الإثنين 20 رجب 1438، الموافق لـ 17 أفريل 2017
ابن باديس.. إبن الزوايا الجزائرية
معمر حبار
التطرق للشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس رحمة الله عليه، يجعل المتتبع يتطرق بالضرورة إلى علاقة ابن باديس بالزوايا الجزائرية إبان الاستدمار الفرنسي، وعلاقة الزوايا بالاستدمار الفرنسي. وأكيد هناك علاقات أخرى يمكن للمختصين والعارفين التطرق إليها.
ويعترف صاحب الأسطر، أن من أحسن ما قرأه عن الإمام عبد الحميد بن باديس، رحمة الله عليه، هو ما ذكره الإمام الفقيه بوعبدالله عروبين، عبر صفحته بتاريخ 16 أفريل 2016:
" ابن باديس أسرته جزائرية شيوخه جزائريون ، مذهبه مالكي وقد درس موطأ الامام مالك. وقد انتصر لفقه مالك، وهكذا في كل مسألة فقهية تعرض لها في التفسير أو في الحديث. واعتمد في تفسيره على كتب ابن جرير الطبري، وفخر الرازي، والكشاف، والبحر المحيط لأبي حيان. أما في السيرة فقد اعتمد على كتاب "الشفاء" للقاضي عياض. أما إن نظرت الى كتاب العقيدة فانه قصد بذلك تبسيطها للناس بما يوافق أركان العقيدة الستة وأركان الايمان، وركز على القرآن ليربط النشأ به ، فقد تفرد بمنهج علمي قرآني ولم يقتبس من أي كتاب. أما الصراع الذي كان بينه وبين بعض شيوخ الزوايا فأمر حدث بينهم لسوء التفاهم في منهجية الدعوة، فهؤلاء أيضا علماء لهم مكانتهم وانتاجهم العلمي، علموا القرآن، ونشروا الفقه، والعقيدة، والاخلاق في المجتمع ، فهم يلتقيان في العلم وفي الطريقة ، لأنه كان على الطريقة الرحمانية ".
وبتاريخ السبت: 09 ربيع الأول 1435هجري، الموافق لـ 11 جانفي 2014، وفي مدينة وهران، حدّثني الأستاذ: بومشرة من تلمسان، أن الشيخ ابن باديس ، رحمة الله عليه، حين التقى بشيخ زاوية العليوية، نسبة إلى بن عليوة، قال له: " إذا كان الكثير الذي يجمعنا، فلماذا القليل يفرقنا؟ ".
أما فيما يخص علاقة الإمام ابن باديس بالزوايا، نؤكد على حقيقة مفادها، وهي.. ابن باديس قرأ في الزوايا الجزائرية، وتعلم في الزوايا، وتفقه في الزوايا، وظلّ يزور الزوايا، ويحترم الزوايا، ويوصي بها خيرا وبعلمائها وفقهائها والصالحين خيرا. وإمامنا ابن باديس لم يحارب الزوايا لذاتها، إنما حارب بعض السلوكات المنافية للفطرة السليمة للجزائري، "كاعتبار الاستدمار الفرنسي قضاء وقدر ! ". وحاربته بعض الزوايا لأسباب لها علاقة بالجشع، والطمع، والنفوذ، لأنهم كانوا يرون في محاربة ابن باديس لبعض التصرفات، منافسة لمكانتهم السياسية والاجتماعية التي تحكموا عبرها على رقاب البسطاء والتابعين لهم. وظل الإمام يحترم الزوايا الجزائرية المبنية على الفطرة السليمة للمجتمع الجزائري، التي ظلّت تنشر العلم، والفقه، والورع، والزهد.
إمامنا ابن باديس، فقيه، وعالم، وزاهد، ومتصوف، وأشعري، ومالكي. والزوايا تنشر الفقه، والعلم، والتصوف على المذهب المالكي الذي تربى عليه الجزائري صاحب الفطرة السليمة، ومازالت. ومحاربة ابن باديس لبعض السلوكات السيئة التي صدرت من بعض الزوايا في عهد الاستدمار الفرنسي، ومحاربتنا الآن لبعض السلوكات السيّئة الصادرة من بعض الزوايا الجزائرية الحالية، لا تختلف في شيء عن محاربتنا للسلوكات الصادرة من أيّ مؤسسة وطنية، ومن أيّ شخصية كانت، وهذا لا يمنح لأيّ كان الحق في تشويه سمعتها، والمطالبة بهدمها. وابن باديس لم يهدم الزوايا، ولم يتهم أصحابها بما يشين، واكتفى بنقد بعض السلوكات المشينة، وظلّ يحترم الزوايا التي نشأ تحت سقفها، وفي حضن فقهائها وعلمائها.
ورحم الله إمامنا وشيخنا عبد الحميد بن باديس، ورضي الله عنه وأرضاه، وحفظ الله الزوايا العلمية الجزائرية لما قامت به وما زالت تقوم به من علم، وفقه، وتفسير، وحديث، وتربية سليمة.
ابن باديس.. إبن الزوايا الجزائرية
معمر حبار
التطرق للشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس رحمة الله عليه، يجعل المتتبع يتطرق بالضرورة إلى علاقة ابن باديس بالزوايا الجزائرية إبان الاستدمار الفرنسي، وعلاقة الزوايا بالاستدمار الفرنسي. وأكيد هناك علاقات أخرى يمكن للمختصين والعارفين التطرق إليها.
ويعترف صاحب الأسطر، أن من أحسن ما قرأه عن الإمام عبد الحميد بن باديس، رحمة الله عليه، هو ما ذكره الإمام الفقيه بوعبدالله عروبين، عبر صفحته بتاريخ 16 أفريل 2016:
" ابن باديس أسرته جزائرية شيوخه جزائريون ، مذهبه مالكي وقد درس موطأ الامام مالك. وقد انتصر لفقه مالك، وهكذا في كل مسألة فقهية تعرض لها في التفسير أو في الحديث. واعتمد في تفسيره على كتب ابن جرير الطبري، وفخر الرازي، والكشاف، والبحر المحيط لأبي حيان. أما في السيرة فقد اعتمد على كتاب "الشفاء" للقاضي عياض. أما إن نظرت الى كتاب العقيدة فانه قصد بذلك تبسيطها للناس بما يوافق أركان العقيدة الستة وأركان الايمان، وركز على القرآن ليربط النشأ به ، فقد تفرد بمنهج علمي قرآني ولم يقتبس من أي كتاب. أما الصراع الذي كان بينه وبين بعض شيوخ الزوايا فأمر حدث بينهم لسوء التفاهم في منهجية الدعوة، فهؤلاء أيضا علماء لهم مكانتهم وانتاجهم العلمي، علموا القرآن، ونشروا الفقه، والعقيدة، والاخلاق في المجتمع ، فهم يلتقيان في العلم وفي الطريقة ، لأنه كان على الطريقة الرحمانية ".
وبتاريخ السبت: 09 ربيع الأول 1435هجري، الموافق لـ 11 جانفي 2014، وفي مدينة وهران، حدّثني الأستاذ: بومشرة من تلمسان، أن الشيخ ابن باديس ، رحمة الله عليه، حين التقى بشيخ زاوية العليوية، نسبة إلى بن عليوة، قال له: " إذا كان الكثير الذي يجمعنا، فلماذا القليل يفرقنا؟ ".
أما فيما يخص علاقة الإمام ابن باديس بالزوايا، نؤكد على حقيقة مفادها، وهي.. ابن باديس قرأ في الزوايا الجزائرية، وتعلم في الزوايا، وتفقه في الزوايا، وظلّ يزور الزوايا، ويحترم الزوايا، ويوصي بها خيرا وبعلمائها وفقهائها والصالحين خيرا. وإمامنا ابن باديس لم يحارب الزوايا لذاتها، إنما حارب بعض السلوكات المنافية للفطرة السليمة للجزائري، "كاعتبار الاستدمار الفرنسي قضاء وقدر ! ". وحاربته بعض الزوايا لأسباب لها علاقة بالجشع، والطمع، والنفوذ، لأنهم كانوا يرون في محاربة ابن باديس لبعض التصرفات، منافسة لمكانتهم السياسية والاجتماعية التي تحكموا عبرها على رقاب البسطاء والتابعين لهم. وظل الإمام يحترم الزوايا الجزائرية المبنية على الفطرة السليمة للمجتمع الجزائري، التي ظلّت تنشر العلم، والفقه، والورع، والزهد.
إمامنا ابن باديس، فقيه، وعالم، وزاهد، ومتصوف، وأشعري، ومالكي. والزوايا تنشر الفقه، والعلم، والتصوف على المذهب المالكي الذي تربى عليه الجزائري صاحب الفطرة السليمة، ومازالت. ومحاربة ابن باديس لبعض السلوكات السيئة التي صدرت من بعض الزوايا في عهد الاستدمار الفرنسي، ومحاربتنا الآن لبعض السلوكات السيّئة الصادرة من بعض الزوايا الجزائرية الحالية، لا تختلف في شيء عن محاربتنا للسلوكات الصادرة من أيّ مؤسسة وطنية، ومن أيّ شخصية كانت، وهذا لا يمنح لأيّ كان الحق في تشويه سمعتها، والمطالبة بهدمها. وابن باديس لم يهدم الزوايا، ولم يتهم أصحابها بما يشين، واكتفى بنقد بعض السلوكات المشينة، وظلّ يحترم الزوايا التي نشأ تحت سقفها، وفي حضن فقهائها وعلمائها.
ورحم الله إمامنا وشيخنا عبد الحميد بن باديس، ورضي الله عنه وأرضاه، وحفظ الله الزوايا العلمية الجزائرية لما قامت به وما زالت تقوم به من علم، وفقه، وتفسير، وحديث، وتربية سليمة.