عالم الغد - التكنولوجيا في خدمة رأس المال: يتطلب التّطور التكنولوجي استثمارات لا يقدر على إنفاقها العُمال والفُقراء، ويستثمر الأثرياء وأصحاب رأس المال في التكنولوجيا، من أجل تحقيق المزيد من الأرباح، واختصار زمن جنْي تلك الأرباح، واستفاد عامة الناس، بأشكال مُتفاوتة من التقدم العلمي، ولكن استغلال أرباب العمل للتكنولوجيا أدّى كذلك إلى خفض عدد العُمّال في المناجم والمصانع وحتى في المزارع وقطاعات الخدمات، واندثار العديد من المِهَن والوظائف، وتتوقع منظمة العمل الدّولية اختفاء العديد من الوظائف، بسبب استخدام الآلات، كبديل للإنسان، وبدأت تختفي وجوه العاملين في المصارف، ليتعامل الناس مع آلات، لسحب النقود، أو إيداع الصّكوك، والقيام بمجمل العمليات المصرفية، عبر الشبكة الإلكترونية، ليُصْبِح الزّبون عاملاً يُمكّن المصرف من خفض عدد الوظائف، وعدد الفروع ومصاريفها، من كراء وكهرباء وهاتف ورواتب، وغيرها، وليشتري الزبائن حواسيب وآلات طابعة ويُسددون معاليم الكهرباء والشبكة الإلكترونية، للقيام بمهام كان يقوم بها مُوظّف في المصرف، وانخفض أيضًا عدد العاملين في المحلات التجارية الكُبْرى، حيث يختار الزبون ما يحتاجه، ثم يُسدّد الثمن، عبر آلة إلكترونية، وانتشر التسوق الإلكتروني، وحجز تذاكر السّفر والإقامة في الفنادق وحجز سيارة تاكسي، وتذاكر القطار، كما بدأت تختفي مهنة أمين المكتَبَة الذي كان يُرْشِدُ القُرّاء والباحثين، ولكن هذه المهنة في طور الإندثار، بعد تقليص الوثائق الورقية، وتعميم الأرشيف الإلكتروني، وكانت مهنة الطباعة قد تضرّرت كثيرًا، منذ بضعة عُقُود، بعد ظهور تقنيات الطباعة، بواسطة الحواسيب، والبرامج المُخصّصة لطباعة الصحف أو الكُتُب وجميع الوثائق، حتى أصبح وجود الصحف نفسها مهدّدًا، وأصبحت فواتير الخدمات تَصِل للمستهلكين، عبر البريد الإلكتروني، مما زاد في مصاعب مهنة الطباعة، ويَسّر عملية خصخصة خدمات البريد، وأصبح ساعي البريد يعمل بعقود هَشّة ومؤقتة، قبل أن تختفي مهنته تمامًا، كموظف بأجر... في قطاع الصناعة، بدأت شركات صناعة السيارات تستخدم "الروبوت" في الأعمال الشاقة، والمُضرّة بالصحة، مثل دهن السيارات الجديدة، وانتشر استخدام الروبوت في المناجم، وفي جميع خطوط التّجْميع في المَصانع، مما أفقد مئات الآلاف من الوظائف في قطاع صناعة السيارات، وفي تجميع قطع الغيار، وقد يواجه عمال مصانع الإلكترونيك والصّلب، والغزل والنسيج خطر فقدان وظائفهم...
تُساهم منظمات الأمم المتحدة في خدمة رأس المال، بأشكال ظاهرها لَيِّنٌ، ولكنها تستهدف القضاء على نفس المقاومة لدى سُكّان العالم، وتُنظم منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد" في جنيف (01/04/2019) "أسبوع التجارة الإلكترونية العالمي 2019"، تحت شعار "من الرّقْمَنَة إلى التّنْمِيَة"، وتدّعي هذه المنظمة "الأُمَمِيّة" إن هذه التّظاهرة تهدف "رسم الفرص الجديدة المتزايدة لزيادة فعالِيّة وكفاءة المنصات الرقمية في الدول النامية، ولتنمية اقتصادها، باستغلال التقنيات الرقمية..."، كما تدعي "أونكتاد" إن التكنولوجيا الرقمية سوف تُمَكِّنُ الكثيرا من البلدان النامية من تحقيق النمو الشامل والمستدام، وتحسين وَضع الصناعات والحكومات، وتحقيق حياة أفْضَلَ للأفراد والشعوب، وإمعانًا في المغالطة يدّعِي بيان (أونكتاد): "إن انتشار التجارة الإلكترونية حول العالم يحقق فوائد لجميع المستهلكين مثل البساطة والاختيار، والسهولة، والسرعة، وقلة التكلفة، والراحة"، وغير ذلك من الأكاذيب والدعاية الرّديئة... عن رويترز + منظمة العمل الدولية + منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) 19 و 25/03/2019
تُساهم منظمات الأمم المتحدة في خدمة رأس المال، بأشكال ظاهرها لَيِّنٌ، ولكنها تستهدف القضاء على نفس المقاومة لدى سُكّان العالم، وتُنظم منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد" في جنيف (01/04/2019) "أسبوع التجارة الإلكترونية العالمي 2019"، تحت شعار "من الرّقْمَنَة إلى التّنْمِيَة"، وتدّعي هذه المنظمة "الأُمَمِيّة" إن هذه التّظاهرة تهدف "رسم الفرص الجديدة المتزايدة لزيادة فعالِيّة وكفاءة المنصات الرقمية في الدول النامية، ولتنمية اقتصادها، باستغلال التقنيات الرقمية..."، كما تدعي "أونكتاد" إن التكنولوجيا الرقمية سوف تُمَكِّنُ الكثيرا من البلدان النامية من تحقيق النمو الشامل والمستدام، وتحسين وَضع الصناعات والحكومات، وتحقيق حياة أفْضَلَ للأفراد والشعوب، وإمعانًا في المغالطة يدّعِي بيان (أونكتاد): "إن انتشار التجارة الإلكترونية حول العالم يحقق فوائد لجميع المستهلكين مثل البساطة والاختيار، والسهولة، والسرعة، وقلة التكلفة، والراحة"، وغير ذلك من الأكاذيب والدعاية الرّديئة... عن رويترز + منظمة العمل الدولية + منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) 19 و 25/03/2019