من الجزائر 62 إلى الجزائر 2019: باب الغد العربى الأفضل
طلال سلمان
الثلاثاء 2 أبريل 2019
عرفتُ الجزائر، لأول مرة، مع انتصار ثورتها المظفرة، وحضرت الاجتماع الأول لمجلس نوابها، وشهدت انتخاب أول رئيس لجمهورية الجزائر الديمقراطية: أحمد بن بله، فى 20 سبتمبر 1962.
كنت أتحرك وكأننى فى حلم: الأبطال، سواء من أحفظ أسماءهم، كالخمسة الذين طوق الطيران الحربى طائرتهم فى الجو، وأجبرها على الهبوط ليعتقلهم وفيهم أحمد بن بله، وكريم بلقاسم، ورابح بيطاط، وحسين آية أحمد، ومحمد خيضر..
كانوا عائدين من المغرب حيث التقوا الملك محمد الخامس وكبار المسئولين، فى طائرة مغربية خاصة، يقصدون تونس، ليتوزعوا من أجل تنفيذ المهام المطلوبة منهم، بين العواصم العربية.. ولقد دام اعتقال هؤلاء الأبطال لأكثر من خمس سنوات (1956ــ1961).
.. وهكذا فإن انتخاب أحمد بن بله رئيسا كان أشبه بشهادة تقدير رمزية لأبطال الثورة جميعا فى شخصه..
بعد ثلاثة أعوام من ذلك الإنجاز التاريخى، شهدت الجزائر أول انقلاب عسكرى قاده رفيق بن بله وخدينه العقيد هوارى بومدين.. فاعتقل الرئيس الأول فى تاريخ الجزائر المستقلة، وأحد أبطال ثورتها ممن رحب بهم العالم وفرح باختياره العرب خاصة، الذين طالما تظاهروا وهتفوا باسم الأبطال الخمسة، وكان الأشهر بينهم بن بله، وبأسماء المناضلات وأولاهم جميلة بوحيرد، ومعهم ثلاث أخريات ارتأت قيادة الثورة أن يتعرف إليهم الجمهور تعبيرا عن تقديرها لدور المرأة فى الثورة.
ولقد ظل الرئيس الأول للجزائر المستقلة مع رفاقه الأربعة فى السجن الفرنسى لمدة خمس سنوات متصلة.. ولم يغادروه إلا بوساطات وشفاعات دولية تواصلت حتى تم الإفراج عنهم فى العام 1962..
أما بعد اعتقاله وسجنه مع انقلاب بومدين عليه لأكثر من اثنى عشر عاما، فقد خرج إلى باريس وعقد مؤتمرا صحافيا شرح فيه ما جرى معه وله قبل أن ينتقل ليستقر فى منتجع قرب جنيف.
***
بعد بومدين الذى دخل فى سنواته الأخيرة فى حالة غياب مطلق عما يحيط به، اختار الجيش رئيسا مؤقتا لم يصمد إلا لسنة واحدة.
جاء بعد ذلك الشاذلى بن جديد، المنحدر هو الآخر من الجيش.
فى هذه الفترة كان عبدالعزيز بوتفليقة يعيش مبعدا فى دولة الإمارات.. ثم دار الدولاب، فإذا الجيش لا يرى أفضل من «رجل بومدين» رئيسا للجزائر.. وهكذا كان.
ها هى الجزائر الآن، وبعد عشرين سنة، تقريبا تحاول استعادة قرارها، والتخلص من الماضى القريب الذى أخذها إلى الفقر والحاجة، وعطل الحياة السياسية فيها، وحصر القرار بأيدى الجيش.
ولقد بلغ من بؤس الأحوال أن ظهرت فى الجزائر مجموعات «الحيطانيين»، أى الآلاف من الشباب الذين يمضون أيامهم، بلياليها، فى الساحات العامة يستندون إلى الحيطان.. فهم بلا عمل، وبلا دخل، وبلا مأوى مريح يتسع لجميعهم، على الرغم من أن بلادهم فى رأس قائمة الدول المصدرة للنفط والغاز.
وشهيرة هى التظاهرات المليونية التى استقبلت الرئيس الفرنسى الأسبق جاك شيراك، هاتفة بمطلبها الأوحد: فيزا، فيزا!
كان المشهد مذلا: فأحفاد المليون شهيد فى حرب تحرير الجزائر، من الاستعمار الاستيطانى الفرنسى، يتسولون تأشيرة دخول إلى بلاد مستعمرهم ولاغى هويتهم الوطنية ليعملوا فيها حيث لا يقبل مواطنوها: فرنسا.
***
المفارقة الصارخة أنه بمقدار ما كانت تتعاظم الثروة الوطنية الجزائرية بفضل النفط والغاز، فإن نسبة البطالة بين شبابها الجديد كانت تتزايد بينما الدخل الفردى فى تناقص مستمر.
صحيح أن عدد السكان كان يتزايد بمعدلات ملحوظة، عاما بعد عام، ملتهما الزيادة الطبيعية فى الدخل القومى، لكن مغامرات الحكم كانت تستهلك الكثير من ذلك الدخل.
كانت طموحات بومدين بلا حد.. وقد وجد نفسه قائدا عربيا أوحد فى أفريقيا، والوطن العربى، لا سيما بعد رحيل الزعيم العربى الكبير جمال عبدالناصر، وقبل أن تتعاظم ادعاءات معمر القذافى بالقدرة على قيادة الأمة ثم العالم بنظريته العالمية الثالثة.
حاول بومدين أن يكون زعيم العرب، وزعيم إفريقيا، وزعيم العالم الثالث، وبالتالى قطبا فى الصراع الدولى على المنطقة العربية بنفطها وغازها وموقعها الاستراتيجى.
ولقد أنفق الكثير من مال الجزائريين على محاولات تحقيق طموحاته، وكان موفده ومعتمده النشيط عبدالعزيز بوتفليقة، وزير خارجيته ولسانه وناقل تعليماته.
لكن الصراع على وراثة بومدين أبعد بوتفليقة، فأمضى بضع سنوات «ضيفا» (ولو أنه لاجئ سياسى فى دولة الإمارات العربية المتحدة).. وهكذا تولى الرئاسة الشاذلى بن جديد، وبعده اشتد الصراع على السلطة بين الأجنحة العسكرية فجاءت فرصة بوتفليقة ليقفز إلى سدة الرئاسة قبل عشرين سنة (أى لأربع دورات متتالية).. بإسناد مباشر من ضباط بومدين الذين كانوا الآن قد صاروا أصحاب القرار.
***
معروف أن جبهة التحرير الوطنى الجزائرى كانت باستمرار بمثابة الحزب الحاكم فى الجزائر، وإن كانت أقرب إلى «جبهة» تضم قوى سياسية مختلفة ولكن مؤتلفة ضمنها.. ثم تشققت هذه الجبهة وضعفت وخرج منها تنظيمات عدة..
بالمقابل كان الإخوان المسلمون يتنامون بسرعة، لا سيما مع فشل السلطة فى إنجاز التقدم والنمو الاقتصادى الذى يوفر العيش الكريم للملايين المتزايدة فى بلد المليون شهيد.
هكذا تفاقمت حدة الأزمة المعيشية موسعة المساحة السياسية أمام جماعة الإخوان التى حاولت السيطرة على السلطة عبر مشروع انقلاب دموى كلف الجزائر الكثير من الأرواح والخسائر الاقتصادية وبعضا من سمعتها أو رصيدها المعنوى الممتاز لدى الشعب العربى، كما فى العالم أجمع.
.. وكانت تلك فرصة ذهبية للجيش كى يمسك بزمام الأمور ويضبط الشارع ويقضى على ما وصفه بالعصيان، وبالتالى التحكم بالحياة السياسية، بل الحياة العامة بمختلف وجوهها مفيدا من الرصيد التاريخى لجبهة التحرير الوطنى.
عاد الجيش مركز القرار: فى السياسة، كما فى الاقتصاد، وفى الأمن كما فى الشئون العامة جميعا.. من يختاره رئيسا هو الرئيس وكذا الأمر بالنسبة للوزراء والنواب إلخ.
***
الجزائر الآن فى محنة: الشعب بملايينه فى الشارع، من دون قيادة سياسية واضحة البرنامج، مؤكدة القدرة على الإمساك بالسلطة فى مواجهة الجيش.. وهو لن يخضع لسلطتها المدنية إلا بما يحفظ له موقعه الممتاز فى القرار، سياسيا واقتصاديا.
الأحزاب السياسية كثيرة العدد ولكنها فى حقيقة الأمر بلا تأثير حاسم على موقف الشارع، فضلا عن موقف الجيش.
المشهد الشعبى رائع: الملايين تتدفق إلى شوارع المدن والقصبات فى مختلف أنحاء الجزائر، متجاوزة كل محاولات تقسيم الشعب الواحد إلى «عرب» و«بربر».
والقوى السياسية موحدة الآن فى الاعتراض، ولكن الخطر يتربص بها على أبواب السلطة الجديدة، خصوصا وأن الجيش هو أيضا قوة سياسية لا بد من أخذها بالاعتبار، لأنه يمسك بزمام السلطة منذ نصف قرن أو يزيد.
انتصار الحركة الشعبية فى الجزائر فجر جديد للغد العربى الموعود، مشرقا ومغربا..
لكن أعداء هذا الفجر، فى الداخل والخارج، قوى مؤثرة لا بد أن يحسب لها حساب، لأن المعسكر المعادى يتمتع بقوة لا يستهان بها (الإمبريالية الأمريكية والاستعمار القديم ــ فرنسا، وقوى داخل الجيش استمتعوا بالحكم دهرا طويلا إلخ..)
حمى الله الجزائر وشعبها العظيم الذى صنع معجزة أولى فى الخمسينات انتهت باستعادة أهلها وطنهم ودولته.
مع الأمل بأن يفتح، مرة أخرى، باب الغد الأفضل للأمة العربية جميعا وبكافة أقطاره، مشرقا ومغربا.
رئيس تحرير جريدة السفير اللبنانية
طلال سلمان
الثلاثاء 2 أبريل 2019
عرفتُ الجزائر، لأول مرة، مع انتصار ثورتها المظفرة، وحضرت الاجتماع الأول لمجلس نوابها، وشهدت انتخاب أول رئيس لجمهورية الجزائر الديمقراطية: أحمد بن بله، فى 20 سبتمبر 1962.
كنت أتحرك وكأننى فى حلم: الأبطال، سواء من أحفظ أسماءهم، كالخمسة الذين طوق الطيران الحربى طائرتهم فى الجو، وأجبرها على الهبوط ليعتقلهم وفيهم أحمد بن بله، وكريم بلقاسم، ورابح بيطاط، وحسين آية أحمد، ومحمد خيضر..
كانوا عائدين من المغرب حيث التقوا الملك محمد الخامس وكبار المسئولين، فى طائرة مغربية خاصة، يقصدون تونس، ليتوزعوا من أجل تنفيذ المهام المطلوبة منهم، بين العواصم العربية.. ولقد دام اعتقال هؤلاء الأبطال لأكثر من خمس سنوات (1956ــ1961).
.. وهكذا فإن انتخاب أحمد بن بله رئيسا كان أشبه بشهادة تقدير رمزية لأبطال الثورة جميعا فى شخصه..
بعد ثلاثة أعوام من ذلك الإنجاز التاريخى، شهدت الجزائر أول انقلاب عسكرى قاده رفيق بن بله وخدينه العقيد هوارى بومدين.. فاعتقل الرئيس الأول فى تاريخ الجزائر المستقلة، وأحد أبطال ثورتها ممن رحب بهم العالم وفرح باختياره العرب خاصة، الذين طالما تظاهروا وهتفوا باسم الأبطال الخمسة، وكان الأشهر بينهم بن بله، وبأسماء المناضلات وأولاهم جميلة بوحيرد، ومعهم ثلاث أخريات ارتأت قيادة الثورة أن يتعرف إليهم الجمهور تعبيرا عن تقديرها لدور المرأة فى الثورة.
ولقد ظل الرئيس الأول للجزائر المستقلة مع رفاقه الأربعة فى السجن الفرنسى لمدة خمس سنوات متصلة.. ولم يغادروه إلا بوساطات وشفاعات دولية تواصلت حتى تم الإفراج عنهم فى العام 1962..
أما بعد اعتقاله وسجنه مع انقلاب بومدين عليه لأكثر من اثنى عشر عاما، فقد خرج إلى باريس وعقد مؤتمرا صحافيا شرح فيه ما جرى معه وله قبل أن ينتقل ليستقر فى منتجع قرب جنيف.
***
بعد بومدين الذى دخل فى سنواته الأخيرة فى حالة غياب مطلق عما يحيط به، اختار الجيش رئيسا مؤقتا لم يصمد إلا لسنة واحدة.
جاء بعد ذلك الشاذلى بن جديد، المنحدر هو الآخر من الجيش.
فى هذه الفترة كان عبدالعزيز بوتفليقة يعيش مبعدا فى دولة الإمارات.. ثم دار الدولاب، فإذا الجيش لا يرى أفضل من «رجل بومدين» رئيسا للجزائر.. وهكذا كان.
ها هى الجزائر الآن، وبعد عشرين سنة، تقريبا تحاول استعادة قرارها، والتخلص من الماضى القريب الذى أخذها إلى الفقر والحاجة، وعطل الحياة السياسية فيها، وحصر القرار بأيدى الجيش.
ولقد بلغ من بؤس الأحوال أن ظهرت فى الجزائر مجموعات «الحيطانيين»، أى الآلاف من الشباب الذين يمضون أيامهم، بلياليها، فى الساحات العامة يستندون إلى الحيطان.. فهم بلا عمل، وبلا دخل، وبلا مأوى مريح يتسع لجميعهم، على الرغم من أن بلادهم فى رأس قائمة الدول المصدرة للنفط والغاز.
وشهيرة هى التظاهرات المليونية التى استقبلت الرئيس الفرنسى الأسبق جاك شيراك، هاتفة بمطلبها الأوحد: فيزا، فيزا!
كان المشهد مذلا: فأحفاد المليون شهيد فى حرب تحرير الجزائر، من الاستعمار الاستيطانى الفرنسى، يتسولون تأشيرة دخول إلى بلاد مستعمرهم ولاغى هويتهم الوطنية ليعملوا فيها حيث لا يقبل مواطنوها: فرنسا.
***
المفارقة الصارخة أنه بمقدار ما كانت تتعاظم الثروة الوطنية الجزائرية بفضل النفط والغاز، فإن نسبة البطالة بين شبابها الجديد كانت تتزايد بينما الدخل الفردى فى تناقص مستمر.
صحيح أن عدد السكان كان يتزايد بمعدلات ملحوظة، عاما بعد عام، ملتهما الزيادة الطبيعية فى الدخل القومى، لكن مغامرات الحكم كانت تستهلك الكثير من ذلك الدخل.
كانت طموحات بومدين بلا حد.. وقد وجد نفسه قائدا عربيا أوحد فى أفريقيا، والوطن العربى، لا سيما بعد رحيل الزعيم العربى الكبير جمال عبدالناصر، وقبل أن تتعاظم ادعاءات معمر القذافى بالقدرة على قيادة الأمة ثم العالم بنظريته العالمية الثالثة.
حاول بومدين أن يكون زعيم العرب، وزعيم إفريقيا، وزعيم العالم الثالث، وبالتالى قطبا فى الصراع الدولى على المنطقة العربية بنفطها وغازها وموقعها الاستراتيجى.
ولقد أنفق الكثير من مال الجزائريين على محاولات تحقيق طموحاته، وكان موفده ومعتمده النشيط عبدالعزيز بوتفليقة، وزير خارجيته ولسانه وناقل تعليماته.
لكن الصراع على وراثة بومدين أبعد بوتفليقة، فأمضى بضع سنوات «ضيفا» (ولو أنه لاجئ سياسى فى دولة الإمارات العربية المتحدة).. وهكذا تولى الرئاسة الشاذلى بن جديد، وبعده اشتد الصراع على السلطة بين الأجنحة العسكرية فجاءت فرصة بوتفليقة ليقفز إلى سدة الرئاسة قبل عشرين سنة (أى لأربع دورات متتالية).. بإسناد مباشر من ضباط بومدين الذين كانوا الآن قد صاروا أصحاب القرار.
***
معروف أن جبهة التحرير الوطنى الجزائرى كانت باستمرار بمثابة الحزب الحاكم فى الجزائر، وإن كانت أقرب إلى «جبهة» تضم قوى سياسية مختلفة ولكن مؤتلفة ضمنها.. ثم تشققت هذه الجبهة وضعفت وخرج منها تنظيمات عدة..
بالمقابل كان الإخوان المسلمون يتنامون بسرعة، لا سيما مع فشل السلطة فى إنجاز التقدم والنمو الاقتصادى الذى يوفر العيش الكريم للملايين المتزايدة فى بلد المليون شهيد.
هكذا تفاقمت حدة الأزمة المعيشية موسعة المساحة السياسية أمام جماعة الإخوان التى حاولت السيطرة على السلطة عبر مشروع انقلاب دموى كلف الجزائر الكثير من الأرواح والخسائر الاقتصادية وبعضا من سمعتها أو رصيدها المعنوى الممتاز لدى الشعب العربى، كما فى العالم أجمع.
.. وكانت تلك فرصة ذهبية للجيش كى يمسك بزمام الأمور ويضبط الشارع ويقضى على ما وصفه بالعصيان، وبالتالى التحكم بالحياة السياسية، بل الحياة العامة بمختلف وجوهها مفيدا من الرصيد التاريخى لجبهة التحرير الوطنى.
عاد الجيش مركز القرار: فى السياسة، كما فى الاقتصاد، وفى الأمن كما فى الشئون العامة جميعا.. من يختاره رئيسا هو الرئيس وكذا الأمر بالنسبة للوزراء والنواب إلخ.
***
الجزائر الآن فى محنة: الشعب بملايينه فى الشارع، من دون قيادة سياسية واضحة البرنامج، مؤكدة القدرة على الإمساك بالسلطة فى مواجهة الجيش.. وهو لن يخضع لسلطتها المدنية إلا بما يحفظ له موقعه الممتاز فى القرار، سياسيا واقتصاديا.
الأحزاب السياسية كثيرة العدد ولكنها فى حقيقة الأمر بلا تأثير حاسم على موقف الشارع، فضلا عن موقف الجيش.
المشهد الشعبى رائع: الملايين تتدفق إلى شوارع المدن والقصبات فى مختلف أنحاء الجزائر، متجاوزة كل محاولات تقسيم الشعب الواحد إلى «عرب» و«بربر».
والقوى السياسية موحدة الآن فى الاعتراض، ولكن الخطر يتربص بها على أبواب السلطة الجديدة، خصوصا وأن الجيش هو أيضا قوة سياسية لا بد من أخذها بالاعتبار، لأنه يمسك بزمام السلطة منذ نصف قرن أو يزيد.
انتصار الحركة الشعبية فى الجزائر فجر جديد للغد العربى الموعود، مشرقا ومغربا..
لكن أعداء هذا الفجر، فى الداخل والخارج، قوى مؤثرة لا بد أن يحسب لها حساب، لأن المعسكر المعادى يتمتع بقوة لا يستهان بها (الإمبريالية الأمريكية والاستعمار القديم ــ فرنسا، وقوى داخل الجيش استمتعوا بالحكم دهرا طويلا إلخ..)
حمى الله الجزائر وشعبها العظيم الذى صنع معجزة أولى فى الخمسينات انتهت باستعادة أهلها وطنهم ودولته.
مع الأمل بأن يفتح، مرة أخرى، باب الغد الأفضل للأمة العربية جميعا وبكافة أقطاره، مشرقا ومغربا.
رئيس تحرير جريدة السفير اللبنانية