تحدثنا في الجزء الأول .. عن صفات بني إسرائيل القبيحة الشيطانية الماكرة .. من بداية عهد أبيهم إسرائيل .. حينما تآمروا على قتل أخيهم الصغير المحبوب يوسف .. إلى عهد آخر نبي منهم .. المسيح عيسى بن مريم .. وتآمرهم أيضا على قتله !!!
فتاريخهم من البداية وحتى نهاية آخر أنبيائهم .. مثخن بالتآمر والمكر .. والقتل والإجرام !!!
وفي هذا الجزء الثاني .. نتابع مسلسل مؤامراتهم وحقدهم .. منذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة .. وحتى أيامنا هذه .. يعني 1440 سنة هجرية من التآمر !!!..
فحينما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة .. عمد إلى إيجاد صيغة اجتماعية وسياسية .. فيها توافق عيش مشترك مسالم .. بين مكونات مجتمع المدينة .. الذي يتضمن المسلمين والمشركين واليهود .. تحت إمرة وحكم الرسول صلى الله عليه وسلم .. وكتب وثيقة كإتفاقية .. أقرها ووقعها الجميع على التعاون في الحفاظ على المدينة .. والدفاع عنها ضد أي عدو خارجي ..
وليس كما يتوهم البعض .. ويستنبط منها .. ما يسمى بحق المواطنة الزائفة الكاذبة .. وحق تداول السلطة .. فالسلطة منذ أول يوم تأسست في المدينة .. كانت لله ورسوله فقط .. ولا يحق لأي مكون آخر أن ينازع الله ورسوله السلطة ..
( إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ) يوسف 40 ..
هذه الآية تقطع وتجزم وتحصر .. أمر السلطة الحاكمة في الله وحده ..
ولكن اليهود المغضوب عليهم .. كعهدهم منذ نشأتهم على وجه الأرض .. لا يرعون إلا ولا ذمة .. وسيرتهم في الحياة .. هي الخيانة .. ونقض العهود والمواثيق !!!..
فلم تمض أشهر معدودة .. على توقيع وثيقة المدينة بين الرسول صلى الله عليه وسلم واليهود .. حتى غدرت طائفة منهم .. تدعى بنو قينقاع .. حيث اعتدوا على شرف امرأة مسلمة .. كانت تشتري من سوقهم .. ثم قتلوا مسلما حاول الدفاع عنها ..
ولكن عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم .. أنه يأبى الضيم .. ولا يسكت على الغدر والخيانة ..
فمباشرة توجه مع أصحابه إلى حصونهم .. وأخرجهم من المدينة صاغرين ..
ثم قامت طائفة أخرى منهم .. تدعى بنو النضير .. بنقض العهد .. وتحريض كفار قريش على محاربة الرسول صلى الله عليه وسلم .. ثم التخطيط لقتله .. بإلقاء حجر عليه .. من سطح بيت كان جالسا بجوار جداره .. حينما جاءهم يستعينهم في دية قتيلين من قوم بينهم حلف !!!
فجاءه الخبر من السماء .. بكيد يهود الخائنين .. فخرج من بين أظهرهم .. قبل تنفيذ الجريمة .. وجهز جيشا .. فدمر عليهم حصونهم .. وأجلاهم من المدينة .. أذلاء خانعين !!!..
وقد سجل القرآن هذه الأحداث الرهيبة ..
( هُوَ ٱلَّذِيٓ أَخۡرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن دِيَٰرِهِمۡ لِأَوَّلِ ٱلۡحَشۡرِۚ مَا ظَنَنتُمۡ أَن يَخۡرُجُواْۖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِنۡ حَيۡثُ لَمۡ يَحۡتَسِبُواْۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَۚ يُخۡرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيۡدِيهِمۡ وَأَيۡدِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ) الحشر 2 ..
واستمر مسلسل الخيانة والغدر عند يهود المنكودين .. دون اعتبار أو اتعاظ لما حصل لقومهم .. فقامت بنو قريظة في غزوة الأحزاب .. بنقض العهد أيضا والتعاون مع كفار قريش !!!
وهنا كانت الكارثة الحالقة لهم .. والمنهية لوجودهم في المدينة .. فصدر الحكم الإلهي .. بقتل رجالهم وسبي نسائهم وأطفالهم .. جزاء وفاقا !!!
وبذلك تم تطهير المدينة من رجسهم ..
ولكن يهود المجبولين على الشر .. مثل إخوانهم شياطين الجن .. لا يتوقفون لحظة واحدة .. عن الكيد والمكر للمسلمين .. مهما أصابهم من هزائم وخسائر ..
فبعد إجلاء يهود بني قينقاع والنضير .. ذهبوا إلى خيبر وتجمعوا فيها .. وأخذوا يحيكون المؤامرات والدسائس ضد الدولة الإسلامية الناشئة في المدينة .. ويتحالفون مع بني إخوانهم يهود غطفان .. ويحرضون القبائل العربية على محاربة المسلمين ..
وهنا جاءت الفرصة المناسبة .. لاستئصال شأفتهم .. وإخماد نيرانهم .. فحصل صلح الحديبية مع قريش .. وتم تحييدها عن محاربة المسلمين .. فاهتبلها الرسول صلى الله عليه وسلم .. وجهز جيشا لمحاربة يهود خيبر .. وقطع دابرهم ..
فانتصر عليهم نصرا مؤزرا ..
وبذلك تم القضاء نهائيا على شر اليهود في الجزيرة العربية ..
ولكن يهود لا يتوقفون عن إحاكة المؤامرات .. والدسائس .. واستنباط طرق ملتوية .. وأساليب مخادعة للاستمرار في كيدهم ومكرهم للمسلمين .. فقلوبهم ملأى .. ومترعة بالغيظ عليهم !!!
فلم تمض عشرون سنة أو تزيد قليلا .. على وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .. حتى ظهر شخص يهودي خبيث ماكر .. أكثر وأحذق من أخيه إبليس .. في عهد خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه .. يُدعى ابن السوداء .. أظهر الإسلام .. وتسمى باسم عبد الله بن سبأ .. وصار إلى مصر .. وأخذ يشيع بين المسلمين الجدد والبسطاء .. كلاما له حلاوة .. وعليه طلاوة .. اخترعه من عند نفسه !!!
( فكان يقول للرجل منهم : أليس قد ثبت أن عيسى بن مريم سيعود إلى هذه الدنيا ؟
فيقول الرجل : نعم ..
فيقول له : فرسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل منه .. فما تنكر أن يعود إلى هذه الدنيا .. وهو أشرف من عيسى بن مريم عليه السلام ؟
ثم يقول : وقد كان أوصى إلى علي بن أبي طالب ، فمحمد خاتم الأنبياء ، وعلي خاتم الأوصياء ..
ثم يقول : فهو أحق بالإمرة من عثمان ، وعثمان معتدِ في ولاية ما ليس له .. فأنكروا عليه .. وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
فافتتن به بشر كثير من أهل مصر ).. ( نقلا عن البداية والنهاية لابن كثير ج 7 ص 310-311 ) ..
وكانت هذه هي الفتنة الكبرى .. التي عصفت عصفا شديدا بالدولة الإسلامية الناشئة .. وأدت إلى مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه في أواخر سنة 35 للهجرة ..
وبعد ذلك تتابعت الفتن الظلماء الهوجاء .. وكلها من تخطيط إبليس الإنس ابن السوداء لعنه الله !!!
إذ إن قول الباطل .. له حلاوة في أسماع الغافلين .. يتلقفونه بسرعة كبيرة .. ويؤمنون به وينشرونه بين أصحابهم .. ويساعدهم في ذلك شياطين الجن والإنس ..
( وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ ) الأنعام 112
ومن هنا يظهر بشكل قاطع ويقيني .. أن انطلاق شرارة فكرة الشيعة الأولى .. كانت من عند الملعون ابن السوداء .. الذي دعا لها .. ونشرها بين البسطاء الجهلة ..
وحينما تولى الخلافة علي بن أبي طالب .. بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنهما .. أخذت الفتن تترى وتتأجج بفعل ابن السوداء وأتباعه ..
فلما خرجت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلى العراق .. للمطالبة بدم عثمان .. وخرج في إثرها الخليفة علي رضي الله عنه لاحتواء الأمر .. جرت لقاءات متعدة بين الفريقين .. تم فيها الصلح بينهما .. وهدأت النفوس الغاضبة ..
فلما علم ابن السوداء بالأمر .. حرض أتباعه بالليل ..على أن يباغتوا المعسكرين قبل الفجر .. بالهجوم عليهما .. لإيقاع الاقتتال بينهما !!!
وفعلا قام المسلمون من نومهم مذعورين .. وظن كل فريق بأن الفريق الآخر قد غدر به ..
فانطلقوا إلى أسلحتهم يقتتلون بينهم .. دون معرفة حقيقة الاقتتال .. ولماذا يقتتلون ؟!
واستمر القتال على أشده طوال اليوم .. وقتل فيه خيرة الصحابة منهم طلحة والزبير .. المبشرين بالجنة .. وبلغ عدد القتلى في يوم وقعة الجمل المأساوية الحزينة .. عشرة آلاف من كلا الطرفين !!!
ولكن هل شفى غليل يهود .. عشرة آلاف قتيل من المسلمين ؟!
لا .. أبدا !!!
استمروا في إيغار صدور المسلمين على بعضهم البعض .. وشقوا صفوفهم ..
وكانت الفتنة الأكبر في موقعة صفين .. بين علي ومعاوية رضي الله عنهما .. ودامت أياما عديدة .. سقط خلالها خيرة الصحابة .. منهم عمار بن ياسر .. وبلغ عدد القتلى من الفريقين .. سبعين ألف قتيل !!!
وبعدها موقعة النهروان بين علي والخوارج .
هذا غيض من فيض .. مما أحدث اليهود من فتن ومفاسد .. في صفوف المسلمين !!!
ولا يزالون مستمرين في كيدهم ومكرهم .. وآخرها حتى وقتنا الحاضر .. اغتصاب فلسطين .. وتشكيل دويلة باسمهم .. لكي تكون خنجرا مسموما في قلب الدول الإسلامية ..
وسنبحث في الحلقة القادمة إن شاء الله .. مظاهر علو بني إسرائيل في الوقت الحاضر .. وطريق الخلاص منهم ..
السبت 6 رمضان 1440
11 أيار 2019
موفق السباعي
فتاريخهم من البداية وحتى نهاية آخر أنبيائهم .. مثخن بالتآمر والمكر .. والقتل والإجرام !!!
وفي هذا الجزء الثاني .. نتابع مسلسل مؤامراتهم وحقدهم .. منذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة .. وحتى أيامنا هذه .. يعني 1440 سنة هجرية من التآمر !!!..
فحينما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة .. عمد إلى إيجاد صيغة اجتماعية وسياسية .. فيها توافق عيش مشترك مسالم .. بين مكونات مجتمع المدينة .. الذي يتضمن المسلمين والمشركين واليهود .. تحت إمرة وحكم الرسول صلى الله عليه وسلم .. وكتب وثيقة كإتفاقية .. أقرها ووقعها الجميع على التعاون في الحفاظ على المدينة .. والدفاع عنها ضد أي عدو خارجي ..
وليس كما يتوهم البعض .. ويستنبط منها .. ما يسمى بحق المواطنة الزائفة الكاذبة .. وحق تداول السلطة .. فالسلطة منذ أول يوم تأسست في المدينة .. كانت لله ورسوله فقط .. ولا يحق لأي مكون آخر أن ينازع الله ورسوله السلطة ..
( إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ) يوسف 40 ..
هذه الآية تقطع وتجزم وتحصر .. أمر السلطة الحاكمة في الله وحده ..
ولكن اليهود المغضوب عليهم .. كعهدهم منذ نشأتهم على وجه الأرض .. لا يرعون إلا ولا ذمة .. وسيرتهم في الحياة .. هي الخيانة .. ونقض العهود والمواثيق !!!..
فلم تمض أشهر معدودة .. على توقيع وثيقة المدينة بين الرسول صلى الله عليه وسلم واليهود .. حتى غدرت طائفة منهم .. تدعى بنو قينقاع .. حيث اعتدوا على شرف امرأة مسلمة .. كانت تشتري من سوقهم .. ثم قتلوا مسلما حاول الدفاع عنها ..
ولكن عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم .. أنه يأبى الضيم .. ولا يسكت على الغدر والخيانة ..
فمباشرة توجه مع أصحابه إلى حصونهم .. وأخرجهم من المدينة صاغرين ..
ثم قامت طائفة أخرى منهم .. تدعى بنو النضير .. بنقض العهد .. وتحريض كفار قريش على محاربة الرسول صلى الله عليه وسلم .. ثم التخطيط لقتله .. بإلقاء حجر عليه .. من سطح بيت كان جالسا بجوار جداره .. حينما جاءهم يستعينهم في دية قتيلين من قوم بينهم حلف !!!
فجاءه الخبر من السماء .. بكيد يهود الخائنين .. فخرج من بين أظهرهم .. قبل تنفيذ الجريمة .. وجهز جيشا .. فدمر عليهم حصونهم .. وأجلاهم من المدينة .. أذلاء خانعين !!!..
وقد سجل القرآن هذه الأحداث الرهيبة ..
( هُوَ ٱلَّذِيٓ أَخۡرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن دِيَٰرِهِمۡ لِأَوَّلِ ٱلۡحَشۡرِۚ مَا ظَنَنتُمۡ أَن يَخۡرُجُواْۖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِنۡ حَيۡثُ لَمۡ يَحۡتَسِبُواْۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَۚ يُخۡرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيۡدِيهِمۡ وَأَيۡدِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ) الحشر 2 ..
واستمر مسلسل الخيانة والغدر عند يهود المنكودين .. دون اعتبار أو اتعاظ لما حصل لقومهم .. فقامت بنو قريظة في غزوة الأحزاب .. بنقض العهد أيضا والتعاون مع كفار قريش !!!
وهنا كانت الكارثة الحالقة لهم .. والمنهية لوجودهم في المدينة .. فصدر الحكم الإلهي .. بقتل رجالهم وسبي نسائهم وأطفالهم .. جزاء وفاقا !!!
وبذلك تم تطهير المدينة من رجسهم ..
ولكن يهود المجبولين على الشر .. مثل إخوانهم شياطين الجن .. لا يتوقفون لحظة واحدة .. عن الكيد والمكر للمسلمين .. مهما أصابهم من هزائم وخسائر ..
فبعد إجلاء يهود بني قينقاع والنضير .. ذهبوا إلى خيبر وتجمعوا فيها .. وأخذوا يحيكون المؤامرات والدسائس ضد الدولة الإسلامية الناشئة في المدينة .. ويتحالفون مع بني إخوانهم يهود غطفان .. ويحرضون القبائل العربية على محاربة المسلمين ..
وهنا جاءت الفرصة المناسبة .. لاستئصال شأفتهم .. وإخماد نيرانهم .. فحصل صلح الحديبية مع قريش .. وتم تحييدها عن محاربة المسلمين .. فاهتبلها الرسول صلى الله عليه وسلم .. وجهز جيشا لمحاربة يهود خيبر .. وقطع دابرهم ..
فانتصر عليهم نصرا مؤزرا ..
وبذلك تم القضاء نهائيا على شر اليهود في الجزيرة العربية ..
ولكن يهود لا يتوقفون عن إحاكة المؤامرات .. والدسائس .. واستنباط طرق ملتوية .. وأساليب مخادعة للاستمرار في كيدهم ومكرهم للمسلمين .. فقلوبهم ملأى .. ومترعة بالغيظ عليهم !!!
فلم تمض عشرون سنة أو تزيد قليلا .. على وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .. حتى ظهر شخص يهودي خبيث ماكر .. أكثر وأحذق من أخيه إبليس .. في عهد خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه .. يُدعى ابن السوداء .. أظهر الإسلام .. وتسمى باسم عبد الله بن سبأ .. وصار إلى مصر .. وأخذ يشيع بين المسلمين الجدد والبسطاء .. كلاما له حلاوة .. وعليه طلاوة .. اخترعه من عند نفسه !!!
( فكان يقول للرجل منهم : أليس قد ثبت أن عيسى بن مريم سيعود إلى هذه الدنيا ؟
فيقول الرجل : نعم ..
فيقول له : فرسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل منه .. فما تنكر أن يعود إلى هذه الدنيا .. وهو أشرف من عيسى بن مريم عليه السلام ؟
ثم يقول : وقد كان أوصى إلى علي بن أبي طالب ، فمحمد خاتم الأنبياء ، وعلي خاتم الأوصياء ..
ثم يقول : فهو أحق بالإمرة من عثمان ، وعثمان معتدِ في ولاية ما ليس له .. فأنكروا عليه .. وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
فافتتن به بشر كثير من أهل مصر ).. ( نقلا عن البداية والنهاية لابن كثير ج 7 ص 310-311 ) ..
وكانت هذه هي الفتنة الكبرى .. التي عصفت عصفا شديدا بالدولة الإسلامية الناشئة .. وأدت إلى مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه في أواخر سنة 35 للهجرة ..
وبعد ذلك تتابعت الفتن الظلماء الهوجاء .. وكلها من تخطيط إبليس الإنس ابن السوداء لعنه الله !!!
إذ إن قول الباطل .. له حلاوة في أسماع الغافلين .. يتلقفونه بسرعة كبيرة .. ويؤمنون به وينشرونه بين أصحابهم .. ويساعدهم في ذلك شياطين الجن والإنس ..
( وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ ) الأنعام 112
ومن هنا يظهر بشكل قاطع ويقيني .. أن انطلاق شرارة فكرة الشيعة الأولى .. كانت من عند الملعون ابن السوداء .. الذي دعا لها .. ونشرها بين البسطاء الجهلة ..
وحينما تولى الخلافة علي بن أبي طالب .. بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنهما .. أخذت الفتن تترى وتتأجج بفعل ابن السوداء وأتباعه ..
فلما خرجت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلى العراق .. للمطالبة بدم عثمان .. وخرج في إثرها الخليفة علي رضي الله عنه لاحتواء الأمر .. جرت لقاءات متعدة بين الفريقين .. تم فيها الصلح بينهما .. وهدأت النفوس الغاضبة ..
فلما علم ابن السوداء بالأمر .. حرض أتباعه بالليل ..على أن يباغتوا المعسكرين قبل الفجر .. بالهجوم عليهما .. لإيقاع الاقتتال بينهما !!!
وفعلا قام المسلمون من نومهم مذعورين .. وظن كل فريق بأن الفريق الآخر قد غدر به ..
فانطلقوا إلى أسلحتهم يقتتلون بينهم .. دون معرفة حقيقة الاقتتال .. ولماذا يقتتلون ؟!
واستمر القتال على أشده طوال اليوم .. وقتل فيه خيرة الصحابة منهم طلحة والزبير .. المبشرين بالجنة .. وبلغ عدد القتلى في يوم وقعة الجمل المأساوية الحزينة .. عشرة آلاف من كلا الطرفين !!!
ولكن هل شفى غليل يهود .. عشرة آلاف قتيل من المسلمين ؟!
لا .. أبدا !!!
استمروا في إيغار صدور المسلمين على بعضهم البعض .. وشقوا صفوفهم ..
وكانت الفتنة الأكبر في موقعة صفين .. بين علي ومعاوية رضي الله عنهما .. ودامت أياما عديدة .. سقط خلالها خيرة الصحابة .. منهم عمار بن ياسر .. وبلغ عدد القتلى من الفريقين .. سبعين ألف قتيل !!!
وبعدها موقعة النهروان بين علي والخوارج .
هذا غيض من فيض .. مما أحدث اليهود من فتن ومفاسد .. في صفوف المسلمين !!!
ولا يزالون مستمرين في كيدهم ومكرهم .. وآخرها حتى وقتنا الحاضر .. اغتصاب فلسطين .. وتشكيل دويلة باسمهم .. لكي تكون خنجرا مسموما في قلب الدول الإسلامية ..
وسنبحث في الحلقة القادمة إن شاء الله .. مظاهر علو بني إسرائيل في الوقت الحاضر .. وطريق الخلاص منهم ..
السبت 6 رمضان 1440
11 أيار 2019
موفق السباعي