بسم الله الرحمن الرحيم
الخطأ الاستراتيجي القاتل
﴿إنا لَمُدْرَكون﴾ صرخ بها من اضطرب من أصحاب سيدنا موسى عليه السلام حين تراءى لهم فرعون وجنوده.
ويقين نطقت به قولة ﴿كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِين﴾ فضربٌ بالعصا فخلاصٌ...
مشهد من زاوية الإيمان والطاعة. وفي المقابل، مشهد من زاوية الكفر "سندركهم ونمحقهم فأنّى سيذهبون والبحر من أمامهم، ونحن بقوتنا وجنودنا وعتادنا وعدتنا محيطون بهم من خلفهم"!
ومن هنا بالضبط، من زاوية الحسابات المادية بعيدا عن الاستنارة والفكر والتمحيص، يبدأ الإملاء من الله لسائر الطغاة وجنودهم ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾ [آل عمران: 178].
حقاً، كيف نظر فرعون وقدّر؟ كيف قدّر الموقف وهو من هو في الحكم والسياسة وقيادة الجيش؟! وكيف ينظر فرعون مصر الآن وكيف يقدِّر الموقف في ظل هذه الجائحة المدلهمّة التي أعجزت أسياده في البيت الأبيض؟
ها هم، رؤوس الكفر في العالم، قد بطش بهم الضرّ، جراء هذه الجائحة، واشتدت عليهم توابعها، فغشيتهم أرقام الموت ارتفاعا وأرقام الاقتصاد هبوطا وانحطاطا بعد أن كان كالعهن المنفوش؛ وقد غاب عن أذهانهم وخواطرهم في وقت الأزمة، كل ما كانوا يتبجحون به من علمانيتهم، فلم يدعو إلا الله جل وعلا وحده، لعلمهم أنه لا ينقذ من ذلك الكرب وغيره من الكروب إلا هو وحده سبحانه ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ﴾ [الزمر: 8].
وكما دخل فرعون البحر المشقوق، وغاب عن إدراكه أن انشقاق البحر معجزة عليه وليست له، فأغرقه المعجز القدير المنتقم، ها نحن نشاهد رئيس مصر يمخر عباب جائحة كورونا وكأنها فرصة له لا عليه؛ أليس هو هو الخطأ الاستراتيجي القاتل نفسه الذي وقع فيه فرعون الغارق بل المُغرَق؟!
أليس من الإملاء ولو معنويا أن تتحول سياسة تكميم الأفواه المتبعة مع كل معارض إلى تكميم أفواه كل الناس؟ حتى إنه نزل يوزع الكمامات بنفسه، في مشهد كريكاتوري بامتياز، وكأنه يقول لكورونا: لن تنال السبق عني في تكميم الأفواه! أليس من الإملاء أن يظن أن الحظر وقد التزم به الناس (بخوف غريزي وليس طاعة له) فرصة سانحة ليفعل ما يريد؟ أليس فحشا أن يرى في الجائحة والحظر فرصة سانحة لتنفيذ، ما قد يعطله وجود الناس بشكل طبيعي، من فجور في الطغيان كما يحصل في جزيرة الوراق من تخريب وتجريف يجرى على قدم وساق هذه الأيام؟!
أليس من الإملاء أيضاً أن يستغل الجائحة للحصول على مزيد من التفرد والغطرسة القانونية بسند برلماني ومن دون أدنى شعور بالحرج هذه المرة فتجتمع اللجنة البرلمانية لمنحه المزيد من "صلاحيات" التعطيل وإيقاف عجلة كل حياة إلا حياته وحياة المنتفعين من حوله؟!
ما كل ما يتمنى المرء يدركه، ولكن حين يملي الله للظلمة، فإن كل ما يتمنونه يدركونه، حتى إذا أخذهم لم يفلتهم، فها هي الجُمع، التي كانت منطلق المليونيات التي أسقطت مبارك، تُمنع بل وتجرّم! والمساجد تغلق دون صلوات الجماعة، في هكذا وقت عصيب، الأصل فيه اللجوء والتضرع للخالق، ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [النور: 36-38]؛ وليس المزيد من تعطيل شرائعه ونظامه!
وتطور المنع إلى صلاة التراويح، التي كانت ملجأ للناس، يفرون بها مما اعتادت بطانة الحاكم تجهيزه من برامج ومسلسلات تسهم في مزيد من التغييب إمعانا في تكريس مظاهر الفسق والفجور عبر الشاشات. فيُسلسل المؤمنون في بيوتهم وتطلق شياطين الإنس لتزييف الوعي بكل طاقاتها استثناء من الحظر، لعلها تتدارك ما انكشف من عورة العلمانية وتطمس تنبّه الأمة للبديل النابع من عقيدتها، نظام الإسلام ومبدئه ومنهاجه للحياة.
سيانٌ أن تكون عاقبة إملاء الله لطاغية مصر، في الدنيا قريباً، أم في الآخرة بعد طول إمهال، فذلك ﻻ يغير من حقيقة أن الإسلام يحتم على أهل الكنانة ألا يكونوا مثل سدنة معبد وجنود وقوم فرعون، وأن يسعوا بأقصى طاقة وأقصى سرعة إلى ما فيه خيرهم وعزتهم ومكانتهم في العالم؛ إسلامهم العظيم ودولته الراشدة.
يا أهل الكنانة وقد أطبقت الجائحة على العالم تحصد الأرواح حصدا، وقد أشرف علينا شهرٌ كريم مباركٌ هو شهر الرحمات والبركات والفتوحات التي رفعت ذكر السابقين الأولين في الآفاق؛ هل من وقفة تصالحية مع مبدأ الإسلام تري الله من أهل الكنانة خيراً، وترفع عن العالم ظلم الظالمين وغطرسة المتغطرسين؟ هل من عودة للذكر في شهر الذكر؟ كتاب الله فيه حكم ما بينكم ونبأ من قبلكم وذكر من بعدكم، فهو الفصل وما هو بالهزل. من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم، من قال به صدق ومن عمل به أُجر ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.
ويا جيش المسلمين في الكنانة: الواقع ينطق بلسان فصيح ﻻ يحتاج مزيد بيان، وواجب الله في أعناقكم أن تنصروا دينه والمستضعفين في الأرض. فهل نرى منكم مثل أسيد بن حضير أو سعد بن معاذ، ينصر دين الله قريباً، ويرفع راية نبيه ويحمل دين الرحمة للعالمين أو يجلس فيسمع؟ فإن في كتاب الله وسنة رسوله ما يحبه كل عاقل سوي الفطرة محبٌّ وساعٍ إلى رقي نفسه وأمته من حضيض الاستعمار والتبعية لرأسمالية النفعية والاحتكار والاستعباد والمجاعات والحروب والأوبئة. فوالله إن ما ندعوكم إليه لهو عز الدنيا وحسن ثواب الآخرة، لو كنتم تعلمون.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ * أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا * ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ﴾ [محمد: 7-11]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
جمال علي – ولاية مصر
الخطأ الاستراتيجي القاتل
﴿إنا لَمُدْرَكون﴾ صرخ بها من اضطرب من أصحاب سيدنا موسى عليه السلام حين تراءى لهم فرعون وجنوده.
ويقين نطقت به قولة ﴿كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِين﴾ فضربٌ بالعصا فخلاصٌ...
مشهد من زاوية الإيمان والطاعة. وفي المقابل، مشهد من زاوية الكفر "سندركهم ونمحقهم فأنّى سيذهبون والبحر من أمامهم، ونحن بقوتنا وجنودنا وعتادنا وعدتنا محيطون بهم من خلفهم"!
ومن هنا بالضبط، من زاوية الحسابات المادية بعيدا عن الاستنارة والفكر والتمحيص، يبدأ الإملاء من الله لسائر الطغاة وجنودهم ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾ [آل عمران: 178].
حقاً، كيف نظر فرعون وقدّر؟ كيف قدّر الموقف وهو من هو في الحكم والسياسة وقيادة الجيش؟! وكيف ينظر فرعون مصر الآن وكيف يقدِّر الموقف في ظل هذه الجائحة المدلهمّة التي أعجزت أسياده في البيت الأبيض؟
ها هم، رؤوس الكفر في العالم، قد بطش بهم الضرّ، جراء هذه الجائحة، واشتدت عليهم توابعها، فغشيتهم أرقام الموت ارتفاعا وأرقام الاقتصاد هبوطا وانحطاطا بعد أن كان كالعهن المنفوش؛ وقد غاب عن أذهانهم وخواطرهم في وقت الأزمة، كل ما كانوا يتبجحون به من علمانيتهم، فلم يدعو إلا الله جل وعلا وحده، لعلمهم أنه لا ينقذ من ذلك الكرب وغيره من الكروب إلا هو وحده سبحانه ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ﴾ [الزمر: 8].
وكما دخل فرعون البحر المشقوق، وغاب عن إدراكه أن انشقاق البحر معجزة عليه وليست له، فأغرقه المعجز القدير المنتقم، ها نحن نشاهد رئيس مصر يمخر عباب جائحة كورونا وكأنها فرصة له لا عليه؛ أليس هو هو الخطأ الاستراتيجي القاتل نفسه الذي وقع فيه فرعون الغارق بل المُغرَق؟!
أليس من الإملاء ولو معنويا أن تتحول سياسة تكميم الأفواه المتبعة مع كل معارض إلى تكميم أفواه كل الناس؟ حتى إنه نزل يوزع الكمامات بنفسه، في مشهد كريكاتوري بامتياز، وكأنه يقول لكورونا: لن تنال السبق عني في تكميم الأفواه! أليس من الإملاء أن يظن أن الحظر وقد التزم به الناس (بخوف غريزي وليس طاعة له) فرصة سانحة ليفعل ما يريد؟ أليس فحشا أن يرى في الجائحة والحظر فرصة سانحة لتنفيذ، ما قد يعطله وجود الناس بشكل طبيعي، من فجور في الطغيان كما يحصل في جزيرة الوراق من تخريب وتجريف يجرى على قدم وساق هذه الأيام؟!
أليس من الإملاء أيضاً أن يستغل الجائحة للحصول على مزيد من التفرد والغطرسة القانونية بسند برلماني ومن دون أدنى شعور بالحرج هذه المرة فتجتمع اللجنة البرلمانية لمنحه المزيد من "صلاحيات" التعطيل وإيقاف عجلة كل حياة إلا حياته وحياة المنتفعين من حوله؟!
ما كل ما يتمنى المرء يدركه، ولكن حين يملي الله للظلمة، فإن كل ما يتمنونه يدركونه، حتى إذا أخذهم لم يفلتهم، فها هي الجُمع، التي كانت منطلق المليونيات التي أسقطت مبارك، تُمنع بل وتجرّم! والمساجد تغلق دون صلوات الجماعة، في هكذا وقت عصيب، الأصل فيه اللجوء والتضرع للخالق، ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [النور: 36-38]؛ وليس المزيد من تعطيل شرائعه ونظامه!
وتطور المنع إلى صلاة التراويح، التي كانت ملجأ للناس، يفرون بها مما اعتادت بطانة الحاكم تجهيزه من برامج ومسلسلات تسهم في مزيد من التغييب إمعانا في تكريس مظاهر الفسق والفجور عبر الشاشات. فيُسلسل المؤمنون في بيوتهم وتطلق شياطين الإنس لتزييف الوعي بكل طاقاتها استثناء من الحظر، لعلها تتدارك ما انكشف من عورة العلمانية وتطمس تنبّه الأمة للبديل النابع من عقيدتها، نظام الإسلام ومبدئه ومنهاجه للحياة.
سيانٌ أن تكون عاقبة إملاء الله لطاغية مصر، في الدنيا قريباً، أم في الآخرة بعد طول إمهال، فذلك ﻻ يغير من حقيقة أن الإسلام يحتم على أهل الكنانة ألا يكونوا مثل سدنة معبد وجنود وقوم فرعون، وأن يسعوا بأقصى طاقة وأقصى سرعة إلى ما فيه خيرهم وعزتهم ومكانتهم في العالم؛ إسلامهم العظيم ودولته الراشدة.
يا أهل الكنانة وقد أطبقت الجائحة على العالم تحصد الأرواح حصدا، وقد أشرف علينا شهرٌ كريم مباركٌ هو شهر الرحمات والبركات والفتوحات التي رفعت ذكر السابقين الأولين في الآفاق؛ هل من وقفة تصالحية مع مبدأ الإسلام تري الله من أهل الكنانة خيراً، وترفع عن العالم ظلم الظالمين وغطرسة المتغطرسين؟ هل من عودة للذكر في شهر الذكر؟ كتاب الله فيه حكم ما بينكم ونبأ من قبلكم وذكر من بعدكم، فهو الفصل وما هو بالهزل. من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم، من قال به صدق ومن عمل به أُجر ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.
ويا جيش المسلمين في الكنانة: الواقع ينطق بلسان فصيح ﻻ يحتاج مزيد بيان، وواجب الله في أعناقكم أن تنصروا دينه والمستضعفين في الأرض. فهل نرى منكم مثل أسيد بن حضير أو سعد بن معاذ، ينصر دين الله قريباً، ويرفع راية نبيه ويحمل دين الرحمة للعالمين أو يجلس فيسمع؟ فإن في كتاب الله وسنة رسوله ما يحبه كل عاقل سوي الفطرة محبٌّ وساعٍ إلى رقي نفسه وأمته من حضيض الاستعمار والتبعية لرأسمالية النفعية والاحتكار والاستعباد والمجاعات والحروب والأوبئة. فوالله إن ما ندعوكم إليه لهو عز الدنيا وحسن ثواب الآخرة، لو كنتم تعلمون.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ * أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا * ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ﴾ [محمد: 7-11]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
جمال علي – ولاية مصر