أمريكا وحُروبُها وضحاياها: بدأت الإمبريالية العدوان على أفغانستان قبل نهاية سنة 2001 بذريعة محاربة الإرهاب وإرساء الديمقراطية وتحرير النِّساء وغير ذلك من الأكاذيب، ووعد حُكّامها بإنهاء الحرب خلال بضعة أشهر، وبعد 16 سنة لا تزال الحرب دائرة ولا يزال الجيش الأمريكي (بدعم من جيوش الحلف الأطلسي) يحتل أفغانستان، واحتلت أمريكا العراق وخَرّبَت آثارها وحضارتَها التي تعود إلى بدايات الإنسانية، وحَلّتْ أجهزة الدولة والجيش ونَصّبَتْ عُملاء لا زالوا في الحكم تحت وصاية أمريكية (وإيرانية ) ولا تزال البلاد ملآى بالقواعد العسكرية الأمريكية، ثم احتل الجيش الأمريكي (وجيوش الأطلسي) أجزاء من سوريا ودعموا مُرْتزقة محلِّيِّين بتعلة مساندة أمريكا لحق الشعوب (غير المُضْطَهَدَة) في تقرير مصيرها، وهو أَمْرٌ لا ينطبق على الشعب الفلسطيني أو شعب إيرلندا، وخلَقَتْ الإمبريالية الأمريكية التي احتلّتْها تنظيمات إرهابية تستهدف النساء والفُقَراء وأجزاء أساسية من الشُّعُوب الخاضعة للإحتلال، فأنشأت القاعدة في أفغانستان، ثم في العراق (التي أصبحت "النّصْرة" في سوريا)، وأنشأت "داعش" في سوريا والعراق، ودرّبت عناصر تنظيمات إرهابية بتلاوين مختلفة، منها من حضِيَ بدعم "اليسار" على الطريقة الألمانية (أو "يسار" تخترقه المُخابرات)، وتَدَّعِي أمريكا أنها خاضت جميع هذه الحُرُوب، بهدف "مكافحة الإرهاب"، ولكن أمريكا هي مَنْبَعُ الإرهاب المادِّي والمَعْنَوِي، ويُؤَدِّي الإرهاب الأمريكي يوميًّا إلى سقوط ضحايا اغتالتهم (دون مُحاكمة "عادلة") الطائرات الآلية الأمريكية (درونز) أو القنابل أو الصواريخ الأمريكية والأطلسية في "مالي" أو "الصّومال" أو اليمن أو سوريا والعراق أو في أفغانستان... هي حروب من أجل تغيير الأنظمة بالقوة والقضاء على أجهزة الدّول وإخضاع سُكّانها وثرواتها للإمبريالية الأمريكية وحلفائها، فيما تُساهم وسائل الإعلام في نشر الجهل في صفوف الأمريكيين وتجاهل هذه الحروب العدوانية، بل وتُساهم في نشْرِ صورة مُضَلِّلَة عن الشعب الأفغاني أو العراقي أو اللِيبي وغيرهم... عن مجلة "فورين بوليسي" (بتصرف) تشرين الثاني وكانون الأول 2017- 01/11/17
هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداك • الرجوع الى صفحة بيانات التصميم