الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 73-من دروس القران التوعوية - التوكل والتواكل
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-08, 10:09 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من ذاكرة الايام - من مواقف شهامة الرجال
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-07, 8:33 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 72- من دروس القران التوعوية- المال ...
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-07, 6:55 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 71-من دروس القران التوعوية-معالجات الاسلام للفقر والعوز
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-06, 8:20 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 70- من دروس القران التوعوية -العمل لكسب الرزق والمعاش
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-05, 7:44 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 69- من دروس القران التوعوية-حرب الاسلام على الفقر واسبابه
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-05, 8:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 68-من دروس القران التوعوية -الاسلام وحده المحقق للعبودية والاستخلاف
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-05, 1:35 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 33-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - مفهوم التزكية
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-04, 12:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 67- من دروس القران التوعية- الالتقاء على كلمة سواء
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-02, 8:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 66- من دروس القران التوعوية -تحقيق العدل في اوساط البشرية مهمة جمعية
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-02, 11:32 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة -الى متى ننتظر ؟؟!!
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-01, 1:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» الطائفة الناجية!!!
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-11-01, 1:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 65- من دروس القران التوعوية - كُونُوا رَبَّانِيِّينَ !!
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-31, 12:46 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 64- من دروس القران التوعوية - وقاية النفس من الشح
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-30, 2:59 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-29, 11:10 am من طرف سها ياسر

» 32-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - العقيدة العملية
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-29, 1:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 63- من دروس القران التوعوية- العدل والعدالة في القران
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-28, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 62-من دروس القران التوعوية :الشورى
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-27, 6:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 61- من دروس القران التوعوية-الحذر من مؤسسات الضرار حتى لو لبست لباس شرعي
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-25, 9:51 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 60- من دروس القران التوعوية - اسباب النفاق
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-25, 5:18 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 59- من دروس القران التوعوية -العداء المستحكم في النفوس !!
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-24, 7:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 58- من دروس القران التوعوية - التكاليف الشرعية جاءت ضمن قدرات الانسان
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-23, 8:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 57- من دروس القران التوعوية - ادب الدعاة
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-22, 6:10 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-21, 10:03 am من طرف سها ياسر

» 56- من دروس القران التوعوية - البينة !!!
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-21, 4:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 31- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-20, 11:58 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 55- من دروس القران التوعوية- انا سنلقي عليك قولا ثقيلا
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-20, 9:54 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 54- من دروس القران التوعوية :-التحذير من الوهن
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-19, 1:15 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خواطر مع دماء الشهداء
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-18, 11:32 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» تعليق على حادثة عملية البحر الميت اليوم
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_icon_minitime2024-10-18, 11:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 429 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 429 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38802
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_vote_rcapالفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_voting_barالفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_vote_rcapالفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_voting_barالفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_vote_lcap 
معتصم - 12434
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_vote_rcapالفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_voting_barالفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4323
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_vote_rcapالفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_voting_barالفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_vote_rcapالفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_voting_barالفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_vote_rcapالفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_voting_barالفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_vote_rcapالفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_voting_barالفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_vote_rcapالفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_voting_barالفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_vote_rcapالفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_voting_barالفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_vote_lcap 
العرين - 1193
الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_vote_rcapالفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_voting_barالفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1031 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Mohammed mghyem فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66414 مساهمة في هذا المنتدى في 20318 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني - صبحي غندور

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

الفتن الداخلية العربية والصراع العربي/الصهيوني

صبحي غندور*

لا يمكن عزل الفتن الداخلية العربية عن الصراع العربي/الصهيوني على مدار مائة عام. إذ لم يكن ممكناً قبل قرنٍ من الزمن تنفيذ "وعد بلفور" بإنشاء دولة إسرائيل دون تقطيع الجسم العربي والأرض العربية، حيث تزامن الوعد البريطاني/الصهيوني مع الاتفاق البريطاني/الفرنسي المعروف باسم "سايكس- بيكو" والذي أوجد كياناتٍ عربية متصارعة على الحدود، وضامنة للمصالح الغربية، ومسهّلة للنكبة الكبرى في فلسطين. فلا فصل إطلاقاً بين معارك التحرّر الوطني من المستعمر الغربي التي جرت في البلاد العربية وبين الصراع العربي/الصهيوني. ولا فصل أيضاً بين أيِّ سعي لاتّحادٍ أو تكامل عربي، وبين تأثيرات ذلك على الصراع العربي/الصهيوني.

ما يحدث اليوم على الأرض العربية، وما قام به الرئيس الأميركي ترامب من اعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، هو تتويجٌ للحروب التي خاضتها الحركة الصهيونية على مدار المائة سنة الماضية. فالاعتراف الدولي بإسرائيل، ثمّ الاعتراف المصري/الأردني/ الفلسطيني بها، بعد معاهدات "كامب ديفيد" و"أوسلو" و"وادي عربة"، كلّها كانت غير كافية لتثبيت "شرعية" الوجود الإسرائيلي في فلسطين، وللتهويد المنشود للقدس ومعظم الضفة الغربية. فهذه "الشرعية" تتطلّب قيام دويلاتٍ أخرى في محيط "إسرائيل" على أسسٍ دينية أيضاً، كما هي الآن مقولة "إسرائيل دولة لليهود". فما قاله "نتنياهو" بأنّ (المشكلة مع الفلسطينيين هي ليست حول الأرض بل حول الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية) يوضّح الغاية الإسرائيلية التي كانت منشودة من ظواهر العنف والحروب الأهلية التي حصلت وتحصل في مشرق الأمَّة العربية ومغربها. فكلّما ازدادت الصراعات الطائفية والمذهبية والإثنية على الأرض العربية، كلّما اقترب الحلم الصهيوني الكبير من التحقّق في أن تكون إسرائيل هي الدولة الدينية الأقوى في منطقةٍ قائمة على دويلاتٍ طائفية. فالمراهنة الإسرائيلية هي على ولادة هذه "الدويلات" التي بوجودها لن تكون هناك دولة فلسطينية مستقلّة، ولا تقسيم للقدس، ولا عودة الملايين من اللاجئين الفلسطينيين، بل توطينٌ لهم في "الدويلات" المستحدثة وتوظيف سلاحهم في حروب "داحس والغبراء" الجديدة.!

فكم هو جهلٌ مثيرٌ للتساؤل الآن حينما يتمّ استبعاد الدور الإسرائيلي في تفاعلاتٍ داخلية حدثت في عدّة أوطان عربية، وحينما لا ينتبه العرب إلى المصلحة الإسرائيلية الكبرى في تفتيت أوطانهم وفي صراعاتهم العنفية تحت أيِّ شعارٍ كان. فأمن إسرائيل يتحقّق (كما قال أحد الوزراء الإسرائيليين بعد حرب 1967) "حينما يكون كره العربي للعربي أكثر من كرهه للإسرائيلي". ثم كم هو نكرانٌ لوقائع حدثت في حروب أهلية عربية معاصرة، كالحرب الأهلية اللبنانية، حينما كان الدور الإسرائيلي فاعلاً فيها على مدار 15 سنة، ثم استمرّ بعد ذلك عبر عملاء في عدّة جهاتٍ سياسية لبنانية. أليس ذلك ما حدث ويحدث أيضاً من تدخّل إسرائيلي سافر في الأحداث التي جرت لسنوات داخل سوريا والعراق والسودان؟!.

وفي حقبة "الصراعات الدموية العربية"، واصلت إسرائيل بناء المستوطنات في القدس والضفة، وزادت من درجة الضغوط على فلسطينييّ 1948 لتهجير ما أمكن منهم، بل قد يكون ذلك، بالتخطيط الإسرائيلي المنسّق مع إدارة ترامب الآن، الوقت المناسب لتنفيذ مشروع "صفقة القرن" الذي يستهدف تهميش القضية الفلسطينية، وإلغاء حقّ بناء الدولة الفلسطينية المستقلّة، وإنهاء مسألة حقّ العودة.

إسرائيل بمختلف حكوماتها راهنت على تجزئة المجزّأ عربياً، وشجّعت كل الحركات الانفصالية بالمنطقة كالتي قامت في جنوب السودان وفي شمال العراق، وأقامت إسرائيل "دولة لبنان الحر" على الشريط الحدودي لها مع لبنان في ربيع العام 1979 كمدخل لمشاريع التقسيم الطائفي الذي أعدّت له منذ حقبة الخمسينات من القرن الماضي.

وإسرائيل هي التي رفضت وترفض قرار تقسيم فلسطين (رقم 181)، وهو الاسم الذي أطلق على قرار الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة والذي أُصدر بتاريخ 29 نوفمبر 1947، وهي نفسها التي عملت وتعمل على تقسيم البلاد العربية، إذ أنّ قرار تقسيم فلسطين يعني إعلان حدودٍ دولية للدولة الإسرائيلية، ووجود دولة فلسطينية مستقلّة على ما هو أشمل بكثير من الضفة الغربية وغزّة، كما يعني وضع مدينة القدس وجوارها تحت الوصاية الدولية، وهي أمورٌ كلّها مرفوضة من كلّ الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.

إنّ ما يحدث الآن في بعض الأوطان العربية، هو دلالة هامّة على نوع وحجم القضايا التي تعصف لعقودٍ طويلة بالأرض العربية، وهي كلّها تؤكّد الترابط الحاصل بين الأوضاع الداخلية وبين التدخّلات الخارجية، بين الهموم الاجتماعية والاقتصادية وبين فساد الحكومات السياسية، بين الضعف الداخلي الوطني وبين المصالح الأجنبية في هدم وحدة الأوطان، لكن التغيير المنشود ليس مسألة أهداف وشعارات فقط، بل هو أيضاً فكر وبرامج وقيادات وأساليب سليمة وتمييز دقيق في المراحل والأجندات والأولويات والصداقات، وهي كلّها عناصر لم تتوفّر عربياً بعد!.

رغم ذلك، فإنّ الدول الكبرى التي سيطرت في القرن الماضي أو تهيمن الآن على المنطقة العربية، غاب عنها درس تاريخ البشرية عموماً، وليس فقط محصّلة مائة عام في تاريخ المنطقة، بأنّ الشعوب يمكن تضليلها أو قهرها أو احتلالها لفترةٍ من الوقت، لكن هذه الشعوب لا يمكن أن تقبل بديلاً عن حرّيتها، وبأنّ الأوطان العربية لو تجزّأت سياسياً فهي موحّدة في ثقافتها وفي تاريخها وفي همومها وفي آمالها.

وما تحتاجه الآن القضية الفلسطينية هو أكثر ممّا حدث من ردود فعلٍ شعبية وسياسية على قرار ترامب بشأن القدس، وأيضاً أكثر من الحراك الفلسطيني المتواصل في القدس وفي الضفّة الغربية وغزّة، فهي تحتاج إلى إستراتيجية فلسطينية شاملة تضع حدّاً لما حصل في ربع القرن الماضي من تحريفٍ لمسار النضال الفلسطيني، ومن تقزيمٍ لهذه القضية التي كانت رمزاً لصراع عربي/صهيوني على مدار قرنٍ من الزمن، فجرى مسخها لتكون مسألة خاضعة للتفاوض بين "سلطة فلسطينية" في الضفّة الغربية وبين "الدولة الإسرائيلية" التي رفضت الاعتراف حتّى بأنّها دولة محتلّة، كما رفضت وترفض إعلان حدودها النهائية.

فمن المهمّ الآن إعادة بناء "منظمة التحرير الفلسطينية" لتكون "جبهة تحرّر وطني" تجمع وسطها كل التيّارات والقوى التي تنسجم مع إستراتيجيةٍ واحدة، تطالب بالحدّ الأدنى بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي المحتلّة عام 67 بما فيها القدس الشريف، وبناء دولة فلسطينية مستقلّة على هذه الأراضي (وعاصمتها القدس)، ثمّ تفاوض هذه الدولة حين قيامها على مصير اللاجئين الفلسطينيين دون التخلّي عن حقوقهم المشروعة التي نصّت عليها القرارات الدولية.

وحينما يتحقّق ذلك التحوّل المنشود في بنية "منظمّة التحرير"، سيكون من واجب القيادة الفلسطينية - كما هو من حقّها- تحديد أساليب المقاومة وأمكنتها والجهات التي تقوم بها لكي لا يحدث أي خلل سياسي وأمني في الساحة الفلسطينية، ولمنع إسرائيل من استغلال أي عملياتٍ فردية قد تسيء إلى معركة التحرّر الوطني الفلسطيني. وعند ذلك، سيجد الإنسان الفلسطيني أملاً في قيادة تسير على طريقٍ سليم يجمع بين وضوحٍ في الرؤية، وبين أسلوبٍ سليم في التعامل مع مسألتيْ المقاومة والتفاوض.



14 نوفمبر 2018


https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى