وقفة بيانية مع ايتي المائدة 62+63
فانتبهوا يا علماء الامة
ولادراك المعاني لا بد من وضع النص في سياقه من حيث التنزيل فقد قال سبحانه وتعالى قبلهما :- وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ (58) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59) قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ (60) وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَد دَّخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ ۚ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ (61) وَتَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63)المائدة.
قال الزمخشري رحمه الله في قوله تعالى: "{لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [سورة المائدة، الآية: 63]، ... لأن كل عامل لا يسمى صانعًا، ولا كل عمل يسمى صناعة حتى يتمكن فيه ويتدرب وينسب إليه، وكأن المعنى في ذلك أن مُواقع المعصية مع الشهوة التي تدعوه إليها وتحمله على ارتكابها، وأما الذي ينهاه فلا شهوة معه في فعل غيره، فإذا فرط في الإنكار كان أشد حالا من المواقع" (الكشاف).
إن هذه الآية تذمّ العلماء الذين يتهاونون في إنكار المنكر ذمًا أبلغ من ذم المواقعين له أنفسهم، حيث عبر في الآية الأخرى في ذم المواقعين للمنكر بلفظ العمل فقال تعالى: {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة المائدة، الآية: 62]، وبالنسبة للعلماء عبر بلفظ الصناعة فجعل ترك الإنكار ليس مجرد عمل، بل صناعة للعلماء، وكأنهم بذلك تمكنوا في ترك النهي عن المنكر وتدربوا عليه حتى صار وصفًا لهم، ولهذا كانت هذه الآية من أشد الآيات في القرآن ذمًا للعلماء التاركين للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال الطبري: "وكان العلماء يقولون:ما في القرآن آية أشد توبيخا للعلماء من هذه الآية ولا أخوف عليهم منها" (تفسير الطبري).
نعم..فانتبهوا يا علماء الامة....
فانتبهوا يا علماء الامة
ولادراك المعاني لا بد من وضع النص في سياقه من حيث التنزيل فقد قال سبحانه وتعالى قبلهما :- وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ (58) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59) قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ (60) وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَد دَّخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ ۚ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ (61) وَتَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63)المائدة.
قال الزمخشري رحمه الله في قوله تعالى: "{لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [سورة المائدة، الآية: 63]، ... لأن كل عامل لا يسمى صانعًا، ولا كل عمل يسمى صناعة حتى يتمكن فيه ويتدرب وينسب إليه، وكأن المعنى في ذلك أن مُواقع المعصية مع الشهوة التي تدعوه إليها وتحمله على ارتكابها، وأما الذي ينهاه فلا شهوة معه في فعل غيره، فإذا فرط في الإنكار كان أشد حالا من المواقع" (الكشاف).
إن هذه الآية تذمّ العلماء الذين يتهاونون في إنكار المنكر ذمًا أبلغ من ذم المواقعين له أنفسهم، حيث عبر في الآية الأخرى في ذم المواقعين للمنكر بلفظ العمل فقال تعالى: {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة المائدة، الآية: 62]، وبالنسبة للعلماء عبر بلفظ الصناعة فجعل ترك الإنكار ليس مجرد عمل، بل صناعة للعلماء، وكأنهم بذلك تمكنوا في ترك النهي عن المنكر وتدربوا عليه حتى صار وصفًا لهم، ولهذا كانت هذه الآية من أشد الآيات في القرآن ذمًا للعلماء التاركين للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال الطبري: "وكان العلماء يقولون:ما في القرآن آية أشد توبيخا للعلماء من هذه الآية ولا أخوف عليهم منها" (تفسير الطبري).
نعم..فانتبهوا يا علماء الامة....