سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 73-من دروس القران التوعوية - التوكل والتواكل
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-11-08, 10:09 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من ذاكرة الايام - من مواقف شهامة الرجال
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-11-07, 8:33 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 72- من دروس القران التوعوية- المال ...
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-11-07, 6:55 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 71-من دروس القران التوعوية-معالجات الاسلام للفقر والعوز
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-11-06, 8:20 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 70- من دروس القران التوعوية -العمل لكسب الرزق والمعاش
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-11-05, 7:44 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 69- من دروس القران التوعوية-حرب الاسلام على الفقر واسبابه
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-11-05, 8:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 68-من دروس القران التوعوية -الاسلام وحده المحقق للعبودية والاستخلاف
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-11-05, 1:35 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 33-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - مفهوم التزكية
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-11-04, 12:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 67- من دروس القران التوعية- الالتقاء على كلمة سواء
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-11-02, 8:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 66- من دروس القران التوعوية -تحقيق العدل في اوساط البشرية مهمة جمعية
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-11-02, 11:32 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة -الى متى ننتظر ؟؟!!
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-11-01, 1:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» الطائفة الناجية!!!
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-11-01, 1:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 65- من دروس القران التوعوية - كُونُوا رَبَّانِيِّينَ !!
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-10-31, 12:46 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 64- من دروس القران التوعوية - وقاية النفس من الشح
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-10-30, 2:59 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-10-29, 11:10 am من طرف سها ياسر

» 32-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - العقيدة العملية
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-10-29, 1:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 63- من دروس القران التوعوية- العدل والعدالة في القران
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-10-28, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 62-من دروس القران التوعوية :الشورى
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-10-27, 6:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 61- من دروس القران التوعوية-الحذر من مؤسسات الضرار حتى لو لبست لباس شرعي
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-10-25, 9:51 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 60- من دروس القران التوعوية - اسباب النفاق
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-10-25, 5:18 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 59- من دروس القران التوعوية -العداء المستحكم في النفوس !!
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-10-24, 7:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 58- من دروس القران التوعوية - التكاليف الشرعية جاءت ضمن قدرات الانسان
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-10-23, 8:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 57- من دروس القران التوعوية - ادب الدعاة
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-10-22, 6:10 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-10-21, 10:03 am من طرف سها ياسر

» 56- من دروس القران التوعوية - البينة !!!
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-10-21, 4:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 31- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-10-20, 11:58 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 55- من دروس القران التوعوية- انا سنلقي عليك قولا ثقيلا
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-10-20, 9:54 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 54- من دروس القران التوعوية :-التحذير من الوهن
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-10-19, 1:15 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خواطر مع دماء الشهداء
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-10-18, 11:32 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» تعليق على حادثة عملية البحر الميت اليوم
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-10-18, 11:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 382 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 382 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38802
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_rcapسباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_voting_barسباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_rcapسباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_voting_barسباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_lcap 
معتصم - 12434
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_rcapسباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_voting_barسباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4323
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_rcapسباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_voting_barسباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_rcapسباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_voting_barسباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_rcapسباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_voting_barسباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_rcapسباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_voting_barسباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_rcapسباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_voting_barسباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_rcapسباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_voting_barسباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_lcap 
العرين - 1193
سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_rcapسباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_voting_barسباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1031 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Mohammed mghyem فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66414 مساهمة في هذا المنتدى في 20318 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

سباقُ الموتِ بين جشعِ التجارِ وفيروس كورونا

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

إنه الإنسان الظلوم الجهول، البشع الجشع، المتعطش المتوحش، الشَرِه الطماع، لم يكتفِ بفيروس كورونا يفتك ببني جنسه، ويقتل عشرات الآلاف من بني الإنسان، ويصيب فئةً من البشر لا تتجاوز 1% من سكان العالم، حتى هاجم بنفسه وبإرادةٍ منه، وهو الإنسان العاقل، كل الناس وجميع البشر، واجتاح بفيروس الطمع والجشع والاحتكار كل العالم بنسبة 100%، وأحدث في الحياة وباءً يفوق وباء كورونا وجائحةً تقتل أكثر منه، إذ أصاب كل الفقراء والمساكين، وعامة الشعوب وبسطاء الناس، وأفقرهم وجوعهم، واستولى على ما في جيوبهم وأتى على مدخراتهم، إذ احتكر الأسواق ورفع الأسعار وتحكم في السلع والبضائع الغذائية والدوائية، وفرض شروطه القاسية، وسَوَّقَ بضاعته الفاسدة، ولم يرحم المحتاجين والمعوزين، ولم يصبر على عوزهم وعجزهم وعدم قدرتهم، بل ضاعف في أرباحه، وتشدد في شروطه طلباً للربح، وأملاً في مزيدٍ من الكسب.



لم يمنع التجار الجشعين عن جريمتهم النكراء وأفعالهم الخبيثة، وأطماعهم المريضة، توقفُ عجلة الاقتصاد، وإغلاق الحدود وجمود التجارة، وحجرُ المواطنين وتوقفُ سوق العمل، وتحولُ الناس جميعاً إلى عاطلين وعالة، فلا عمل ولا دخل، ولا مدخراتٍ ولا مساعداتٍ، ولا قروض أو ديون، ولا حكوماتٍ تمولُ ولا برامج تعوض، ولا تسهيلاتٍ في الدفع أو تنازلٍ عن بعض الربح، ولا مشاريع صغيرة أو أعمال محدودة، إذ فرضت الحكومات أنظمة الطوارئ العامة، التي ألزمت المواطنين في بيوتهم، وأغلقت معاملهم ومصانعهم، وورشهم ومراكز أعمالهم، وزاد الحجرُ وحبسُ المنازل المواطنين استهلاكاً للمواد الغذائية، وصرفاً لمتعٍ تزجي أوقاتهم، وتبدد مللهم، وتمكنهم من الصبر على الحجر الطويل وقلة الحركة ومنع التزاور والتنقل.



أما الحكومات فقد وقفت في أغلب الأحيان تراقب ولا تحاسب، وتتابع ولا تتدخل، فبعض أركانها هم من كبار التجار وأصحاب المصالح، وهم الذين يحفظون القوانين التي تحمي مصالحهم، وتضاعف أرباحهم، وتزيد في حجم تجارتهم، وزادت على ذلك بحجة فرض النظام، والالتزام بحالة التعبئة العامة وقوانين الطوارئ لمنع انتشار الوباء، ففرضت غراماتٍ مالية على السيارات والمحلات المخالفة، وعلى الذين يخترقون حظر التجوال ويتجولون في الشوارع والطرقات، فزادت هذه الغرامات المالية في رهقهم، وضاعفت آلامهم، وراكمت فوق همومهم هموماً أكبر والتزاماتٍ لصالح الحكومة لا تنسى ولا تشطب.



وانجرف مع كبار التجار وملوك السوق، صغارُ التجار وعامةُ الباعة وأصحابُ المحلات، وبرَّرَ الجميع رفع أسعار السلع والمنتجات بارتفاع أسعار الدولار، وعجز الدولة عن تمويل المشتريات وتغطية قيمة المستوردات، وامتناع البنوك عن الصرف والتحويل، وإصرارها على حجز الأموال والاحتفاظ بقدرٍ من الاحتياط الأجنبي، فجاروا الدولار في ارتفاعه، وربطوا تسعيرة بضائعهم به، يرفعونها إذا ارتفعت قيمته، بل سبقوه وتجاوزوه في صعوده، واحتسبوا أسعار القديم كما الجديد ربطاً به، حتى غدت الأسعار مجنونة، والأرباح مهولة، وقدرات الناس معدومة.



دائماً وأبداً هناك مستفيدون من أوجاع البشر ومن مصائب الشعوب، ممن لا يعرفون الرحمة ولا الشفقة، ولا البر والخير، ولا المنح والعطاء، ولا يؤمنون بالجود والإحسان أو بالكرم والسخاء، ولا يقيمون وزناً للقريب والجار ولا للغني والفقير، أو الصغير والكبير والمرأة والرجل، والمريض والصحيح والمحتاج والقادر، والقوي والضعيف، ولا لأبناء شعبهم وأهل منطقتهم، أو لإخوانهم في دينهم وملتهم، أو أتباع طائفتهم ومذهبهم، بل يتساوى عندهم الأخ والصديق، والقريب والبعيد، والعدو والحليف، والصادق والكاذب.



هذا الصنف من البشر لا يُقَدِرون غير الكسب والربح المادي من أي طريقٍ كان، حلالاً أو حراماً لا يعنيهم، غصباً أو سرقةً لا يهمهم، استغلالاً أو احتكاراً فهذا شأنهم، جشعاً أو طمعاً فهذه طبيعتهم، فهم لا يقدرون الدين ولا يحترمون تعاليمه، ولا يخافون من الله عزَّ وجلَّ ولا يقدسون الكتب السماوية، ولا يعيرون الأخلاق وزناً ولا يفسحون للقيم مكاناً، ولا تردعهم القوانين الدولية ولا تخيفهم أنظمة الدولة ولوائح النظام، فهم جزءٌ من السلطة أحياناً، أو هم أصحاب تأثيرٍ كبيرٍ فيها ونفوذٍ طاغٍ على أهلها.



هؤلاء هم أهل الدرهم والدينار وملّاك الذهب والدولار، المال بكل أشكاله وألوانه هو حاكمهم ومعيارهم، وعلى أساسه تقوم تجارتهم وتبرم عقودهم وتنهض مشاريعهم، وهم أطيافٌ فاسدةٌ من التجار ورجال الأمن، وأهل السلطة وأصحاب المناصب، الذين ينتفعون من الأزمات ويثرون في ظل الحروب، ممن يعرفون بـــ"القطط السمان" و"مصاصي الدماء"، الذين ينشطون في ظل الحروب والصراعات، وفي المحن والأزمات والأوبئة والكوارث، ويكونون على الشعب أشد خطراً من المحنةً نفسها، وأكثر ضرراً من الحرب ولو كانت طاحنة ومدمرة، وأعمق أثراً من الوباء أو المرض ولو كان قاتلاً فتاكاً.



لا شيء يحد من انتشار وباء كورونا المستجد وغيره، والحد من فتكه وقتله بالإنسان سوى التضامن والتكافل، والرحمة والتعاون، والتسامح والإخاء، فهذه المعاني الإنسانية النبيلة كفيلة بأن تخلق إلى جانب إجراءات الدولة الصارمة العادلة، المسؤولة الحريصة، فرصاً حقيقية لضبط الفيروس واحتوائه، والسيطرة عليه وإنهائه، أما أن نترك الأسواق التجارية تتحكم في مصائر الناس وصحتها، وعافية أبدانها وسلامة عقولها، ونسمح لفئةٍ من التجار ورجال الأعمال بالتلاعب بمستلزمات العلاج والوقاية طلباً للربح وسعياً وراء الكسب، فإننا نزيد في عمر الفيروس أكثر، ونضاعف ضحاياه ونوسع من مساحة انتشاره، لأن في هذا نفعٌ كبيرٌ لطبقة المستغلين الذين يحتكرون الأسواق ويتحكمون في مستوى الأسعار، فويلٌ للساكتين عن الحق، وتعساً للمتاجرين في أقوات الخلق، وصبراً للقابضين على جمر المحنة والوباء.

بيروت في
18/4/2020

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى