الجمعة 24 جمادى الثانية 1440 هـ الموافق لـ 1 مارس 2019
مظاهرات 1 مارس 2019 – معمر حبار
أخذت "شمس الدين" أصغر الأبناء ليشارك إخوانه الجزائريين مسيرة 1 مارس 2019، وليتعلّم على المباشر حبّ الجزائر، وعظمة الجزائريين، فكانت هذه الأسطر:
1. أعداد ضخمة جدّا من المشاركين عبر ولاية الشلف، والتي تعتبر عيّنة من الجزائر العظيمة. ويكفي القول وأنا شاهد عيان، أنّ المسافة بين الصف والصفّ كانت ضيّقة جدّا تصل إلى أقلّ من خطوة، و كلّ صفّ يحتوي على مايقرب 20 فردا، وفي حدود 4 كيلومترات، وهي المسافة التقديرية الخاصّة بسير المسيرة عبر وسط المدينة. ويمكن بعدها وضع رقم بالتحديد، لكنّه ضخم لا محالة.
2. قيادة المسيرة كانت لشباب جزائري يحب الجزائر ومستعد أن يموت في سبيل الجزائر. وأغلبهم طلبة جامعيين، وثانويات، وشباب عاطل عن العمل، وشباب تراوده "الحٙر۫ڤٙة" بالتعبير الجزائري العامي.
3. لا حزب، ولا زوايا، ولا أئمة، ولا فقهاء، ولا مثقّفين، ولا أساتذة جامعيين. الريادة للشعب الجزائري وحده، ولأبناء الجزائر الكرام. ومن أراد الانضمام للشعب فليتخلى عن بطاقته و وظيفته.
4. لا شتم، ولا سبّ، ولا جهوية، ولا عنصرية، ولا بغض، ولا حقد. وقد رأيت رأي العين كيف أنّ شابا منع زملائه الشباب من استعمال عبارات لا تليق بعظمة المجتمع الجزائري ونهاهم بقوّة عن استعمال تلك العبارة. وفعلا أخذوا برأيه، وبصمت، وقبول، ورضا، وهم في أوّج حماسهم وقمّة لهيبهم.
5. لم يمسّ شخص بسوء، ولم تمسّ ممتلكات الأشخاص والدولة بخدش بسيط، وقد كانت في متناول الجميع والشباب على الخصوص. ما يدل على عظمة الجزائري الذي وصل إلى قناعة مفادها: لن يحرق وطنه وخيراته بيديه.
6. كلّ الشعارات كانت تحثّ على احترام أبناء الجزائر العاملين في المؤسّسة العسكرية ورجال الشرطة، وتدعو إلى تقديرهم واحترامهم. وحفظ الله أبناء الجزائر الذين يسهرون على حماية الدولة، والمجتمع، وخيراتها، وأبنائها، وأعراضها، ووفّقهم الله لأداء مهامهم النبيلة وخدمتهم السّامية الغالية على أحسن وجه، ودون خسائر في العتاد والأرواح الطاهرة.
7. كان سلوك أعوان الشرطة في غاية السمو والرفعة، وكان حقّا سلوكا حضاريا يقتدى به. لم يلمسوا أحدا بسوء، ولم يقتربوا من إخوانهم وأبنائهم في المسيرة، وكانوا في غاية الهدوء والأدب واللّطف. فتحية تقدير واحترام لأبنائنا الأعزّاء في الشرطة، ووفّقهم الله ليكونوا عونا لحماية الجزائر والدفاع عنها وعن أبنائها جميعا.
8. نجاح المسيرة التي قادها أبناء الجزائر في كونها لم ولن تشهد تدخلا أجنبيا من طرف فرنسا، والغرب، والعرب، والعجم. وهذه رسالة لإخواننا العرب حفظهم الله ورعاهم وحفظ أوطانهم: أيّ نجاح مرهون بعدم التدخل الأجنبي بين أبناء البلد الواحد، وبين الأخ وأخيه. وكلّما تدخّل الأجنبي في شؤون البيت جعل عاليه سافله، وجعل أعزّة أهلها أذلّة وكذلك يفعلون.
9. أنا الآن في 53 من عمري، أي عشت العشرية الحمراء التي لا يعرفها شباب المسيرة ولم يشهدوها لأنّهم من جيل الألفين. وأرفض الآن المقارنة بين الجيلين، وأسأل الله أن يوفّق صاحب الأسطر ليفرد مقال يقارن عبره بين جيل التسعينات وجيل الألفين.
10. ما بين سنة 1937 وسنة 2019 يوجد فارق 82 سنة، وهو فارق كبير وكبير جدّا يزداد هوّة واتّساعا كلّما مرّ الزّمن. فهو جيل لا يعرف ثورة أوّل نوفمبر 1954، ولا يوم استرجاع السّيادة الوطنية سنة 1962، ولم يشهد انقلاب 19 جوان 1965، ولا الثورة الزراعية سنة 1971، ولا تأميم المحروقات في 24 فيفري 1971، ولا زلزال الأصنام في 10 أكتوبر 1980، ولا انقلاب 11 جانفي 1992. ومنذ فتح عينيه على الدنيا سنة 1998 - 1999 وإلى حدّ كتابة هذه الأسطر لا يعرف غير رئيس واحد للجزائر. إذن هؤلاء الشباب حفظهم الله ورعاهم، هم الذين خرجوا للشارع، وهم الذين يطالبون الآن بتغيير أحوالهم لما هو أفضل وأحسن، وبما يناسب مستواهم العلمي الرّفيع، وانفتاحهم على العالم عبر وسائل الاتصالات الحديثة التي يتقنونها إلى حدّ الروعة والاحترافية، وأمست وسيلة تميّزهم، وأداة للذود عن أحلامهم.
11. حفظ الله الجزائر، وأبناء الجزائر، وحفظ الله بلاد المسلمين والعرب جميعا.
مظاهرات 1 مارس 2019 – معمر حبار
أخذت "شمس الدين" أصغر الأبناء ليشارك إخوانه الجزائريين مسيرة 1 مارس 2019، وليتعلّم على المباشر حبّ الجزائر، وعظمة الجزائريين، فكانت هذه الأسطر:
1. أعداد ضخمة جدّا من المشاركين عبر ولاية الشلف، والتي تعتبر عيّنة من الجزائر العظيمة. ويكفي القول وأنا شاهد عيان، أنّ المسافة بين الصف والصفّ كانت ضيّقة جدّا تصل إلى أقلّ من خطوة، و كلّ صفّ يحتوي على مايقرب 20 فردا، وفي حدود 4 كيلومترات، وهي المسافة التقديرية الخاصّة بسير المسيرة عبر وسط المدينة. ويمكن بعدها وضع رقم بالتحديد، لكنّه ضخم لا محالة.
2. قيادة المسيرة كانت لشباب جزائري يحب الجزائر ومستعد أن يموت في سبيل الجزائر. وأغلبهم طلبة جامعيين، وثانويات، وشباب عاطل عن العمل، وشباب تراوده "الحٙر۫ڤٙة" بالتعبير الجزائري العامي.
3. لا حزب، ولا زوايا، ولا أئمة، ولا فقهاء، ولا مثقّفين، ولا أساتذة جامعيين. الريادة للشعب الجزائري وحده، ولأبناء الجزائر الكرام. ومن أراد الانضمام للشعب فليتخلى عن بطاقته و وظيفته.
4. لا شتم، ولا سبّ، ولا جهوية، ولا عنصرية، ولا بغض، ولا حقد. وقد رأيت رأي العين كيف أنّ شابا منع زملائه الشباب من استعمال عبارات لا تليق بعظمة المجتمع الجزائري ونهاهم بقوّة عن استعمال تلك العبارة. وفعلا أخذوا برأيه، وبصمت، وقبول، ورضا، وهم في أوّج حماسهم وقمّة لهيبهم.
5. لم يمسّ شخص بسوء، ولم تمسّ ممتلكات الأشخاص والدولة بخدش بسيط، وقد كانت في متناول الجميع والشباب على الخصوص. ما يدل على عظمة الجزائري الذي وصل إلى قناعة مفادها: لن يحرق وطنه وخيراته بيديه.
6. كلّ الشعارات كانت تحثّ على احترام أبناء الجزائر العاملين في المؤسّسة العسكرية ورجال الشرطة، وتدعو إلى تقديرهم واحترامهم. وحفظ الله أبناء الجزائر الذين يسهرون على حماية الدولة، والمجتمع، وخيراتها، وأبنائها، وأعراضها، ووفّقهم الله لأداء مهامهم النبيلة وخدمتهم السّامية الغالية على أحسن وجه، ودون خسائر في العتاد والأرواح الطاهرة.
7. كان سلوك أعوان الشرطة في غاية السمو والرفعة، وكان حقّا سلوكا حضاريا يقتدى به. لم يلمسوا أحدا بسوء، ولم يقتربوا من إخوانهم وأبنائهم في المسيرة، وكانوا في غاية الهدوء والأدب واللّطف. فتحية تقدير واحترام لأبنائنا الأعزّاء في الشرطة، ووفّقهم الله ليكونوا عونا لحماية الجزائر والدفاع عنها وعن أبنائها جميعا.
8. نجاح المسيرة التي قادها أبناء الجزائر في كونها لم ولن تشهد تدخلا أجنبيا من طرف فرنسا، والغرب، والعرب، والعجم. وهذه رسالة لإخواننا العرب حفظهم الله ورعاهم وحفظ أوطانهم: أيّ نجاح مرهون بعدم التدخل الأجنبي بين أبناء البلد الواحد، وبين الأخ وأخيه. وكلّما تدخّل الأجنبي في شؤون البيت جعل عاليه سافله، وجعل أعزّة أهلها أذلّة وكذلك يفعلون.
9. أنا الآن في 53 من عمري، أي عشت العشرية الحمراء التي لا يعرفها شباب المسيرة ولم يشهدوها لأنّهم من جيل الألفين. وأرفض الآن المقارنة بين الجيلين، وأسأل الله أن يوفّق صاحب الأسطر ليفرد مقال يقارن عبره بين جيل التسعينات وجيل الألفين.
10. ما بين سنة 1937 وسنة 2019 يوجد فارق 82 سنة، وهو فارق كبير وكبير جدّا يزداد هوّة واتّساعا كلّما مرّ الزّمن. فهو جيل لا يعرف ثورة أوّل نوفمبر 1954، ولا يوم استرجاع السّيادة الوطنية سنة 1962، ولم يشهد انقلاب 19 جوان 1965، ولا الثورة الزراعية سنة 1971، ولا تأميم المحروقات في 24 فيفري 1971، ولا زلزال الأصنام في 10 أكتوبر 1980، ولا انقلاب 11 جانفي 1992. ومنذ فتح عينيه على الدنيا سنة 1998 - 1999 وإلى حدّ كتابة هذه الأسطر لا يعرف غير رئيس واحد للجزائر. إذن هؤلاء الشباب حفظهم الله ورعاهم، هم الذين خرجوا للشارع، وهم الذين يطالبون الآن بتغيير أحوالهم لما هو أفضل وأحسن، وبما يناسب مستواهم العلمي الرّفيع، وانفتاحهم على العالم عبر وسائل الاتصالات الحديثة التي يتقنونها إلى حدّ الروعة والاحترافية، وأمست وسيلة تميّزهم، وأداة للذود عن أحلامهم.
11. حفظ الله الجزائر، وأبناء الجزائر، وحفظ الله بلاد المسلمين والعرب جميعا.