كورونا ينقل "عدوى البريكست" إلى إيطاليا
عبد المجيد الفرجي-روما
أثار موقف دول الاتحاد الأوروبي من تداعيات انتشار وباء كورونا في إيطاليا -التي تتصدر الدول الأوروبية المبتلاة بالجائحة- استياء واسعا لدى الرأي العام الإيطالي، دفع البعض إلى المطالبة بالخروج من التكتل الأوروبي الذي اعتبروه متخاذلا في مد يد العون لبلادهم.
ونشر العديد من الإيطاليين صور تمزيق وحرق علم الاتحاد الأوروبي، كما دعا سياسيون يمينيون للخروج منه، معبرين عن امتعاضهم من تأخره في تقديم المساعدات اللازمة لإيطاليا، لتجاوز محنتها الصحية والاقتصادية بسبب انتشار فيروس كورونا.
وتفاعل الكثير من الإيطاليين مع دعوة القيادي اليميني من "عصبة الشمال" فاليريو مالفيزي، إلى تبني رسالة كتبها قبل ثلاثة سنوات، في الذكرى الستين للاتحاد الأوروبي، تتضمن وجهة نظره وتعليقات المتعاطفين معه بشأن الواقع الحالي الذي تعيشه إيطاليا مع الاتحاد الأوروبي.
ويرى هؤلاء أن الاتحاد الأوروبي تجاهل مقترحات حكومة جوزيبي كونتي بإنشاء صندوق ضمان أوروبي، أو إصدار ما يسمى "سندات فيروس كورونا"، بهدف تمويل جميع المبادرات التي ستتخذها الحكومات للتعامل مع حالة الطوارئ.
واتهم مالفيزي في رسالته الاتحاد الأوروبي بالضعف، وحمّل المسؤولية "للطبقة السياسية السابقة والحديثة"، في إشارة لليساريين، قائلا إنهم "لم يخلقوا أبدا أوروبا موحدة، ولكن فقط اتحاد عملات معدنية، تسمى اليورو".
وحدنا
وبدا مواطنون إيطاليون متحمسين لدعوة الخروج من الاتحاد الأوروبي بسبب المحنة التي يواجهها بلدهم مع وباء كورونا، من خلال منشورات وتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي. فقالت إحدى الإيطاليات في تعليق لها "ماذا ننتظر للخروج من الاتحاد الأوروبي؟ لننزل إلى الشارع للدفاع عن حقوقنا، وإلا فسنعيش المأساة".
كما نشر أحد الرسامين كاريكاتيرا يظهر إيطاليا في هيئة امرأة تخاطب وحشا يحمل اسم الترويكا بلباس أزرق -في إشارة إلى الاتحاد الأوروبي- قائلة "سنواجه الأمر وحدنا".
وقال البرلماني السابق والأكاديمي في التواصل المالي بجامعة "بافيا" روكسي بوتسي -وهو أحد مؤيدي دعوة السياسي اليميني مالفيزي- "ليس هناك حل سوى: إيطاليكست"، في إشارة إلى البريكست.
ويقول وزير الشؤون الأوروبية بالحكومة الإيطالية فينتشينسو أميندولا -في رده على سؤال الجزيرة نت في حوار ينشر غدا، حول دعوات اليمين الإيطالي للخروج من الاتحاد الأوروبي- "هذا الشعور المشكك في إدارة السياسة الأوروبية من قبل أقلية في البرلمان الأوروبي، لم يعقبه أبدا مؤشر بديل وواضح، ولا حتى اقتراح كامل بشأن مستقبل البلاد خارج الاتحاد الأوروبي".
ويضيف "لا يوجد سيناريو لخروج إيطاليا من الاتحاد الأوروبي، وتبين هذه الأزمة أن الخروج سيكون من الجنون لمصالحنا الوطنية".
يذكر أن "العديد من المواطنين الإيطاليين والأوروبيين يطالبون أوروبا بالمزيد، وأنا مقتنع بأنه لا توجد أغلبية من الإيطاليين على استعداد لترك الاتحاد إلى مغامرة قومية دون مستقبل".
المصدر : الجزيرة
عبد المجيد الفرجي-روما
أثار موقف دول الاتحاد الأوروبي من تداعيات انتشار وباء كورونا في إيطاليا -التي تتصدر الدول الأوروبية المبتلاة بالجائحة- استياء واسعا لدى الرأي العام الإيطالي، دفع البعض إلى المطالبة بالخروج من التكتل الأوروبي الذي اعتبروه متخاذلا في مد يد العون لبلادهم.
ونشر العديد من الإيطاليين صور تمزيق وحرق علم الاتحاد الأوروبي، كما دعا سياسيون يمينيون للخروج منه، معبرين عن امتعاضهم من تأخره في تقديم المساعدات اللازمة لإيطاليا، لتجاوز محنتها الصحية والاقتصادية بسبب انتشار فيروس كورونا.
وتفاعل الكثير من الإيطاليين مع دعوة القيادي اليميني من "عصبة الشمال" فاليريو مالفيزي، إلى تبني رسالة كتبها قبل ثلاثة سنوات، في الذكرى الستين للاتحاد الأوروبي، تتضمن وجهة نظره وتعليقات المتعاطفين معه بشأن الواقع الحالي الذي تعيشه إيطاليا مع الاتحاد الأوروبي.
ويرى هؤلاء أن الاتحاد الأوروبي تجاهل مقترحات حكومة جوزيبي كونتي بإنشاء صندوق ضمان أوروبي، أو إصدار ما يسمى "سندات فيروس كورونا"، بهدف تمويل جميع المبادرات التي ستتخذها الحكومات للتعامل مع حالة الطوارئ.
واتهم مالفيزي في رسالته الاتحاد الأوروبي بالضعف، وحمّل المسؤولية "للطبقة السياسية السابقة والحديثة"، في إشارة لليساريين، قائلا إنهم "لم يخلقوا أبدا أوروبا موحدة، ولكن فقط اتحاد عملات معدنية، تسمى اليورو".
وحدنا
وبدا مواطنون إيطاليون متحمسين لدعوة الخروج من الاتحاد الأوروبي بسبب المحنة التي يواجهها بلدهم مع وباء كورونا، من خلال منشورات وتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي. فقالت إحدى الإيطاليات في تعليق لها "ماذا ننتظر للخروج من الاتحاد الأوروبي؟ لننزل إلى الشارع للدفاع عن حقوقنا، وإلا فسنعيش المأساة".
كما نشر أحد الرسامين كاريكاتيرا يظهر إيطاليا في هيئة امرأة تخاطب وحشا يحمل اسم الترويكا بلباس أزرق -في إشارة إلى الاتحاد الأوروبي- قائلة "سنواجه الأمر وحدنا".
وقال البرلماني السابق والأكاديمي في التواصل المالي بجامعة "بافيا" روكسي بوتسي -وهو أحد مؤيدي دعوة السياسي اليميني مالفيزي- "ليس هناك حل سوى: إيطاليكست"، في إشارة إلى البريكست.
ويقول وزير الشؤون الأوروبية بالحكومة الإيطالية فينتشينسو أميندولا -في رده على سؤال الجزيرة نت في حوار ينشر غدا، حول دعوات اليمين الإيطالي للخروج من الاتحاد الأوروبي- "هذا الشعور المشكك في إدارة السياسة الأوروبية من قبل أقلية في البرلمان الأوروبي، لم يعقبه أبدا مؤشر بديل وواضح، ولا حتى اقتراح كامل بشأن مستقبل البلاد خارج الاتحاد الأوروبي".
ويضيف "لا يوجد سيناريو لخروج إيطاليا من الاتحاد الأوروبي، وتبين هذه الأزمة أن الخروج سيكون من الجنون لمصالحنا الوطنية".
يذكر أن "العديد من المواطنين الإيطاليين والأوروبيين يطالبون أوروبا بالمزيد، وأنا مقتنع بأنه لا توجد أغلبية من الإيطاليين على استعداد لترك الاتحاد إلى مغامرة قومية دون مستقبل".
المصدر : الجزيرة