قصة قصيرة
حَصَافَة
أغمضت عيون الدهشة عن ذاكرة المكان، وأوغلت السفر في متاهات اللامكان، تأبطت المستحيل، خرجتُ تسابقني خطواتي، أريد أن ألتقيه لأول مرةٍ حقيقة، بعد أن كنت ألتقيه يومياً على مواقع التواصل الاجتماعي، كذبت على أمي كذبة على غير العادة، عندما سألتني إلى أين أنت ذاهبة؟ لم أستطع إخبارها، وهل من المعقول أن أقول لها ذاهبة لألتقي رجلاً لا أعرف عنه إلا صورته المعلقة على جدار صفحته، تذرعت لها بحجة كأنها لم تقنعها، لكنها لم تقفْ طويلا عندها، كانت واثقةً كل الثقة بي، تلك الثقة التي خنتها لأول مرة في حياتي، ذهبت لا ألتفت ورائي، لكن مابها الدرب كأنها غريبة عني، أحاول أن أغض الطرف عن المارة، كأنني أخبيء وجهي عنهم بذلك لا يعرفونني، أسرع حينا وأحيانا تتباطأ خطواتي، وأنا أسابق الوقت، أمدُّ يدي أعدل من أناقتي وأتساءل ترى هل سيراني جميلةً، أم سيقول لي لستِ من أبحث عنها..
هل سأرتمي بأحضانه أول ماتقع عيني عليه، أم سأقف مشدوهة خجلة ، وهل ..وهل..
ترى كم ستكون درجة نيران الحب بيننا؟
اتساءل وأتساءل والدرب تطول ..وتطول..
أخيرا وصلت..بحثت عنه كثيرا، لم أجده!! وجدت فقط شيطان إختبأ بملامح إنسان، شيطان استطعت في اللحظات الأخيرة أن أفلت من براثنه،
قفلت عائدة، رميتُ خيبتي على أول ركن من بيتي الدافيء، وتركت العنان لدموعي تعاقبني على ما اقترفت من ذنب، بالأصل لم يكن سوى مجرد أوهام.
سهير مصطفى
حَصَافَة
أغمضت عيون الدهشة عن ذاكرة المكان، وأوغلت السفر في متاهات اللامكان، تأبطت المستحيل، خرجتُ تسابقني خطواتي، أريد أن ألتقيه لأول مرةٍ حقيقة، بعد أن كنت ألتقيه يومياً على مواقع التواصل الاجتماعي، كذبت على أمي كذبة على غير العادة، عندما سألتني إلى أين أنت ذاهبة؟ لم أستطع إخبارها، وهل من المعقول أن أقول لها ذاهبة لألتقي رجلاً لا أعرف عنه إلا صورته المعلقة على جدار صفحته، تذرعت لها بحجة كأنها لم تقنعها، لكنها لم تقفْ طويلا عندها، كانت واثقةً كل الثقة بي، تلك الثقة التي خنتها لأول مرة في حياتي، ذهبت لا ألتفت ورائي، لكن مابها الدرب كأنها غريبة عني، أحاول أن أغض الطرف عن المارة، كأنني أخبيء وجهي عنهم بذلك لا يعرفونني، أسرع حينا وأحيانا تتباطأ خطواتي، وأنا أسابق الوقت، أمدُّ يدي أعدل من أناقتي وأتساءل ترى هل سيراني جميلةً، أم سيقول لي لستِ من أبحث عنها..
هل سأرتمي بأحضانه أول ماتقع عيني عليه، أم سأقف مشدوهة خجلة ، وهل ..وهل..
ترى كم ستكون درجة نيران الحب بيننا؟
اتساءل وأتساءل والدرب تطول ..وتطول..
أخيرا وصلت..بحثت عنه كثيرا، لم أجده!! وجدت فقط شيطان إختبأ بملامح إنسان، شيطان استطعت في اللحظات الأخيرة أن أفلت من براثنه،
قفلت عائدة، رميتُ خيبتي على أول ركن من بيتي الدافيء، وتركت العنان لدموعي تعاقبني على ما اقترفت من ذنب، بالأصل لم يكن سوى مجرد أوهام.
سهير مصطفى