الامير نصر بن سيار ينذر العرب...!!!
كان نصر بن سيار بن رافع بن حري بن ربيعة الكناني (46 - 131 هـ / 666 - 748 م) وشيخ مضر بخراسان و واليا للاموين على بلاد خراسان، فاشتم بحسه السياسي المرهف وفراسته ونظرته الثاقبة روائح فتنة ستثور وتنطلق من بلاد فارس ،
فكتب محذرا بني امية والعرب المتحاربين انذاك فيما بينهم ينبههم الخطر القادم والفتنة المقبلة والمهلكة الاتية ، فكتب يستنجد بيزيد بن هبيرة والي العراق وكان مما قال له :
أبلغ يزيداً وخيرُ القولِ أصدَقُه **وقد تيقنتُ ألاَّ خير في الكذب
بأن أرض خراسانٍ رأيتُ بها××بيضاً إذا أفرخت حُدُّثتَ بالعجب
فراخ عامين إلا أنها كَبُرت ** لمّا يطرن وقد سربلن بالزغب
فإن يطرن ولم يُحتل لهن بها** يلهبن نيران حرب أيّما لهب
ثم لما لم يجبه احد ولا يزيد لانشغاله بحرب الخوارج كتب الى الخليفة مروان بن محمد اخر خلفاء بني امية في دمشق :-
أرى تحت الرماد وميض جمر = ويوشك أن يكون له ضرام
فإنّ النار بالعود بن تذكى = وإن الشرّ مبدؤُهُ كلام
فإن لم يطفئوها تجن حربا = مشمّرة يشيب لها الغلام
وقلت من التعجب ليت شعري = أأيقاظٌ أميّة أم نيام
فإن يقظت فذاك بقاء ملك = وإن رقدت فأنى لا ألام
فإن يك اصبحوا وثووا نياما = فقل قوموا فقد حان القيام
فغرّى عن رحالك ثم قولي = على الإسلام والعرب السلام
ولانشغال العرب بالحروب القبلية فيما بينهم بين قبائل اليمانية والقيسية التي نشبت انذاك، وتغافلهم عن الخطر الحقيقي القادم لهم من بلاد خراسان فارس، تجاهله الخليفة مروان بن محمد، وكأنها سنن النهايات بتجاهل اهل الراي من الناصحين الصادقين المخلصين في الرأي والمشوره ، فأخذ يبث همومه وشجونه إلى العرب في المدينة، محاولاً أن يستثير نخوتهم وشهامتهم وهمتهم وناشدهم أن يكفوا عن الاقتتال فيما بينهم وأن يجتمعوا على كلمة سواء، توحد سواعدهم و تؤلف قلوبهم وتجمع كلمتهم وصفهم للوقوف في وجه أبي مسلم الخراساني الفارسي وشعوبيته وخطرها الذي أصبح يهدد وجودهم ومصيرهم فكتب يقول شعراً:
أبلغ ربيعة في مرو وإخوتها أن يغضبوا قبل أن لا ينفع الغضبُ
و لينصبوا الحرب إن القوم قد نصبو حربا يحرق في حافاتها الحَرَبُ
ما بالكم تلقمون الحرب بينكم كأن أهل الحجا عن فعلكم غُيُبُ
وتتركون عدواً قد أظلكم فيمن تأشبَ لا دين ولا حسبُ
ليسوا إلى عرب منا فنعرفهم ولا صميم الموالي إن هُمُ نُسبوا
قوم يدينون ديناً ما سمعت به عن الرسول ولا جاءت به الكتبُ
مَمَنْ يكن سائلي عن أصل دينهم فإن دينهم أن تُقتلَ العربُ
مات نصر بن سيار رحمه الله مقهورا متحسرا، وحصل ما حذر منه ولم يتنبه له القوم، وسقطت دولة بني امية ونصر الخراسانيون دولة العباسيين واقاموها لتتسلل الشعوبية الى مفاصل الحكم والدولة ومن ثم يتولون امر الامة.
واني لأرى ان الزمان استدار واعاد دورته، وان الفتن تترى اقبلت، والقت بجرانها في الارض شرقا وغربا، وان الامور تتطلب الرشد والسداد في القول والعمل والرأي، والانقياد ووجوب السماع لذوي الاحلام والنهى والرشاد، والا كان الدمار بعد الفساد ، وكان البلاء الذي يعم ولا يخص، وحينها يكون الندم حيث لا ينفع الندم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كان نصر بن سيار بن رافع بن حري بن ربيعة الكناني (46 - 131 هـ / 666 - 748 م) وشيخ مضر بخراسان و واليا للاموين على بلاد خراسان، فاشتم بحسه السياسي المرهف وفراسته ونظرته الثاقبة روائح فتنة ستثور وتنطلق من بلاد فارس ،
فكتب محذرا بني امية والعرب المتحاربين انذاك فيما بينهم ينبههم الخطر القادم والفتنة المقبلة والمهلكة الاتية ، فكتب يستنجد بيزيد بن هبيرة والي العراق وكان مما قال له :
أبلغ يزيداً وخيرُ القولِ أصدَقُه **وقد تيقنتُ ألاَّ خير في الكذب
بأن أرض خراسانٍ رأيتُ بها××بيضاً إذا أفرخت حُدُّثتَ بالعجب
فراخ عامين إلا أنها كَبُرت ** لمّا يطرن وقد سربلن بالزغب
فإن يطرن ولم يُحتل لهن بها** يلهبن نيران حرب أيّما لهب
ثم لما لم يجبه احد ولا يزيد لانشغاله بحرب الخوارج كتب الى الخليفة مروان بن محمد اخر خلفاء بني امية في دمشق :-
أرى تحت الرماد وميض جمر = ويوشك أن يكون له ضرام
فإنّ النار بالعود بن تذكى = وإن الشرّ مبدؤُهُ كلام
فإن لم يطفئوها تجن حربا = مشمّرة يشيب لها الغلام
وقلت من التعجب ليت شعري = أأيقاظٌ أميّة أم نيام
فإن يقظت فذاك بقاء ملك = وإن رقدت فأنى لا ألام
فإن يك اصبحوا وثووا نياما = فقل قوموا فقد حان القيام
فغرّى عن رحالك ثم قولي = على الإسلام والعرب السلام
ولانشغال العرب بالحروب القبلية فيما بينهم بين قبائل اليمانية والقيسية التي نشبت انذاك، وتغافلهم عن الخطر الحقيقي القادم لهم من بلاد خراسان فارس، تجاهله الخليفة مروان بن محمد، وكأنها سنن النهايات بتجاهل اهل الراي من الناصحين الصادقين المخلصين في الرأي والمشوره ، فأخذ يبث همومه وشجونه إلى العرب في المدينة، محاولاً أن يستثير نخوتهم وشهامتهم وهمتهم وناشدهم أن يكفوا عن الاقتتال فيما بينهم وأن يجتمعوا على كلمة سواء، توحد سواعدهم و تؤلف قلوبهم وتجمع كلمتهم وصفهم للوقوف في وجه أبي مسلم الخراساني الفارسي وشعوبيته وخطرها الذي أصبح يهدد وجودهم ومصيرهم فكتب يقول شعراً:
أبلغ ربيعة في مرو وإخوتها أن يغضبوا قبل أن لا ينفع الغضبُ
و لينصبوا الحرب إن القوم قد نصبو حربا يحرق في حافاتها الحَرَبُ
ما بالكم تلقمون الحرب بينكم كأن أهل الحجا عن فعلكم غُيُبُ
وتتركون عدواً قد أظلكم فيمن تأشبَ لا دين ولا حسبُ
ليسوا إلى عرب منا فنعرفهم ولا صميم الموالي إن هُمُ نُسبوا
قوم يدينون ديناً ما سمعت به عن الرسول ولا جاءت به الكتبُ
مَمَنْ يكن سائلي عن أصل دينهم فإن دينهم أن تُقتلَ العربُ
مات نصر بن سيار رحمه الله مقهورا متحسرا، وحصل ما حذر منه ولم يتنبه له القوم، وسقطت دولة بني امية ونصر الخراسانيون دولة العباسيين واقاموها لتتسلل الشعوبية الى مفاصل الحكم والدولة ومن ثم يتولون امر الامة.
واني لأرى ان الزمان استدار واعاد دورته، وان الفتن تترى اقبلت، والقت بجرانها في الارض شرقا وغربا، وان الامور تتطلب الرشد والسداد في القول والعمل والرأي، والانقياد ووجوب السماع لذوي الاحلام والنهى والرشاد، والا كان الدمار بعد الفساد ، وكان البلاء الذي يعم ولا يخص، وحينها يكون الندم حيث لا ينفع الندم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.