هدم الاوطان لعبة الامريكان
الدكتور عادل عامر
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وإعلان النظام العالمي الجديد، دخلنا عمليا عصر حروب الجيل الرابع، الذى يشهده العالم حاليًّا، ويعتمد على التدمير الذاتي للدول، دون الحاجة لتدخل قوة عسكرية من الخصم، أو بمعنى أدق: صناعة سيناريوهات وخطط سابقة التجهيز لشن حرب نفسية وذهنية من داخل الدول المستهدفة باستغلال التطور التكنولوجي المذهل فى وسائل الاتصال والإعلام، والتي لم تعد تعترف بحدود سياسية للدول، واللعب على حالة الاحتقان السياسي والاقتصادي والاجتماعي داخل هذه الدول، وقديما قال روميل: "القائد الناجح هو الذى يسيطر على عقول أعدائه قبل أجسامهم".
واستُخدم مصطلح حروب الجيل الرابع لأول مرة عام 1989، من قبل بعض القادة العسكريين الأمريكيين، لوصف الحروب اللامركزية، التي لا تحتاج لتحريك الجيوش، ثم استخدمه ماكس مانيورانج، الأستاذ بمعهد الدراسات الاستراتيجية بكلية الحرب الأمريكية، ووصفه فى محاضرة له بأنها "حرب بالإكراه لإجبار العدو على الاستسلام والخضوع دون الحاجة لاستخدام قوات نظامية"، وانتهى من شرح فكرته بأنها "حرب تستهدف إفشال الدولة المستهدفة ببطء وثبات، حتى تتمكن فى النهاية من إحكام السيطرة عليها وفرض إرادتك عليها، وهو الهدف الحقيقي للحرب النظامية، وأهم سلاحين فى هذا الجيل من الحروب، هما العقل والمال، لا قوة النيران". وعندما قال أوباما فى أحد خطاباته: "نحن نشهد نهاية عقد من الحروب"، فسرها البعض بأنه رجل سلام، لا يريد التورّط فى حروب جديدة،
لكن التجربة أثبتت أنه كان يقصد أن إخضاع الشعوب سيتم فيما بعد، دون جيوش وحروب تقليدية، عبر التدمير الذاتي لها، وهو نفسه مَن أعلن عقب سقوط نظام مبارك فى 4 مارس 2011 أن "الانتفاضات التي تشهدها المنطقة العربية تخدم سياسات الولايات المتحدة الأمريكية"، وقال أيضًا: "القوى التي أطاحت بمبارك يجب أن تتعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل". أن بروز ظاهرة الإرهاب الدولي كأحد أهم مصادر تهديد السلم والأمن الدوليين، ومن ثم ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لمواجهته والحيلولة دون تصديره عالميًا، جعلت مجلس الأمن الدولي يتخلى عن سياسته القديمة في إدانة العمليات الإرهابية بعد وقوعها، وهي السياسة التي ظل يجري عليها لعقود طويلة، ليسلك منذ بدايات العقد الأخير من القرن العشرين مسالك يقوم على التدخل بتدابير الفصل السابع من الميثاق واتخاذ قرارات ملزمة في هذا الشأن، وقد تضمنت هذه القرارات فرض عقوبات واسعة المدى على الدول التي تشجع الإرهاب أو تقدم له الدعم والمساعدة. وبذلك يكون المجلس قد وسع كثيرا ًفيما يعتبر داخلًا في اختصاصه وفقًا لأحكام الفصل السابع من الميثاق.
وليس بجديد علي الامريكان.. اغتيال الأوطان.. فطالما روجوا لتدمير العراق عن اسلحة الدمار وخطورة صدام علي البشرية بامتلاك الأسلحة الذرية والكيماوية.. وطالما روج بوش والآلة الإعلامية الامريكية عن ديمقراطية العراق بعد صدام ورخاء البشرية والمنطقة العربية بعد صدام وحشد الامريكان كل الحشود..
واعترض كثيرون لعلمهم بأكاذيب بوش وبلير.. لكن دمر الامريكان العراق واعدموا صدام.. وضاع العراق للأبد.. ولم يعد هناك صدام ولا عراق ولا شعب.. وانما بقايا دولة وأطلال شعب كان.. وتكرر نفس السيناريو مع ليبيا والقذافي.. هاجم الناتو ليبيا ودمروا الجيش والبنية الاساسية وقتلوا الآلاف حتي صارت ليبيا اطلالا مدمرة.. وقتل المارينز القذافي وأسرته.. سقط النظام وسقطت قبله الدولة.
نفس السيناريو العراقي والليبي يجري تنفيذه وبنفس اسلوب الكيماوي وأسلحة الدمار في سوريا.. صحيح كلنا.. بل وكل انسان في أي بلد كان ضد استخدام الغاز المحرم ضد الابرياء أو حتي غير الابرياء.. فالنفس نفس.. والروح روح.. والمحرم محرم.. في الهند أو السند أو بلاد العم سام.. وكلنا ضد الأنظمة الديكتاتورية.. وضد قهر الشعوب.. ومع الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة لكل الشعوب ولكن كل هذا لا يعني الامريكان من قريب أو بعيد وانما الهدف اسقاط البلدان وتقسيم الأوطان واذلال الانسان العربي في كل الاوطان.
ولا اعتقد أنه يمكن لإنسان سوري ان يقتل اشقاءه بالغاز وإنما اليد الطولي للأمريكان قادرة علي تنفيذ الاجندات وايجاد المبررات. فالذي سبق ان صنع القاعدة.. هم الامريكان لحرب الروس في الشيشان.. وافغانستان.. الذي صنع داعش ودرب وسلح هم الامريكان.. الذي يحول ويدرب ويسلح هم الامريكان.. وفي كل جريمة في الشرق الأوسط فتش عن الامريكان.
قد حاولت الأصابع الأمريكية والإسرائيلية البحث عن نقاط ضعف في المجتمع المصري ، فدخلت أولا من مدخل الضغوط الاقتصادية والتي يجب في إطارها أن نتساءل عن مصير الدعم العربي لمصر بعد الثورة ، وأين هي المليارات التي وعدت بتقديمها دول عربية لدعم الاقتصاد المصري ؟!!، وعندما فشلت السياسة الأمريكية في تركيع الثورة عن طريق الضغوط الاقتصادية ، لجأت إلى ملف آخر وهو ضرب الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط ، واشتعلت فجأة الحرائق الطائفية في مصر من صول إلى إمبابة إلي أسوان إلي ماسبيرو ، وما تكاد الدولة تنجح في إطفاء حريق حتي يشتعل آخر ، وعندما نجحت حكمة المصريين التاريخية في لملمة جراحهم في هذا الملف ، لجأت السياسات الأمريكية والإسرائيلية إلى الضغط على الثورة والدولة المصرية ، بخلق مواجهات بين قطاعات من المواطنين والجيش ، ولم يكن حادث ماسبيرو الشهير ببعيد عن هذا المخطط ، ولعل التقارير التي تحدثت عن وجود قناصة استهدفوا قوات الجيش والأقباط معا في ماسبيرو وأشعلت الحريق ليس ببعيد عن هذه المحاولات إن الإشارة إلى ما يحاك ضد مصر من مؤامرات ليس بالقطع تشكيكا في نبل المقاصد التي خرج من أجلها الشباب المصري الباحث عن الحرية والكرامة والعدالة ، ولكن علينا أن نعي أن الديمقراطية ليست صندوق انتخابات نذهب للإدلاء بأصواتنا فيه ، ثم نعود إلي بيوتنا نعاني من نفس سياسات مبارك الاقتصادية والسياسية ،
وإن الديمقراطية ليست هدما للدولة ، أو وضع المؤسسة العسكرية وقيادتها موضع العدو الذي يجب محاربته ، بينما العدو الحقيقي متربص ينتظر فرصة للانقضاض علي الوطن ، ويعمل ليل نهار علي تخريب الثورة والدولة . إن أرواح شهداء الثورة المصرية في 25 يناير والذين سقطوا بعدها دفاعا عن حرية وكرامة هذا البلد ، تحتم علي كل الشرفاء في الوطن أن يصطفوا جميعا خلف القيادة الجديدة التي وضعها الشعب المصري في ثورته الجديدة في 30 يونيه إننا جميعا مطالبون باستخدام قوة الدفع الثوري في الخروج برؤية وطنية شاملة للخروج من مأزق خطير وهاوية ننجر إليها جميعا ، وأن نفيق من الغفلة قبل أن نندم وقت لن ينفع الندم .
ونأتي للملف الأكثر حساسية علي الساحة المصرية وهو ملف دور المخابرات الخارجية في نشر الفوضى في مصر ، ونؤكد أن هذا الملف لا يطرح من قبيل اتهام أحد أو التشكيك في وطنية أحد ، ولكنه كان جزءا من السياسات الأمريكية والإسرائيلية لاختراق المجتمع المصري وخاصة الحركات السياسية منها ، فقد رصدت كل من أمريكا وإسرائيل وبعض الدول الأوروبية ، منذ منتصف الثمانينات، ميلاد حركات شبابية وطنية في الدول العربية ومصر بصفة خاصة ، وخشيت أمريكا من اليقظة القومية العربية ، التي من الممكن ان تؤدي إلى تنامي روح القومية العربية من جديد ، وتعيد للعالم العربي مناخاً أشبه بالعهد الناصري ، وان تفرز المنطقة زعيما عربيا جديداً بأيديولوجية قومية عربية تهدد الوجود الاسرائيلي ، لذلك فقد سارعت أمريكا وربيبتها إسرائيل إلى اختراق الحركات الشبابية ، سعيا منها لمتابعتها عن قرب ، والتواجد بداخلها للتأثير على أنشطتها ومساراتها إن الصور التي تم بثها اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي توضح كذباً أن هناك «مجزرة ضد الأطفال في الحقيقة صور مفبركة تم نقلها من أحداث سوريا والكذب بأنها كانت في أحداث الأمس. أن مراسلي الصحف والوكالات الأجنبية كانوا على علم بموعد الاعتداء وأخبرهم الإخوان أن هناك «مجزرة» سوف تحدث في الفجر و أن الرئيس الجديد لا يريد أن يقصي أحداً من المشهد السياسي.
الدكتور عادل عامر
دكتور في الحقوق وخبير في القانون العام
ومدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية
والاقتصادية والاجتماعية
ومستشار وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي
للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا
ومستشار الهيئة العليا للشؤون القانونية
والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية
ومستشار تحكيم دولي وخبير في جرائم امن المعلومات
الدكتور عادل عامر
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وإعلان النظام العالمي الجديد، دخلنا عمليا عصر حروب الجيل الرابع، الذى يشهده العالم حاليًّا، ويعتمد على التدمير الذاتي للدول، دون الحاجة لتدخل قوة عسكرية من الخصم، أو بمعنى أدق: صناعة سيناريوهات وخطط سابقة التجهيز لشن حرب نفسية وذهنية من داخل الدول المستهدفة باستغلال التطور التكنولوجي المذهل فى وسائل الاتصال والإعلام، والتي لم تعد تعترف بحدود سياسية للدول، واللعب على حالة الاحتقان السياسي والاقتصادي والاجتماعي داخل هذه الدول، وقديما قال روميل: "القائد الناجح هو الذى يسيطر على عقول أعدائه قبل أجسامهم".
واستُخدم مصطلح حروب الجيل الرابع لأول مرة عام 1989، من قبل بعض القادة العسكريين الأمريكيين، لوصف الحروب اللامركزية، التي لا تحتاج لتحريك الجيوش، ثم استخدمه ماكس مانيورانج، الأستاذ بمعهد الدراسات الاستراتيجية بكلية الحرب الأمريكية، ووصفه فى محاضرة له بأنها "حرب بالإكراه لإجبار العدو على الاستسلام والخضوع دون الحاجة لاستخدام قوات نظامية"، وانتهى من شرح فكرته بأنها "حرب تستهدف إفشال الدولة المستهدفة ببطء وثبات، حتى تتمكن فى النهاية من إحكام السيطرة عليها وفرض إرادتك عليها، وهو الهدف الحقيقي للحرب النظامية، وأهم سلاحين فى هذا الجيل من الحروب، هما العقل والمال، لا قوة النيران". وعندما قال أوباما فى أحد خطاباته: "نحن نشهد نهاية عقد من الحروب"، فسرها البعض بأنه رجل سلام، لا يريد التورّط فى حروب جديدة،
لكن التجربة أثبتت أنه كان يقصد أن إخضاع الشعوب سيتم فيما بعد، دون جيوش وحروب تقليدية، عبر التدمير الذاتي لها، وهو نفسه مَن أعلن عقب سقوط نظام مبارك فى 4 مارس 2011 أن "الانتفاضات التي تشهدها المنطقة العربية تخدم سياسات الولايات المتحدة الأمريكية"، وقال أيضًا: "القوى التي أطاحت بمبارك يجب أن تتعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل". أن بروز ظاهرة الإرهاب الدولي كأحد أهم مصادر تهديد السلم والأمن الدوليين، ومن ثم ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لمواجهته والحيلولة دون تصديره عالميًا، جعلت مجلس الأمن الدولي يتخلى عن سياسته القديمة في إدانة العمليات الإرهابية بعد وقوعها، وهي السياسة التي ظل يجري عليها لعقود طويلة، ليسلك منذ بدايات العقد الأخير من القرن العشرين مسالك يقوم على التدخل بتدابير الفصل السابع من الميثاق واتخاذ قرارات ملزمة في هذا الشأن، وقد تضمنت هذه القرارات فرض عقوبات واسعة المدى على الدول التي تشجع الإرهاب أو تقدم له الدعم والمساعدة. وبذلك يكون المجلس قد وسع كثيرا ًفيما يعتبر داخلًا في اختصاصه وفقًا لأحكام الفصل السابع من الميثاق.
وليس بجديد علي الامريكان.. اغتيال الأوطان.. فطالما روجوا لتدمير العراق عن اسلحة الدمار وخطورة صدام علي البشرية بامتلاك الأسلحة الذرية والكيماوية.. وطالما روج بوش والآلة الإعلامية الامريكية عن ديمقراطية العراق بعد صدام ورخاء البشرية والمنطقة العربية بعد صدام وحشد الامريكان كل الحشود..
واعترض كثيرون لعلمهم بأكاذيب بوش وبلير.. لكن دمر الامريكان العراق واعدموا صدام.. وضاع العراق للأبد.. ولم يعد هناك صدام ولا عراق ولا شعب.. وانما بقايا دولة وأطلال شعب كان.. وتكرر نفس السيناريو مع ليبيا والقذافي.. هاجم الناتو ليبيا ودمروا الجيش والبنية الاساسية وقتلوا الآلاف حتي صارت ليبيا اطلالا مدمرة.. وقتل المارينز القذافي وأسرته.. سقط النظام وسقطت قبله الدولة.
نفس السيناريو العراقي والليبي يجري تنفيذه وبنفس اسلوب الكيماوي وأسلحة الدمار في سوريا.. صحيح كلنا.. بل وكل انسان في أي بلد كان ضد استخدام الغاز المحرم ضد الابرياء أو حتي غير الابرياء.. فالنفس نفس.. والروح روح.. والمحرم محرم.. في الهند أو السند أو بلاد العم سام.. وكلنا ضد الأنظمة الديكتاتورية.. وضد قهر الشعوب.. ومع الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة لكل الشعوب ولكن كل هذا لا يعني الامريكان من قريب أو بعيد وانما الهدف اسقاط البلدان وتقسيم الأوطان واذلال الانسان العربي في كل الاوطان.
ولا اعتقد أنه يمكن لإنسان سوري ان يقتل اشقاءه بالغاز وإنما اليد الطولي للأمريكان قادرة علي تنفيذ الاجندات وايجاد المبررات. فالذي سبق ان صنع القاعدة.. هم الامريكان لحرب الروس في الشيشان.. وافغانستان.. الذي صنع داعش ودرب وسلح هم الامريكان.. الذي يحول ويدرب ويسلح هم الامريكان.. وفي كل جريمة في الشرق الأوسط فتش عن الامريكان.
قد حاولت الأصابع الأمريكية والإسرائيلية البحث عن نقاط ضعف في المجتمع المصري ، فدخلت أولا من مدخل الضغوط الاقتصادية والتي يجب في إطارها أن نتساءل عن مصير الدعم العربي لمصر بعد الثورة ، وأين هي المليارات التي وعدت بتقديمها دول عربية لدعم الاقتصاد المصري ؟!!، وعندما فشلت السياسة الأمريكية في تركيع الثورة عن طريق الضغوط الاقتصادية ، لجأت إلى ملف آخر وهو ضرب الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط ، واشتعلت فجأة الحرائق الطائفية في مصر من صول إلى إمبابة إلي أسوان إلي ماسبيرو ، وما تكاد الدولة تنجح في إطفاء حريق حتي يشتعل آخر ، وعندما نجحت حكمة المصريين التاريخية في لملمة جراحهم في هذا الملف ، لجأت السياسات الأمريكية والإسرائيلية إلى الضغط على الثورة والدولة المصرية ، بخلق مواجهات بين قطاعات من المواطنين والجيش ، ولم يكن حادث ماسبيرو الشهير ببعيد عن هذا المخطط ، ولعل التقارير التي تحدثت عن وجود قناصة استهدفوا قوات الجيش والأقباط معا في ماسبيرو وأشعلت الحريق ليس ببعيد عن هذه المحاولات إن الإشارة إلى ما يحاك ضد مصر من مؤامرات ليس بالقطع تشكيكا في نبل المقاصد التي خرج من أجلها الشباب المصري الباحث عن الحرية والكرامة والعدالة ، ولكن علينا أن نعي أن الديمقراطية ليست صندوق انتخابات نذهب للإدلاء بأصواتنا فيه ، ثم نعود إلي بيوتنا نعاني من نفس سياسات مبارك الاقتصادية والسياسية ،
وإن الديمقراطية ليست هدما للدولة ، أو وضع المؤسسة العسكرية وقيادتها موضع العدو الذي يجب محاربته ، بينما العدو الحقيقي متربص ينتظر فرصة للانقضاض علي الوطن ، ويعمل ليل نهار علي تخريب الثورة والدولة . إن أرواح شهداء الثورة المصرية في 25 يناير والذين سقطوا بعدها دفاعا عن حرية وكرامة هذا البلد ، تحتم علي كل الشرفاء في الوطن أن يصطفوا جميعا خلف القيادة الجديدة التي وضعها الشعب المصري في ثورته الجديدة في 30 يونيه إننا جميعا مطالبون باستخدام قوة الدفع الثوري في الخروج برؤية وطنية شاملة للخروج من مأزق خطير وهاوية ننجر إليها جميعا ، وأن نفيق من الغفلة قبل أن نندم وقت لن ينفع الندم .
ونأتي للملف الأكثر حساسية علي الساحة المصرية وهو ملف دور المخابرات الخارجية في نشر الفوضى في مصر ، ونؤكد أن هذا الملف لا يطرح من قبيل اتهام أحد أو التشكيك في وطنية أحد ، ولكنه كان جزءا من السياسات الأمريكية والإسرائيلية لاختراق المجتمع المصري وخاصة الحركات السياسية منها ، فقد رصدت كل من أمريكا وإسرائيل وبعض الدول الأوروبية ، منذ منتصف الثمانينات، ميلاد حركات شبابية وطنية في الدول العربية ومصر بصفة خاصة ، وخشيت أمريكا من اليقظة القومية العربية ، التي من الممكن ان تؤدي إلى تنامي روح القومية العربية من جديد ، وتعيد للعالم العربي مناخاً أشبه بالعهد الناصري ، وان تفرز المنطقة زعيما عربيا جديداً بأيديولوجية قومية عربية تهدد الوجود الاسرائيلي ، لذلك فقد سارعت أمريكا وربيبتها إسرائيل إلى اختراق الحركات الشبابية ، سعيا منها لمتابعتها عن قرب ، والتواجد بداخلها للتأثير على أنشطتها ومساراتها إن الصور التي تم بثها اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي توضح كذباً أن هناك «مجزرة ضد الأطفال في الحقيقة صور مفبركة تم نقلها من أحداث سوريا والكذب بأنها كانت في أحداث الأمس. أن مراسلي الصحف والوكالات الأجنبية كانوا على علم بموعد الاعتداء وأخبرهم الإخوان أن هناك «مجزرة» سوف تحدث في الفجر و أن الرئيس الجديد لا يريد أن يقصي أحداً من المشهد السياسي.
الدكتور عادل عامر
دكتور في الحقوق وخبير في القانون العام
ومدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية
والاقتصادية والاجتماعية
ومستشار وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي
للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا
ومستشار الهيئة العليا للشؤون القانونية
والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية
ومستشار تحكيم دولي وخبير في جرائم امن المعلومات