روسيا - أمريكا: رغم انهيار جدار برلين وانهيار الإتحاد السوفييتي، و"انتهاء الصّراع الإيديولوجي" (وفق الإعلام الرأسمالي الذي يعتبر إن الرأسمالية انتصرت بشكل نهائي)، تُواصِلُ الولايات المتحدة اعْتِبَارَ روسيا (مثل الصين) عَدُوًّا رئيسيا، ليس لأسباب إيديولوجية (عَقائِدِية) فالبلدان الثلاثة ذات أنظمة رأسمالية، وإنما لأسباب "جِيُوسِياسِيّة"، مما جعل بعض وسائل الإعلام الأوروبية تكتب "إن مستوى الجدل بين روسيا وأمريكا يُذَكِّرُ بمناخ الحرب الباردة، وربما بالأزمة التي سبقت الحرب العالمية الأولى" (1914 – 1918)، لأن أمريكا (التي لا تزال أقوى دولة من الناحية الإقتصادية والعسكرية) نكَثَتْ عُهُودَها وألغت، من جانب واحد، اتفاقيات نشر الأسلحة الإستراتيجية في أوروبا التي وَقّعَها الرئيسان "غورباتشوف" و"ريغن"، وكسرت الولايات المتحدة أَهَمَّ القواعد والحدود التي وَضَعَها الطّرَفَان لتَجَنُّبِ التّصَادُم، ويَعْمَدُ الإعلام الأمريكي والأوروبي إلى إشاعة الخوف من روسيا (ومن الصِّين أيضًا)، دون تقديم الحُجَج ودون تَوَخِّي المَوْضُوعِيّة واحترام قواعد مهنة الصحافة... عن ترجمة لصحيفة "إكْسبرسّن" السويدية 08/04/18... أقرّت أمريكا (وحُلفاؤها) عقوبات ضد روسيا منذ أكثر من أربع سنوات (أي خلال رئاسة باراك أوباما)، واعتبرت روسيا هذا الإجراء (العقوبات والحَظْر) بمثابة الحرب الباردة، وبدأت أمريكا منذ شهر آب/أغسطس 2018 تطبيق قانون "مواجهة أعداء أمريكا عبر العقوبات" (كاسْتا) ويُتِيحُفرض عقوبات على أفراد ومؤسسات وشركات، إضافة إلى الأطراف المتعاقدة معها إذَا "نفذت تحويلات مالية كبيرة" لصالح المدرجين على القائمة، ويصعب (بل يستحيل) إلغاء هذه العقوبات، إذ أن القانون يتيح للكونغرس معارضة قرار رفع العقوبات الذي قَدْ يُصْدِرُهُ الرئيس الأمريكي، وبشأن روسيا، تزامنت العقوبات الجديدة مع حملة مُتصاعدة ضد الجيش السوري الذي استعاد جزءًا من الأراضي التي تحتلها المجموعات الإرهابية ومع تلفيق قضية الجاسوس الروسي في بريطانيا ومع اقتراب تاريخ بداية فعاليات "مونديال" كُرة القدم في روسيا... بدأت محاولات إقصاء روسيا (في مرحلة ما بعد انهيار الإتحاد السوفييتي) منذ فترة رئاسة "بيل كلينتون" (1993 - 2001) حيث صَرَّح الرّئيس (من الحزب الديمقراطي): "قد تُصْبِحُ روسيا قوة عظمى، لكننا سنمنعها من الوصول إلى درجة المُنافَسَة الجِدِّيّة للولايات المتحدة"... تشمل العقوبات الأمريكية عادةً تجميد جميع الأصول التابعة للشخصيات أو الشركات المدرجة على "القائمة السوداء" التي تُحَدِّدُها الخزانة الأمريكية (وزارة المالية)، وحظْرِ دُخولهم إلى الولايات المتحدة ومُسْتَعْمَراتها، ومنع المواطنين الأمريكيين من التعامل معهم، وشملت العقوبات الجديدة على روسيا عشرات المسؤولين ورجال الأعمال و15 شركة روسية، ومن بينها شركة "روس أوبورون أكسبورت" الحكومية الرئيسة والوحيدة لتصدير الأسلحة الروسية إلى الخارج، وتذّرعت الحكومة الأمريكية ب"ضرورة التّصَدِّي للأنشطة الروسية الخبيثة حول العالم"، وكأن السياسة الأمريكية تُجَسِّمُ الفضيلة والسلم والديمقراطية، واعتبرت حكومة روسيا إن تشديد الضّغوط والعقوبات الأمريكية يستهدف إقصاء الشركات الروسية من الأسواق العالمية، وخاصة في قطاعات الطاقة، وتصدير الأسلحة التي بلغت قيمة صادراتها (الأسلحة الروسية) نحو 15 مليار دولارا سنويا، أو أقل من ثُلُثِ قيمة صادرات الأسلحة الأمريكية، واتهم رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب الروسي الولايات المتحدة ب"مُخالفَة قواعد منظمة التجارة العالمية" (المنافسة "الحُرّة" وحرية ممارسة الأعمال والتجارة...)، "واستغلال نظام العقوبات من أجل ضمان تَفوّق الشركات الأمريكية في الأسواق العالمية"، بدليل إدراج رئيس شركة "غازبروم" ضمن قائمة المُسْتَهْدَفِين من العُقُوبات، إضافة إلى الضغط الأمريكي المُسْتَمِر على "الحُلَفاء" الأوروبيين لإفشال مشروع "السيل الشمالي 2" لنَقْلِ الغاز الرُّوسِي إلى أوروبا، لكي تتمكن أمريكا من تصدير الغاز الصّخْرِي إلى أوروبا... عن رويترز + روسيا اليوم 07/04/18
هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداك • الرجوع الى صفحة بيانات التصميم