احذروا الهبات الزراعية من الدول الاستعمارية فهدفها تدمير ثروات البلاد والتحكم في المحاصيل
اذكر انني قرات واظن في تاريخ الطبري انه كتب هرقل الروم لامير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتابا بعد ان من الله تعالى على المسلمين بفتح الشام وبيت المقدس، يطلب فيه من عمر ان لا يزرع المسلمون سهول حوران والبلقاء -الشهيرة بخصوبتها- بالقمح والحبوب والبفول ويعرض عليه ان يعطي المسلمين قوتهم وعلف دوابهم مجانا ....
طبعا هو يستغل جهلهم بالزراعة والفلاحة ....
فقال عمر رضي الله عنه والله ما اراد بنا ابن الخبيثة خيرا ، اما الارض فنردها على علوجها يحرثونها ويزرعونها ونحن لنا خراجها، واما انتم - يقصد المسلمين الفاتحين- فلكم صهوات جيادكم ...
والعجيب انه تكرر هذا المطلب من ملوك اوروبا وبابا روما من صلاح الدين يوم حرر بلاد الشام وفلسطين من دنسهم، فارسلوا له يعرضون عليه القمح والقوت وعلف الدواب مقابل ان لا يزرعوا القمح والشعير، فرفض ورفضت الرعية حتى قالوا في امثالهم والمثل سار لليوم مستعمل في فلسطين وبلاد الشام :- (اللي بيوكل من خبز الصليبي بحارب بسيفه)-... وفعلا من اتكل في اكله على غيره سيبقى مصيره مرهونا بارادته ...!!
والاعجب من العجب اننا زرعنا البلقاء وحوران بالاسمنت والباطون الذي ما زال يزحف على اراضيها الزراعية، فقتلناها ووأدناها بايدينا وتخطيط اعدائنا، فقلبت من اراضي زراعية كانت تغذي العالم الى اراضي سكنية يقطنها قوم استهلاكيون لطحين الزيرو الصليبي ....!!!
ومن العجب ايضا ان المستعمر شجعنا على زراعة جبالنا الرطبة الخصبة بالاشجار الحرجية غير المثمرة وما زلنا نزرع كالسرو والاكاسيا وغرها مما لا ثمر له ، في حين لو زرعنا بدلا من ذلك الزيتون لكنا من اوائل الدول المصدرة للزيت، ولو زرعنا الخروب فهو شجرة جميلة مثمرة تفيد الانسان والحيوان على حد سواء، ولو زرعنا الفستق الحلبي والصنوبر والرمان لكان ذلك ناجحا ومربحا ومدرا للدخل وباب من ابواب تشغيل الناس، والتربة التي ينجح فيها الحرجي ينجح فيها الشجر الذي ذكرنا ويضفي الناحية الجمالية بالاضافة الى فوائده الاقتصادية .....!!!!
ذكرني بما تذكرت وكتبت انني قرات خبرا مفاده ان اسبانيا في سنة الالفين وعشرين تعرض على اهل تونس اشتال زيتون مجانا ليزرعونها من اجل القضاء على نوعية الزيتون التونسي البلدي التي تعمر شجرته اكثر من قرنين، في حين ان نوعية الزيتون الاسباني المتبرع بها لا تعمر اكثر من عشر سنوات، فيضربون بذلك الزيت التونسي المعروف بجودته عالميا والمنافس الاول للزيت الاسباني.
ايضا منذ ذلك التاريخ انتشرت عندنا زراعة الزيتون الاسباني المقزم ذو الحمل الوفيروالعمر القصير، فنرجو الله ان يلهم مزارعينا ان لا يتركوا زيتونهم القديم الصوري والنبالي المعمر لعشرات القرون وذو النكهة المميزة واللون والرائحة الزكية ...فقد عاشت شجرة الزيتون البلدي الاف السنين في بلادنا فاطعمت الاباء والاجداد وما زالت تطعم الاحفاد والابناء فاحفظوها ولا يغرنكم وفرة العرض مع قصر العمر وعدم الجودة المعهودة .
وبالمناسبة اذكر هنا باهتمام القران الكريم والسنة بالزراعة فقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ. يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النمل: 10-11]، {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذلك لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ. وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الرعد: 3-4]، {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ} [يس: 33 -34]،
و في سورة الحجر الآية 22 قوله تعالى:{وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ}.
وفي السنة النبوية الشريفة نجد أن هناك الكثير من الأحاديث التي تحث على الزراعة وفلاحة الأرض منها: عن
[rtl]أنس بن مالك[/rtl]
رضي الله عنه، قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة"،وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" "إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها".
تحياتي
اذكر انني قرات واظن في تاريخ الطبري انه كتب هرقل الروم لامير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتابا بعد ان من الله تعالى على المسلمين بفتح الشام وبيت المقدس، يطلب فيه من عمر ان لا يزرع المسلمون سهول حوران والبلقاء -الشهيرة بخصوبتها- بالقمح والحبوب والبفول ويعرض عليه ان يعطي المسلمين قوتهم وعلف دوابهم مجانا ....
طبعا هو يستغل جهلهم بالزراعة والفلاحة ....
فقال عمر رضي الله عنه والله ما اراد بنا ابن الخبيثة خيرا ، اما الارض فنردها على علوجها يحرثونها ويزرعونها ونحن لنا خراجها، واما انتم - يقصد المسلمين الفاتحين- فلكم صهوات جيادكم ...
والعجيب انه تكرر هذا المطلب من ملوك اوروبا وبابا روما من صلاح الدين يوم حرر بلاد الشام وفلسطين من دنسهم، فارسلوا له يعرضون عليه القمح والقوت وعلف الدواب مقابل ان لا يزرعوا القمح والشعير، فرفض ورفضت الرعية حتى قالوا في امثالهم والمثل سار لليوم مستعمل في فلسطين وبلاد الشام :- (اللي بيوكل من خبز الصليبي بحارب بسيفه)-... وفعلا من اتكل في اكله على غيره سيبقى مصيره مرهونا بارادته ...!!
والاعجب من العجب اننا زرعنا البلقاء وحوران بالاسمنت والباطون الذي ما زال يزحف على اراضيها الزراعية، فقتلناها ووأدناها بايدينا وتخطيط اعدائنا، فقلبت من اراضي زراعية كانت تغذي العالم الى اراضي سكنية يقطنها قوم استهلاكيون لطحين الزيرو الصليبي ....!!!
ومن العجب ايضا ان المستعمر شجعنا على زراعة جبالنا الرطبة الخصبة بالاشجار الحرجية غير المثمرة وما زلنا نزرع كالسرو والاكاسيا وغرها مما لا ثمر له ، في حين لو زرعنا بدلا من ذلك الزيتون لكنا من اوائل الدول المصدرة للزيت، ولو زرعنا الخروب فهو شجرة جميلة مثمرة تفيد الانسان والحيوان على حد سواء، ولو زرعنا الفستق الحلبي والصنوبر والرمان لكان ذلك ناجحا ومربحا ومدرا للدخل وباب من ابواب تشغيل الناس، والتربة التي ينجح فيها الحرجي ينجح فيها الشجر الذي ذكرنا ويضفي الناحية الجمالية بالاضافة الى فوائده الاقتصادية .....!!!!
ذكرني بما تذكرت وكتبت انني قرات خبرا مفاده ان اسبانيا في سنة الالفين وعشرين تعرض على اهل تونس اشتال زيتون مجانا ليزرعونها من اجل القضاء على نوعية الزيتون التونسي البلدي التي تعمر شجرته اكثر من قرنين، في حين ان نوعية الزيتون الاسباني المتبرع بها لا تعمر اكثر من عشر سنوات، فيضربون بذلك الزيت التونسي المعروف بجودته عالميا والمنافس الاول للزيت الاسباني.
ايضا منذ ذلك التاريخ انتشرت عندنا زراعة الزيتون الاسباني المقزم ذو الحمل الوفيروالعمر القصير، فنرجو الله ان يلهم مزارعينا ان لا يتركوا زيتونهم القديم الصوري والنبالي المعمر لعشرات القرون وذو النكهة المميزة واللون والرائحة الزكية ...فقد عاشت شجرة الزيتون البلدي الاف السنين في بلادنا فاطعمت الاباء والاجداد وما زالت تطعم الاحفاد والابناء فاحفظوها ولا يغرنكم وفرة العرض مع قصر العمر وعدم الجودة المعهودة .
وبالمناسبة اذكر هنا باهتمام القران الكريم والسنة بالزراعة فقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ. يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النمل: 10-11]، {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذلك لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ. وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الرعد: 3-4]، {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ} [يس: 33 -34]،
و في سورة الحجر الآية 22 قوله تعالى:{وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ}.
وفي السنة النبوية الشريفة نجد أن هناك الكثير من الأحاديث التي تحث على الزراعة وفلاحة الأرض منها: عن
[rtl]أنس بن مالك[/rtl]
رضي الله عنه، قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة"،وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" "إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها".
تحياتي