الأخبار الزائفة.. الحرب الجديدة على وعي الشعوب
نزار خيرون
24/5/2020
تُعد الأخبار الزائفة أو كما يطلق عليها "The Fake News" من أخطر الأسلحة فتكاً بالمجتمعات والدول، وذلك بما تشكله من خطر على عقل ونفسية الإنسان، واستقرار وأمن المجتمع، خصوصا مع انتشارها غير المتحكم فيه، في ظل هيمنة مواقع التواصل الاجتماعي على الحيز الأكبر منها، وهو ما يتطلب حزما في مواجهتها وتوعية الرأي العام بكيفيات التعاطي معها.
تاريخ الأخبار الزائفة
صناعة ونشر الأخبار الزائفة ليست وليدة اليوم، بل يقترن تاريخها بتاريخ الأخبار نفسها، حيث على سبيل المثال في نهاية القرن التاسع عشر انتشر مصطلح "الصحافة الصفراء" وهو تجسيد لمفهوم الأخبار الزائفة، وتقوم الصحافة الصفراء على مبدأ تضخيم الحقائق والمبالغة فيها أو محاولة تشويهها، وفقا لمصالح معينة تكون إما ضد أشخاص معينين، أو في سبيل مصالح سياسية أو اقتصادية أو حتى مجتمعية، وأُعيد مصطلح الأخبار الزائفة، إلى الواجهة في السنوات الأخيرة خصوصا بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، الذي صرح في إحدى مقابلاته مع الشبكة الإخبارية الأمريكية "CNN": "لست أنا المسؤول عن اختراع مصطلح "الأخبار الزائفة" فكل ما فعلته هو جعل هذه العبارة أكثر وضوحا، لأن مجتمعنا، للأسف، يعجّ بهذا النوع من الأخبار وهذا مؤسف حقا".
وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار الزائفة
كشفت دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا سنة 2018، أن انتشار الأخبار الكاذبة والإشاعات على وسائل التواصل الاجتماعي أسرع بكثير من الأخبار الحقيقية، حيث أوضحت الدراسة أن علة هذا الانتشار، ترجع إلى قدرة هذا النوع من الأخبار الكاذبة أو المضلّلة على خلق مشاعر الخوف أو الاندهاش الكبير لدى القراء والمتابعين، مما يضاعِف إقبال الناس على قراءتها ومشاركتها مع آخرين، ووجد هذا النوع من الأخبار ضالته في انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب سهولة الولوج إليها، ووفرة الإمكانيات اللوجستية والتقنية كاللوائح الإلكترونية والهواتف الذكية، حيث أصبحت تعرف طفرةً مضاعفة وعابرة للحدود، وذلك لطبيعة هذه المنصات المساعدة على النشر دون تكلفة ودون رقابة، كما تساعد طبيعتها المثيرة للجدل في الانتشار بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال بحثهم عن السبق في نشر الأخبار، خصوصا إذا تعلق الموضوع بقضايا تستأثر باهتمام الرأي العام، سعيا منهم إلى حصد المزيد من الإعجابات والمشاركات والتعاليق، بغية كسب قاعدة جماهيرية على هذه المنصات بهدف تصنيفهم ضمن خانة "المؤثرين".
تَعتمد الأخبار الزائفة في انتشارها على أنواع مختلفة في المصادر، من أبرزها التضليل والتمويه الذي يرتكز على تضليل القارئ، ونشر الفكرة من دون أن يترك له فرصة للتحقق من صحة هذه الأخبار أو عدمها
الأخبار الزائفة في زمن الأزمات
تعد فترة الأزمات التي قد يمر منها مجتمع ما، أنسب وأفضل بيئة تترعرع فيها الأخبار الزائفة وتنمو فيها الشائعات، وعلى سبيل المثال، ما عشناه خلال هذه الظرفية الاستثنائية بالمغرب منذ ظهور فيروس كورونا ببلادنا، حيث شهدنا عددا كبيراً من المنشورات المتضمنة لأخبار الزائفة، بما فيها فبركة وبلاغات رسمية ومؤسساتية لإيهام المتلقي بإصدار هذه المؤسسات لقرارات ومستجدات جديدة، وكذا نشر أخبار ذات صلة وحقائق ناقصة وغير كاملة ومشوهة، تهم الحالة الوبائية بالبلاد وما صاحبها من إجراءات مواكبة، ومن النماذج القائمة أيضا، أنه بإعلان حالة الطوارئ الصحية، سارعت بعض الصفحات إلى نشر أخبار عن نفاذ مخزون المحلات والمتاجر الممتازة من المواد الغذائية والأساسية، وما يحتاجه المواطن في حياته اليومية، مما سبب ذعراً وقلقاً نفسيا لعدد كبير من المواطنين، ودفعهم إلى الانكباب على هذه المحلات، مما أدى إلى ازدحام منقطع النظير عليها وخلق فوضى داخلها، وخرق شرط التباعد الصحي للوقاية من الإصابة بالفيروس.
تكرار صناعة هذا النوع من الأخبار في ظل الأزمة الوبائية التي يمر منها المغرب، دفع السلطات الحكومية إلى إقرار مواد قانونية زجرية في حق كل من نشر أي خبر غير صحيح، يتعلق بحالة الطوارئ الصحية أو بمستجدات الحالة الوبائية بالبلاد، وهو ما جعل نسبة هذه الأخبار تتراجع بشكل مطرد عقب دخول القانون حيز التطبيق وزجر عدد من المخالفين، تسبب الأخبار الزائفة في زعزعة استقرار المجتمع وأمن المواطنين وخلق جو من الذعر بلا سبب، وتُساهم في هدم جسر الثقة بين المواطنين أنفسهم، أو بينهم وبين المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، كما أنها تعمل على إثارة جو من التشاؤم إزاء الأحداث والمستجدات الجارية، خصوصا إذا تعلق الأمر بصحة المواطن ومعيشه اليومي ومستقبله الشخصي والأسري.
كيف تتكون هذه الأخبار الزائفة؟!
تَعتمد الأخبار الزائفة في انتشارها على أنواع مختلفة في المصادر، من أبرزها التضليل والتمويه الذي يرتكز على تضليل القارئ، ونشر الفكرة من دون أن يترك له فرصة للتحقق من صحة هذه الأخبار أو عدمها، هذا بالإضافة إلى زيف المصادر المعتمد عليها، وهو الأسلوب الذي يتبع من قبل الصحف ومواقع الإعلانات والأخبار، التي تهدف إلى نشر صور ومواقف لأشخاص أو جهات والتعليق عليها بشكل مختلف كليا عن المقصد الحقيقي للصورة أو الموقف أو الرأي للشخص المعلن عنه أو الجهة التي تتعلق هذه الأخبار بها.
يعتبر الاعتماد على الصفحات والمصادر الرسمية والموثوقة دون غيرها أهم سلاح لمواجهة الاخبار الزائفة، إذ من خلالها يظهر جلياً صحة الخبر المتداول من عدمه
كما يعد التلاعب في العناوين من أبرز المصادر التي تعتمد عليها الأخبار الزائفة في الانتشار، خصوصا في ظل مواقع التواصل الاجتماعي، عدد كبير من القراء لا يكملون قراءتهم لخبر ما بتفاصيله، فضلا عن تدقيق المحتوى، ويكتفون فقط بقراءة العنوان الرئيسي دون تكلف عناء النقر على الرابط وقراءة الموضوع كاملاً، وهنا يسقطون في المحظور، بحيث يشكلون فكرتهم من خلال العنوان الذي تتعمد بعض المواقع أن يكون أبعد ما يكون عن الحقيقة.
مصدر آخر من المصادر المغذية للإشاعات، وهي الأخبار التي تستهدف مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يكون الهدف الرئيسي منها هو حصد الإعجاب أو تجميع "اللايكات" فقط، وتجميع أكبر نسبة من المشاهدات، وأخيراً الإسناد إلى مصدر غير معتمد عليه، وهو الأمر الذي يمكن من خلاله انتشار الأخبار المزيفة من خلال تتبع مواقع متخصصة في نشر الإشاعات والكلام المتداول عن الأوساط الفنية أو الأوساط السياسية.
كيف نحد من الأخبار الزائفة؟!
يعتبر الاعتماد على الصفحات والمصادر الرسمية والموثوقة دون غيرها أهم سلاح لمواجهة الاخبار الزائفة، إذ من خلالها يظهر جلياً صحة الخبر المتداول من عدمه، خصوصا وأن هذه المصادر تعزز الخبر بوثائق أو صور أو فيديوهات رسمية، وتضعك أمام الصورة كاملة، بحيث يجب على أي متلقي لأي خبر كيفما كان أن يعمد إلى التحقق من صحته قبل نشره وتوزيعه عبر تطبيقات الإرسال الفوري، وفي هذا الصدد أنتجت عدد من الشركات وسائل تساعد على التحقق من صحة الأخبار والوسائط المنتشرة، بالإضافة إلى البحث عن المواقع الموثوقة والشهيرة الأخرى التي تنشر نفس الخبر، وكذا التحقق من الصور والفيديوهات المنتشرة.
وتبقى توعية الأفراد والمجتمع بخطورة الأخبار الزائفة من الطرق الفعالة والناجعة في محاربة هذا النوع من المحتوى والمنشورات، فبوعي الإنسان بخطورة مالات الأخبار الزائفة والشائعات فإنه يبتعد تدريجياً عنها، وهذا الأمر ظهر جلياً عندما تجندت وسائل الإعلام والمؤسسات العمومية وكثفت من وثيرة تحيين المعطيات الرسمية بخصوص الحالة الوبائية بالمغرب طيلة هذه المدة، بحيث أي معلومة يبحث عنها المواطن يجدها في هذه المواقع والصفحات المعتمدة، فيصرف النظر عن أي محتوى آخر قد يصادفه هنا أو هناك، وهو ما ساهم في التقليل من هذه الشائعات.
نزار خيرون
24/5/2020
تُعد الأخبار الزائفة أو كما يطلق عليها "The Fake News" من أخطر الأسلحة فتكاً بالمجتمعات والدول، وذلك بما تشكله من خطر على عقل ونفسية الإنسان، واستقرار وأمن المجتمع، خصوصا مع انتشارها غير المتحكم فيه، في ظل هيمنة مواقع التواصل الاجتماعي على الحيز الأكبر منها، وهو ما يتطلب حزما في مواجهتها وتوعية الرأي العام بكيفيات التعاطي معها.
تاريخ الأخبار الزائفة
صناعة ونشر الأخبار الزائفة ليست وليدة اليوم، بل يقترن تاريخها بتاريخ الأخبار نفسها، حيث على سبيل المثال في نهاية القرن التاسع عشر انتشر مصطلح "الصحافة الصفراء" وهو تجسيد لمفهوم الأخبار الزائفة، وتقوم الصحافة الصفراء على مبدأ تضخيم الحقائق والمبالغة فيها أو محاولة تشويهها، وفقا لمصالح معينة تكون إما ضد أشخاص معينين، أو في سبيل مصالح سياسية أو اقتصادية أو حتى مجتمعية، وأُعيد مصطلح الأخبار الزائفة، إلى الواجهة في السنوات الأخيرة خصوصا بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، الذي صرح في إحدى مقابلاته مع الشبكة الإخبارية الأمريكية "CNN": "لست أنا المسؤول عن اختراع مصطلح "الأخبار الزائفة" فكل ما فعلته هو جعل هذه العبارة أكثر وضوحا، لأن مجتمعنا، للأسف، يعجّ بهذا النوع من الأخبار وهذا مؤسف حقا".
وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار الزائفة
كشفت دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا سنة 2018، أن انتشار الأخبار الكاذبة والإشاعات على وسائل التواصل الاجتماعي أسرع بكثير من الأخبار الحقيقية، حيث أوضحت الدراسة أن علة هذا الانتشار، ترجع إلى قدرة هذا النوع من الأخبار الكاذبة أو المضلّلة على خلق مشاعر الخوف أو الاندهاش الكبير لدى القراء والمتابعين، مما يضاعِف إقبال الناس على قراءتها ومشاركتها مع آخرين، ووجد هذا النوع من الأخبار ضالته في انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب سهولة الولوج إليها، ووفرة الإمكانيات اللوجستية والتقنية كاللوائح الإلكترونية والهواتف الذكية، حيث أصبحت تعرف طفرةً مضاعفة وعابرة للحدود، وذلك لطبيعة هذه المنصات المساعدة على النشر دون تكلفة ودون رقابة، كما تساعد طبيعتها المثيرة للجدل في الانتشار بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال بحثهم عن السبق في نشر الأخبار، خصوصا إذا تعلق الموضوع بقضايا تستأثر باهتمام الرأي العام، سعيا منهم إلى حصد المزيد من الإعجابات والمشاركات والتعاليق، بغية كسب قاعدة جماهيرية على هذه المنصات بهدف تصنيفهم ضمن خانة "المؤثرين".
تَعتمد الأخبار الزائفة في انتشارها على أنواع مختلفة في المصادر، من أبرزها التضليل والتمويه الذي يرتكز على تضليل القارئ، ونشر الفكرة من دون أن يترك له فرصة للتحقق من صحة هذه الأخبار أو عدمها
الأخبار الزائفة في زمن الأزمات
تعد فترة الأزمات التي قد يمر منها مجتمع ما، أنسب وأفضل بيئة تترعرع فيها الأخبار الزائفة وتنمو فيها الشائعات، وعلى سبيل المثال، ما عشناه خلال هذه الظرفية الاستثنائية بالمغرب منذ ظهور فيروس كورونا ببلادنا، حيث شهدنا عددا كبيراً من المنشورات المتضمنة لأخبار الزائفة، بما فيها فبركة وبلاغات رسمية ومؤسساتية لإيهام المتلقي بإصدار هذه المؤسسات لقرارات ومستجدات جديدة، وكذا نشر أخبار ذات صلة وحقائق ناقصة وغير كاملة ومشوهة، تهم الحالة الوبائية بالبلاد وما صاحبها من إجراءات مواكبة، ومن النماذج القائمة أيضا، أنه بإعلان حالة الطوارئ الصحية، سارعت بعض الصفحات إلى نشر أخبار عن نفاذ مخزون المحلات والمتاجر الممتازة من المواد الغذائية والأساسية، وما يحتاجه المواطن في حياته اليومية، مما سبب ذعراً وقلقاً نفسيا لعدد كبير من المواطنين، ودفعهم إلى الانكباب على هذه المحلات، مما أدى إلى ازدحام منقطع النظير عليها وخلق فوضى داخلها، وخرق شرط التباعد الصحي للوقاية من الإصابة بالفيروس.
تكرار صناعة هذا النوع من الأخبار في ظل الأزمة الوبائية التي يمر منها المغرب، دفع السلطات الحكومية إلى إقرار مواد قانونية زجرية في حق كل من نشر أي خبر غير صحيح، يتعلق بحالة الطوارئ الصحية أو بمستجدات الحالة الوبائية بالبلاد، وهو ما جعل نسبة هذه الأخبار تتراجع بشكل مطرد عقب دخول القانون حيز التطبيق وزجر عدد من المخالفين، تسبب الأخبار الزائفة في زعزعة استقرار المجتمع وأمن المواطنين وخلق جو من الذعر بلا سبب، وتُساهم في هدم جسر الثقة بين المواطنين أنفسهم، أو بينهم وبين المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، كما أنها تعمل على إثارة جو من التشاؤم إزاء الأحداث والمستجدات الجارية، خصوصا إذا تعلق الأمر بصحة المواطن ومعيشه اليومي ومستقبله الشخصي والأسري.
كيف تتكون هذه الأخبار الزائفة؟!
تَعتمد الأخبار الزائفة في انتشارها على أنواع مختلفة في المصادر، من أبرزها التضليل والتمويه الذي يرتكز على تضليل القارئ، ونشر الفكرة من دون أن يترك له فرصة للتحقق من صحة هذه الأخبار أو عدمها، هذا بالإضافة إلى زيف المصادر المعتمد عليها، وهو الأسلوب الذي يتبع من قبل الصحف ومواقع الإعلانات والأخبار، التي تهدف إلى نشر صور ومواقف لأشخاص أو جهات والتعليق عليها بشكل مختلف كليا عن المقصد الحقيقي للصورة أو الموقف أو الرأي للشخص المعلن عنه أو الجهة التي تتعلق هذه الأخبار بها.
يعتبر الاعتماد على الصفحات والمصادر الرسمية والموثوقة دون غيرها أهم سلاح لمواجهة الاخبار الزائفة، إذ من خلالها يظهر جلياً صحة الخبر المتداول من عدمه
كما يعد التلاعب في العناوين من أبرز المصادر التي تعتمد عليها الأخبار الزائفة في الانتشار، خصوصا في ظل مواقع التواصل الاجتماعي، عدد كبير من القراء لا يكملون قراءتهم لخبر ما بتفاصيله، فضلا عن تدقيق المحتوى، ويكتفون فقط بقراءة العنوان الرئيسي دون تكلف عناء النقر على الرابط وقراءة الموضوع كاملاً، وهنا يسقطون في المحظور، بحيث يشكلون فكرتهم من خلال العنوان الذي تتعمد بعض المواقع أن يكون أبعد ما يكون عن الحقيقة.
مصدر آخر من المصادر المغذية للإشاعات، وهي الأخبار التي تستهدف مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يكون الهدف الرئيسي منها هو حصد الإعجاب أو تجميع "اللايكات" فقط، وتجميع أكبر نسبة من المشاهدات، وأخيراً الإسناد إلى مصدر غير معتمد عليه، وهو الأمر الذي يمكن من خلاله انتشار الأخبار المزيفة من خلال تتبع مواقع متخصصة في نشر الإشاعات والكلام المتداول عن الأوساط الفنية أو الأوساط السياسية.
كيف نحد من الأخبار الزائفة؟!
يعتبر الاعتماد على الصفحات والمصادر الرسمية والموثوقة دون غيرها أهم سلاح لمواجهة الاخبار الزائفة، إذ من خلالها يظهر جلياً صحة الخبر المتداول من عدمه، خصوصا وأن هذه المصادر تعزز الخبر بوثائق أو صور أو فيديوهات رسمية، وتضعك أمام الصورة كاملة، بحيث يجب على أي متلقي لأي خبر كيفما كان أن يعمد إلى التحقق من صحته قبل نشره وتوزيعه عبر تطبيقات الإرسال الفوري، وفي هذا الصدد أنتجت عدد من الشركات وسائل تساعد على التحقق من صحة الأخبار والوسائط المنتشرة، بالإضافة إلى البحث عن المواقع الموثوقة والشهيرة الأخرى التي تنشر نفس الخبر، وكذا التحقق من الصور والفيديوهات المنتشرة.
وتبقى توعية الأفراد والمجتمع بخطورة الأخبار الزائفة من الطرق الفعالة والناجعة في محاربة هذا النوع من المحتوى والمنشورات، فبوعي الإنسان بخطورة مالات الأخبار الزائفة والشائعات فإنه يبتعد تدريجياً عنها، وهذا الأمر ظهر جلياً عندما تجندت وسائل الإعلام والمؤسسات العمومية وكثفت من وثيرة تحيين المعطيات الرسمية بخصوص الحالة الوبائية بالمغرب طيلة هذه المدة، بحيث أي معلومة يبحث عنها المواطن يجدها في هذه المواقع والصفحات المعتمدة، فيصرف النظر عن أي محتوى آخر قد يصادفه هنا أو هناك، وهو ما ساهم في التقليل من هذه الشائعات.