بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 73-من دروس القران التوعوية - التوكل والتواكل
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-11-08, 10:09 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من ذاكرة الايام - من مواقف شهامة الرجال
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-11-07, 8:33 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 72- من دروس القران التوعوية- المال ...
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-11-07, 6:55 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 71-من دروس القران التوعوية-معالجات الاسلام للفقر والعوز
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-11-06, 8:20 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 70- من دروس القران التوعوية -العمل لكسب الرزق والمعاش
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-11-05, 7:44 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 69- من دروس القران التوعوية-حرب الاسلام على الفقر واسبابه
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-11-05, 8:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 68-من دروس القران التوعوية -الاسلام وحده المحقق للعبودية والاستخلاف
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-11-05, 1:35 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 33-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - مفهوم التزكية
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-11-04, 12:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 67- من دروس القران التوعية- الالتقاء على كلمة سواء
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-11-02, 8:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 66- من دروس القران التوعوية -تحقيق العدل في اوساط البشرية مهمة جمعية
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-11-02, 11:32 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة -الى متى ننتظر ؟؟!!
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-11-01, 1:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» الطائفة الناجية!!!
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-11-01, 1:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 65- من دروس القران التوعوية - كُونُوا رَبَّانِيِّينَ !!
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-10-31, 12:46 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 64- من دروس القران التوعوية - وقاية النفس من الشح
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-10-30, 2:59 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-10-29, 11:10 am من طرف سها ياسر

» 32-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - العقيدة العملية
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-10-29, 1:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 63- من دروس القران التوعوية- العدل والعدالة في القران
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-10-28, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 62-من دروس القران التوعوية :الشورى
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-10-27, 6:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 61- من دروس القران التوعوية-الحذر من مؤسسات الضرار حتى لو لبست لباس شرعي
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-10-25, 9:51 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 60- من دروس القران التوعوية - اسباب النفاق
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-10-25, 5:18 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 59- من دروس القران التوعوية -العداء المستحكم في النفوس !!
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-10-24, 7:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 58- من دروس القران التوعوية - التكاليف الشرعية جاءت ضمن قدرات الانسان
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-10-23, 8:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 57- من دروس القران التوعوية - ادب الدعاة
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-10-22, 6:10 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-10-21, 10:03 am من طرف سها ياسر

» 56- من دروس القران التوعوية - البينة !!!
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-10-21, 4:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 31- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-10-20, 11:58 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 55- من دروس القران التوعوية- انا سنلقي عليك قولا ثقيلا
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-10-20, 9:54 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 54- من دروس القران التوعوية :-التحذير من الوهن
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-10-19, 1:15 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خواطر مع دماء الشهداء
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-10-18, 11:32 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» تعليق على حادثة عملية البحر الميت اليوم
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_icon_minitime2024-10-18, 11:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 232 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 232 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38802
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_vote_rcapبلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_voting_barبلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_vote_rcapبلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_voting_barبلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_vote_lcap 
معتصم - 12434
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_vote_rcapبلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_voting_barبلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4323
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_vote_rcapبلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_voting_barبلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_vote_rcapبلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_voting_barبلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_vote_rcapبلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_voting_barبلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_vote_rcapبلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_voting_barبلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_vote_rcapبلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_voting_barبلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_vote_rcapبلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_voting_barبلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_vote_lcap 
العرين - 1193
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_vote_rcapبلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_voting_barبلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1) I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1031 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Mohammed mghyem فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66414 مساهمة في هذا المنتدى في 20318 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1)

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام


بسم الله الرحمن الرحيم

بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام
(ح78) كتاب: "طه حسين مفكرا" (ج1)

الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالعَامْ, وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ, وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ, وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ, والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ, خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ, وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ, الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ, وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ, وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ.

أيها المؤمنون:


السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا "بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام" وَمَعَ الحَلْقَةِ الثَّامِنَةِ وَالسَّبعِينَ, وَعُنوَانُهَا: "كِتَابُ طَهَ حُسَين مُفَكِّرًا". نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَتين: الرَّابِعَةِ وَالسِّتِينَ, وَالخَامِسَةِ وَالستينَ مِنْ كِتَابِ "نظامُ الإسلام" لِلعَالِمِ وَالمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ.


يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ: "أمَّا الحَضَارَةُ الإِسْلامِيَّةُ فإِنَّهَا تَقُومُ عَلَى أَسَاسٍ هُوَ النَقِيضُ مِنْ أَسَاسِ الحَضَارَةِ الغَرْبِيَّةِ، وتَصْوِيرُهَا للحَيَاةِ غَيْرُ تَصْوِيرِ الحَضَارَةِ الغَرْبِيَّةِ لَهَا، ومَفْهُومُ السَعَادَةِ فِيهِا يَخْتَلِفُ عَنْ مَفْهُومِهَا في الحَضَارَةِ الغَرْبِيَّةِ كُلَّ الاخْتِلافِ".



وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: فِي هَذِهِ الحَلْقَةِ نُتَابِعُ مَعَكُمْ حَدِيثَنَا الَّذِي كُنَّا قَدْ بَدَأنَاه عَمَّا كَتَبَهُ الدُّكتُور عَبدُ المَجِيدِ عَبدُ السَّلامِ المُحتَسِبُ. فِي كِتَابِهِ "طَهَ حُسَين مُفَكِّرًا؟" فَهُوَ - رَحِمَهُ اللهُ - مِن المتأثرين بِفِكْرِ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِمَوضُوعُ "الحَضَارَة وَالمَدَنِيَّة", يَقُولُ المُؤَلِّفُ فِي الصَّفحَتَينِ: التَّاسِعَةِ وَالسَّبعِينَ, وَالثَّمَانِينَ: "... وَلَكِنَّ المُسلِمِينَ عِندَمَا فَتَحُوا مِصْرَ, وَنَشَرُوا الإِسلامَ فِيهَا لَمْ تَكُنْ عَلاقَتُهُمْ بِأهْلِهَا عَلاقَةَ السَّيدِ بِالعَبْدِ, بَلْ عَلاقَةُ الإِنسَانِ الَّذِي يَحمِلُ الرُّقِيَّ الفِكْرِيَّ, وَهُوَ الإِسلامُ, بِالإِنسَانِ الَّذِي انحَطَّتْ أفكَارُهُ, وَصَارَ تَائِهًا, دُونَ إِكرَاهٍ فِي الدِّينِ. صَحِيحٌ أنَّ الاسكَندَرِيَّةَ نَمَتْ وَزَهَتْ حَتَّى أضْحَتْ أبْهَى عَوَاصِمِ العَالَمِ تِجَارِيًّا وَثَقَافِيًّا, وَكَانَتْ مَنَارَةً فِكرِيَّةً تَنبَعِثُ مِنهَا العُلُومُ وَالفَلسَفَةُ إِلَى سَائِرِ أنحَاءِ الشَّرقِ, وَلَكِنَّ المِصرِيِّينَ لَمْ يُشَارِكُوا فِي هَذِهِ الحَرَكَةِ العِلْمِيَّةِ وَالفَلسَفِيَّةِ. وَمُعظَمُ الَّذِينَ نَبَغُوا فِي جَامِعَةِ الاسكَندَرِيَّةِ كَانُوا أغَارِقَةً. أيْ أنَّ هَذِهِ العُلُومَ وَالفَلسَفَةَ الَّتِي ازدَهَرَتْ فِي الاسكَندَرِيَّةِ كَانَتْ نَتَاجَ عُقُولِ السَّادَةِ الإِغرِيقِ, وَلَمْ نَسمَعْ أنَّ مِصرِيًّا وَاحِدًا نَبَغَ فِي هَذِهِ العُلُومِ وَالفَلسَفَةِ. أمَّا مَوقِفُ المِصرِيِّينَ مِنَ الأفكَارِ الإِسلامِيَّةِ, وَالثَّقَافَةِ الإِسلامِيَّةِ, فَمُخْتَلِفٌ عَنْ مَوقِفِهِمْ مِنَ الأفكَارِ الإِغرِيقِيَّةِ, وَالثَّقَافَةِ الإِغرِيقِيَّةِ, فَقَد تَبَنَّاهَا مُعظَمُهُمْ, وَشَارَكُوا فِي هَضْمِهَا وَشَرحِهَا, وَالتَّألِيفِ فِيهَا. وَأكبَرُ دَلِيلٍ عَلَى ذَلِكَ أنَّ الأزهَرَ الشَّرِيفَ مُنذُ أكثَرَ مِنْ ألفِ سَنَةٍ يَقُومُ بِتَدرِيسِ الفِقْهِ الإِسلامِيِّ وَاللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ. الأفكَارُ الإِسلامِيَّةُ يَنبَثِقُ عَنهَا نِظَامٌ مِنْ جِنسِهَا, سَعِدَتْ بِهِ البَشَرِيَّةُ: نِظَامُ الحُكْمِ, النِّظَامُ الاقتِصَادِيُّ, النِّظَامُ الاجتِمَاعِيُّ, نِظَامُ العُقُوبَاتِ. وَمَاذَا تُنتِجُ لَنَا الأفكَارُ الإِغرِيقِيَّةُ الوَثَنِيَّةُ مِنْ أنظِمَةٍ؟ لَمْ نَسمَعْ أنَّ الأفكَارَ الإِغرِيقِيَّةَ الوَثَنِيَّةَ أنتَجَتْ نِظَامًا شَامِلاً مُتَكَامِلاً.



وَإِذَا صَحَّ قَولِي, وَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى أيَّةِ حَالٍ, فَهَلْ أكُونُ غَالِيًا إِذَا وَصَفْتُ طَهَ حُسَينٍ بِالتَّضلِيلِ, وَتَشوِيهِ الحَقَائِقِ, وَتَزوِيرِ التَّارِيخِ فِيمَا ذَهَبَ إِلَيهِ؟؟ وَطَهَ حُسَينٍ لَمْ يَكتَفِ بِالتَّروِيجِ لِلحَضَارَةِ الغَربِيَّةِ, وَالأفكَارِ الرَّأسْمَالِيَّةِ السَّائِدَةِ فِي مِصْرَ, وَسَائِرِ بِلادِ المُسلِمِينَ بِالمِقدَارِ الَّذِي أرَادَهُ المُستَعمِرُونَ, بَلْ تَرَاهُ يُشَدِّدُ عَلَى وُجُوبِ الإِيغَالِ فِي الأخْذِ بِكُلِّ أسْبَابِ الحَضَارَةِ الغَربِيَّةِ, يَقُولُ فِي كِتَابِهِ "مُستَقبَلُ الثَّقَافَةِ فِي مِصْرَ": "لَكِنَّ السَّبِيلَ إِلَى ذَلِكَ لَيسَتْ فِي الكَلامِ يُرْسَلُ إِرسَالاً, وَلا فِي المَظَاهِرِ الكَاذِبَةِ, وَالأوضَاعِ المُلَفَّقَةِ, وَإِنَّمَا هِيَ وَاضِحَةٌ بَيِّنَةٌ مُستَقِيمَةٌ, لَيسَ فِيهَا عِوَجٌ وَلا التِوَاءٌ. وَهِيَ وَاحِدَةٌ فَذَّةٌ لَيسَ لَهَا تَعَدُّدٌ, وَهِيَ أنْ نَسِيرَ سِيرَةَ الأُورُوبيِّينَ, وَنَسلُكَ طَرِيقَهُمْ؛ لِنَكُونَ لَهُم أندَادًا, وَنَكُونَ لَهْم شُرَكَاءَ فِي الحَضَارَةِ: خَيرِهَا وَشَرِّهَا, حُلْوِهَا وَمُرِّهَا, مَا يُحَبُّ مِنهَا وَمَا يُكْرَهُ, وَمَا يُحمَدُ مِنهَا وَمَا يُعَابُ. وَمَنْ زَعَمَ لَنَا غَيرَ ذَلِكَ فَهُوَ خَادِعٌ أو مَخْدُوعٌ. وَالغَرِيبُ أنَّا نَسِيرُ هَذِهِ السِّيرَةَ, وَنَذْهَبُ هَذَا المَذْهَبَ فِي حَيَاتِنَا العَمَلِيَّةَ اليَومِيَّةَ, وَلَكِنَّنَا نُنكِرُ ذَلِكَ فِي ألفَاظِنَا وَعَقَائِدِنَا, وَدَخَائِلِ نُفُوسِنَا, فَنَتَوَرَّطَ فِي نِفَاقٍ بَغِيضٍ, لا أستَطِيعُ أنْ أُسِيغَهُ, وَلا أنْ أسْكُنَ إِلَيهِ. إِنْ كُنَّا صَادِقِينَ فِيمَا نُعلِنُ وَنُسِرُّ مِنْ بُغْضِ الحَيَاةِ الأُورُوبِيَّةِ فَمَا يَمْنَعُنَا أنْ نَعدِلَ عَنهَا عُدُولاً, وَنَصُدَّ عَنهَا صُدُودًا, وَنَطرَحُهَا اطِّرَاحًا, وَإِنْ كُنَّا صَادِقِينَ فِيمَا نُقْدِمُ عَلَيهِ كُلَّ يَومٍ, وَفِي كُلِّ ثَنْيٍ مِنْ أثنَاءِ حَيَاتِنَا العَمَلِيَّةِ مِنْ تَقلِيدِ الأُورُوبِيِّينَ وَمُجَارَاتِهِمْ, فَمَا يَمنَعُنَا أنْ نُلائِمَ بَينَ أقوَالِنَا وَأعمَالِنَا, وَبَينَ آرَائِنَا وَسِيرَتِنَا, فَإِنَّ هَذَا النِّفَاقَ لا يَلِيقُ بِالَّذِينَ يُكبِرُونَ أنفُسَهُمْ, وَيُرِيدُونَ أنْ يَرتَفِعُوا بِهَا عَنِ النَّقَائِصِ وَالدَّنِيَّاتِ". انتَهَى كَلامُ طَهَ حُسَين.



يَقُولُ الدُّكتُورُ عَبدِ المَجِيدِ المُحتَسِبُ مُعَقِّبًا عَلَى كَلامِهِ: "وَحَتَّى تَتَّضِحَ خُطُورَةُ مَا يَدعُو إِلَيهِ طَهَ حُسَينُ وَيُرَوِّجُ لَهُ, وَيُنَاشِدُ الأُمَّةَ أنْ تُوغِلَ فِي الأخْذِ بِأسبَابِهِ أرَى لِزَامًا عَلَيَّ أنْ أُحَدِّدَ مَفهُومَ الحَضَارَةِ وَالمَدَنِيَّةِ, فَأقُولُ: إِنَّ الحَضَارَةَ هِيَ مَجمُوعُ المَفَاهِيمِ وَالقَنَاعَاتِ الأسَاسِيَّةَ وَالفَرعِيَّةَ عَنِ الحَيَاةِ. وَالحَضَارَةُ الإِسلامِيَّةُ تَقُومُ عَلَى الإِيمَانِ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ, وَبِاليَومِ الآخِرِ, وَبِالقَضَاءِ وَالقَدَرِ خَيرِهِ وَشَرِّهِ مِنَ اللهِ تَعَالَى. وَوُجُودُ المَسَاجِدِ فِي دِيَارِ الإِسلامِ, وَمَشَاعِرُ الحَجِّ حَولَ البَيتِ العَتِيقِ, وَمَنعُ الرِّبَا أوِ المَصَارِفِ الرَّبَوِيَّةِ, وَإِيجَادُ خَلِيفَةٍ وَاحِدٍ يَحكُمُ المُسلِمِينَ بِالإِسلامِ فِي دِيَارِ الإِسلامِ, وَالجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ, وَمَنعُ الاختِلاطِ بَينَ الذُّكُورِ وَالإِنَاثِ, وَكَونُ المَرأةِ رَبَّةَ بَيتٍ, وَعِرضًا يَجْبُ أنْ يُصَانَ, وَغَيرُ هَذِهِ المَفَاهِيمِ الَّتِي يَحمِلُهَا المُسلِمُ المُستَنِيرُ عَنِ الحَيَاةِ تُعَدُّ مِنَ الحَضَارَةِ الإِسلامِيَّةِ.



00 P 19 3 2018



وَالحَضَارَةُ الغَربِيَّةُ أوِ الرَّأسْمَالِيَّةُ تَقُومُ عَلَى أسَاسِ فَصْلِ الدِّينِ عَنِ الحَيَاةِ أوْ السِّيَاسَةِ بَعدَ عَمَلِيَّةِ الصِّرَاعِ المَرِيرِ الدَّامِي بَينَ رِجَالِ الدِّينِ, وَعَلَى رَأسِهِمُ البَابَا مِنْ جِهَةٍ, وَبَينَ رِجَالِ السُّلطَةِ الزَّمَنِيَّةِ "أي الحُكَّامِ" وَالمُفَكِّرِينَ مِنْ جِهَةٍ أُخرَى. وَعَلَى أسَاسِ فِكْرَةِ فَصْلِ الدِّينِ عَنِ الحَيَاةِ قَامَتِ الحُرِّيَاتُ الأرْبَعُ: حُريَّةُ الرَّأيِ, وَحُريَّةُ العَقِيدَةِ, وَحُريَّةُ المِلْكِ, وَالحُريَّةُ الشَّخصِيَّةُ, وَعَلَى أسَاسِ حُريَّةِ المِلْكِ قَامَ النِّظَامُ الاقتِصَادِيُّ الرَّأسْمَالِيُّ, فُسُمِّيَ الشَّيءُ كُلُّهُ بِأبْرَزِ مَا فِيهِ.



أمَّا المَدَنِيَّةُ فَهِيَ مَجمُوعُ الأشكَالِ المَادِيَّةِ الَّتِي تُستَعْمَلُ فِي الحَيَاةِ مِنَ المِلعَقَةِ وَالسَيَّارَةِ وَالطَّائِرَةِ وَالصَّارُوخِ وَالمَدَافِعِ وَالدَّبابَاتِ وَالمُدَرَّعَاتِ وَالترَاكتُور, وَكُلِّ المُختَرَعَاتِ وَالمُصنُوعَاتِ. وَهُنَاكَ مَدَنِيَّةٌ مُرتَبِطَةٌ بِمَفَاهِيمَ عَنِ الحَيَاةِ, فَالهَندَسَةُ عِلْمٌ, وَلَكِنْ كَونَ النَّوَافِذِ وَاسِعَةً مُنخَفِضَةً, تُبرِزُ سُكَّانَ المَنزِلِ مُبَاحٌ فِي الحَضَارِةِ الرَّأسْمَالِيَّةِ لأنَّهَا مُرتَبِطَةٌ بِالحُريَّةِ الشَّخصِيَّةِ, وَمُحَرَّمٌ فِي الحَضَارَةِ الإِسلامِيَّةِ, لأَنَّ الحُريَّةَ فِي الإِسلامِ مُقَيَّدَةٌ بِالشَّرعِ؛ وَلِذَلِكَ تَكُونُ النَّوَافِذُ فِي بُيُوتِ المُسلِمِينَ, وَسَائِرِ رَعَايَا الدَّولَةِ الإِسلامِيَّةِ عَالِيَةً سَاتِرَةً. وَالعِلْمُ عَامٌّ لِكُلِّ أهْلِ الأرْضِ, أمَّا الحَضَارَةُ وَالأفكَارُ فَخَاصَّةٌ, وَالعِلْمُ فِي رُوسيَا وَأمرِيكَا وَبِرِيطَانيَا وَالصِّينِ وَاحِدٌ. لَكِنَّ الحَضَارَةَ فِي رُوسيَا وَالصِّينِ غَيرُ الحَضَارَةِ فِي أمرِيكَا وَبرِيطَانيَا. وَالأسَاُس الَّذِي تَقُومُ عَلَيهِ الحَضَارَةُ الغَربِيَّةُ فَاسِدٌ هَزِيلٌ. وَمَا بُنِيَ عَلَى الفَاسِدِ فَهُوَ فَاسِدٌ.

أيها المؤمنون:

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, وَلِلحَدِيثِ بَقِيَّةٌ, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى