حديث الصباح اسعد الله صباحكم
- غياب الخطاب القراني واسلوب القران في الخطاب الدعوي:-
قال الله تعالى:-(نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ (45 ق)وفي سورة الفرقان قال سبحانه مسجلا شكوى نبيه سلام الله عليه له:-{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان:30]. فمن هجر القرآن هجر الجهاد به، والاقتصار على المقالات والنقولات والنظر العقلي. وكما تقابل نعمة القرآن بالشكر جهادًا به ودعوة إليه، فيجب أن تقابل بالصبر على مشاق تلك الدعوة والأذى في سبيلها. وفي نفس السورة قال سبحانه:- {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيرًا . فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} [الفرقان:51-52].
قال ابن عاشور رحمه الله:-والمجاهدة في قوله: {وَجَاهِدْهُم} على وزن (مفاعلة) وهي لا تكون إلا بين طرفين يجاهد كلًا منهما الآخرُ: أحدهما هنا يجاهد بالوحي، والآخر يجاهِد بالهوى، فلا ينفك الأمر عن جهاد؛ فمهما تركنا أو أهملنا جهاد أهواء المبطلين بالقرآن، فلن يتركوا هم مجاهدتنا، وسيغزونا بها في عقر دارنا. (التحرير والتنوير لابن عاشور). والأمر بالجهاد هنا منصرف إلى جهاد الدعوة والحجة، وهو جهاد اللسان لا السيف -كما هو الظاهر من سياق سورة الفرقان المكية- أما جهاد السلاح فمأخوذ من نصوص أُخَر، والآية تدل على أن الدعوة والمحاجة بالوحي من جنس الجهاد؛ إذ الجهاد نوعان: جهاد دعوة يتضمن إبطال الباطل وإحقاق الحق في الصورة النظرية، وجهاد قتال ينصرف إلى الناحية العملية، وهذا ينقسم إلى جهاد دفع لصد المعتدين على حرمات الله، وجهاد طلب لإزالة بأس الصادين عن سبيل الله. (زاد المعاد لابن القيم: 5/3). والخطاب القراني بالقران بلا شك انه ابلغ خطاب واشد اثرا وتاثيرا في النفوس لانه يخاطب العقل والوجدان واحاسيس القلب ويحركها جميعا معا لتنفعل وتتفاعل مع نصه المبهر كيف لا وهو خطاب من خلق والاعلم بمن خلق وهو اللطيف الخبير.. ولعل من اهم اسباب ومسببات الفشل في الوصول الحقيقي للناس ونفوسهم هو غياب القران في خطابنا الذي اتسم بالصفة الجدلية الانتصارية التفوقية فحسب ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، وانظر كيف وصف الله تعالى تاثير هذا القران على سامعيه في سورة الحشر فقال تعالى:- (لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (21 الحشر)، فلذلك قال سبحانه:- (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ (45 ق).والقران بلا شك هو الرسالة وهو بيانها وهو مضمونها المطلوب تبليغها للعالمينوبه تحفظ الرسالة -انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون - . ونسال الله تعالى ان يجعلنا واياكم من اهل القران، اهل الله تعالى وخاصته من دون خلقه، كما وصفهم ونعتهم من تنزل القران على قلبه، رسوله الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنهُ- قال، قال رسُولُ الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم-: ((إنَّ لله أهْلِينْ، قِيلَ من هُم يا رسُول الله؟ قال: هم أهلُ القرآنِ أهلُ اللهِ وخَاصَّتُهُ)) رواه الدَّارمي واحمد في المُسند وابن ماجه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- غياب الخطاب القراني واسلوب القران في الخطاب الدعوي:-
قال الله تعالى:-(نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ (45 ق)وفي سورة الفرقان قال سبحانه مسجلا شكوى نبيه سلام الله عليه له:-{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان:30]. فمن هجر القرآن هجر الجهاد به، والاقتصار على المقالات والنقولات والنظر العقلي. وكما تقابل نعمة القرآن بالشكر جهادًا به ودعوة إليه، فيجب أن تقابل بالصبر على مشاق تلك الدعوة والأذى في سبيلها. وفي نفس السورة قال سبحانه:- {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيرًا . فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} [الفرقان:51-52].
قال ابن عاشور رحمه الله:-والمجاهدة في قوله: {وَجَاهِدْهُم} على وزن (مفاعلة) وهي لا تكون إلا بين طرفين يجاهد كلًا منهما الآخرُ: أحدهما هنا يجاهد بالوحي، والآخر يجاهِد بالهوى، فلا ينفك الأمر عن جهاد؛ فمهما تركنا أو أهملنا جهاد أهواء المبطلين بالقرآن، فلن يتركوا هم مجاهدتنا، وسيغزونا بها في عقر دارنا. (التحرير والتنوير لابن عاشور). والأمر بالجهاد هنا منصرف إلى جهاد الدعوة والحجة، وهو جهاد اللسان لا السيف -كما هو الظاهر من سياق سورة الفرقان المكية- أما جهاد السلاح فمأخوذ من نصوص أُخَر، والآية تدل على أن الدعوة والمحاجة بالوحي من جنس الجهاد؛ إذ الجهاد نوعان: جهاد دعوة يتضمن إبطال الباطل وإحقاق الحق في الصورة النظرية، وجهاد قتال ينصرف إلى الناحية العملية، وهذا ينقسم إلى جهاد دفع لصد المعتدين على حرمات الله، وجهاد طلب لإزالة بأس الصادين عن سبيل الله. (زاد المعاد لابن القيم: 5/3). والخطاب القراني بالقران بلا شك انه ابلغ خطاب واشد اثرا وتاثيرا في النفوس لانه يخاطب العقل والوجدان واحاسيس القلب ويحركها جميعا معا لتنفعل وتتفاعل مع نصه المبهر كيف لا وهو خطاب من خلق والاعلم بمن خلق وهو اللطيف الخبير.. ولعل من اهم اسباب ومسببات الفشل في الوصول الحقيقي للناس ونفوسهم هو غياب القران في خطابنا الذي اتسم بالصفة الجدلية الانتصارية التفوقية فحسب ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، وانظر كيف وصف الله تعالى تاثير هذا القران على سامعيه في سورة الحشر فقال تعالى:- (لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (21 الحشر)، فلذلك قال سبحانه:- (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ (45 ق).والقران بلا شك هو الرسالة وهو بيانها وهو مضمونها المطلوب تبليغها للعالمينوبه تحفظ الرسالة -انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون - . ونسال الله تعالى ان يجعلنا واياكم من اهل القران، اهل الله تعالى وخاصته من دون خلقه، كما وصفهم ونعتهم من تنزل القران على قلبه، رسوله الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنهُ- قال، قال رسُولُ الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم-: ((إنَّ لله أهْلِينْ، قِيلَ من هُم يا رسُول الله؟ قال: هم أهلُ القرآنِ أهلُ اللهِ وخَاصَّتُهُ)) رواه الدَّارمي واحمد في المُسند وابن ماجه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.