حديث المساء اسعد الله بالخير مساءكم
الغرباء وعصر الغربة
جاءت احاديث كثيرة وروايات متعددة في الغرباء وغربة الدين ومن اشهرها:-
ما رواه الامام مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء».
ومن اجمعها لهم وصفا وتجلية ما اخرجه الحاكم في مستدركه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «إن لله عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الشهداء والنبيون يوم القيامة لقربهم من الله تعالى ومجلسهم منه، فجثا أعرابي على ركبتيه فقال يا رسول الله صفهم لنا وحلّهم لنا قال: قوم من أفناء الناس من نزاع القبائل، تصادقوا في الله وتحابوا فيه، يضع الله عز وجل لهم يوم القيامة منابر من نور، يخاف الناس ولا يخافون، هم أولياء الله عز وجل الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون» اخرجه الحاكم في مستدركه وقال صحيح ولم يخرجاه.
في حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عند أحمد بلفظ: «هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل».
وجاء في وصفهم عند الطبراني روايته عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «... هم المتحابون في الله من قبائل شتى وبلاد شتى يجتمعون على ذكر الله»أي أن الرابط بينهم ذكر الله، وهو كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
جا في اللسان افناء اي اخلاط و الواحد فِـنْـو
والنزاع من القبائل قال صاحب اللسان :- (ونزاع القبائل غرباؤهم الذين يجاورون قبائل ليسوا منهم الواحد نزيع ونازع ... وهو الذي نزع عن أهله وعشيرته، أي بعُد وغاب). بمعنى ان عشائرهم لا تناصرهم وتتخلى عن نصرتهم واعانتهم..
وقد جاء في وصفهم عند الطبراني من حديث عمرو بن عبسة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «... هم جُمّاع من نوازع القبائل يجتمعون على ذكر الله تعالى فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل الثمر أطايبه»
وعن أبي أمية الشيباني قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له: “كيف تصنع بهذه الآية؟. قال أيَّةُ آية؟ قلت قول الله تعالى: “يأيها الذين آمَنُوا عَلَيْكمْ أنفسكُم لا يَضُرُّكم منْ ضلَّ إذْ هَدَيْتُمْ” (المائدة 105). قال: أما والله لقد سألت عنها خبيراً، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “بل اأتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوىً متبعاً وإعجاب كلِّ ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك، ودع العوام فإنَّ من ورائكم أيام الصبر الصبر فيهن مثل القابض على الجمر، للعامل فيهن مثل اجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم”، قيل يا رسول الله: أجر خمسين منا أو منهم؟ قال: “بل أجر خمسين منكم” (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وقال الترمذي حسن غريب ورواه ابن حبان وصححه ورواه الحاكم وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي).
ونختم بهذا الكلام النفيس لابن القيم رحمه الله حول غربة الدين يصف بها حال الغريب كلٌ بحسب معاناته فيقول رحمه الله:- "هو غريبٌ في دينه لفساد أديانهم، وغريبٌ في تمسكه بالسنة لتمسكهم بالبدع، غريبٌ في اعتقاده لسوء عقائدهم، غريبٌ في صلاته لسوء صلاتهم، غريبٌ في طريقه لضلال وفساد طرقهم، وبالجملة فهو غريبٌ في أمور دنياه وآخرته.. لا يجد من العامة مساعداً ولا معيناً فهو عالمٌ بين جُهال، وصاحب سنة بين أهل بدع، داع إلى رسوله بين دعاةٍ إلى الأهواء والبدع، آمرٌ بالمعروف ناهٍ عن المنكر بين قومٍ المعروف لديهم منكر والمنكر معروف" [مدارج السالكين].
وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ورزقنا الله واياكم الثبات على دينه وكتبنا في اخوان رسول الله الذين اشتاق اليهم وامنوا به ولم يروه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الغرباء وعصر الغربة
جاءت احاديث كثيرة وروايات متعددة في الغرباء وغربة الدين ومن اشهرها:-
ما رواه الامام مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء».
ومن اجمعها لهم وصفا وتجلية ما اخرجه الحاكم في مستدركه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «إن لله عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الشهداء والنبيون يوم القيامة لقربهم من الله تعالى ومجلسهم منه، فجثا أعرابي على ركبتيه فقال يا رسول الله صفهم لنا وحلّهم لنا قال: قوم من أفناء الناس من نزاع القبائل، تصادقوا في الله وتحابوا فيه، يضع الله عز وجل لهم يوم القيامة منابر من نور، يخاف الناس ولا يخافون، هم أولياء الله عز وجل الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون» اخرجه الحاكم في مستدركه وقال صحيح ولم يخرجاه.
في حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عند أحمد بلفظ: «هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل».
وجاء في وصفهم عند الطبراني روايته عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «... هم المتحابون في الله من قبائل شتى وبلاد شتى يجتمعون على ذكر الله»أي أن الرابط بينهم ذكر الله، وهو كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
جا في اللسان افناء اي اخلاط و الواحد فِـنْـو
والنزاع من القبائل قال صاحب اللسان :- (ونزاع القبائل غرباؤهم الذين يجاورون قبائل ليسوا منهم الواحد نزيع ونازع ... وهو الذي نزع عن أهله وعشيرته، أي بعُد وغاب). بمعنى ان عشائرهم لا تناصرهم وتتخلى عن نصرتهم واعانتهم..
وقد جاء في وصفهم عند الطبراني من حديث عمرو بن عبسة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «... هم جُمّاع من نوازع القبائل يجتمعون على ذكر الله تعالى فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل الثمر أطايبه»
وعن أبي أمية الشيباني قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له: “كيف تصنع بهذه الآية؟. قال أيَّةُ آية؟ قلت قول الله تعالى: “يأيها الذين آمَنُوا عَلَيْكمْ أنفسكُم لا يَضُرُّكم منْ ضلَّ إذْ هَدَيْتُمْ” (المائدة 105). قال: أما والله لقد سألت عنها خبيراً، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “بل اأتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوىً متبعاً وإعجاب كلِّ ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك، ودع العوام فإنَّ من ورائكم أيام الصبر الصبر فيهن مثل القابض على الجمر، للعامل فيهن مثل اجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم”، قيل يا رسول الله: أجر خمسين منا أو منهم؟ قال: “بل أجر خمسين منكم” (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وقال الترمذي حسن غريب ورواه ابن حبان وصححه ورواه الحاكم وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي).
ونختم بهذا الكلام النفيس لابن القيم رحمه الله حول غربة الدين يصف بها حال الغريب كلٌ بحسب معاناته فيقول رحمه الله:- "هو غريبٌ في دينه لفساد أديانهم، وغريبٌ في تمسكه بالسنة لتمسكهم بالبدع، غريبٌ في اعتقاده لسوء عقائدهم، غريبٌ في صلاته لسوء صلاتهم، غريبٌ في طريقه لضلال وفساد طرقهم، وبالجملة فهو غريبٌ في أمور دنياه وآخرته.. لا يجد من العامة مساعداً ولا معيناً فهو عالمٌ بين جُهال، وصاحب سنة بين أهل بدع، داع إلى رسوله بين دعاةٍ إلى الأهواء والبدع، آمرٌ بالمعروف ناهٍ عن المنكر بين قومٍ المعروف لديهم منكر والمنكر معروف" [مدارج السالكين].
وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ورزقنا الله واياكم الثبات على دينه وكتبنا في اخوان رسول الله الذين اشتاق اليهم وامنوا به ولم يروه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.