مؤسسة القدس الدولية تطلق تقريرها السنوي حال القدس 2018: تهويد في كل الاتجاهات على وقع التطبيع ومساعٍ أمريكية لتصفية القضية الفلسطينية في مقابل ابداع فلسطيني في الصمود والمواجهة
عقدت مؤسسة القدس الدولية اليوم الخميس 18/4/2019 مؤتمرًا صحفيًا في العاصمة اللبنانية بيروت لإطلاق تقرير حال القدس السنوي لعام 2018، بحضور حشد من مسؤولي القوى والأحزاب والهيئات والشخصيات الدبلوماسية والأكاديمية والسياسية والإعلامية والدينية والمنظمات الفلسطينية واللبنانية.
وافتتح المؤتمر معالي وزير الداخلية اللبناني الأسبق، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية الأستاذ بشارة مرهج، مقدمًا التهنئة للأسرى الفلسطينيين بانتصارهم على السجان الإسرائيلي ضمن معركة الكرامة الثانية التي خاضوها بأمعائهم الخاوية، ليأكدوا من جديد عزم الفلسطيني في مواصلة نضاله حتى النصر.
وأضاف مرهج:" إن الاحتلال الإسرائيلي إلى زوال مهما اشتدت الظروف، فلا القدس يمكن أن تهدى أو تقسم، ولا فلسطين يمكن أن تتغير وتتبدل، ستبقى فلسطين التاريخية بحدودها وجغرافيتها مقصدًا ومسارًا لكل الأحرار من أمتنا وشعوبنا وأحزابنا، كما نؤكد أن قرار ترمب بخصوص الجولان لن يغيّر من سوريتها وعروبتها".
وأكد مرهج أن المسجد الأقصى المبارك في خطر حقيقي يستهدف هويته ومعالمه وأجزاءه، وكذلك المقدّسات المسيحية، وقال:" مساجدنا وكنائسنا هي أمانة ربانية ووطنية، لا نقبل الاعتداء عليها أو سرقتها أو تزويرها أو السيطرة على أجزاء منها، ولا نقبل تقاسمها مع الاحتلال أو التدخل في شؤونها وإدارتها، كما نجدد رفضنا المطلق للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي تحت أي عنوان، فالتطبيع بالنسبة لنا خيانة لفلسطين ولمقدساتها، وخيانة لأمتنا وتاريخنا النضالي العربي القومي الإسلامي، فلا تجعلوا من هذا الاحتلال الغاشم صديقًا لكم، واحفظوا لكم ولأنفسكم ولشعوبكم ولتاريخكم موقفًا مشرفًا يسجله التاريخ لكم".
وفي استعراضه لأبرز ما جاء في التقرير، كشف محرر التقرير، ورئيس قسم الأبحاث والمعلومات في المؤسسة الأستاذ هشام يعقوب أن عدد مقتحمي المسجد الأقصى لعام 2018 قد بلغ 29801 مستوطنًا بزيادة عن عام 2017 بـ 16.3%، مؤكدًا أن بعض الأيام شهدت اقتحامات غير مسبوقة، ومنها اقتحام نحو 1620 مستوطنًا المسجد يوم 13/5/2018.
وقال يعقوب:" شهد عام 2018 ستّة عشر اقتحامًا لخمسة من أعضاء الكنيست والحكومة، وهو رقم قياسيّ منذ عام 1967، موضحًا أن هذه الزيادة في اقتحامات المستوطنين وأعضاء الكنيست والحكومة تُعزَى إلى "الهدوء الأمني"، والاحتضان السياسيّ الرسميّ الإسرائيليّ، وتطور أداء "منظمات المعبد"، واستهداف مكونات الدفاع عن الأقصى، وبيَّن يعقوب أن الاحتلالُ أغلق المسجد الأقصى بالكامل ثلاث مرّات لم يسمح فيها بدخول أحد إلى المسجد، وأصدر 176 قرار إبعاد عن الأقصى.
وقال يعقوب:" كثّف الاحتلال استهدافه للساحات الشرقية في الأقصى وما يقابلها من الخارج بموازاة سوره الشرقي، في سياق مخطط التقسيم المكاني للمسجد، واصل الاحتلال جهوده لتهويد منطقة الأقصى، ولا سيما في مشروع "بيت هليبا" والشروع ببناء المنصة الدائمة لصلاة "اليهود الإصلاحيين" ومشروع القطار هوائي (تلفريك) إضافة إلى الحفريات المتواصلة حول الأقصى وأسفل منه ولا سيما تحت المتحف الإسلامي في الزاوية الجنوبية الغربية للأقصى، وقد أسفرت هذه الحفريات عن سقوط حجر كبير من سور الأقصى الغربي.
وفيما يتعلق بالمقدسات المسيحية، قال يعقوب:" أغلقت الطوائف المسيحية في القدس كنيسة القيامة ثلاثة أيام احتجاجًا على قرار الاحتلال فرض ضرائب على كنائس القدس، ومحاولات تشريع مصادرة عقاراتها في الكنيست، واعتدت قواته على مسيرة أحد الشعانين في منطقة باب الأسباط، وتعرّضت مقبرة الرهبان الساليزيان التابعة لدير بيت جمال غرب القدس لاعتداء كبير حُطِّمَت فيه عشرات الصلبان وشواهد القبور والرموز الدينية المسيحية، وذكرَ مسؤولون في الدير أنّ 28 قبرًا تعرض للتكسير".
وأكد يعقوب أن القدس نالت النصيب الأكبر من عمليات الاعتقال حيث شهدت القدس 1736 حالة اعتقال، وأصدر نحو 90 قرارًا بالحبس المنزلي بحقّ أطفال القدس، وفرض عقوبة الإبعاد عن المنزل على أكثر من 35 طفلًا، إضافة إلى اعتقال نحو 39 طالبًا في أثناء توجههم إلى مدارسهم، فيما هدمت سلطات الاحتلال 143 بيتًا ومنشأة، وأُجبر 24 مقدسيًّا على هدم بيوتهم بأيديهم، وشهد مخيم شعفاط أكبر عملية هدم جماعية حيث هدمت آليات الاحتلال 16 محلًّا تجاريًّا.
وقال يعقوب:" تصدرت قضية الخان الأحمر مخططات التهجير الجماعي الإسرائيلية، فقد حاول الاحتلال طرد سكان الخان المكوَّنين من نحو 50 عائلة (180 شخصًا) يقيمون في خيم، ولكنه لم يفلح في ذلك.
وبيَّن يعقوب أن الاحتلال وضع مخططات لبناء 5820 وحدة استيطانيّة في القدس، واستولى على عدد من بيوت المقدسيين وعقاراتهم، ولا يزال التهديد بالإخلاء يلفّ مصير نحو 100 بيت في حي بطن الهوى و75 بيتًا في حي الشيخ جرّاح.
وكشف يعقوب أن وزير الداخلية الإسرائيلي قرر سحب هويات ثلاثة من نواب القدس (محمد أبو طير، ومحمد طوطح، وأحمد عطون) ووزيرها السابق خالد أبو عرفة، ووالدة الشهيد بهاء عليان.
وأوضح يعقوب أن الاحتلال الإسرائيلي أقرّ خطة لإلغاء دور الأونروا في القدس، وشرع عمليًّا بتنفيذ الخطة من بوابة أعمال التنظيف في مخيم شعفاط الذي ينوي دمجه مع بلدة شعفاط لشطب صفة اللجوء عنه، ثم استهدف القطاع الصحي التابع للأونروا بعد اقتحام إحدى العيادات، ولوّح بإغلاق مدارس الأونروا في القدس.
وأضاف:" بدأ الاحتلال تركيب 500 كاميرا مراقبة في أنحاء القدس المختلفة، وتعكف بلدية الاحتلال في القدس على بناء 10 أبراج لوقوف السيارات عند مداخل البلدة القديمة، كما أقر كنيست الاحتلال عدة قوانين كان من أخطرها قانون "يهودية الدولة" وقانون "القدس الموحدة".
وفي تطورات الانتفاضة والمواجهة مع الاحتلال، قال يعقوب:" بلغ مجموع العمليات في القدس المحتلة نحو 184 عملية، و1019 عملية في الضفة الغربية، أسفرت عن مقتل 16 مستوطنًا إسرائيليًا، من بينهم 7 من جنود الاحتلال، في مناطق الضفة الغربية المحتلة، وارتقاء 45 شهيدًا فلسطينيًا، من بينهم 5 شهداء من القدس المحتلة، فيما تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 24 شهيدًا خلال 2018، موضحًا أن عمليات إطلاق النار النوعية شكلت أبرز تطورات الانتفاضة خلال عام 2018، وحولت قدرة المنفذ على تنفيذ العملية ومن ثم الانسحاب من المكان، والتخفي لفترات طويلة، هذه العمليات لتكون الأكثر إيلامًا وتأثيرًا في الاحتلال.
وأكد يعقوب أن مسيرات العودة شكلت واحدة من أبرز أدوات المقاومة الشعبية الفلسطينية، وتفاعلت عناوين الجمع مع مختلف الأحداث والتطورات التي تعصف بفلسطين، من الدعم الأمريكي المتزايد للاحتلال ونصرة للقدس والانتفاضة ورفض التطبيع مع الاحتلال.
وألقى مدير عام المؤسسة الأستاذ ياسين حمود كلمة أشار فيها إلى ثلاثة مشاهد سيطرت على القدس خلال العام الماضي، المشهد الأول هو الحَراكِ الصهيوأمريكيِّ لتصفيةِ القضية الفلسطينيةِ عبر الترويجِ لـ"صفقةِ القرن"، والمشهدُ الثاني هو مشهدُ التطبيعِ والارتماءِ في أحضانِ العدوِّ الصهيونيّ، والمشهدُ الثالثُ هو مشهدُ صمودِ الشعبِ الفلسطينيِّ وإبداعِه في فنونِ المقاومةِ.
واستعرض حمود المواقف العربية والإسلامية والدولية التي جاءت في التقرير، موضحًا استمرار السلطة الفلسطينية تمسكها بالتنسيق الأمني. أما الفصائل والقوى الفلسطينية، فقد أعلنت رفضها لـ "صفقة القرن"، وما يمهد لها من مشاريع. وعلى الجانب الشعبي، تمسكت الجماهير الفلسطينية بخيار المقاومة.
وعلى صعيد التفاعل العربي والدولي، بيَّن حمود تراجع القضية الفلسطينية في أولويات الدول العربية، بالإضافة إلى حالة التراخي في التعاطي مع مستجدات القضية، في مقابل هرولة العديد من الدول للتطبيع مع الاحتلال، فيما تفاعل الاتحاد الأوروبي مع جملة من التطورات التي شهدتها القدس العام الماضي، عبر التصريحات الرافضة والشاجبة، أما أمريكيًا، فقد استكمل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سياسة تصفيّة القضيّة الفلسطينية، فاستتبع إعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال في 6/12/2017 بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس في 14/5/2018، واتّخذ سلسلة من القرارات التي صوب سهامه فيها على الدعم المالي للفلسطينيين.
أما المآلات المتوقعة حسب التقرير، فقد قال حمود:" يُتوقع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى واستهداف المنطقة الشرقية من المسجد، وتصعيد الضغط على الشرطة الإسرائيلية لإغلاق المسجد في وجه المسلمين في بعض المناسبات.
وأشار حمود إلى عودة التّلويح بهدم الخان الأحمر إضافة إلى تسريب المزيد من الأوقاف المسيحية في القدس، وإبقاء قضية الضرائب التي ينوي الاحتلال فرضها على الكنائس مفتوحًا لابتزازها وارتفاع ملحوظ في الاعتقالات وقرارات الإبعاد في ظل انسداد الأفق السياسي، والتحضير لإعلان تفاصيل "صفقة القرن"، ورفع وتيرة استهداف الأونروا في القدس، والشروع بإغلاق مؤسساتها تدريجيًّا.
وفيما يتعلق بالمقاومة في القدس، قال حمود:" ستستمرّ العمليات ضدّ الاحتلال ويعزّز من هذا الاحتمال تصاعد وتيرة التّهويد، ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية"، وتوقع حمود أن تشهد الأراضي الفلسطينية عمومًا، والضفة والقدس خصوصًا تصاعدًا في المواجهة مع الاحتلال سواء عبر العمليات الفردية، أو المظاهرات التي تتحول إلى مواجهات خلال إعلان "الخطة الأمريكية للسلام" المعروفة بـ"صفقة القرن".
وفي التوصيات، دعا حمود السلطة الفلسطينية إلى اتخاذ الإجراءات العملية لرفض "صفقة القرن" وتفعيل الدور الشعبي الفلسطيني لمواجهة التحديات.
وطالب حمود الفصائل والقوى الفلسطينية إلى ترجمة مواقفها بالتفاعل الميداني في القدس وتوفير الدعم والاحتضان لمبادرات الشباب الفلسطيني المنتفض في وجه الاحتلال، وتشجيع من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى على الرباط فيه، وخاصة في الصباح، وفي المنطقة الشرقية.
ودعا حمود الأردن إلى التمسك بالوصاية على المقدسات، والتصدي لأي مخططات تسعى إلى إلغائها، وتثبيت الوصاية على الأقصى كاملًا بكل مصلياته ومبانيه، وخوض مواجهة حقيقية ضمن الأدوات الممكنة مع الاحتلال لمنعه من تقويض هذه الوصاية.
وطالب حمود الدول العربية والإسلامية بنسج التحالفات الإقليمية والدّولية على أساس الموقف من القدس والقضية الفلسطينية عوضًا عن تبنّي الرواية الإسرائيلية داعيًا إلى الوقوف في وجه الولايات المتحدة، وعدم الانصياع لمخطّطاتها للسيطرة على المنطقة.
وطالب حمود القوى والأحزاب والهيئات الشعبية والمؤسسات الدينية والإعلامية والأهلية بالضغط على المستوى الرسمي لوقف التطبيع مع الاحتلال، ونشر الوعي لمنع التورط الشعبي في أيّ شكل من أشكال التطبيع، وتنظيم الحملات والفعاليات المتواصلة لنصرة القدس في كل المجالات وإطلاق حملات الدعم المالي للشعب الفلسطيني لا سيما في القدس، وتجاوز القيود التي تفرضها بعض الدول ضمن خطة التضييق المالي على الفلسطينيين لدفعهم إلى الرضوخ.
عقدت مؤسسة القدس الدولية اليوم الخميس 18/4/2019 مؤتمرًا صحفيًا في العاصمة اللبنانية بيروت لإطلاق تقرير حال القدس السنوي لعام 2018، بحضور حشد من مسؤولي القوى والأحزاب والهيئات والشخصيات الدبلوماسية والأكاديمية والسياسية والإعلامية والدينية والمنظمات الفلسطينية واللبنانية.
وافتتح المؤتمر معالي وزير الداخلية اللبناني الأسبق، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية الأستاذ بشارة مرهج، مقدمًا التهنئة للأسرى الفلسطينيين بانتصارهم على السجان الإسرائيلي ضمن معركة الكرامة الثانية التي خاضوها بأمعائهم الخاوية، ليأكدوا من جديد عزم الفلسطيني في مواصلة نضاله حتى النصر.
وأضاف مرهج:" إن الاحتلال الإسرائيلي إلى زوال مهما اشتدت الظروف، فلا القدس يمكن أن تهدى أو تقسم، ولا فلسطين يمكن أن تتغير وتتبدل، ستبقى فلسطين التاريخية بحدودها وجغرافيتها مقصدًا ومسارًا لكل الأحرار من أمتنا وشعوبنا وأحزابنا، كما نؤكد أن قرار ترمب بخصوص الجولان لن يغيّر من سوريتها وعروبتها".
وأكد مرهج أن المسجد الأقصى المبارك في خطر حقيقي يستهدف هويته ومعالمه وأجزاءه، وكذلك المقدّسات المسيحية، وقال:" مساجدنا وكنائسنا هي أمانة ربانية ووطنية، لا نقبل الاعتداء عليها أو سرقتها أو تزويرها أو السيطرة على أجزاء منها، ولا نقبل تقاسمها مع الاحتلال أو التدخل في شؤونها وإدارتها، كما نجدد رفضنا المطلق للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي تحت أي عنوان، فالتطبيع بالنسبة لنا خيانة لفلسطين ولمقدساتها، وخيانة لأمتنا وتاريخنا النضالي العربي القومي الإسلامي، فلا تجعلوا من هذا الاحتلال الغاشم صديقًا لكم، واحفظوا لكم ولأنفسكم ولشعوبكم ولتاريخكم موقفًا مشرفًا يسجله التاريخ لكم".
وفي استعراضه لأبرز ما جاء في التقرير، كشف محرر التقرير، ورئيس قسم الأبحاث والمعلومات في المؤسسة الأستاذ هشام يعقوب أن عدد مقتحمي المسجد الأقصى لعام 2018 قد بلغ 29801 مستوطنًا بزيادة عن عام 2017 بـ 16.3%، مؤكدًا أن بعض الأيام شهدت اقتحامات غير مسبوقة، ومنها اقتحام نحو 1620 مستوطنًا المسجد يوم 13/5/2018.
وقال يعقوب:" شهد عام 2018 ستّة عشر اقتحامًا لخمسة من أعضاء الكنيست والحكومة، وهو رقم قياسيّ منذ عام 1967، موضحًا أن هذه الزيادة في اقتحامات المستوطنين وأعضاء الكنيست والحكومة تُعزَى إلى "الهدوء الأمني"، والاحتضان السياسيّ الرسميّ الإسرائيليّ، وتطور أداء "منظمات المعبد"، واستهداف مكونات الدفاع عن الأقصى، وبيَّن يعقوب أن الاحتلالُ أغلق المسجد الأقصى بالكامل ثلاث مرّات لم يسمح فيها بدخول أحد إلى المسجد، وأصدر 176 قرار إبعاد عن الأقصى.
وقال يعقوب:" كثّف الاحتلال استهدافه للساحات الشرقية في الأقصى وما يقابلها من الخارج بموازاة سوره الشرقي، في سياق مخطط التقسيم المكاني للمسجد، واصل الاحتلال جهوده لتهويد منطقة الأقصى، ولا سيما في مشروع "بيت هليبا" والشروع ببناء المنصة الدائمة لصلاة "اليهود الإصلاحيين" ومشروع القطار هوائي (تلفريك) إضافة إلى الحفريات المتواصلة حول الأقصى وأسفل منه ولا سيما تحت المتحف الإسلامي في الزاوية الجنوبية الغربية للأقصى، وقد أسفرت هذه الحفريات عن سقوط حجر كبير من سور الأقصى الغربي.
وفيما يتعلق بالمقدسات المسيحية، قال يعقوب:" أغلقت الطوائف المسيحية في القدس كنيسة القيامة ثلاثة أيام احتجاجًا على قرار الاحتلال فرض ضرائب على كنائس القدس، ومحاولات تشريع مصادرة عقاراتها في الكنيست، واعتدت قواته على مسيرة أحد الشعانين في منطقة باب الأسباط، وتعرّضت مقبرة الرهبان الساليزيان التابعة لدير بيت جمال غرب القدس لاعتداء كبير حُطِّمَت فيه عشرات الصلبان وشواهد القبور والرموز الدينية المسيحية، وذكرَ مسؤولون في الدير أنّ 28 قبرًا تعرض للتكسير".
وأكد يعقوب أن القدس نالت النصيب الأكبر من عمليات الاعتقال حيث شهدت القدس 1736 حالة اعتقال، وأصدر نحو 90 قرارًا بالحبس المنزلي بحقّ أطفال القدس، وفرض عقوبة الإبعاد عن المنزل على أكثر من 35 طفلًا، إضافة إلى اعتقال نحو 39 طالبًا في أثناء توجههم إلى مدارسهم، فيما هدمت سلطات الاحتلال 143 بيتًا ومنشأة، وأُجبر 24 مقدسيًّا على هدم بيوتهم بأيديهم، وشهد مخيم شعفاط أكبر عملية هدم جماعية حيث هدمت آليات الاحتلال 16 محلًّا تجاريًّا.
وقال يعقوب:" تصدرت قضية الخان الأحمر مخططات التهجير الجماعي الإسرائيلية، فقد حاول الاحتلال طرد سكان الخان المكوَّنين من نحو 50 عائلة (180 شخصًا) يقيمون في خيم، ولكنه لم يفلح في ذلك.
وبيَّن يعقوب أن الاحتلال وضع مخططات لبناء 5820 وحدة استيطانيّة في القدس، واستولى على عدد من بيوت المقدسيين وعقاراتهم، ولا يزال التهديد بالإخلاء يلفّ مصير نحو 100 بيت في حي بطن الهوى و75 بيتًا في حي الشيخ جرّاح.
وكشف يعقوب أن وزير الداخلية الإسرائيلي قرر سحب هويات ثلاثة من نواب القدس (محمد أبو طير، ومحمد طوطح، وأحمد عطون) ووزيرها السابق خالد أبو عرفة، ووالدة الشهيد بهاء عليان.
وأوضح يعقوب أن الاحتلال الإسرائيلي أقرّ خطة لإلغاء دور الأونروا في القدس، وشرع عمليًّا بتنفيذ الخطة من بوابة أعمال التنظيف في مخيم شعفاط الذي ينوي دمجه مع بلدة شعفاط لشطب صفة اللجوء عنه، ثم استهدف القطاع الصحي التابع للأونروا بعد اقتحام إحدى العيادات، ولوّح بإغلاق مدارس الأونروا في القدس.
وأضاف:" بدأ الاحتلال تركيب 500 كاميرا مراقبة في أنحاء القدس المختلفة، وتعكف بلدية الاحتلال في القدس على بناء 10 أبراج لوقوف السيارات عند مداخل البلدة القديمة، كما أقر كنيست الاحتلال عدة قوانين كان من أخطرها قانون "يهودية الدولة" وقانون "القدس الموحدة".
وفي تطورات الانتفاضة والمواجهة مع الاحتلال، قال يعقوب:" بلغ مجموع العمليات في القدس المحتلة نحو 184 عملية، و1019 عملية في الضفة الغربية، أسفرت عن مقتل 16 مستوطنًا إسرائيليًا، من بينهم 7 من جنود الاحتلال، في مناطق الضفة الغربية المحتلة، وارتقاء 45 شهيدًا فلسطينيًا، من بينهم 5 شهداء من القدس المحتلة، فيما تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 24 شهيدًا خلال 2018، موضحًا أن عمليات إطلاق النار النوعية شكلت أبرز تطورات الانتفاضة خلال عام 2018، وحولت قدرة المنفذ على تنفيذ العملية ومن ثم الانسحاب من المكان، والتخفي لفترات طويلة، هذه العمليات لتكون الأكثر إيلامًا وتأثيرًا في الاحتلال.
وأكد يعقوب أن مسيرات العودة شكلت واحدة من أبرز أدوات المقاومة الشعبية الفلسطينية، وتفاعلت عناوين الجمع مع مختلف الأحداث والتطورات التي تعصف بفلسطين، من الدعم الأمريكي المتزايد للاحتلال ونصرة للقدس والانتفاضة ورفض التطبيع مع الاحتلال.
وألقى مدير عام المؤسسة الأستاذ ياسين حمود كلمة أشار فيها إلى ثلاثة مشاهد سيطرت على القدس خلال العام الماضي، المشهد الأول هو الحَراكِ الصهيوأمريكيِّ لتصفيةِ القضية الفلسطينيةِ عبر الترويجِ لـ"صفقةِ القرن"، والمشهدُ الثاني هو مشهدُ التطبيعِ والارتماءِ في أحضانِ العدوِّ الصهيونيّ، والمشهدُ الثالثُ هو مشهدُ صمودِ الشعبِ الفلسطينيِّ وإبداعِه في فنونِ المقاومةِ.
واستعرض حمود المواقف العربية والإسلامية والدولية التي جاءت في التقرير، موضحًا استمرار السلطة الفلسطينية تمسكها بالتنسيق الأمني. أما الفصائل والقوى الفلسطينية، فقد أعلنت رفضها لـ "صفقة القرن"، وما يمهد لها من مشاريع. وعلى الجانب الشعبي، تمسكت الجماهير الفلسطينية بخيار المقاومة.
وعلى صعيد التفاعل العربي والدولي، بيَّن حمود تراجع القضية الفلسطينية في أولويات الدول العربية، بالإضافة إلى حالة التراخي في التعاطي مع مستجدات القضية، في مقابل هرولة العديد من الدول للتطبيع مع الاحتلال، فيما تفاعل الاتحاد الأوروبي مع جملة من التطورات التي شهدتها القدس العام الماضي، عبر التصريحات الرافضة والشاجبة، أما أمريكيًا، فقد استكمل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سياسة تصفيّة القضيّة الفلسطينية، فاستتبع إعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال في 6/12/2017 بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس في 14/5/2018، واتّخذ سلسلة من القرارات التي صوب سهامه فيها على الدعم المالي للفلسطينيين.
أما المآلات المتوقعة حسب التقرير، فقد قال حمود:" يُتوقع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى واستهداف المنطقة الشرقية من المسجد، وتصعيد الضغط على الشرطة الإسرائيلية لإغلاق المسجد في وجه المسلمين في بعض المناسبات.
وأشار حمود إلى عودة التّلويح بهدم الخان الأحمر إضافة إلى تسريب المزيد من الأوقاف المسيحية في القدس، وإبقاء قضية الضرائب التي ينوي الاحتلال فرضها على الكنائس مفتوحًا لابتزازها وارتفاع ملحوظ في الاعتقالات وقرارات الإبعاد في ظل انسداد الأفق السياسي، والتحضير لإعلان تفاصيل "صفقة القرن"، ورفع وتيرة استهداف الأونروا في القدس، والشروع بإغلاق مؤسساتها تدريجيًّا.
وفيما يتعلق بالمقاومة في القدس، قال حمود:" ستستمرّ العمليات ضدّ الاحتلال ويعزّز من هذا الاحتمال تصاعد وتيرة التّهويد، ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية"، وتوقع حمود أن تشهد الأراضي الفلسطينية عمومًا، والضفة والقدس خصوصًا تصاعدًا في المواجهة مع الاحتلال سواء عبر العمليات الفردية، أو المظاهرات التي تتحول إلى مواجهات خلال إعلان "الخطة الأمريكية للسلام" المعروفة بـ"صفقة القرن".
وفي التوصيات، دعا حمود السلطة الفلسطينية إلى اتخاذ الإجراءات العملية لرفض "صفقة القرن" وتفعيل الدور الشعبي الفلسطيني لمواجهة التحديات.
وطالب حمود الفصائل والقوى الفلسطينية إلى ترجمة مواقفها بالتفاعل الميداني في القدس وتوفير الدعم والاحتضان لمبادرات الشباب الفلسطيني المنتفض في وجه الاحتلال، وتشجيع من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى على الرباط فيه، وخاصة في الصباح، وفي المنطقة الشرقية.
ودعا حمود الأردن إلى التمسك بالوصاية على المقدسات، والتصدي لأي مخططات تسعى إلى إلغائها، وتثبيت الوصاية على الأقصى كاملًا بكل مصلياته ومبانيه، وخوض مواجهة حقيقية ضمن الأدوات الممكنة مع الاحتلال لمنعه من تقويض هذه الوصاية.
وطالب حمود الدول العربية والإسلامية بنسج التحالفات الإقليمية والدّولية على أساس الموقف من القدس والقضية الفلسطينية عوضًا عن تبنّي الرواية الإسرائيلية داعيًا إلى الوقوف في وجه الولايات المتحدة، وعدم الانصياع لمخطّطاتها للسيطرة على المنطقة.
وطالب حمود القوى والأحزاب والهيئات الشعبية والمؤسسات الدينية والإعلامية والأهلية بالضغط على المستوى الرسمي لوقف التطبيع مع الاحتلال، ونشر الوعي لمنع التورط الشعبي في أيّ شكل من أشكال التطبيع، وتنظيم الحملات والفعاليات المتواصلة لنصرة القدس في كل المجالات وإطلاق حملات الدعم المالي للشعب الفلسطيني لا سيما في القدس، وتجاوز القيود التي تفرضها بعض الدول ضمن خطة التضييق المالي على الفلسطينيين لدفعهم إلى الرضوخ.