وا حسرتا على عقول كثير من المسلمين .. كم هي ضعيفة .. ومتهافتة .. وسطحية !!!
فتنتشر الخزعبلات .. والخرافات .. والأساطير في عقول كثير منهم .. انتشار النار في الهشيم !!!
حتى للأسف .. لدى من يحملون شهادات جامعية علمية .. ولدى معظم الشيوخ الذين يستغلونها .. ويتاجرون بها ..
بل ويأججونها .. ويشعلونها في عقول الناس ذكرانا وإناثا .. وينشرونها على أوسع نطاق .. ليكسبوا من ورائها القناطير المقنطرة من الذهب والفضة .. بدعاويهم الباطلة .. أنهم قادرون على إخراج الشياطين من بطون الناس !!!
كذبة .. وفرية ما أنزل الله بها من سلطان .. تستحوذ على 90% أو أكثر من عقول المسلمين ..
والشيطان فرح .. مسرور .. يضحك ملء فيه .. على عقول بني آدم المخبولين .. البلهاء .. المغفلين !!!
ويوم القيامة .. يُعلمهم إبليس بالحقيقة الصادمة .. التي كانوا عنها غافلين ..
( وَقَالَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لَمَّا قُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمۡ وَعۡدَ ٱلۡحَقِّ وَوَعَدتُّكُمۡ فَأَخۡلَفۡتُكُمۡۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيۡكُم مِّن سُلۡطَٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوۡتُكُمۡ فَٱسۡتَجَبۡتُمۡ لِيۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوٓاْ أَنفُسَكُمۖ مَّآ أَنَا۠ بِمُصۡرِخِكُمۡ وَمَآ أَنتُم بِمُصۡرِخِيَّ ) ..
لم يكن له سلطان .. ولا سيطرة .. ولا قوة يتحكم بها في داخل جسم الإنسان ..
وإنما كان يستهزئ .. ويسخر من عقول الناس المخبولين .. الموسوسين .. ضعيفي العقل .. والإرادة !!!
لا يوجد نص قرآني .. ولا حديث نبوي صحيح يثبت .. صحة أكذوبة دخول الشيطان جسم الإنسان على الإطلاق ..
وما يستشهد به المفتونون .. بآية المس للذي يأكل الربا .. وهي وحيدة في القرآن .. تحريف .. ولي للكلم عن مواضعه ..
( ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ ٱلرِّبَوٰاْ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ ) ..
هذه الآية لا تدل .. ولا تثبت .. ولا تقول أن الشيطان يدخل جسم الإنسان ..
فهذا الدليل غير صحيح إطلاقا .. وافتراء على الله .. لسببين :
الأول : أن هذه الصورة المزرية .. القبيحة لآكل الربا .. وهو يترنح .. ويتمايل.. ويقع على الأرض .. ثم يقوم .. .. وهو يتخبط كالسكران .. والمخبول .. لا تحصل إلا في الآخرة .. بعد النشور من القبور .. ولا تحصل له في الدنيا على الإطلاق .. وهذا ما يثبته كل المفسرين جميعهم ..
إذ أن 99% من البشر يأكلون الربا ..
و90% من المسلمين .. أو أقل من ذلك أو أكثر .. يأكلون الربا ..
ويعيشون حياة طبيعية .. ليس فيها تخبط .. ولا ترنح .. إلا المهلوسين .. المخبولين .. المنقادين لسيطرة الشياطين عليهم !!!
الثاني : الخبط لغة تعني الضرب بآلة على الجسم .. من الخارج وليس من الداخل .. فيصبح المخبوط .. فاقد الوعي يدور كما يدور البعير حول الرحى .. ويترنح .. ويقع .. والذي يقوم بهذا الضرب هو الشيطان من خارج الجسم .. وليس من داخله .. ويسوقه إلى ساحة الحساب من بعد قيامه من قبره .. ويضربه نكالا له .. وتحقيرا .. وإذلالا له أمام جميع الخلائق .. كعلامة مميزة له !!!
وأصحاب التفاسير .. يفسرون المس بالجنون .. لأنه هذا هو الأصل اللغوي ..
فالممسوس هو المجنون .. وهذا مريض عصبي نفسي .. ليس للشيطان أي دخل فيه ..
والشيطان بريء منه .. براءة الذئب من دم ابن يعقوب !!!
ومكان علاجه في مستشفى المجانين ( العصفورية ) .. وليس عند المشعوذين .. والدجالين ..
والذين يربطون بين الشياطين والجنون .. هم قوم أميون في الطب .. وجاهلون جهالة منكرة .. ومغرقة في العماية بعلم الأمراض وأسباب حدوثها ..
ومن يتصدر من العلماء لربط الشياطين بالأمراض .. إنما يرقى مرقى صعبا .. يخبط خبط عشواء في علوم ليست من اختصاصه .. ولا يعرف عنها شيئا .. فيضل نفسه .. ويوردها المهالك .. ويضل الناس بغير علم .. ويهلكهم بزعماته الجاهلة .. الباطلة .. الكاذبة !!!
وهذا ما يقوله الزمخشري في الكشاف .. وهو أوضح تفسير على الإطلاق ..
( لاَ يَقُومُونَ ) إذا بعثوا من قبورهم ( إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الذى يَتَخَبَّطُهُ الشيطان ) أي المصروع.
وتخبط الشيطان من زعمات العرب، يزعمون أن الشيطان يخبط الإنسان فيصرع.
والخبط الضرب على غير استواء كخبط العشواء، فورد على ما كانوا يعتقدون.
والمس: الجنون.
ورجل ممسوس، وهذا أيضاً من زعماتهم، وأن الجنيَّ يمسه فيختلط عقله، وكذلك جن الرجل: معناه ضربته الجنّ ورأيت لهم في الجن قصص وأخبار وعجائب، وإنكار ذلك عندهم كإنكار المشاهدات.
فإن قلت: بم يتعلق قوله: ( مِنَ المس ) ؟ قلت: ب ( لا يقومون ) ، أي لا يقومون من المسّ الذي بهم إلا كما يقوم المصروع.
ويجوز أن يتعلق بيقوم، أي كما يقوم المصروع من جنونه.
والمعنى أنهم يقومون يوم القيامة مخبلين كالمصروعين، تلك سيماهم يعرفون بها عند أهل الموقف.
وقيل الذين يخرجون من الأجداث يوفضون، إلا أكلة الربا فإنهم ينهضون ويسقطون كالمصروعين، لأنهم أكلوا الربا فأرباه الله في بطونهم حتى أثقلهم، فلا يقدرون على الإيفاض ( ذَلِك) العقاب بسبب قولهم ( إِنَّمَا البيع مِثْلُ الربا ) ..
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ) قَالَ : يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَجْنُونًا يُخْنَقُ *..
وَعن ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) قَالَ : يُعْرَفُونَ بِذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَسْتَطِيعُونَ الْقِيَامَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الْمُتَخَبِّطُ الْمُنْخَنِقُ ..
وكلهم مجمعون على أن هذه الصورة تحصل يوم القيامة .. ولا علاقة لها في الدنيا .. البتة ..
فمن الجنون .. والخبال اتخاذها دليلا .. على دخول الشيطان جسم الإنسان !!!
ولكن أكثر الناس لا يعلمون !!!
( وقال ابن عباس رضي الله عنه ومجاهد وابن جبير وقتادة والربيع والضحاك والسدي وابن زيد: معنى قوله: لا يَقُومُونَ من قبورهم في البعث يوم القيامة، قال بعضهم: يجعل معه شيطان يخنفة، وقالوا كلهم يبعث كالمجنون عقوبة له وتمقيتا عند جمع المحشر، ويقوي هذا التأويل المجمع عليه في أن في قراءة عبد الله بن مسعود لا يقومون يوم القيامة إلا كما يقوم. ) ..
فالمس باللغة العربية .. تعني : لمس الجسم من الخارج .. وليس من داخل الجسم ..
• مَسَّ الشيءَ مَسًّا : لَمَسَهُ بيده .
وفي التنزيل العزيز : الواقعة آية 78 مَسَّ 79 فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُونَ ) ) .
يقال : مَسِسْتُ الشيءَ ؛ ورُبَّما قيل : مِسْتُه ، ومَسْتُه .
و مَسَّ الماءُ الْجَسَدَ : أَصَابه ، ويقال : مسَّهُ بالسَّوْط ، ومَسَّه الكِبَرُ والمَرَضُ .
ومسَّ المرأَة : باضَعَها ؛ وفي التنزيل العزيز : آل عمران آية 47 قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ) ) .
ومسَّه العذابُ ، ومسَّتهم البأساء ..
المعجم: المعجم الوسيط
ومما يعزز ويقوي هذا المعنى ..
( وَٱذۡكُرۡ عَبۡدَنَآ أَيُّوبَ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلشَّيۡطَٰنُ بِنُصۡبٖ وَعَذَابٍ ) ..
كل المفسرين قاطبة .. فسروا هذا المس بالوسوسة .. وليس بدخول الشيطان إلى جسم أيوب عليه وسلم .. وهذا محال في حق الأنبياء ..
والله تعالى لما خلق آدم .. طلب من الملائكة السجود له .. تكريما وتعظيما له ..
فكيف يسمح بعد ذلك للشيطان المارق .. الآبق .. أن يدخل أجساد ذرية آدم المكرم .. ليسيطر عليها .. ويتحكم بها ؟؟؟!!!
ألا تعقلون يا بني آدم ؟؟؟!!!
هذا تناقض .. وعبث .. لا يليق برب العزة والجلال .. أن يفعله !!!
وإذا فعله .. وهذا مستحيل في حق الله تعالى .. فهذا رب لا يستحق العبادة !!!..
أن يدع مخلوقا ضعيفا .. يسيطر .. ويتحكم في مصير مخلوق أقوى .. وأكرم منه .. ويتخلى هذا الرب عن وظيفته .. في السيطرة على جميع مخلوقاته !!!
خاصة وأن إبليس عصاه .. ورفض طاعته .. واستكبر .. وأبى أن يسجد .. محتجا بأنه أفضل من آدم .. والله زجره .. وأخرسه .. وطرده من الجنة .. وأعلمه بأنه ليس له سلطان .. أو تحكم .. أو سيطرة على عباده .. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ..
فتنتشر الخزعبلات .. والخرافات .. والأساطير في عقول كثير منهم .. انتشار النار في الهشيم !!!
حتى للأسف .. لدى من يحملون شهادات جامعية علمية .. ولدى معظم الشيوخ الذين يستغلونها .. ويتاجرون بها ..
بل ويأججونها .. ويشعلونها في عقول الناس ذكرانا وإناثا .. وينشرونها على أوسع نطاق .. ليكسبوا من ورائها القناطير المقنطرة من الذهب والفضة .. بدعاويهم الباطلة .. أنهم قادرون على إخراج الشياطين من بطون الناس !!!
كذبة .. وفرية ما أنزل الله بها من سلطان .. تستحوذ على 90% أو أكثر من عقول المسلمين ..
والشيطان فرح .. مسرور .. يضحك ملء فيه .. على عقول بني آدم المخبولين .. البلهاء .. المغفلين !!!
ويوم القيامة .. يُعلمهم إبليس بالحقيقة الصادمة .. التي كانوا عنها غافلين ..
( وَقَالَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لَمَّا قُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمۡ وَعۡدَ ٱلۡحَقِّ وَوَعَدتُّكُمۡ فَأَخۡلَفۡتُكُمۡۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيۡكُم مِّن سُلۡطَٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوۡتُكُمۡ فَٱسۡتَجَبۡتُمۡ لِيۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوٓاْ أَنفُسَكُمۖ مَّآ أَنَا۠ بِمُصۡرِخِكُمۡ وَمَآ أَنتُم بِمُصۡرِخِيَّ ) ..
لم يكن له سلطان .. ولا سيطرة .. ولا قوة يتحكم بها في داخل جسم الإنسان ..
وإنما كان يستهزئ .. ويسخر من عقول الناس المخبولين .. الموسوسين .. ضعيفي العقل .. والإرادة !!!
لا يوجد نص قرآني .. ولا حديث نبوي صحيح يثبت .. صحة أكذوبة دخول الشيطان جسم الإنسان على الإطلاق ..
وما يستشهد به المفتونون .. بآية المس للذي يأكل الربا .. وهي وحيدة في القرآن .. تحريف .. ولي للكلم عن مواضعه ..
( ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ ٱلرِّبَوٰاْ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ ) ..
هذه الآية لا تدل .. ولا تثبت .. ولا تقول أن الشيطان يدخل جسم الإنسان ..
فهذا الدليل غير صحيح إطلاقا .. وافتراء على الله .. لسببين :
الأول : أن هذه الصورة المزرية .. القبيحة لآكل الربا .. وهو يترنح .. ويتمايل.. ويقع على الأرض .. ثم يقوم .. .. وهو يتخبط كالسكران .. والمخبول .. لا تحصل إلا في الآخرة .. بعد النشور من القبور .. ولا تحصل له في الدنيا على الإطلاق .. وهذا ما يثبته كل المفسرين جميعهم ..
إذ أن 99% من البشر يأكلون الربا ..
و90% من المسلمين .. أو أقل من ذلك أو أكثر .. يأكلون الربا ..
ويعيشون حياة طبيعية .. ليس فيها تخبط .. ولا ترنح .. إلا المهلوسين .. المخبولين .. المنقادين لسيطرة الشياطين عليهم !!!
الثاني : الخبط لغة تعني الضرب بآلة على الجسم .. من الخارج وليس من الداخل .. فيصبح المخبوط .. فاقد الوعي يدور كما يدور البعير حول الرحى .. ويترنح .. ويقع .. والذي يقوم بهذا الضرب هو الشيطان من خارج الجسم .. وليس من داخله .. ويسوقه إلى ساحة الحساب من بعد قيامه من قبره .. ويضربه نكالا له .. وتحقيرا .. وإذلالا له أمام جميع الخلائق .. كعلامة مميزة له !!!
وأصحاب التفاسير .. يفسرون المس بالجنون .. لأنه هذا هو الأصل اللغوي ..
فالممسوس هو المجنون .. وهذا مريض عصبي نفسي .. ليس للشيطان أي دخل فيه ..
والشيطان بريء منه .. براءة الذئب من دم ابن يعقوب !!!
ومكان علاجه في مستشفى المجانين ( العصفورية ) .. وليس عند المشعوذين .. والدجالين ..
والذين يربطون بين الشياطين والجنون .. هم قوم أميون في الطب .. وجاهلون جهالة منكرة .. ومغرقة في العماية بعلم الأمراض وأسباب حدوثها ..
ومن يتصدر من العلماء لربط الشياطين بالأمراض .. إنما يرقى مرقى صعبا .. يخبط خبط عشواء في علوم ليست من اختصاصه .. ولا يعرف عنها شيئا .. فيضل نفسه .. ويوردها المهالك .. ويضل الناس بغير علم .. ويهلكهم بزعماته الجاهلة .. الباطلة .. الكاذبة !!!
وهذا ما يقوله الزمخشري في الكشاف .. وهو أوضح تفسير على الإطلاق ..
( لاَ يَقُومُونَ ) إذا بعثوا من قبورهم ( إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الذى يَتَخَبَّطُهُ الشيطان ) أي المصروع.
وتخبط الشيطان من زعمات العرب، يزعمون أن الشيطان يخبط الإنسان فيصرع.
والخبط الضرب على غير استواء كخبط العشواء، فورد على ما كانوا يعتقدون.
والمس: الجنون.
ورجل ممسوس، وهذا أيضاً من زعماتهم، وأن الجنيَّ يمسه فيختلط عقله، وكذلك جن الرجل: معناه ضربته الجنّ ورأيت لهم في الجن قصص وأخبار وعجائب، وإنكار ذلك عندهم كإنكار المشاهدات.
فإن قلت: بم يتعلق قوله: ( مِنَ المس ) ؟ قلت: ب ( لا يقومون ) ، أي لا يقومون من المسّ الذي بهم إلا كما يقوم المصروع.
ويجوز أن يتعلق بيقوم، أي كما يقوم المصروع من جنونه.
والمعنى أنهم يقومون يوم القيامة مخبلين كالمصروعين، تلك سيماهم يعرفون بها عند أهل الموقف.
وقيل الذين يخرجون من الأجداث يوفضون، إلا أكلة الربا فإنهم ينهضون ويسقطون كالمصروعين، لأنهم أكلوا الربا فأرباه الله في بطونهم حتى أثقلهم، فلا يقدرون على الإيفاض ( ذَلِك) العقاب بسبب قولهم ( إِنَّمَا البيع مِثْلُ الربا ) ..
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ) قَالَ : يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَجْنُونًا يُخْنَقُ *..
وَعن ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) قَالَ : يُعْرَفُونَ بِذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَسْتَطِيعُونَ الْقِيَامَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الْمُتَخَبِّطُ الْمُنْخَنِقُ ..
وكلهم مجمعون على أن هذه الصورة تحصل يوم القيامة .. ولا علاقة لها في الدنيا .. البتة ..
فمن الجنون .. والخبال اتخاذها دليلا .. على دخول الشيطان جسم الإنسان !!!
ولكن أكثر الناس لا يعلمون !!!
( وقال ابن عباس رضي الله عنه ومجاهد وابن جبير وقتادة والربيع والضحاك والسدي وابن زيد: معنى قوله: لا يَقُومُونَ من قبورهم في البعث يوم القيامة، قال بعضهم: يجعل معه شيطان يخنفة، وقالوا كلهم يبعث كالمجنون عقوبة له وتمقيتا عند جمع المحشر، ويقوي هذا التأويل المجمع عليه في أن في قراءة عبد الله بن مسعود لا يقومون يوم القيامة إلا كما يقوم. ) ..
فالمس باللغة العربية .. تعني : لمس الجسم من الخارج .. وليس من داخل الجسم ..
• مَسَّ الشيءَ مَسًّا : لَمَسَهُ بيده .
وفي التنزيل العزيز : الواقعة آية 78 مَسَّ 79 فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُونَ ) ) .
يقال : مَسِسْتُ الشيءَ ؛ ورُبَّما قيل : مِسْتُه ، ومَسْتُه .
و مَسَّ الماءُ الْجَسَدَ : أَصَابه ، ويقال : مسَّهُ بالسَّوْط ، ومَسَّه الكِبَرُ والمَرَضُ .
ومسَّ المرأَة : باضَعَها ؛ وفي التنزيل العزيز : آل عمران آية 47 قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ) ) .
ومسَّه العذابُ ، ومسَّتهم البأساء ..
المعجم: المعجم الوسيط
ومما يعزز ويقوي هذا المعنى ..
( وَٱذۡكُرۡ عَبۡدَنَآ أَيُّوبَ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلشَّيۡطَٰنُ بِنُصۡبٖ وَعَذَابٍ ) ..
كل المفسرين قاطبة .. فسروا هذا المس بالوسوسة .. وليس بدخول الشيطان إلى جسم أيوب عليه وسلم .. وهذا محال في حق الأنبياء ..
والله تعالى لما خلق آدم .. طلب من الملائكة السجود له .. تكريما وتعظيما له ..
فكيف يسمح بعد ذلك للشيطان المارق .. الآبق .. أن يدخل أجساد ذرية آدم المكرم .. ليسيطر عليها .. ويتحكم بها ؟؟؟!!!
ألا تعقلون يا بني آدم ؟؟؟!!!
هذا تناقض .. وعبث .. لا يليق برب العزة والجلال .. أن يفعله !!!
وإذا فعله .. وهذا مستحيل في حق الله تعالى .. فهذا رب لا يستحق العبادة !!!..
أن يدع مخلوقا ضعيفا .. يسيطر .. ويتحكم في مصير مخلوق أقوى .. وأكرم منه .. ويتخلى هذا الرب عن وظيفته .. في السيطرة على جميع مخلوقاته !!!
خاصة وأن إبليس عصاه .. ورفض طاعته .. واستكبر .. وأبى أن يسجد .. محتجا بأنه أفضل من آدم .. والله زجره .. وأخرسه .. وطرده من الجنة .. وأعلمه بأنه ليس له سلطان .. أو تحكم .. أو سيطرة على عباده .. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ..