هل الموت مصيبة؟!
الموت هو قضاء الله المحتوم على كل كائن حي، واجل مكتوب لكل نفس، فما من نفس الا وهي ذائقة للموت، وحقيقة الموت انه مرحلة من مراحل مسيرة الانسان الى ربه حتى يلقاه تعالى وهو يتدرج في تلك المسيرة اليه سبحانه بمراحلها المتعددة، (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ۚ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ ۖ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (68)غافر ، فالموت والحياة مستويان في كونهما ابتلاء للاحياء والمخاليقتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الملك.
وبالموت تبدأ مرحلة حصد النتائج لهذا الابتلاء ، حيث انه انتقال قسري لمرحلة جديدة كما ان المجيء للدنيا ومرحلة حياتها القصيرة تماما كان قسريا، فهو انتقال الى القيامة والساعة ومقدمة من مقدماتها كما جاء في الحديث اذا مات الميت فقد قامت قيامته، وانتقل لينتظر الساعة {يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيْدٌ} [الحج:2]. والآيات كثيرة؛ منها ما ورد في القرآن الكريم قال تعالى: {يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بالْحَقِّ ذَلكَ يَوْمُ الخُرُوْجِ} [ق:42]، وقال تعالى: {ونُفِخَ فِي الصُّور فإذَا هُمْ مِنَ الأجْدَاثِ إلَى رَبِّهم يَنْسِلون} [يس:51]، وقال تعالى: {وَإنْ كُلٌّ لمَّا جَمِيعٌ لدَيْنا مُحْضَرُون} [يس:32]، وقال تعالى: {إنْ كَانَتْ إلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإذا هُمْ جَمِيعُ لَدَيْنا مُحْضَرُون} [يس:53]، وقال تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّوْرِ فَتَأْتُونَ أفْوَاجاً} [النبأ:18]. وكلمة الرجوع إلى الله تعالى واشتقاقاتها واردة في القرآن الكريم بكثرة، وهي أساس من أسس التوعية والموعظة الربانية، وأن هناك عودة حتمية لله الواحد القهار، فلا عبثية في الموضوع على الإطلاق، فـ{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة من الآية:156]، فمرة {إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [الروم من الآية:11]، وهي مبني للمجهول ومرة مبني للمعلوم ومرة مصدر {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ} ومرة اسم فاعل {رَاجِعُونَ}، فسبحان الله مالك الملك ربّ العالمين. وياتي وصف الموت بالمصيبة في قوله تعالى (( فإذا ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت...)) الأية 106المائدة.
فهل الموت مصيبة؟ هل الموت كارثة؟
اذا ادركنا ان الموت ما هو الى انتقال حتمي للكائن الحي من مراحل سابقة الى مرحلة لاحقة علمنا ان الموت حق على العباد، واذا علمنا ان المؤمن منعم بعد الموت مكرم فان الموت عليه حال موته لن يكون مصيبة ، بل المصيبة هي التي حلت على اهله وذويه ومحبيه بفراقه، تماما كما يحزن احدنا اذا ودع حبيبا مسافرا، يزيد من الم هذا الوداع طول فترة اللقاء بعد الغياب من منظورنا المحدود، فلذلك وجدنا الصالحين والكثير من المؤمنين من الصحابة وغيرهم ممن بعدهم يشتاقون للموت ولقاء الله تعالى ولسان حالهم يقول ، غدا نلقى الاحبة محمدا وصحبه،ويُذكر انه لما حان الاجل و نزل الموت بصلاح الدين الأيوبي رضي الله عنه إبتسم، وقالوا له أهله وهم يبكون كيف تبتسم وانت تموت، قال ( اليوم ألقى رسول الله فأقول له انا حررت المسجد الأقصى من دنس الصليبيين وأعوانهم ). فالموت للمؤمن حين يموت ليس بكارثة ولا فاجعة في حقه لانه استراح من دار الفناء والشقاء وذهب لدار البقاء والخلود والنعيم الابدي.
ولكنه كارثة وفاجعة في حق من يقول الله في حقهم ( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104)المؤمنون. اللهم نسالك حسن الختام وطيب النزل و المقام لامواتنا واموات المسلمين عامة يا اكرم المنزلين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الموت هو قضاء الله المحتوم على كل كائن حي، واجل مكتوب لكل نفس، فما من نفس الا وهي ذائقة للموت، وحقيقة الموت انه مرحلة من مراحل مسيرة الانسان الى ربه حتى يلقاه تعالى وهو يتدرج في تلك المسيرة اليه سبحانه بمراحلها المتعددة، (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ۚ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ ۖ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (68)غافر ، فالموت والحياة مستويان في كونهما ابتلاء للاحياء والمخاليقتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الملك.
وبالموت تبدأ مرحلة حصد النتائج لهذا الابتلاء ، حيث انه انتقال قسري لمرحلة جديدة كما ان المجيء للدنيا ومرحلة حياتها القصيرة تماما كان قسريا، فهو انتقال الى القيامة والساعة ومقدمة من مقدماتها كما جاء في الحديث اذا مات الميت فقد قامت قيامته، وانتقل لينتظر الساعة {يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيْدٌ} [الحج:2]. والآيات كثيرة؛ منها ما ورد في القرآن الكريم قال تعالى: {يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بالْحَقِّ ذَلكَ يَوْمُ الخُرُوْجِ} [ق:42]، وقال تعالى: {ونُفِخَ فِي الصُّور فإذَا هُمْ مِنَ الأجْدَاثِ إلَى رَبِّهم يَنْسِلون} [يس:51]، وقال تعالى: {وَإنْ كُلٌّ لمَّا جَمِيعٌ لدَيْنا مُحْضَرُون} [يس:32]، وقال تعالى: {إنْ كَانَتْ إلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإذا هُمْ جَمِيعُ لَدَيْنا مُحْضَرُون} [يس:53]، وقال تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّوْرِ فَتَأْتُونَ أفْوَاجاً} [النبأ:18]. وكلمة الرجوع إلى الله تعالى واشتقاقاتها واردة في القرآن الكريم بكثرة، وهي أساس من أسس التوعية والموعظة الربانية، وأن هناك عودة حتمية لله الواحد القهار، فلا عبثية في الموضوع على الإطلاق، فـ{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة من الآية:156]، فمرة {إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [الروم من الآية:11]، وهي مبني للمجهول ومرة مبني للمعلوم ومرة مصدر {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ} ومرة اسم فاعل {رَاجِعُونَ}، فسبحان الله مالك الملك ربّ العالمين. وياتي وصف الموت بالمصيبة في قوله تعالى (( فإذا ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت...)) الأية 106المائدة.
فهل الموت مصيبة؟ هل الموت كارثة؟
اذا ادركنا ان الموت ما هو الى انتقال حتمي للكائن الحي من مراحل سابقة الى مرحلة لاحقة علمنا ان الموت حق على العباد، واذا علمنا ان المؤمن منعم بعد الموت مكرم فان الموت عليه حال موته لن يكون مصيبة ، بل المصيبة هي التي حلت على اهله وذويه ومحبيه بفراقه، تماما كما يحزن احدنا اذا ودع حبيبا مسافرا، يزيد من الم هذا الوداع طول فترة اللقاء بعد الغياب من منظورنا المحدود، فلذلك وجدنا الصالحين والكثير من المؤمنين من الصحابة وغيرهم ممن بعدهم يشتاقون للموت ولقاء الله تعالى ولسان حالهم يقول ، غدا نلقى الاحبة محمدا وصحبه،ويُذكر انه لما حان الاجل و نزل الموت بصلاح الدين الأيوبي رضي الله عنه إبتسم، وقالوا له أهله وهم يبكون كيف تبتسم وانت تموت، قال ( اليوم ألقى رسول الله فأقول له انا حررت المسجد الأقصى من دنس الصليبيين وأعوانهم ). فالموت للمؤمن حين يموت ليس بكارثة ولا فاجعة في حقه لانه استراح من دار الفناء والشقاء وذهب لدار البقاء والخلود والنعيم الابدي.
ولكنه كارثة وفاجعة في حق من يقول الله في حقهم ( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104)المؤمنون. اللهم نسالك حسن الختام وطيب النزل و المقام لامواتنا واموات المسلمين عامة يا اكرم المنزلين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.