ماهو موقف الكتب المقدسة من شهادة المرأة ؟ الجزء الأول . نظرة انصاف للآخر.
ايزابيل بنيامين
اي بحث اكتبه أو موضوع اطرحه تدور على ضوئه نقاشات حامية . أطلب منهم أن تدور هذه النقاشات على العام حتى يستفيد الناس ايضا، فيرفضون .
عندما كتبت بحث (هل صحيح أن الإسلام ظلم المرأة في الميراث فيعتبرها نصفا ؟) قال لي أحد الآباء معلقا : والآن فإنك بهذا المقال وضعتِ بيد المسلمين سلاحا (سوف يفتكون به بنا) فبينتِ لهم من كتابنا المقدس مسألة الأرث ووضحتِ مواطن الخلل فيها. ولكن ليس فقط مسألة الأرث في الإسلام هي التي جعلت المرأة نصفا ، بل مسألة الشهادة . ففي القرآن اعتبر شهادة امرأتين مقابل رجل . فإذا بررتِ السابقة فبم تبررين هذه ؟؟
قلت له : كن واضحا معي يا جناب الأب ، هل تريد ان تعرف الجواب من خلال سؤالك الاستفزازي هذا . او انك فعلا مزهو باكتشافك هذا ؟
قال لي : انا لا استفز وإنما اضع مواطن الخلل في القرآن فإذا انصف القرآن المرأة في الميراث كما تفضلتِ . فهو لم ينصفها في الشهادة فجلعها نصفا فنعتها بالضلال من خلال وصفها بالنسيان ، فقال : ((أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى)).
فقلت له : وهل قرأت ما عندك اولا ورأيت ماذا قدم الكتاب المقدس .
قال : نعم ، راجعت كل مواطن الشهادة فلم ار إلا خيرا . فالكتاب المقدس يمنع من شهادة الزور ويقبل شهادة المرأة الواحدة ، وغيرها الكثير ..
قلت له : وهل قرأت آراء المفسرين للفقرات المقدسة التي قرأتها ..
قال : لا لم اقرأها لأن النصوص المقدسة واضحة.
قلت له : لقد اعمتك سطحية النصوص عن ملاحظة ما خفي منها . صدقني يا قداسة الأب انا كنت اتحاشى هذا الموضوع ، لأني لو أثرته لوقعت الصاخة على رؤوس الكنيسة وكتابها المقدس.
قال على مهلك اي صاخة هذه التي تتكلمين عنها ملياران من عشاق كتاب ربنا يسوع المسيح لم يكتشفوا هذه الصاخة وانت ، انت ـــ كررها باحتقار وتصغير ـــ تزعمين انك اكتشفتيها .هاتي ما عندك وأحذرك من الهرطقة. فالكنيسة تعد قانونا بشأنك ((لتحريمك)). لقد خربطتي ادمغة الشباب وتمرد علينا المؤمنون. وكل ما تفعلينه ربط عشوائي للنصوص .
قلت له : ولماذا لا تردون على هذا الربط العشوائي؟ أين هؤلاء الملياران مما اكتبه هل عجزوا عن الرد عما اكتب . ألا يعكس لك ذلك مصداقية ما تكتبه إيزابيل . واما قولك : ((خربطتي عقول الشباب وتمرد علينا المؤمنون)) فهذا يعني لي الكثير الكثير الذي لا تُدركه يا قداسة الاب. وسوف أعطيك الصاخة باختصار قبل ان ادخل في بحثي ..
يا جناب الأب إذا اعطى الاسلام للمرأة حق الشهادة . امرأتين مقابل رجل واحد ، فالكتاب المقدس لم يعط هذا الحق للمرأة بل حرمها منه وجعل الشهادة حكرا على الرجال . فالمرأة في نظر الكتاب المقدس خائنة كاذبة ولكونها خدعت الرب الله وكذبت عليه وعلى انبيائه فهي لا تصلح للشهادة . ثم هل نسيت يا قداسة الأب (( اللعنات التسع )) التي ابتليت بها المرأة بعد سقوط الانسان ؟ وعندما يسألكم شخص عن سبب عدم قبول شهادة المرأة تلقون السبب على كاهل اطهر امرأة على الارض ((سارة)) زوجة نبي الله إبراهيم.ابوالانبياء وشيخهم المقدس حتى من قبل الصابئة والهندوس وغيرهم.
يا جناب الأب هل تريد ان تسمع الصاخة ؟
نظر لي بحذر شديد وانا ارى باطنه يرتجف تحسبا للصدمة . فقال لي بفم جاف ساخر : وما هي الصاخة ؟
قلت له : هل قرأت ما جاء في الحكم الرباني في عدم قبول شهادة المرأة في الترجمة الأورشليمية للموسوعة التلمودية الرسمية في باب المرأة وما هو شرطها لقبول شهادة المرأة ؟؟
قال حذرا: نعم قرأته وماذا به ؟
قلت له : وهل تنكر أن هذه الموسوعة واستنادا على اتهام (سارة) زوجة إبراهيم تعتبر أن شهادة ((مائة امرأة)) تعادل شهادة رجل واحد !! كما جاء في هذه الموسوعة : ((شهادة 100 امرأة يهودية تعدل شهادة رجل يهودي واحد)).(1)
طبعا يا جناب الأب والمسيحية ايضا تقول بذلك من خلال اعتراف يسوع بالناموس (التوراة) فحسب تصريحه انه ما جاء لينقض حتى حرفا واحدا من الناموس وان زوال السماوات والأرض اهون من ازالة نقطة من الناموس ..
قلت له قبل أن يُجيب على كلامي : يا قداسة الأب قبل الاجابة اتمنى ان توضح لي شيئا اريد أن اعرفه ! هل تستطيع ان تفسير لي لماذا تصور الكنيسة والفنانون والأدباء والمثقفين، ((المرأة معصوبة العينين وهي تحمل ميزان العدالة)) ؟؟؟
سأكمل البحث في الحلقة الثانية
http://izapilla.blogspot.com/2013/09/id00135.html
------