انا في غيابك - لقائلها منقولة من صفحة بتول الاعرجي
كتب لي أحدهم :
يا سلطانتي الجميلة
أنا في غيابك…
كسيجارة ترفض المثول
امام عود ثقاب يحترق
وانا في مأزق
يجتاحني القلق
يحتلني الأرق
ويدق في مدينة الغياب
نواقيس الخطر
في غيابك ...
الأمن مفقود
لا شيء سوى اضطرابات الروح والفتن
لا شيء سوى الحزن
ينصب في العراء خيمة
وينادي على العاشقين بأسمائهم.
حتى من غادر الى مثواه الاخير
مرتديا الكفن
في غيابك...
يغدو القلب أمواج بحور متلاطمة
تطل على شواطئ منهكة
فتخشى من مطاردةِ المد يجتازه
فيهدأ بجوار جزيرة عاشقة
في غيابك...
أرتحلت طيور النوارس
طارت حمامة السلام
غابت الشمس وحل الظلام
وماتَ على أسوار شفتي الكلام
لان غيابك كل ساعة تمرق عام
في غيابك...
أرسم في الهواء نافذةً صغيرة
تطل على قصر الخليفة
أمحو ملامح الحديقةِ
أرسمُ طفل يبكي
منذ بداية الخليقة
في غيابك
يختبئ الكون في المتاهة
يعم الصمت أجواء المكان
ويمضي بعيداً
على هيئة نبيا
إلى سدرة المنتهى.
في غيابك
يتصاعد الشوق كسحابة دخان
ثم يتلاشى
ثم يخر ..مغشيا عليه
من هول الصاعقة
تلتهمُ النارُ أطرافهُ
والبقية تتقاذفها افواه العاصفة
في غيابك
لا شيءَ يعدو غير السراب
أفق بعيد يتراءى من غير ثياب
مترعٍ بالفراغ
خطوات كسولة تتأرجح
ذهاب ..واياب
و روحٍ حزينة يعصرها الصبر
بعناق اللقاء
في غيابك
تغادرني كل حروف الابجدية
يحاصرني التيه والجنون
وانا ارسم قبلة ضائعة
على شفتيك الوردية
يتوقف الوقت
يضيق الزمان
تتوقف الارض عن الدوران
المكان.. الفضاء
ولا شيءَ غير ظلمة القبر
في داخلي تتسع.
في غيابك
انواء صاخبة ..رعد ..ومطر
امخر كسفينة مثقوبة تحتظر
محملة بالوجع مثقلة بالخطايا
مولعة بعشق مندثر
تشتد العاصفة الهوجاء
أترقب همس الجهات
أرتب في ضفة الحلم
موعدنا المنتظر
في غيابك
المدن مهجورة
الأرض سواد والسماء سواد
كل القصائدِ مكتوبة بالرماد
وكل الطرق موشحة بطقوس الحداد
وكل الشوارعِ متخمة بالأنين والبكاء
وكل الأزقة موبوءة بالقلق والارتياب
لا الصبح يزور حاراتها الحزينة
ولا عتمة الليل يؤنسها الغناء
في غيابك
الأرض عبارة عن صحراء
ورجل طريد وسط الرمال
يبحث عن بوصلة الشمال
يبحث في وجوه المطاردين عن مغارة
ولا شيء سوى نسيج عنكبوت
وعش حمامة
في غيابك
صارت تجف ينابيع الحياة
ويقترب يوم القيامة.