(6) – (جدلية السيّد – العبد) رش السكَّر على الموت:
بدلاً من (الصراع حتى الموت)، كما هو الحال في (مشروع الدولة الفلسطينية الديمقراطية)، الذي اقترحته منظمة التحرير الفلسطينية 1968، يقترح علينا (رائف زريق)، الجدلية الهيغلية: (جدلية السيّد – العبد)، وهو كمن يرش على الموت سكَّراً، يعدد لنا مزايا هذه الجدلية على النحو التالي: (حلُّ الدولة الواحدة، هو السبيل (المتاح !!) الأفضل لإبقاء المسألة الفلسطينية حية، ولأنه يركز على الحقوق الفردية والمدنية، لا على تقرير المصير القومي. وتتمثل جاذبية حل الدولة الواحدة في كونه يقلب الضعف الفلسطيني إلى قوة، ويقيد القوة الإسرائيلية. كما يتيح للفلسطينيين خطة وأجندة وأفق كفاح. وهذا ما يقرب الفلسطينيين من (جدلية السيد – العبد). وتكمن قوة (العبد) في أن استسلامه للسيد يشكل تقييداً لقوة السيد، لأن قوة السيد تقتضي مقاومة تواجهها كي تفعل نفسها). وفيما يلي نلخص أهم الأفكار الواردة في دراسة (رائف زريق):
أولاً: الحجة الكبرى ضد) حلّ الدولتين) المطروح في اتفاق أوسلو، هي أن هذا الحل، )مستحيل): هذا النزاع بطبيعته هو نزاع بين جماعتين، (لا بين دولة محتلة، وشعب واقع تحت الاحتلال). هذه الصفة من المستحيل إمكان الفصل بينهما. كما أن الواقع الذي أفرزه اتفاق أوسلو هو : (نخبة فاسدة تعمل كمقاولين من الباطن لإسرائيل، وعاجزة عن قيادة الكفاح من أجل الاستقلال والسيادة والحرية)، فالمواقف السياسية التي اتخذتها السلطة الفلسطينية في أثناء (الحرب على غزة)، اعتبرت تبريراً فعلياً للحرب الإسرائيلية ولوماً علنياً للضحايا، تثبت ذلك الأمر إثباتا لا يطاله شك.
ثانياً: حل الدولة الواحدة يصون سلامة فلسطين التاريخية وتكاملها ككيان واحد، وهو عبر هذه الوحدة يزيل جميع الحدود الاصطناعية التي تقسم الشعب الفلسطيني، أما (حل الدولتين) فهو يسمح بوحدة اليهود، في الوقت الذي يمزق وحدة الفلسطينيين.
ثالثاً: فكرة الدولة الواحدة، مؤسسة على فكرة (العدالة التوزيعية) من حيث أنه يمنح فرصة أفضل للفلسطينيين لنيل حقوقهم وحصتهم من الخير الجماعي في (دولة إسرائيل). وهذا الحل بطبيعة الحال لا يستطيع أن يُغفل حجج الإسرائيليين حول التحول من دولة سيادية يشكل اليهود أكثرية فيها إلى حالة يتقاسمون فيها (السيطرة ومنزلة الأكثرية)، مع الفلسطينيين. لكن الإسرائيليين يستطيعون أن يعيشوا أيضاً في الضفة الغربية وفي أي جزء من فلسطين الانتدابية. بل إن إسرائيل الحالية نفسها: (تتحول بالتدريج، حتى داخل الخط الأخضر إلى دولة ثنائية القومية)، وهي في سبيلها إلى خسارة طباعها الفريد كدولة يهودية.
رابعاً: ميزان القوى في حال (حل الدولتين) أو (حل الدولة الواحدة)، هو نفسه، مختلٌّ لغير صالح الفلسطينيين.والحلول جميعها مستحيلة أو ممكنة بالقدر نفسه. وبالتالي، فإن (عامل ميزان القوة) يجب ألا يكون عاملاً مركزياً عند طرح الحلول، المهم هو (العدالة): العدالة التوزيعية، والعدالة التصحيحية لمظالم تاريخية سابقة. وهذا ما يسمح للفلسطينيين بإحياء كفاحهم السياسي عبر الدولة الواحدة: (يتم تحقيقه بوسائل سلمية كالإقناع والنقاش السياسي). كفاح معادل للكفاح (الجنوب إفريقي) من أجل صوت واحد للشخص الواحد. وهو في النهاية (كفاح ليبرالي كلاسيكي). وهو حلٌّ يحول الفرد الخاضع للاحتلال ضمن حدود دولة إسرائيل، من مجرد تابع إلى مواطن فاعل مساوٍ لغيره، كما أن حل الدولة الواحدة مؤهل لتحويل الكفاح الفلسطيني إلى كفاح من أجل الحقوق المدنية والإنسانية ضمن كيان واحد، سواءٌ سمي :فلسطين أو إسرائيل أو غيرهما.
خامساً: وفي الطريق إلى الدولة الواحدة (ثنائية القومية) ينبغي تطوير صيغة تسمح للجماعتين بالعيش معاً ومن أجل ذلك يفترض أن يتطور الخطاب، فإن على الحركة الوطنية الفلسطينية أن (تهزم تماماً)، وأن يتلاشى أولاً حلم الدولة الفلسطينية الوطنية المنفصلة، وأن يتخلى اليهود عن حقهم في تشكيل أكثرية ديموغرافية.كما أن حل الدولة الواحدة، يقترح أشكالاً أخرى للصراع من شأنها (تحييد التفوق العسكري الإسرائيلي) بوسائل سلمية مثل: (حركة حقوق مدنية). وهذا ما يؤدي إلى قلب ضعف الفلسطينيين إلى قوة – (رائف زريق: الدولة الواحدة، مجلة الدراسات الفلسطينية، عدد (86)، ربيع 2011، بيروت).
بدلاً من (الصراع حتى الموت)، كما هو الحال في (مشروع الدولة الفلسطينية الديمقراطية)، الذي اقترحته منظمة التحرير الفلسطينية 1968، يقترح علينا (رائف زريق)، الجدلية الهيغلية: (جدلية السيّد – العبد)، وهو كمن يرش على الموت سكَّراً، يعدد لنا مزايا هذه الجدلية على النحو التالي: (حلُّ الدولة الواحدة، هو السبيل (المتاح !!) الأفضل لإبقاء المسألة الفلسطينية حية، ولأنه يركز على الحقوق الفردية والمدنية، لا على تقرير المصير القومي. وتتمثل جاذبية حل الدولة الواحدة في كونه يقلب الضعف الفلسطيني إلى قوة، ويقيد القوة الإسرائيلية. كما يتيح للفلسطينيين خطة وأجندة وأفق كفاح. وهذا ما يقرب الفلسطينيين من (جدلية السيد – العبد). وتكمن قوة (العبد) في أن استسلامه للسيد يشكل تقييداً لقوة السيد، لأن قوة السيد تقتضي مقاومة تواجهها كي تفعل نفسها). وفيما يلي نلخص أهم الأفكار الواردة في دراسة (رائف زريق):
أولاً: الحجة الكبرى ضد) حلّ الدولتين) المطروح في اتفاق أوسلو، هي أن هذا الحل، )مستحيل): هذا النزاع بطبيعته هو نزاع بين جماعتين، (لا بين دولة محتلة، وشعب واقع تحت الاحتلال). هذه الصفة من المستحيل إمكان الفصل بينهما. كما أن الواقع الذي أفرزه اتفاق أوسلو هو : (نخبة فاسدة تعمل كمقاولين من الباطن لإسرائيل، وعاجزة عن قيادة الكفاح من أجل الاستقلال والسيادة والحرية)، فالمواقف السياسية التي اتخذتها السلطة الفلسطينية في أثناء (الحرب على غزة)، اعتبرت تبريراً فعلياً للحرب الإسرائيلية ولوماً علنياً للضحايا، تثبت ذلك الأمر إثباتا لا يطاله شك.
ثانياً: حل الدولة الواحدة يصون سلامة فلسطين التاريخية وتكاملها ككيان واحد، وهو عبر هذه الوحدة يزيل جميع الحدود الاصطناعية التي تقسم الشعب الفلسطيني، أما (حل الدولتين) فهو يسمح بوحدة اليهود، في الوقت الذي يمزق وحدة الفلسطينيين.
ثالثاً: فكرة الدولة الواحدة، مؤسسة على فكرة (العدالة التوزيعية) من حيث أنه يمنح فرصة أفضل للفلسطينيين لنيل حقوقهم وحصتهم من الخير الجماعي في (دولة إسرائيل). وهذا الحل بطبيعة الحال لا يستطيع أن يُغفل حجج الإسرائيليين حول التحول من دولة سيادية يشكل اليهود أكثرية فيها إلى حالة يتقاسمون فيها (السيطرة ومنزلة الأكثرية)، مع الفلسطينيين. لكن الإسرائيليين يستطيعون أن يعيشوا أيضاً في الضفة الغربية وفي أي جزء من فلسطين الانتدابية. بل إن إسرائيل الحالية نفسها: (تتحول بالتدريج، حتى داخل الخط الأخضر إلى دولة ثنائية القومية)، وهي في سبيلها إلى خسارة طباعها الفريد كدولة يهودية.
رابعاً: ميزان القوى في حال (حل الدولتين) أو (حل الدولة الواحدة)، هو نفسه، مختلٌّ لغير صالح الفلسطينيين.والحلول جميعها مستحيلة أو ممكنة بالقدر نفسه. وبالتالي، فإن (عامل ميزان القوة) يجب ألا يكون عاملاً مركزياً عند طرح الحلول، المهم هو (العدالة): العدالة التوزيعية، والعدالة التصحيحية لمظالم تاريخية سابقة. وهذا ما يسمح للفلسطينيين بإحياء كفاحهم السياسي عبر الدولة الواحدة: (يتم تحقيقه بوسائل سلمية كالإقناع والنقاش السياسي). كفاح معادل للكفاح (الجنوب إفريقي) من أجل صوت واحد للشخص الواحد. وهو في النهاية (كفاح ليبرالي كلاسيكي). وهو حلٌّ يحول الفرد الخاضع للاحتلال ضمن حدود دولة إسرائيل، من مجرد تابع إلى مواطن فاعل مساوٍ لغيره، كما أن حل الدولة الواحدة مؤهل لتحويل الكفاح الفلسطيني إلى كفاح من أجل الحقوق المدنية والإنسانية ضمن كيان واحد، سواءٌ سمي :فلسطين أو إسرائيل أو غيرهما.
خامساً: وفي الطريق إلى الدولة الواحدة (ثنائية القومية) ينبغي تطوير صيغة تسمح للجماعتين بالعيش معاً ومن أجل ذلك يفترض أن يتطور الخطاب، فإن على الحركة الوطنية الفلسطينية أن (تهزم تماماً)، وأن يتلاشى أولاً حلم الدولة الفلسطينية الوطنية المنفصلة، وأن يتخلى اليهود عن حقهم في تشكيل أكثرية ديموغرافية.كما أن حل الدولة الواحدة، يقترح أشكالاً أخرى للصراع من شأنها (تحييد التفوق العسكري الإسرائيلي) بوسائل سلمية مثل: (حركة حقوق مدنية). وهذا ما يؤدي إلى قلب ضعف الفلسطينيين إلى قوة – (رائف زريق: الدولة الواحدة، مجلة الدراسات الفلسطينية، عدد (86)، ربيع 2011، بيروت).