. . . ثَـالِـثَـةُ الأثـافيْ . . .
ماذا يـقـولُ الـشّاعـرُ المِـسكـينُ
مـرَّتْ تُـقـارِبُ خَطـوَهـا وتَـزيـنُ
وتُجـمِّـعُ المكْسورَ وِفْـقَ لواحِظي
وتُـكـسِّـرُ الـموزونَ حَـيـثُ أصونُ
البحرُ في طرطوس يسكنُ عيـنَها
ذو لُجَّـتَـيـنِ مُغـاضِبٌ و حَـنـونُ
وهـناكَ بالأُفـُقِ القـريبِ جَـزيرةٌ
كَـشَـهـيقِ أُنـثى لَـفَّـها مَـجـنونُ
شُـطـآنُها حَـلَـفَـتْ بآخِـرِ قُـبْـلَـةٍ
لِـمُـراهِـقَيْـنِ فُـراقُـهُـمْ مَـضمونُ
أنْ تَـسـتَكِـينَ على زنودِ قصيدتي
هـذا يَـلـيـنُ وذاكَ لـيسَ يَـلـيـنُ
وتَـجمَّعتْ رُسُـلُ الـبـلاغَـةِ كُلُّها
بيـنَ النُّـهـودِ وخـالفَ الـطَّـيُّونُ
فَـعَـبـيرهُ عَـمّـا تَـحَـدَّثَ تَـقْـتَفي
يُـسرى مَـساكِبِ شَعرِها ويَـمينُ
وتراجعـتْ للخَـلْفِ قَـدرَ لِـباسِها
لا يَـسْـتَـكـينُ ولـيسَ ليـسَ يَـديـنُ
وتَمعَّـنَـتْ في شَـيْبَـتي وتَـفكَّـرَتْ
خَمسونُ ؟ يا مَا تَظلِمُ الخَمسونُ !
وتـساءلَـتْ أيكونُ ؟ ثُـمَّ تَـنهَّـدَتْ
وأصـرَّ مَـفْـرَقُ نَـهدِها سيـكونُ
فَـحرارةُ النَّهـدَيـنِ أبـلغُ مَـرفـأً
مِـمّا عـلى بَـحـرِ العُيـونِ سَــفيـنُ
ووقـائـعُ الأيّـامِ تُـثْـبِــتُ أنَّـهـا
قَـلْـبٌ ويـذكُـرُ والحَـديثُ شُـجونُ
لـكِـنَّ قـافَ مَـقـالِها قـد قَـلْـقـلَـتْ
نُـونَ الـوِقايةِ واشـتـكى التَّـنْـوينُ
وعَـرفْتُ مِـمّا قد تَـجمَّرَ في دمي
عَـنْ رحـمةٍ سـينالُـها المسـجونُ
ويُـمَزِّقُ المِنقارُ زيقَ قـميصِها
ويُـناصِـرُ الـرُّمّـانَـتَـينِ الـتِّـيـنُ
يا حِنطَةَ الجبلِ التي سَكِرتْ على
قَـطْـرِ السَّـماءِ ونَـقَّـرَ الحَــسُّونُ
قـلْبي كَـثَـغرِكِ جَـمرةٌ و سُلافُهُ
كَـرُضابِـكِ استوصى بهِ تِـشرينُ
يزدادُ بَـرداً كُـلَّما عـَصرَ اللَّـمى
ويـهونُ ثُـمَّ يـهونُ ثُـمَّ يـهونُ
بَـحـريَّـةَ العـيـنَـينِ مِـثْلُـكِ عـاشقٌ
لـكِـنْ بـظَـهْـرِ كُهولَتيْ سِـكِّـيـنُ
وأخـافُ ثـالِـثَـةَ الأثـافـيْ رُبِّـما
رَحَـلَ الرَّبـيعُ ولـم يـزَلْ كـانونُ
لا بحرَ في طَرطوسَ غادرَمَوجَهُ
إلّا وعـادَ علـى جَـناحِ سُـنـونو
سأعودُ مـا جالَتْ سُـلافُكِ في دَمي
وعَـلَيَّ هَـدبـاءُ الـعُيـونِ تَـمـونُ
الشّاعر حـسن علـي المـرعي ٢٦ /١٢ /٢٠١٨م
- الطَّيُّـونُ : نباتٌ دَبِقٌ ذو رائحةٍ زكيَّةٍ
- اللَّمى : سُمرةٌ جميلةٌ في الشَّفَةِ السُّفلى
- الأثـافي : جَـمعُ أُثْـفِيَـةٍ وهي حِـجارةُ الموقِـدِ
ماذا يـقـولُ الـشّاعـرُ المِـسكـينُ
مـرَّتْ تُـقـارِبُ خَطـوَهـا وتَـزيـنُ
وتُجـمِّـعُ المكْسورَ وِفْـقَ لواحِظي
وتُـكـسِّـرُ الـموزونَ حَـيـثُ أصونُ
البحرُ في طرطوس يسكنُ عيـنَها
ذو لُجَّـتَـيـنِ مُغـاضِبٌ و حَـنـونُ
وهـناكَ بالأُفـُقِ القـريبِ جَـزيرةٌ
كَـشَـهـيقِ أُنـثى لَـفَّـها مَـجـنونُ
شُـطـآنُها حَـلَـفَـتْ بآخِـرِ قُـبْـلَـةٍ
لِـمُـراهِـقَيْـنِ فُـراقُـهُـمْ مَـضمونُ
أنْ تَـسـتَكِـينَ على زنودِ قصيدتي
هـذا يَـلـيـنُ وذاكَ لـيسَ يَـلـيـنُ
وتَـجمَّعتْ رُسُـلُ الـبـلاغَـةِ كُلُّها
بيـنَ النُّـهـودِ وخـالفَ الـطَّـيُّونُ
فَـعَـبـيرهُ عَـمّـا تَـحَـدَّثَ تَـقْـتَفي
يُـسرى مَـساكِبِ شَعرِها ويَـمينُ
وتراجعـتْ للخَـلْفِ قَـدرَ لِـباسِها
لا يَـسْـتَـكـينُ ولـيسَ ليـسَ يَـديـنُ
وتَمعَّـنَـتْ في شَـيْبَـتي وتَـفكَّـرَتْ
خَمسونُ ؟ يا مَا تَظلِمُ الخَمسونُ !
وتـساءلَـتْ أيكونُ ؟ ثُـمَّ تَـنهَّـدَتْ
وأصـرَّ مَـفْـرَقُ نَـهدِها سيـكونُ
فَـحرارةُ النَّهـدَيـنِ أبـلغُ مَـرفـأً
مِـمّا عـلى بَـحـرِ العُيـونِ سَــفيـنُ
ووقـائـعُ الأيّـامِ تُـثْـبِــتُ أنَّـهـا
قَـلْـبٌ ويـذكُـرُ والحَـديثُ شُـجونُ
لـكِـنَّ قـافَ مَـقـالِها قـد قَـلْـقـلَـتْ
نُـونَ الـوِقايةِ واشـتـكى التَّـنْـوينُ
وعَـرفْتُ مِـمّا قد تَـجمَّرَ في دمي
عَـنْ رحـمةٍ سـينالُـها المسـجونُ
ويُـمَزِّقُ المِنقارُ زيقَ قـميصِها
ويُـناصِـرُ الـرُّمّـانَـتَـينِ الـتِّـيـنُ
يا حِنطَةَ الجبلِ التي سَكِرتْ على
قَـطْـرِ السَّـماءِ ونَـقَّـرَ الحَــسُّونُ
قـلْبي كَـثَـغرِكِ جَـمرةٌ و سُلافُهُ
كَـرُضابِـكِ استوصى بهِ تِـشرينُ
يزدادُ بَـرداً كُـلَّما عـَصرَ اللَّـمى
ويـهونُ ثُـمَّ يـهونُ ثُـمَّ يـهونُ
بَـحـريَّـةَ العـيـنَـينِ مِـثْلُـكِ عـاشقٌ
لـكِـنْ بـظَـهْـرِ كُهولَتيْ سِـكِّـيـنُ
وأخـافُ ثـالِـثَـةَ الأثـافـيْ رُبِّـما
رَحَـلَ الرَّبـيعُ ولـم يـزَلْ كـانونُ
لا بحرَ في طَرطوسَ غادرَمَوجَهُ
إلّا وعـادَ علـى جَـناحِ سُـنـونو
سأعودُ مـا جالَتْ سُـلافُكِ في دَمي
وعَـلَيَّ هَـدبـاءُ الـعُيـونِ تَـمـونُ
الشّاعر حـسن علـي المـرعي ٢٦ /١٢ /٢٠١٨م
- الطَّيُّـونُ : نباتٌ دَبِقٌ ذو رائحةٍ زكيَّةٍ
- اللَّمى : سُمرةٌ جميلةٌ في الشَّفَةِ السُّفلى
- الأثـافي : جَـمعُ أُثْـفِيَـةٍ وهي حِـجارةُ الموقِـدِ