع قانله مغتصب ارضه من يفرط فيها ويبيعها للأجنبى،.. مجرد محاولة لإعادة النظر فى سلوك رجل وبشكل يبدو مختصرا لرأينا رجلا فى بدايته -اثناء الحملة الانتخابية- يتسم بتفكير متواضع فى حل المشاكل الاقتصادية بتوفير عربات خضار.. عرية خضار يعمل عليها شابان، يتملق الناس بابتسامة باهتة ويبطن غير مايظهر، وبعد امتطاء مقام الرئاسة خرق الدستور وضرب بالقانون عرض الحائط وخالف القيم والأعراف النبيلة للرؤساء وأنشأ “صندوق لقيط” (تحيا مصر)، فى نشأته الاولى كان أقرب إلى “صندوق النذور” فى مساجد اولياء الله يقبل التبرعات.. وبطبيعته التى لم نعرفها اظهر فى أحاديثه تواضعا وميلا صوفيا غير حقيقين باستخدام القرآن والسنة فى احاديثه، مع ملاحظة انه غير متمكن فى اى مما كان يذكره من آيات وأحاديث وهى نفس طبيعة الدراويش الجاهلين مدعى التقوة.. وهنا نرى انه ربما كان طموحه بحكم نشاته بعد التقاعد ان يصير “نقيبا” لمسجد سيدنا الحسين يجمع النذور وينفقها فى فعل الخير الذى يراه. وبمرور الوقت وتمكنه بمعاونة انتهازيين فاسدين منهم من كان معروفا قديما ومنهم مستجدين حول “صندوق النذور” إلى “صندوق رشا” يقبل الرشاوى من كل الفاسدين المخالفين سواء كان اختيارا او أتاوة ويمنحهم صكوك الغفران يطهر به ذنوبهم فى حق المجتمع، ويمنحهم شهادة حسن سير وسلوك.
شخصيته مهتمة بجمع المال بطريقة غير شرعية وتبديده بلا رقيب ولا حسيب.. وفى هذه التصرفات شخصية كارهة للقانون تعشق العمل بشكل غير شرعى.
شخصيته ضعيفة يورط الآخرين ليحتمى بهم ويعمل من خلالهم.. كل اهتماماته التى تصل إلى حد الهوس هو جمع المال.. لم يتكلم عن كيفية بناء منظومة اقتصادية جادة تعمل على تقدم البلد، ومن كان اهتمامه بالمال والحصول عليه بشكل غير شرعى فلا عجب فى أن يفرط فى “المقدسات المحرمات”.. فى الارض وفى العرض مقابل الحصول على المال، وهذا مارأيناه واضحا فى بيع جزيرتى تيران وصنافير، بالإضافة إلى أنه يميل إلى الغدر والطعن فى الظهر اكثر من الجرأة والمواجهة.. تخلص من كل مؤيديه اقرب المقربين اليه الذين ساعدوه فى الوصول لما هو فيه.. طاغية غادر يعشق المال والحديث عنه، ومن يقوم بجمع المال معتمدا على نفوذه بمنح المخالفيين والفاسدين صكوك غفران وشهادات تصالح مزيفه للعمل فى مجتمع سرقه قبل ذلك فهو “مرتشى” لا ريب.. و”راشى” يدفع رشا لشراء صمت المجتمعات والمؤسسات القوية بطريقة تحايلية فمثلا يفيض بنعمه على الجيش والشرطة والقضاة بزيادة مرتباتهم مقابل افقار الجميع لشراء دعمهم له فى استبداده، وشراء معدات حربية من طائرات وحاملات لسنا بحاجة لها من الخارج، وكما نشر انها خارج الصلاحية اشتراها من فرنسا والمانيا و.. وذلك لضمان صمتهم ودعمهم له حتى لايقلبوا عليه العالم بتجاوزاته الدموية.
السيسى من تصرفاته كان يمكن ان يكون “نقيب” ضربح سيدنا الحسين أو “شيخ منصر” ولا يصلح ان يكون رئيس جمهورية.
السيسى كان واضحا و لم يخدعنا نحن من استسهلنا وخدعنا انفسنا ولم نقدم بدائل ولم نحسن الاختيار. والآن وقبل فوات الآوان من مصلحة مصر الدولة أن تزيحه فوجوده خطر ومدمر مفكك مفتت لها، وخطورته أكبر على القوات المسلحة التى حولها الى التجارة والزراعة وتحصيل أتاوات على الطرق السريعة، وبث الفرقة والحقد فى نفوس الجيش بإيثاره البعض وعزل البعض.. ويضعها فى مواجهة الشعب كى تكسب كراهيته وتنضم له مرغمة باعتباره نصيرها. ومن اخطر مافيه عدم قدرته على التركيز فى احاديثه الشفوية لسبب بسيط انه شارد الذهن خائف على حياته لايثق ولايعطى الامان لأحد، تجد حراسته الخاصة حوله حتى وهو فى عرينه (القوات المسلحة) ، كما أن الشعب لايعرف له سكنا يقيم فيه كبقية الرؤساء.
رجل بهذه المواصفات لايصلح ان يكون رئيسا، وقبل الانفجار وتدمير مؤسسات الدولة أرى انه على كل محب لوطنه حريص على امنها واستقرارها ان يسعى لخلق حالة مجتمعية توافقية لإزاحته وإدارة البلد من كل الأطياف والمؤسسات بلا اقصاء بمافيهم الجيش على ان يكون الجيش قد ادرك خطر الانغماس المباشر فى السلطة السياسية فى حالة سائلة غير ناضجة، وان يكون حاميا للدولة وليس حاكما ولا متغولا على بقية السلطات..لا يوجد حل بإقصاء أحد وإبعاد الجيش.. وجود السيسى سيقودنا لمصير سوريا لا قدر الله.
هل السيسى خدعنا أم كراهيتنا المفرطة لضعف وسوء إدارة الإخوان وانتشار الفوضى ونقص الاحتياجات الضرورية فى عهد حكم د.محمد مرسى ومحاولة سيطرة الآخوان بالانقلاب على الدستور وتحصين قرارات رئيس الجمهورية هى التى جعلتنا نستجيب لكل مايطلبه ونقبل بكل مايفعله؟!
بعملية مسح سريعة نكتشف أن السيسى لم يخدع احد ، وكان واضحا وضوح الشمس فى تفكيره المتواضع حين صرح أثناء حملته الانتخابية بأنه سيحسن الاقتصاد ويقضى على البطالة بمنح كل شاب سيارة يبيع عليها خضار.. ياله من تفكير متواضع ويالنا من أغبياء.. عفوا يالى من غبى، وأيضا لم يقدم لنا برنامجا انتخابيا.. ومع هذا أيدناه.. عفوا أيدته. كيف لمرشح رئاسى أن يترشح وكيف لناخبين ان يمنحوه اصواتهم ويفوز بلا تقديم أى برنامح؟! ليس هذا فحسب.. وحين امتطى كرسى رئاسة مصر اعرق وأقدم دولة فى التاريخ قام بإلغاء قانون انتخاب قيادات الجامعة وأصدر قانون تعيين القيادات الجامعية، ليس فقط تعيين رؤساء الجامعة كما كان قبل صدور قانون الانتخابات الذى ألغاه بل أضاف إليه تعيين عمداء الكليات.. أى سيطرة تامة على الجامعة (كان رئيس الجامعة هو من يعين العميد ولم يكن تعيين العميد ابدا من سلطات رئيس الجمهورية قبل السيسى). هذا يعنى إلغاء ديمقراطية الجامعات الوليدة فى حريتها وحقها فى اختيار قيادتها، وقد يكون هذا وان كان مخالفا لما جاء به السيسى من انتخابات، وانقلابا على ديمقراطية الجامعات لكنه كان مقننا ويدخل فى منظومة الاستبداد باستخدام القانون. ثم نأتى على ملمح آخر وهو إنشاء كيان غير قانونى تحت رئاسته مهمته جمع المال اسمه “صندوق تحيا مصر” خارج المنظومة القانونية لايخضع لمراقبة الجهاز المركزى.. بتعبير مهذب هو اقرب إلى “صندوق النذور” فى مساجد آل البيت، وأعتقد أن فى هذا العمل هو متأثر بنشاته فى الجمالية بالقرب من مسجد “سيدنا الحسين” حيث صندوق النذور والتبرعات من المحبين والزائرين لمسجد ابن بنت رسول الله.. ربما كانت أمنيته أن يكون “نقيبا” (مديرا بلغة الإدارة، وبلغة الصوفية يكون الدرويش الأكبر المسئول عن هذا المقام) لمسجد سيدنا الحسين يقوم بجمع النذور.. ممارسته التى تلت تنصيبه رئيسا أظهرت تواضعا فى التفكير وفى الإدارة.. هذا الحكم يكون عليه مع حسن ظن ليس فى محله نظرا لتطورات تصرفاته اللاحقة. وعندما يكون “صندوق تحيا مصر” (صندوق النذور) بوابة خلفية لجمع المال بلا دليل قانونى رسمى وصرفها بلا مراقبة أجهزة الدوله، وكأنه صندوق بيت المال والسيسى هو سيدنا عمر بن الخطاب!!
تطور أداء الصندوق من “الشحاتة” إلى الأتاوة ومنح شهادان تصالح وحسن سير وسلوك مع المفسدين الذين حكمت عليهم المحكمة بغرامات نتيجة الفساد واستغلال مراكزهم القيادية وتحقيق مكاسب غير شرعية.. حدث هذا مع المهندس احمد عز أمين الحزب الوطنى المنحل الذى حكمت عليه المحكمة بغرامة كبيرة وبدلا من ان يدفعها لجهاز الكسب غير المشروع، وهو جهاز قانونى حصيلته تذهب للدولة قام بدفعها -لا نعرف ان كان مضطرا أم اختيارا- لصندوق تحيا مصر، وقبلها الصندوق ومنح الفاسد احمد عز المدان بحكم المحكمة “صك الغفران” يبرؤه من فساده ويمنحه تصالحا مع دولة هو سارقها، وتطور صندوق تحيا مصر المقصود به نهب مصر باعتباره واحد من الصناديق الخاصة التى تساعد على الفساد وتدعمه، والتى طالما طالبنا بإلغائها او خضوعها للقانون ولرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات.. تطور هذا الصندوق إلى “صندوق نذور” فى حالة الشحاتة باستجداء التبرعات.. ثم تطور إلى “صندوق رشا” (صندوق رشاوى) يدفع الفاسد رشوة لصندوق لقيط غير شرعى (صندوق ابن حرام) تحت إشراف (رئاسة) رئيس الجمهورية أعلى سلطة فى البلد للحصول على تصالح يمكنه من الاستمرار فى فساده بالرغم من حكم المحكمة الذى أدان الدافع (الراشى) صندوق يمنح الفاسدين شهادات تصالح تمكنهم من استعادة استغلال نفوذهم فى الفساد، وهذا مورد رزق إضافى ل”صندوق لقيط” غير شرعى (ولد بلا قانون وخارج رقابة أجهزة الدولة الشرعية)، وبقدر زيادة حجم الفساد وكسب المال الحرام تتضاعف إمكانيات “الصندوق الحرام” (صندوق تحيا مصر) ويصرف منه السيسى براحته بلا حسيب ولا رقيب.. بهذه التصرفات وللأسف يتضاءل مقام الرئاسة ويصبح ليس أكثر من “مقعد شيخ منصر” وبموجبه يصير الرئيس بتعبير غير خادش: “الفتوة” حامى “الألاضيش” أى الرجل المجرم القوى الخارج عن القانون الذى يبسط نفوذه ولايسمح للناس بالعيش أو العمل إلا بعد دفع الأتاوة التى نسميها فى ايامنا “رشوة”. بموجب صندوق لقيط (صندوق تحيا مصر) يدفع له الفاسدون مالا نظير غض الطرف عن إدانتهم القانونية بحكم محكمة والسماح لهم باستعادة اعمالهم يكون الدافع “راشى” والمشرف على الصندوق مرتشى.
ولو حاولنا ننظر للامر بنظرة موضوعية.. اقول أحاول.. فمن الصعب ان يكون المرء موضوعيا مع قانله مغتصب ارضه من يفرط فيها ويبيعها للأجنبى،.. مجرد محاولة لإعادة النظر فى سلوك رجل وبشكل يبدو مختصرا لرأينا رجلا فى بدايته -اثناء الحملة الانتخابية- يتسم بتفكير متواضع فى حل المشاكل الاقتصادية بتوفير عربات خضار.. عرية خضار يعمل عليها شابان، يتملق الناس بابتسامة باهتة ويبطن غير مايظهر، وبعد امتطاء مقام الرئاسة خرق الدستور وضرب بالقانون عرض الحائط وخالف القيم والأعراف النبيلة للرؤساء وأنشأ “صندوق لقيط” (تحيا مصر)، فى نشأته الاولى كان أقرب إلى “صندوق النذور” فى مساجد اولياء الله يقبل التبرعات.. وبطبيعته التى لم نعرفها اظهر فى أحاديثه تواضعا وميلا صوفيا غير حقيقين باستخدام القرآن والسنة فى احاديثه، مع ملاحظة انه غير متمكن فى اى مما كان يذكره من آيات وأحاديث وهى نفس طبيعة الدراويش الجاهلين مدعى التقوة.. وهنا نرى انه ربما كان طموحه بحكم نشاته بعد التقاعد ان يصير “نقيبا” لمسجد سيدنا الحسين يجمع النذور وينفقها فى فعل الخير الذى يراه. وبمرور الوقت وتمكنه بمعاونة انتهازيين فاسدين منهم من كان معروفا قديما ومنهم مستجدين حول “صندوق النذور” إلى “صندوق رشا” يقبل الرشاوى من كل الفاسدين المخالفين سواء كان اختيارا او أتاوة ويمنحهم صكوك الغفران يطهر به ذنوبهم فى حق المجتمع، ويمنحهم شهادة حسن سير وسلوك.
شخصيته مهتمة بجمع المال بطريقة غير شرعية وتبديده بلا رقيب ولا حسيب.. وفى هذه التصرفات شخصية كارهة للقانون تعشق العمل بشكل غير شرعى.
شخصيته ضعيفة يورط الآخرين ليحتمى بهم ويعمل من خلالهم.. كل اهتماماته التى تصل إلى حد الهوس هو جمع المال.. لم يتكلم عن كيفية بناء منظومة اقتصادية جادة تعمل على تقدم البلد، ومن كان اهتمامه بالمال والحصول عليه بشكل غير شرعى فلا عجب فى أن يفرط فى “المقدسات المحرمات”.. فى الارض وفى العرض مقابل الحصول على المال، وهذا مارأيناه واضحا فى بيع جزيرتى تيران وصنافير، بالإضافة إلى أنه يميل إلى الغدر والطعن فى الظهر اكثر من الجرأة والمواجهة.. تخلص من كل مؤيديه اقرب المقربين اليه الذين ساعدوه فى الوصول لما هو فيه.. طاغية غادر يعشق المال والحديث عنه، ومن يقوم بجمع المال معتمدا على نفوذه بمنح المخالفيين والفاسدين صكوك غفران وشهادات تصالح مزيفه للعمل فى مجتمع سرقه قبل ذلك فهو “مرتشى” لا ريب.. و”راشى” يدفع رشا لشراء صمت المجتمعات والمؤسسات القوية بطريقة تحايلية فمثلا يفيض بنعمه على الجيش والشرطة والقضاة بزيادة مرتباتهم مقابل افقار الجميع لشراء دعمهم له فى استبداده، وشراء معدات حربية من طائرات وحاملات لسنا بحاجة لها من الخارج، وكما نشر انها خارج الصلاحية اشتراها من فرنسا والمانيا و.. وذلك لضمان صمتهم ودعمهم له حتى لايقلبوا عليه العالم بتجاوزاته الدموية.
السيسى من تصرفاته كان يمكن ان يكون “نقيب” ضربح سيدنا الحسين أو “شيخ منصر” ولا يصلح ان يكون رئيس جمهورية.
السيسى كان واضحا و لم يخدعنا نحن من استسهلنا وخدعنا انفسنا ولم نقدم بدائل ولم نحسن الاختيار. والآن وقبل فوات الآوان من مصلحة مصر الدولة أن تزيحه فوجوده خطر ومدمر مفكك مفتت لها، وخطورته أكبر على القوات المسلحة التى حولها الى التجارة والزراعة وتحصيل أتاوات على الطرق السريعة، وبث الفرقة والحقد فى نفوس الجيش بإيثاره البعض وعزل البعض.. ويضعها فى مواجهة الشعب كى تكسب كراهيته وتنضم له مرغمة باعتباره نصيرها. ومن اخطر مافيه عدم قدرته على التركيز فى احاديثه الشفوية لسبب بسيط انه شارد الذهن خائف على حياته لايثق ولايعطى الامان لأحد، تجد حراسته الخاصة حوله حتى وهو فى عرينه (القوات المسلحة) ، كما أن الشعب لايعرف له سكنا يقيم فيه كبقية الرؤساء.
رجل بهذه المواصفات لايصلح ان يكون رئيسا، وقبل الانفجار وتدمير مؤسسات الدولة أرى انه على كل محب لوطنه حريص على امنها واستقرارها ان يسعى لخلق حالة مجتمعية توافقية لإزاحته وإدارة البلد من كل الأطياف والمؤسسات بلا اقصاء بمافيهم الجيش على ان يكون الجيش قد ادرك خطر الانغماس المباشر فى السلطة السياسية فى حالة سائلة غير ناضجة، وان يكون حاميا للدولة وليس حاكما ولا متغولا على بقية السلطات..لا يوجد حل بإقصاء أحد وإبعاد الجيش.. وجود السيسى سيقودنا لمصير سوريا لا قدر الله.