ضوء في وسط الظلمة..
سباق نحو تطوير علاج للكورونا
الدكتور فيليب سالم*
9 نيسان 2020
في الأزمات المصيرية، كتلك التي يمر بها العالم اليوم، يحتاج المرء الى الشجاعة والأمل والمعرفة. وأما البحث العلمي، وهو الآلية لصنع المعرفة، سيكون بمثابة خشبة الخلاص لنا. انه الطريق الوحيد لاكتشاف علاج لمرض COVID-19. الطريق الوحيد للانتصار على هذا الوباء.
لقد تأخرنا في محاولة اكتشاف علاج للكورونا. ولذا توفي ليومنا هذا أكثر من 80 ألف مصاب. منذ أكثر من أربعة أشهر ومنذ اول ظهور لهذا المرض في الصين، كان واضحاً ان هذا العدو لا يشن حربا ضد الصين ذاتها، او ضد أية دولة أخرى، بل يشن حربا ضد البشر جميعا. ضد الإنسانية كلها. وكنا نأمل من الأطباء والباحثين العلميين من جميع انحاء العالم ان يهبوا ويقفزوا فوق الحدود الجغرافية التي ُأغلقت، للعمل معا وللتعاون لإيجاد علاج لهذا المرض بأسرع وقت ممكن. فالطب يعلو فوق الجغرافيا والقومية والسياسة والدين. انه يعلو الى الانسان.
في خضم هذه الظلمة التي تلف العالم، والهلع الذي يأسر أكثر من ثلث البشرية في بيوتها، ها نحن نرى ضوءًا خافتا من بعيد. لقد انطلقت منذ أيام المؤسسات الدولية، كمنظمة الصحة العالمية (WHO) ، والمراكز الكبرى للأبحاث العلمية في العالم، نحو تطوير علاج كهذا. ولكن يجب ان نتذكر انه بين جشع مصانع الادوية لكسب الربح، وشهوة العالِم للشهرة قد تتبخر الموضوعية وتزول الحقيقة. لذا جئنا نقوّم هذه الأبحاث بالمعايير العلمية الصرف. في الاثنين وخمسين سنة الماضية كنت شاهدا على تطوير ادوية وعلاجات للأمراض السرطانية وكذلك للالتهابات الجرثومية التي تشكل واحدا من اهم الأسباب التي تؤدي الى الوفاة من السرطان. وتهدف هذه الأبحاث الجديدة الى التغلب على المرض بواسطة استراتيجيتين. فالاستراتيجية الأولى تعمل على اكتشاف دواء يقتل فيروس الكورونا مباشرة. وأما في الثانية فهي تعمل على تقوية جهاز المناعة في جسم المريض، كي يصبح هذا الجهاز قادراً على تدمير الفيروس. في الاستراتيجية الأولى تركز الأبحاث على أربعة أدوية :
Hydroxychloroquine (HC)
Chloroquine (CL)
Azithromycin (Z pak)
Remdesivir (RD)
نحن نعرف الكثير عن هذه الادوية اذ ان (HC) و (CL) يستعملان منذ عقود في معالجة الملاريا وامراض مزمنة أخرى. أما(Z pak) فهو مضاد حيوي ضد الفيروس يستعمل تقليدياً في بعض الالتهابات مثل الرشح والانفلونزا . و (RD) وهو مضاد حيوي أيضا ضد الفيروسات مثل فيروس HIV. في 29 شهر آذار الماضي أعطت إدارة الغذاء و الدواء الأميركية (FDA) رسميا الضوء الأخضر للأبحاث في فاعلية الادوية الثلاثة: (CL) ،(HC) و(Z pak) .هذا يعني، من دون شك، ان هذه الإدارة قد حصلت على معطيات إيجابية بالنسبة لفعالية هذه الادوية. وكانت بعض الدراسات التي أجريت في فرنسا قد أشارت الى ان المرضى الذين تلقّوا العلاج بواسطة مزيج من (HC) و (Z pak) قد حصلوا على نتائج افضل مقارنة بالمرضى الذين لم يتلقوا هذا العلاج. وكذلك استعمل هذا المزيج في معالجة المرضى في مدينة كنساس الأميركية، وكانت النتائج متشابهة. الا ان هذه الدراسات نُفذت على عجل، ولا يزال عدد المرضى الذين عولجوا قليلا. وكنا قد تعلمنا من تجربة الصين ان المرضى الذين يعالجون بال (HC) و (CL)لأمراض مثل المرض الجلدي، Lupus Erythematosus والتهاب المفاصل الروماتويدي لم يصابوا ب COVID-19 . بناء على هذه المؤشرات الإيجابية تبنت ال FDAبحثا علميا يتناول معالجة 1100 مريض في مدينة نيويورك بواسطة (HC) و(CL) . وها قد اطلقت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي مشروع SOLIDARITY . وهو بحث علمي ضخم تشترك فيه دول كثيرة ويعالج من خلاله آلاف المرضى. يركز هذا المشروع على دراسة فعالية علاجات أربعة تعتبرها المنظمة الأفضل بين كل العلاجات المتوافرة لدينا الآن وهي:
Remdesivir لوحده.
المزيج (HC) مع (CL)
المزيج من lopinavir و ritonavir وهي ادوية ضد الفيروس وتستعمل في معالجة ال AIDS .
المزيج الثالث مع دواء Interferon-beta
صنع هذا البروتكول بسرعة قصوى، للإجابة ضمن مدة قصيرة، عن مدى فعالية هذه العلاجات. وحذت المنظمة الفرنسية للأبحاث الطبية INSERM حذو ال WHO واطلقت مشروعا آخرا يدعى DISCOVERY . هذا المشروع هو بحث علمي يعالج من خلاله نحو 3200 مريض من الدول الأوروبية وتستعمل فيه الادوية نفسها التي تستعمل في مشروع SOLIDARITY. كما اطلقت بريطانيا قبل أيام دراسات متعددة لتقييم فعاليةRemdesivir إذ ان هذا الدواء تُصّنِعه شركة Gilead Sciences البريطانية.
في الاستراتيجية الثانية، هناك منحى جديد وهو العلاج المناعي. هذا العلاج الذي أحدث ثورة في معالجة الامراض السرطانية. وبينما تستعمل الدراسات التي تكلمنا عنها أدوية تقليدية نعرف الكثير عنها، يقوم العلاج المناعي على أسس وطرق علاجية جديدة استكشافية. منها حقن المريض بالبلازما التي تؤخذ من مصاب شُفيَ من المرض. هذه البلازما تحتوي على بروتينات مضادة للفيروس antibodies) ( . وتعمل شركات التكنولوجيا على تطويرها للاستعمال في الوقاية من المرض كما في العلاج ايضاً. وهناك أيضا المعالجة بواسطة حقن المريض بالخلايا الجذعية المستخرجة من دمه؛ وغيرها من الطرق التي تعزز قوة الجهاز المناعي ليصبح هذا الجهاز قادرا على قهر المرض.
هذا بشكل مبسّط هو المشهد العلمي اليوم، من الصين الى أوروبا الى الولايات المتحدة . ولكن تعالوا نسأل بشكل وموضوعي. هل نمتلك اليوم أدّلة دامغة وثابتة عن فعالية دواء ما لمعالجة COVID-19 ؟ الجواب، كلا. هل هناك مؤشرات تقودنا الى الاعتقاد بأن بعض هذه العلاجات التي تكلمنا عنها قد تكون مفيدة؟ الجواب، نعم. وكم يجب ان ننتظر لمعرفة شيئا ما موثق علميا؟ الجواب، بعض الأسابيع، من أربعة الى ستة. وماذا نقول للمريض الذي يهدده الموت اليوم؟ أنقول له تعال ننتظر؟ الجواب كلا. نقول له ان يبحث مع طبيبه إمكان معالجته بواسطة مزيج من (HC) و (Z pak) . فباعتقادي ان الضرر الذي قد ينتج من هذا العلاج هو اقل بكثير من الضرر الذي قد ينتج عن عدمه.
يمر العالم اليوم بأوقات صعبة. أوقات لم يتصورها العقل البشري من قبل. ولكننا سنجتازها. سنجتازها بالصبر والايمان والعلم. نحن نرفض الشعار الذي رفعه العالم والذي يقول ب " التباعد الاجتماعي ". نحن نقول انه لم يمر يوم في التاريخ نحتاج فيه بعضنا الى البعض أكثر من هذا اليوم. وكم نحتاج في هذا اليوم الى معانقة الآخر بالأخوة والدفء الإنساني والتواضع. وكم نحتاج الى العودة الى ذواتنا، الى انسانيتنا. يقول Tolstoy في كتابه Master and Man”" على المرء الا ينتظر حتى يدنو من الموت ليعانق المزارع الذي يعمل في الحقل عنده ". هذه المعانقة هي خلاصنا من الموت الذي يحدق بنا. لذا جئنا نرفع شعار "التباعد الجسدي" بدل شعار " التباعد الاجتماعي " ، للإصرار على اللحمة الإنسانية.
نرجو ان نكون قد تعلمنا من هذه التجربة ان الله واحد، وان الانسان واحد، وان الأرض واحدة. ونرجو ان نكون قد تعلمنا ان الصحة هي أهم ما يملكه الانسان، وان اهم حق للإنسان هو الحق في الصحة لان هذا الحق هو الحق للحياة. يجب ان يحيا الانسان أولا ، قبل ان يمكنه ممارسة أي حق آخر. نأمل ان يولد من رحم هذا الجحيم نظام عالمي جديد يحترم الله والانسان والقيم. ونأمل نشوء أمم متحدة حديثة تمتلك القدرة على إرساء السلام في العالم، وتحترم حقوق الانسان بتطوير شرعتها التاريخية وجعل حق الانسان للحياة اهم الحقوق.
انها حرب كونية. حرب ضد كل واحد منا. حرب ضد الانسان. اركع واصلي. غدا ستشرق الشمس. غدا سينتصر الانسان.
*رئيس مركز سالم للسرطان في هيوستن/ تكساس
Email : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
website: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سباق نحو تطوير علاج للكورونا
الدكتور فيليب سالم*
9 نيسان 2020
في الأزمات المصيرية، كتلك التي يمر بها العالم اليوم، يحتاج المرء الى الشجاعة والأمل والمعرفة. وأما البحث العلمي، وهو الآلية لصنع المعرفة، سيكون بمثابة خشبة الخلاص لنا. انه الطريق الوحيد لاكتشاف علاج لمرض COVID-19. الطريق الوحيد للانتصار على هذا الوباء.
لقد تأخرنا في محاولة اكتشاف علاج للكورونا. ولذا توفي ليومنا هذا أكثر من 80 ألف مصاب. منذ أكثر من أربعة أشهر ومنذ اول ظهور لهذا المرض في الصين، كان واضحاً ان هذا العدو لا يشن حربا ضد الصين ذاتها، او ضد أية دولة أخرى، بل يشن حربا ضد البشر جميعا. ضد الإنسانية كلها. وكنا نأمل من الأطباء والباحثين العلميين من جميع انحاء العالم ان يهبوا ويقفزوا فوق الحدود الجغرافية التي ُأغلقت، للعمل معا وللتعاون لإيجاد علاج لهذا المرض بأسرع وقت ممكن. فالطب يعلو فوق الجغرافيا والقومية والسياسة والدين. انه يعلو الى الانسان.
في خضم هذه الظلمة التي تلف العالم، والهلع الذي يأسر أكثر من ثلث البشرية في بيوتها، ها نحن نرى ضوءًا خافتا من بعيد. لقد انطلقت منذ أيام المؤسسات الدولية، كمنظمة الصحة العالمية (WHO) ، والمراكز الكبرى للأبحاث العلمية في العالم، نحو تطوير علاج كهذا. ولكن يجب ان نتذكر انه بين جشع مصانع الادوية لكسب الربح، وشهوة العالِم للشهرة قد تتبخر الموضوعية وتزول الحقيقة. لذا جئنا نقوّم هذه الأبحاث بالمعايير العلمية الصرف. في الاثنين وخمسين سنة الماضية كنت شاهدا على تطوير ادوية وعلاجات للأمراض السرطانية وكذلك للالتهابات الجرثومية التي تشكل واحدا من اهم الأسباب التي تؤدي الى الوفاة من السرطان. وتهدف هذه الأبحاث الجديدة الى التغلب على المرض بواسطة استراتيجيتين. فالاستراتيجية الأولى تعمل على اكتشاف دواء يقتل فيروس الكورونا مباشرة. وأما في الثانية فهي تعمل على تقوية جهاز المناعة في جسم المريض، كي يصبح هذا الجهاز قادراً على تدمير الفيروس. في الاستراتيجية الأولى تركز الأبحاث على أربعة أدوية :
Hydroxychloroquine (HC)
Chloroquine (CL)
Azithromycin (Z pak)
Remdesivir (RD)
نحن نعرف الكثير عن هذه الادوية اذ ان (HC) و (CL) يستعملان منذ عقود في معالجة الملاريا وامراض مزمنة أخرى. أما(Z pak) فهو مضاد حيوي ضد الفيروس يستعمل تقليدياً في بعض الالتهابات مثل الرشح والانفلونزا . و (RD) وهو مضاد حيوي أيضا ضد الفيروسات مثل فيروس HIV. في 29 شهر آذار الماضي أعطت إدارة الغذاء و الدواء الأميركية (FDA) رسميا الضوء الأخضر للأبحاث في فاعلية الادوية الثلاثة: (CL) ،(HC) و(Z pak) .هذا يعني، من دون شك، ان هذه الإدارة قد حصلت على معطيات إيجابية بالنسبة لفعالية هذه الادوية. وكانت بعض الدراسات التي أجريت في فرنسا قد أشارت الى ان المرضى الذين تلقّوا العلاج بواسطة مزيج من (HC) و (Z pak) قد حصلوا على نتائج افضل مقارنة بالمرضى الذين لم يتلقوا هذا العلاج. وكذلك استعمل هذا المزيج في معالجة المرضى في مدينة كنساس الأميركية، وكانت النتائج متشابهة. الا ان هذه الدراسات نُفذت على عجل، ولا يزال عدد المرضى الذين عولجوا قليلا. وكنا قد تعلمنا من تجربة الصين ان المرضى الذين يعالجون بال (HC) و (CL)لأمراض مثل المرض الجلدي، Lupus Erythematosus والتهاب المفاصل الروماتويدي لم يصابوا ب COVID-19 . بناء على هذه المؤشرات الإيجابية تبنت ال FDAبحثا علميا يتناول معالجة 1100 مريض في مدينة نيويورك بواسطة (HC) و(CL) . وها قد اطلقت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي مشروع SOLIDARITY . وهو بحث علمي ضخم تشترك فيه دول كثيرة ويعالج من خلاله آلاف المرضى. يركز هذا المشروع على دراسة فعالية علاجات أربعة تعتبرها المنظمة الأفضل بين كل العلاجات المتوافرة لدينا الآن وهي:
Remdesivir لوحده.
المزيج (HC) مع (CL)
المزيج من lopinavir و ritonavir وهي ادوية ضد الفيروس وتستعمل في معالجة ال AIDS .
المزيج الثالث مع دواء Interferon-beta
صنع هذا البروتكول بسرعة قصوى، للإجابة ضمن مدة قصيرة، عن مدى فعالية هذه العلاجات. وحذت المنظمة الفرنسية للأبحاث الطبية INSERM حذو ال WHO واطلقت مشروعا آخرا يدعى DISCOVERY . هذا المشروع هو بحث علمي يعالج من خلاله نحو 3200 مريض من الدول الأوروبية وتستعمل فيه الادوية نفسها التي تستعمل في مشروع SOLIDARITY. كما اطلقت بريطانيا قبل أيام دراسات متعددة لتقييم فعاليةRemdesivir إذ ان هذا الدواء تُصّنِعه شركة Gilead Sciences البريطانية.
في الاستراتيجية الثانية، هناك منحى جديد وهو العلاج المناعي. هذا العلاج الذي أحدث ثورة في معالجة الامراض السرطانية. وبينما تستعمل الدراسات التي تكلمنا عنها أدوية تقليدية نعرف الكثير عنها، يقوم العلاج المناعي على أسس وطرق علاجية جديدة استكشافية. منها حقن المريض بالبلازما التي تؤخذ من مصاب شُفيَ من المرض. هذه البلازما تحتوي على بروتينات مضادة للفيروس antibodies) ( . وتعمل شركات التكنولوجيا على تطويرها للاستعمال في الوقاية من المرض كما في العلاج ايضاً. وهناك أيضا المعالجة بواسطة حقن المريض بالخلايا الجذعية المستخرجة من دمه؛ وغيرها من الطرق التي تعزز قوة الجهاز المناعي ليصبح هذا الجهاز قادرا على قهر المرض.
هذا بشكل مبسّط هو المشهد العلمي اليوم، من الصين الى أوروبا الى الولايات المتحدة . ولكن تعالوا نسأل بشكل وموضوعي. هل نمتلك اليوم أدّلة دامغة وثابتة عن فعالية دواء ما لمعالجة COVID-19 ؟ الجواب، كلا. هل هناك مؤشرات تقودنا الى الاعتقاد بأن بعض هذه العلاجات التي تكلمنا عنها قد تكون مفيدة؟ الجواب، نعم. وكم يجب ان ننتظر لمعرفة شيئا ما موثق علميا؟ الجواب، بعض الأسابيع، من أربعة الى ستة. وماذا نقول للمريض الذي يهدده الموت اليوم؟ أنقول له تعال ننتظر؟ الجواب كلا. نقول له ان يبحث مع طبيبه إمكان معالجته بواسطة مزيج من (HC) و (Z pak) . فباعتقادي ان الضرر الذي قد ينتج من هذا العلاج هو اقل بكثير من الضرر الذي قد ينتج عن عدمه.
يمر العالم اليوم بأوقات صعبة. أوقات لم يتصورها العقل البشري من قبل. ولكننا سنجتازها. سنجتازها بالصبر والايمان والعلم. نحن نرفض الشعار الذي رفعه العالم والذي يقول ب " التباعد الاجتماعي ". نحن نقول انه لم يمر يوم في التاريخ نحتاج فيه بعضنا الى البعض أكثر من هذا اليوم. وكم نحتاج في هذا اليوم الى معانقة الآخر بالأخوة والدفء الإنساني والتواضع. وكم نحتاج الى العودة الى ذواتنا، الى انسانيتنا. يقول Tolstoy في كتابه Master and Man”" على المرء الا ينتظر حتى يدنو من الموت ليعانق المزارع الذي يعمل في الحقل عنده ". هذه المعانقة هي خلاصنا من الموت الذي يحدق بنا. لذا جئنا نرفع شعار "التباعد الجسدي" بدل شعار " التباعد الاجتماعي " ، للإصرار على اللحمة الإنسانية.
نرجو ان نكون قد تعلمنا من هذه التجربة ان الله واحد، وان الانسان واحد، وان الأرض واحدة. ونرجو ان نكون قد تعلمنا ان الصحة هي أهم ما يملكه الانسان، وان اهم حق للإنسان هو الحق في الصحة لان هذا الحق هو الحق للحياة. يجب ان يحيا الانسان أولا ، قبل ان يمكنه ممارسة أي حق آخر. نأمل ان يولد من رحم هذا الجحيم نظام عالمي جديد يحترم الله والانسان والقيم. ونأمل نشوء أمم متحدة حديثة تمتلك القدرة على إرساء السلام في العالم، وتحترم حقوق الانسان بتطوير شرعتها التاريخية وجعل حق الانسان للحياة اهم الحقوق.
انها حرب كونية. حرب ضد كل واحد منا. حرب ضد الانسان. اركع واصلي. غدا ستشرق الشمس. غدا سينتصر الانسان.
*رئيس مركز سالم للسرطان في هيوستن/ تكساس
Email : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
website: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]