وقفة مع الامامة والقيادة،
فهي اما قيادة هدي ونور واما قيادة ضلال وثبور
يقول ابو الراغب الاصفهاني في مفرداته:- " والإمام المؤتم به، إنسانا كان يقتدى بقوله أو فعله، أو كتابا، أو غير ذلك، محقا كان أو مبطلا "
وقد ضرب القران الكريم لنا مثلين من انواع القيادة ، قيادة الهدي والهدى والنور ، وقيادة الضلال والاستبداد والظلم والظلمات.
لقد كانت القيادة النورانية متمثلة في سيدنا ابراهيم عليه السلام ومن اكرمه الله به من ذريته يوم اهتدوا وكانوا بايات الله يوقنون وبمنهجه يسيرون وبهداه يعملون، انها مك رمة من الله تعالى يختص بها من يشاء من عباده الذين استعدت نفسياتهم للاستقامة والقوامة، فاكرمهم الله بان جعلهم أئمة للعالمين يقودونهم سبيل الرشاد، قال تعالى:
(وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (البقرة: ١٢٤). فاكرم ايضا من ذريته من استقاموا على طريقته وملته فقال :- ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 73]. جاء في الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً ﴾ يقتدى بهم في الخير ﴿ يَهْدُونَ ﴾ يدعون الناس إلى ديننا ﴿ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ ﴾ أن يفعلوا الطاعات ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. كما جاء في تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ﴾ يُقتدى بهم في الخير ﴿ يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ﴾ يدعون الناس إلى ديننا، ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ ﴾ العمل بالشرائع، ﴿ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ ﴾؛ يعني: المحافظة عليها، ﴿ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ﴾ إعطاءها، ﴿ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾ موحِّدين. وانظر الى ما سجله الله تعالى من اقوال هذا القائد العظيم الفذ الذي كان امة وحده للعالمين وابناءه ووصاياهم:-
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) البقرة. ولما كانت امامة ابراهيم عليه السلام ومن صلح من ذريته تهدي الى النور والاستقامة والحق والهدى امر الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ان يتبع طريقته وملته فقال سبحانه في سورة النحل :- (ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا)(النحل 23) واورث هذه المهمة لامة محمد عليه افضل الصلاة والتسليم بقوله سبحانه :-(وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) (البقرة 43).
اما القيادة الفرعونية فانها امة الظلم والاستبداد القائدة بالذل والهوان والموصلة الى جحيم الحياة الدنيا ونار الاخرة فقال تعالى :- (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار)(القصص 41) ولما كان هذا حاله وحال اتباعه فالقران يصور لنا مقدمه يوم القيامة وقومه الى النار وهو في مقدمتهم فيقول :- (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار) (هود98) جاء في تفسير بن كثير لهذه الاية الكريمة:-
يقول تعالى مخبراً عن إرسال موسى بآياته ودلالاته الباهرة إلى فرعون ملك القبط وملئه { فاتبعوا أمر فرعون} أي منهجه ومسلكه وطريقته في الغي، { وما أمر فرعون برشيد} أي ليس فيه رشد ولا هدى، وإنما هو جهل وضلال وكفر وعناد؛ وكما أنهم اتبعوه في الدنيا وكان مقدمهم ورئيسهم، كذلك هو يقدمهم يوم القيامة إلى نار جهنم، { يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار، وبئس الورد المورود} ، وكذلك شأن المتبوعين يكونون موفرين في العذاب يوم القيامة، كما قال تعالى: { لكل ضعف ولكن لا تعلمون} ، وقال تعالى: { ربنا آتهم ضعفين من العذاب} الآية، وقوله: { وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة} الآية، أي أتبعناهم زيادة على عذاب النار لعنة في الدنيا، { ويوم القيامة بئس الرفد المرفود} . قال مجاهد: زيدوا لعنة يوم القيامة فتلك لعنتان، وقال ابن عباس: لعنة الدنيا والآخرة وكذا قال الضحاك وقتادة ، وهو كقوله: { وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين} .
فموقع القيادة خطير لانه امانة ويوم القيامة ندامة وموقع الانقياد اخطر لانه موقع اتباع لمن لا يغني عن نفسه ولا عن غيره شيئا يوم القيامة ونسال الله السلامة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فهي اما قيادة هدي ونور واما قيادة ضلال وثبور
يقول ابو الراغب الاصفهاني في مفرداته:- " والإمام المؤتم به، إنسانا كان يقتدى بقوله أو فعله، أو كتابا، أو غير ذلك، محقا كان أو مبطلا "
وقد ضرب القران الكريم لنا مثلين من انواع القيادة ، قيادة الهدي والهدى والنور ، وقيادة الضلال والاستبداد والظلم والظلمات.
لقد كانت القيادة النورانية متمثلة في سيدنا ابراهيم عليه السلام ومن اكرمه الله به من ذريته يوم اهتدوا وكانوا بايات الله يوقنون وبمنهجه يسيرون وبهداه يعملون، انها مك رمة من الله تعالى يختص بها من يشاء من عباده الذين استعدت نفسياتهم للاستقامة والقوامة، فاكرمهم الله بان جعلهم أئمة للعالمين يقودونهم سبيل الرشاد، قال تعالى:
(وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (البقرة: ١٢٤). فاكرم ايضا من ذريته من استقاموا على طريقته وملته فقال :- ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 73]. جاء في الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً ﴾ يقتدى بهم في الخير ﴿ يَهْدُونَ ﴾ يدعون الناس إلى ديننا ﴿ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ ﴾ أن يفعلوا الطاعات ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. كما جاء في تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ﴾ يُقتدى بهم في الخير ﴿ يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ﴾ يدعون الناس إلى ديننا، ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ ﴾ العمل بالشرائع، ﴿ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ ﴾؛ يعني: المحافظة عليها، ﴿ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ﴾ إعطاءها، ﴿ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾ موحِّدين. وانظر الى ما سجله الله تعالى من اقوال هذا القائد العظيم الفذ الذي كان امة وحده للعالمين وابناءه ووصاياهم:-
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) البقرة. ولما كانت امامة ابراهيم عليه السلام ومن صلح من ذريته تهدي الى النور والاستقامة والحق والهدى امر الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ان يتبع طريقته وملته فقال سبحانه في سورة النحل :- (ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا)(النحل 23) واورث هذه المهمة لامة محمد عليه افضل الصلاة والتسليم بقوله سبحانه :-(وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) (البقرة 43).
اما القيادة الفرعونية فانها امة الظلم والاستبداد القائدة بالذل والهوان والموصلة الى جحيم الحياة الدنيا ونار الاخرة فقال تعالى :- (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار)(القصص 41) ولما كان هذا حاله وحال اتباعه فالقران يصور لنا مقدمه يوم القيامة وقومه الى النار وهو في مقدمتهم فيقول :- (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار) (هود98) جاء في تفسير بن كثير لهذه الاية الكريمة:-
يقول تعالى مخبراً عن إرسال موسى بآياته ودلالاته الباهرة إلى فرعون ملك القبط وملئه { فاتبعوا أمر فرعون} أي منهجه ومسلكه وطريقته في الغي، { وما أمر فرعون برشيد} أي ليس فيه رشد ولا هدى، وإنما هو جهل وضلال وكفر وعناد؛ وكما أنهم اتبعوه في الدنيا وكان مقدمهم ورئيسهم، كذلك هو يقدمهم يوم القيامة إلى نار جهنم، { يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار، وبئس الورد المورود} ، وكذلك شأن المتبوعين يكونون موفرين في العذاب يوم القيامة، كما قال تعالى: { لكل ضعف ولكن لا تعلمون} ، وقال تعالى: { ربنا آتهم ضعفين من العذاب} الآية، وقوله: { وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة} الآية، أي أتبعناهم زيادة على عذاب النار لعنة في الدنيا، { ويوم القيامة بئس الرفد المرفود} . قال مجاهد: زيدوا لعنة يوم القيامة فتلك لعنتان، وقال ابن عباس: لعنة الدنيا والآخرة وكذا قال الضحاك وقتادة ، وهو كقوله: { وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين} .
فموقع القيادة خطير لانه امانة ويوم القيامة ندامة وموقع الانقياد اخطر لانه موقع اتباع لمن لا يغني عن نفسه ولا عن غيره شيئا يوم القيامة ونسال الله السلامة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.