التحذير والتنبيه الأول..
يقول الله جل شأنه:
( كَيۡفَ وَإِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ لَا يَرۡقُبُواْ فِيكُمۡ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ يُرۡضُونَكُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَتَأۡبَىٰ قُلُوبُهُمۡ وَأَكۡثَرُهُمۡ فَٰسِقُونَ) التوبة 8
فهذا تحذير.. وتنبيه صاعق.. ومزلزل..
بأن الأعداء لا يفون بعهودهم.. ولا مواثيقهم ..
وأنهم فقط يضحكون على المسلمين .. مستغلين طيبتهم .. وبساطتهم .. وغفلتهم !!!
بينما قلوبهم تغلي كالمرجل.. بالحقد.. والضغينة.. والكراهية لهم..
فإلى متى سيبقى المسلمون طيبين بشكل مفرط.. يصل إلى حد الغفلة.. والسذاجة.. والبساطة؟!
إلى متى سيبقى المسلمون يصدقون أعداءهم.. فيستسلمون لهم.. مطمئنين إلى وعودهم.. فيقوم الأعداء بالغدر بهم.. وقتلهم.. ونكث كل مواثيقهم وعهودهم؟!
إلى متى سيبقى المسلمون.. يضربون بعرض الحائط.. تحذيرات ربهم.. وتنبيهه لهم.. بحقيقة أعدائهم؟!
التحذير.. والتنبيه الثاني ..
بأن الأعداء.. يغضبون.. ويحزنون.. ويتألمون لأدنى خير.. أو لأدنى عزة.. أو سؤدد يمس المسلمين..
ويفرحون.. ويبتهجون.. ويرقصون حينما تصيب المسلمين مصيبة.. أو إساءة.. أو قتل.. أو دمار ..
بل.. ويعملون كل جهدهم لتعميق.. وتثبيت.. وترسيخ هذه المصيبة!!! ..
( إِن تَمۡسَسۡكُمۡ حَسَنَةٞ تَسُؤۡهُمۡ وَإِن تُصِبۡكُمۡ سَيِّئَةٞ يَفۡرَحُواْ بِهَاۖ ) آل عمران 120 ...
الطيبة الزائدة.. المفرطة للمسلمين.. مع الغفلة عن تحذيرات الخبير العليم.. بحقيقة أعدائهم ..
هي السبب الرئيسي لمصائبهم.. وضعفهم.. وهوانهم.. وذلتهم.. وتغلب أعدائهم عليهم..
التحذير.. والتنبيه الثالث..
( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَةٗ مِّن دُونِكُمۡ لَا يَأۡلُونَكُمۡ خَبَالٗا وَدُّواْ مَا عَنِتُّمۡ قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَآءُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَمَا تُخۡفِي صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ قَدۡ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ ).. آل عمران 118 ..
تحذير شديد اللهجة.. بعدم اتخاذ أصحاب.. أو خلان.. أو استشاريين من غير المؤمنين ..
لأنهم لا يألون جهدا.. ولا يتوقفون لحظة واحدة.. عن إلحاق الضرر والأذى بهم.. وإفساد حياتهم.. ودينهم.. وأخلاقهم ..
ويتمنون من أعماق قلوبهم.. التي تغلي كالمرجل.. بالحقد.. والحسد.. والبغضاء.. أن يصيبهم العنت.. والشدة.. والمصائب.. والكوارث ..
وتظهر هذه الكراهية.. والبغضاء على ألسنتهم.. وبتصريحاتهم.. وهذا جزء بسيط مما يعتمل في قلوبهم ..
فمتى يعقل المسلمون ذلك.. وينتبهوا لأعدائهم.. الذين يكيدون لهم.. بالليل والنهار؟!!!
التحذير الرباني الرابع للمؤمنين..
من خطورة الإطمئنان إلى الكافرين.. وموادعتهم.. وموادتهم ..
( وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ ) البقرة .217
إنهم لن يتوقفوا عن قتالكم لحظة واحدة.. حتى ولو لم تقاتلوهم.. حتى ولو لم تشكلوا أي خطر عليهم..
حتى ولو مارستم المعاصي كلها.
حتى ولو أصبحتم علمانيين !!
بمجرد أن تتوقفوا عن الجهاد.. وتركنوا إلى الدنيا.
فإنهم يستغلون قعودكم.. ويهاجمونكم ليقتلوكم.. كما حصل في الحروب الصليبية التي بدأت في آواخر القرن الخامس الهجري.. حينما أصاب المسلمين الضعف.. والخور.. والوهن ..
ثم تبعها التتار بعد قرن ونصف ..
والآن هم يقاتلونكم على أرض الشام ..
وهدفهم الوحيد.. هو أن يردوكم عن دينكم !!!
فهل تنتبهون؟!
التحذير الخامس..
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ عَلَيۡكُمۡ سُلۡطَٰنٗا مُّبِينًا ) .. النساء 144
تحذير شديد اللهجة.. من الرب الجليل.. لكل من يوالي الكافرين.. ويقيم معهم علاقات محبة.. ومودة.. ويؤازرهم.. ويقاتل معهم.. ويجعلهم أصدقاءه.. وأصحابه.. وخلانه.. ويتعاطف معهم.. ويعقد معهم اتفاقيات عسكرية.. وتجارية.. ضد المؤمنين...
ويصبح التحذير أشد.. وأقسى حينما يقومون بقتل المؤمنين.. وتدمير بيوتهم فوق رؤوسهم..
مع شدة.. وحدة في الخطاب.. وتهديد.. ووعيد.. وتقريع.. وتوبيخ.. بأن سلطان الله.. وقوته.. وغضبه.. وسخطه.. سيكون ضد الموالين للكفار..
ويا له من تهديد يقصم الظهور.. ويفتت الأكباد.. ويقهر النفوس..
التحذير السادس..
( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ).. المائدة 51 .
تحذير.. ونهي قوي.. حاسم.. جاد.. لا هزل فيه.. ولا غلو.. ولا تطرف.. ولا كراهية من الرب الجليل.. لأحد من عباده..
وليس فيه مجاملة.. ولا محاباة.. ولا تفضيل لفريق من العبيد على فريق آخر.. تعالى الله عن ذلك.. علوا كبيرا..
ولكنه يعلم علم اليقين.. وهو يعلم ما في الصدور.. أن اليهود والنصارى هم أعداء للمؤمنين.. يحقدون عليهم.. ويحسدونهم.. لأن الله جعل.. خاتم الرسل من غيرهم..
وهذا تاريخهم الأسود منذ 1400 سنة.. ولا يزال حتى اللحظة.. يقطر دما.. وحافل بكل أنواع الجرائم.. والقتل.. وسفك دماء المسلمين..
علاوة على تحريض الحكام الطواغيت.. الجبابرة على قتل المسلمين بأي حجة.. أو ذريعة..
التحذير والتنبيه السابع..
يقول الله تعالى:
( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ) هود 113
تحذير رباني شديد اللهجة.. يقطع نياط القلب.. ويزلزل أركان النفس.. يطلب فيه من المؤمنين.. الإبتعاد عن الحكام الظالمين.. وعدم الإقتراب منهم.. أو مجاملتهم.. أو مداهنتهم.. أو ممالأتهم.. أو الإعتماد عليهم.. والوثوق بهم.. وإلا فالنار مصيركم.. وعاقبتكم.. ولن تجدوا من دون الله نصيرا.. ولا شفيعا.. ولا محاميا.. ولا مدافعا عنكم..
التحذير والتنبيه الثامن:
يقول الله تعالى:
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَكُمۡ هُزُوٗا وَلَعِبٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَٱلۡكُفَّارَ أَوۡلِيَآءَۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ) المائدة 57 .
يعمد دائما أهل الكتاب من اليهود والنصارى.. متعاونين مع المشركين والكفار.. إلى السخرية من دين الله.. والإستهزاء بآيات الله.. واتهامها بالتناقض.. والزعم الباطل.. بأن القرآن الكريم من تأليف محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أو أنه مزيج من أقوال.. وحكم الأولين السابقين.. عمل محمد صلى الله عليه وسلم على دمجها معا في كتاب واحد.. سماه القرآن..
يريد أهل الكتاب والكفار من هذه السخرية.. توهين عقيدة المسلم.. وإضعافها.. وتشكيكه بصدق نبيه محمد صلى الله عليه وسلم..
فيأتي هذا التحذير الرباني المجلجل.. منبها المؤمنين.. بألا يتخذوهم أصحابا.. وأصدقاءً.. وخلانا.. وألا يثقوا بهم.. وألا تكون في قلوبهم أي محبة.. أو مودة لهم...
التحذير والتنبيه التاسع:
يقول الله تعالى:
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَابَآءَكُمۡ وَإِخۡوَٰنَكُمۡ أَوۡلِيَآءَ إِنِ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡكُفۡرَ عَلَى ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُون ) التوبة 23..
هذا تحذير رباني من نوع مختلف عن التحذيرات السابقة.. هذا التحذير يلمس شغاف القلب.. ويضرب على وتر علاقات القربى.. والنسب..
ويربي المؤمنين على المفاصلة الكاملة.. فلا قرابة تعلو فوق العقيدة..
يجب على المؤمنين التضحية بكل أواصر.. وروابط القربى.. إذا هؤلاء أصروا على كفرهم.. وفضلوا الباطل على الحق.. وآثروا الضلال على الهدى..
عقيدة التوحيد هي الأعلى.. وهي الأقوى.. كما قال تعالى لنوح عليه السلام حينما سأل ربه عن ابنه فقال: ( وَنَادَىٰ نُوحٞ رَّبَّهُۥ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ٱبۡنِي مِنۡ أَهۡلِي ) هود 45..
فجاءه الجواب الإلهي الحاسم.. الحازم.. القاطع له.. ولكل المؤمنين من بعده فقال: ( قَالَ يَٰنُوحُ إِنَّهُۥ لَيۡسَ مِنۡ أَهۡلِكَۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَيۡرُ صَٰلِحٖۖ ) هود 46 ..
التحذير والتنبيه العاشر:
يقول الله تعالى:
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ ) الممتحنة 1..
هذا التحذير عام.. ويشمل كل التحذيرات السابقة موضحا.. ومبينا.. أن كل من لم يؤمن بالله تعالى.. فهو عدو لله.. وعدو للمؤمنين.. لاينبغي للمؤمنين أن يحبوهم.. ويوادوهم.. ويصادقوهم..
وهذا غير الإحسان.. والبر.. والمعاملة الحسنة لغير المحاربين.. وغير المقاتلين للمؤمنين.. وتكون العلاقة حينئذ شكلية.. ودبلوماسية.. ومجاملة.. لا تكون فيها محبة.. ولا مودة.. ولا ولاء لهم..
الأربعاء 19 ذو القعدة 1439
1 آب 2018
د. موفق السباعي
مفكر ومحلل سياسي
يقول الله جل شأنه:
( كَيۡفَ وَإِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ لَا يَرۡقُبُواْ فِيكُمۡ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ يُرۡضُونَكُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَتَأۡبَىٰ قُلُوبُهُمۡ وَأَكۡثَرُهُمۡ فَٰسِقُونَ) التوبة 8
فهذا تحذير.. وتنبيه صاعق.. ومزلزل..
بأن الأعداء لا يفون بعهودهم.. ولا مواثيقهم ..
وأنهم فقط يضحكون على المسلمين .. مستغلين طيبتهم .. وبساطتهم .. وغفلتهم !!!
بينما قلوبهم تغلي كالمرجل.. بالحقد.. والضغينة.. والكراهية لهم..
فإلى متى سيبقى المسلمون طيبين بشكل مفرط.. يصل إلى حد الغفلة.. والسذاجة.. والبساطة؟!
إلى متى سيبقى المسلمون يصدقون أعداءهم.. فيستسلمون لهم.. مطمئنين إلى وعودهم.. فيقوم الأعداء بالغدر بهم.. وقتلهم.. ونكث كل مواثيقهم وعهودهم؟!
إلى متى سيبقى المسلمون.. يضربون بعرض الحائط.. تحذيرات ربهم.. وتنبيهه لهم.. بحقيقة أعدائهم؟!
التحذير.. والتنبيه الثاني ..
بأن الأعداء.. يغضبون.. ويحزنون.. ويتألمون لأدنى خير.. أو لأدنى عزة.. أو سؤدد يمس المسلمين..
ويفرحون.. ويبتهجون.. ويرقصون حينما تصيب المسلمين مصيبة.. أو إساءة.. أو قتل.. أو دمار ..
بل.. ويعملون كل جهدهم لتعميق.. وتثبيت.. وترسيخ هذه المصيبة!!! ..
( إِن تَمۡسَسۡكُمۡ حَسَنَةٞ تَسُؤۡهُمۡ وَإِن تُصِبۡكُمۡ سَيِّئَةٞ يَفۡرَحُواْ بِهَاۖ ) آل عمران 120 ...
الطيبة الزائدة.. المفرطة للمسلمين.. مع الغفلة عن تحذيرات الخبير العليم.. بحقيقة أعدائهم ..
هي السبب الرئيسي لمصائبهم.. وضعفهم.. وهوانهم.. وذلتهم.. وتغلب أعدائهم عليهم..
التحذير.. والتنبيه الثالث..
( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَةٗ مِّن دُونِكُمۡ لَا يَأۡلُونَكُمۡ خَبَالٗا وَدُّواْ مَا عَنِتُّمۡ قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَآءُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَمَا تُخۡفِي صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ قَدۡ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ ).. آل عمران 118 ..
تحذير شديد اللهجة.. بعدم اتخاذ أصحاب.. أو خلان.. أو استشاريين من غير المؤمنين ..
لأنهم لا يألون جهدا.. ولا يتوقفون لحظة واحدة.. عن إلحاق الضرر والأذى بهم.. وإفساد حياتهم.. ودينهم.. وأخلاقهم ..
ويتمنون من أعماق قلوبهم.. التي تغلي كالمرجل.. بالحقد.. والحسد.. والبغضاء.. أن يصيبهم العنت.. والشدة.. والمصائب.. والكوارث ..
وتظهر هذه الكراهية.. والبغضاء على ألسنتهم.. وبتصريحاتهم.. وهذا جزء بسيط مما يعتمل في قلوبهم ..
فمتى يعقل المسلمون ذلك.. وينتبهوا لأعدائهم.. الذين يكيدون لهم.. بالليل والنهار؟!!!
التحذير الرباني الرابع للمؤمنين..
من خطورة الإطمئنان إلى الكافرين.. وموادعتهم.. وموادتهم ..
( وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ ) البقرة .217
إنهم لن يتوقفوا عن قتالكم لحظة واحدة.. حتى ولو لم تقاتلوهم.. حتى ولو لم تشكلوا أي خطر عليهم..
حتى ولو مارستم المعاصي كلها.
حتى ولو أصبحتم علمانيين !!
بمجرد أن تتوقفوا عن الجهاد.. وتركنوا إلى الدنيا.
فإنهم يستغلون قعودكم.. ويهاجمونكم ليقتلوكم.. كما حصل في الحروب الصليبية التي بدأت في آواخر القرن الخامس الهجري.. حينما أصاب المسلمين الضعف.. والخور.. والوهن ..
ثم تبعها التتار بعد قرن ونصف ..
والآن هم يقاتلونكم على أرض الشام ..
وهدفهم الوحيد.. هو أن يردوكم عن دينكم !!!
فهل تنتبهون؟!
التحذير الخامس..
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ عَلَيۡكُمۡ سُلۡطَٰنٗا مُّبِينًا ) .. النساء 144
تحذير شديد اللهجة.. من الرب الجليل.. لكل من يوالي الكافرين.. ويقيم معهم علاقات محبة.. ومودة.. ويؤازرهم.. ويقاتل معهم.. ويجعلهم أصدقاءه.. وأصحابه.. وخلانه.. ويتعاطف معهم.. ويعقد معهم اتفاقيات عسكرية.. وتجارية.. ضد المؤمنين...
ويصبح التحذير أشد.. وأقسى حينما يقومون بقتل المؤمنين.. وتدمير بيوتهم فوق رؤوسهم..
مع شدة.. وحدة في الخطاب.. وتهديد.. ووعيد.. وتقريع.. وتوبيخ.. بأن سلطان الله.. وقوته.. وغضبه.. وسخطه.. سيكون ضد الموالين للكفار..
ويا له من تهديد يقصم الظهور.. ويفتت الأكباد.. ويقهر النفوس..
التحذير السادس..
( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ).. المائدة 51 .
تحذير.. ونهي قوي.. حاسم.. جاد.. لا هزل فيه.. ولا غلو.. ولا تطرف.. ولا كراهية من الرب الجليل.. لأحد من عباده..
وليس فيه مجاملة.. ولا محاباة.. ولا تفضيل لفريق من العبيد على فريق آخر.. تعالى الله عن ذلك.. علوا كبيرا..
ولكنه يعلم علم اليقين.. وهو يعلم ما في الصدور.. أن اليهود والنصارى هم أعداء للمؤمنين.. يحقدون عليهم.. ويحسدونهم.. لأن الله جعل.. خاتم الرسل من غيرهم..
وهذا تاريخهم الأسود منذ 1400 سنة.. ولا يزال حتى اللحظة.. يقطر دما.. وحافل بكل أنواع الجرائم.. والقتل.. وسفك دماء المسلمين..
علاوة على تحريض الحكام الطواغيت.. الجبابرة على قتل المسلمين بأي حجة.. أو ذريعة..
التحذير والتنبيه السابع..
يقول الله تعالى:
( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ) هود 113
تحذير رباني شديد اللهجة.. يقطع نياط القلب.. ويزلزل أركان النفس.. يطلب فيه من المؤمنين.. الإبتعاد عن الحكام الظالمين.. وعدم الإقتراب منهم.. أو مجاملتهم.. أو مداهنتهم.. أو ممالأتهم.. أو الإعتماد عليهم.. والوثوق بهم.. وإلا فالنار مصيركم.. وعاقبتكم.. ولن تجدوا من دون الله نصيرا.. ولا شفيعا.. ولا محاميا.. ولا مدافعا عنكم..
التحذير والتنبيه الثامن:
يقول الله تعالى:
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَكُمۡ هُزُوٗا وَلَعِبٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَٱلۡكُفَّارَ أَوۡلِيَآءَۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ) المائدة 57 .
يعمد دائما أهل الكتاب من اليهود والنصارى.. متعاونين مع المشركين والكفار.. إلى السخرية من دين الله.. والإستهزاء بآيات الله.. واتهامها بالتناقض.. والزعم الباطل.. بأن القرآن الكريم من تأليف محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أو أنه مزيج من أقوال.. وحكم الأولين السابقين.. عمل محمد صلى الله عليه وسلم على دمجها معا في كتاب واحد.. سماه القرآن..
يريد أهل الكتاب والكفار من هذه السخرية.. توهين عقيدة المسلم.. وإضعافها.. وتشكيكه بصدق نبيه محمد صلى الله عليه وسلم..
فيأتي هذا التحذير الرباني المجلجل.. منبها المؤمنين.. بألا يتخذوهم أصحابا.. وأصدقاءً.. وخلانا.. وألا يثقوا بهم.. وألا تكون في قلوبهم أي محبة.. أو مودة لهم...
التحذير والتنبيه التاسع:
يقول الله تعالى:
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَابَآءَكُمۡ وَإِخۡوَٰنَكُمۡ أَوۡلِيَآءَ إِنِ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡكُفۡرَ عَلَى ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُون ) التوبة 23..
هذا تحذير رباني من نوع مختلف عن التحذيرات السابقة.. هذا التحذير يلمس شغاف القلب.. ويضرب على وتر علاقات القربى.. والنسب..
ويربي المؤمنين على المفاصلة الكاملة.. فلا قرابة تعلو فوق العقيدة..
يجب على المؤمنين التضحية بكل أواصر.. وروابط القربى.. إذا هؤلاء أصروا على كفرهم.. وفضلوا الباطل على الحق.. وآثروا الضلال على الهدى..
عقيدة التوحيد هي الأعلى.. وهي الأقوى.. كما قال تعالى لنوح عليه السلام حينما سأل ربه عن ابنه فقال: ( وَنَادَىٰ نُوحٞ رَّبَّهُۥ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ٱبۡنِي مِنۡ أَهۡلِي ) هود 45..
فجاءه الجواب الإلهي الحاسم.. الحازم.. القاطع له.. ولكل المؤمنين من بعده فقال: ( قَالَ يَٰنُوحُ إِنَّهُۥ لَيۡسَ مِنۡ أَهۡلِكَۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَيۡرُ صَٰلِحٖۖ ) هود 46 ..
التحذير والتنبيه العاشر:
يقول الله تعالى:
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ ) الممتحنة 1..
هذا التحذير عام.. ويشمل كل التحذيرات السابقة موضحا.. ومبينا.. أن كل من لم يؤمن بالله تعالى.. فهو عدو لله.. وعدو للمؤمنين.. لاينبغي للمؤمنين أن يحبوهم.. ويوادوهم.. ويصادقوهم..
وهذا غير الإحسان.. والبر.. والمعاملة الحسنة لغير المحاربين.. وغير المقاتلين للمؤمنين.. وتكون العلاقة حينئذ شكلية.. ودبلوماسية.. ومجاملة.. لا تكون فيها محبة.. ولا مودة.. ولا ولاء لهم..
الأربعاء 19 ذو القعدة 1439
1 آب 2018
د. موفق السباعي
مفكر ومحلل سياسي